Skip to main content

من الحياة __ مريم الساعدي_____ كتابة صادقة

كتابة صادقة

تاريخ النشر: الثلاثاء 31 مارس 2015
تقرأ بعض الكتابات فتجد أنها لا تقول شيئاً. قد تكون جيدة على المستوى اللغوي، لكنك تخرج منها دون أن تعرف ماذا كانت تقول. لأن هناك فرقاً بين أن تكتب لكي تكتب، وبين أن تكتب لتقول. أن تكتب «لتقول» أي أن تستخدم الكتابة كوسيلة تواصل مع الآخر. أن تكون «مهتماً» بالآخر. أن تريد منه أن يسمعك لأن لديك شيئاً تقوله، ولأن هذا الشيء يؤرقك، ولا بد أن تقوله لكي تستريح، فأنت تكتب لكي تُسمع، أما الكتابة لأجل الكتابة فصاحبها لا يمتلك شيئاً يقوله لك. يريد فقط أن يريك مهارته في الكتابة. هو يستعرض قدراته اللغوية أمامك، لا يهمه أمرك، كل ما يهمه أمره هو. أمر حرفته وصنعته. لسان حاله يقول: أنظر إلي أنا أجيد رصّ الحروف وتشكيل الجمل. فتجده رصّاً جيداً وربما جميلاً، ولكنك تخرج بلا أي أثر منه، فالكلمات البلاغية المفرغة من المعنى مثل الورود الصناعية، لا تنشر عبقاً ولا تترك أثراً.

لذلك لا يمكن أن تقول إن معيار قيمة العمل الأدبي هو في «لغته» فقط، كما دافعت لجنة الجائزة العالمية للرواية العربية عن اختياراتها لهذا العام. لم أقرأ أياً من الكتب المختارة بعد. لكن من قرأوا لم يكونوا على قدر كبير من الارتياح. العمل الأدبي ليس تقريراً إنشائياً لنحكم عليه بجودة اللغة (وحتى هذا المعيار تم ضحده من قبل الكثيرين)، هو إنجاز شامل لتجربة إنسانية مؤثرة نقلها الكاتب على الورق. لماذا أريد أن أقرأ كتاباً لا يأبه كاتبه بي. لا يحدثني أنا؟ يريد مني فقط وقتي لأراه ككاتب دون أن يهمه أن يراني كقارئ؟. أنا أقرأ لكي أفهم، ولكي أعرف، ولكي أشعر بأني أفضل، ولكي أستريح من تعب الأيام، ولكي أجد صديقاً يفهمني، أنا أقرأ لكي لا أشعر بأني وحدي، وبأن هذا الكتاب كما قال المثل «خير صديق» لماذا أريد صديقاً مغروراً لا يهمه إلا استعراض عضلاته اللغوية أمام بصري؟ بصري غالٍ، أُفضّل أن أحدق به في السماء وعلى سطح بحر وفي وجه طفل على أن أهدره على كلمات كاتب لم يفهم أن الكلمة قبل أن تكون وسيلة شهرة له هي جسر متأرجح فوق نهر هائج للوصول إليّ.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe