Skip to main content

أوباما ومنظومة الديناصور________ صبحي حديدي

أوباما ومنظومة الديناصور

صبحي حديدي
إذا كانت إيران، او بالأحرى: النفوذ الإيراني المتعاظم، هي القاسم المشترك الاوّل بين معارك تحرير تكريت في العراق، واستهداف الحوثيين في اليمن ضمن عملية «عاصفة الحزم»؛ فإنّ القاسم المشترك الثاني هو «عقيدة» الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي جرى تطبيقها على الأرض طيلة ستّ سنوات ونيف، ولعلها سوف تتواصل حتى الساعة الأخيرة من وجود أوباما في البيت الأبيض.
وقد يرى البعض، ليس دون وجه حقّ بالطبع، أنّ التخبط هو سمة هذه «العقيدة»؛ إذْ كيف يعقل أن تكون الطائرات الأمريكية المقاتلة هي السند الجوي لميليشيات «الحشد الشعبي»، التي يقودها ضبّاط إيرانيون، على رأسهم الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الشهير؟ وأياً كانت الأسباب الذرائعية التي تُساق في تبرير هذا التحالف الشاذ (كأن يُقال بأنّ هذه الميليشيات تقوم بالأدوار القذرة ضد «داعش» بالنيابة عن أمريكا وحلفائها)، فكم هي خرقاء تلك الخيارات ذاتها إذا كانت تقوّي شوكة الميليشيات المذهبية ـ ذات الصبغة الشيعية، في نهاية المطاف ـ ضدّ جمهور السنّة في العراق عموماً، وفي بلدة ذات محمولات رمزية استثنائية مثل تكريت، خصوصاً؟ أليس مدعاة سخرية، من جانب آخر، أن يكون رحيل الجنرال سليماني شخصياً من ساحة المعركة (مع بقاء أنصاره وأركانه ومرؤوسيه العراقيين على الأرض)، هو الشرط، المسرحي عملياً، لاستئناف الدعم الجوي الأمريكي؟
ثمة رأي آخر، مع ذلك، يساجل بأنّ من الخطأ اختزال «عقيدة» أوباما إلى هذه المنظومة التبسيطية، في تكريت تحديداً، وبصدد الموقف من النفوذ الإيراني في المنطقة عموماً. ثمة، حسب هذا الرأي، نمطان من حروب استنزاف عير مباشرة، ينخرط فيها خصوم الولايات المتحدة، طائعين أو مكرهين؛ والبيت الأبيض يكتفي بالفرجة عليها إجمالاً، أو المشاركة في صبّ الزيت على حرائقها أحياناً. وهي، بدورها، وإنْ بطرائق أبعد أثراً، تسير على مبدأ إنابة الخصم في أداء الأعمال القذرة، حتى إذا انطوت السيرورة على مجازفات صغيرة هنا وهناك.
هنالك حرب استنزاف أولى ضدّ إيران، للمفارقة الكبرى، عمادها زجّ إيران في سلسلة من المآزق المتتابعة، غير المترابطة بالضرورة، في سوريا والعراق واليمن خصوصاً، وإرهاق طهران مالياً وعسكرياً ومعنوياً وعقائدياً، بحيث ينقلب النفوذ الإيراني إلى ديناصور هائل ضخم الجثة، لكنه متباطىء الحركة وثقيل الإيقاع وعالة على ذاته ومحيطه. وفي التنويع على هذه الحرب، ثمة استنزاف لا يقلّ أذى، بل تظلّ خسائره أفدح على المدى البعيد، انساق إليه «حزب الله» اللبناني، في سوريا بادىء ذي بدء وعلى نحو عسكري مباشر على امتداد جبهات كثيرة؛ وعلى النطاق العربي والمسلم عموماً، لجهة افتضاح خرافة «المقاومة» وانزوائها في خندق مذهبي ضيّق، يحالف مجرمي الحرب وقتلة الأطفال، بل يقاتل بالنيابة عنهم.
والحال أنّ هذه المنظومة تؤتي الكثير من أُكلها المرجوة، فلا تتجلى في الأثمان الاقتصادية التي تتراكم على كاهل طهران، من حيث تدهور الريال الإيراني وتقلبات أسعار النفط التي تقذف بالميزانيات في مهبّ الريح، فحسب؛ بل تتخذ، أيضاً، تعبيرات سياسية وعسكرية ومذهبية ذات أضرار بالغة، خاصة حين تبدو طهران أقرب إلى الظاهرة الصوتية الصرفة، في الردّ على الضربات المضادة الموجعة (كما في مثال «الرد المزلزل» الذي وُعدت به إسرائيل بعد استهداف «حزب الله» وقيادات إيرانية في هضبة الجولان المحتل، قبل أسابيع قليلة؛ أو في التصريحات الجوفاء، والجعجعة اللفظية، التي أعقبت عملية «عاصفة الحزم»).
الأمر الذي لا يحصّن أوباما، ومنظومته هذه، من أخطار ديناصور ثقيل ومتثاقل… لا تُحتمل خفّته دائماً، مع ذلك!
صبحي حديدي

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe