لماذا انقلب موقف أنقرة ضد طهران وهل ستمتد رياح «عاصفة الحزم» لسوريا بدعم تركي؟
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد سنوات من تطبيق سياسة «تحييد الخلافات»
بين أنقرة وطهران، خرجت تركيا عن صمتها وكشفت تصريحات كبار مسؤوليها عن غضب
عارم اتجاه السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، الأمر الذي فتح الباب
واسعاً أمام التساؤلات عن السر في هذا التوقيت الذي ترافق مع الدعم التركي
القوي واللافت لعملية «عاصفة الحزم»، والتكهنات عن إمكانية امتداد العملية
لتصل إلى سوريا.
وعلى الرغم من الخلافات السياسية العميقة بين البلدين، إلا أنهما تمكنا طول السنوات الماضية من المحافظة على درجة معينة من التوازن من خلال تحييد الخلافات السياسية والتركيز على تطوير العلاقات الاقتصادية التي وصلت إلى مستويات عالية.
ففي الوقت الذي تدعم فيه طهران حليفها الأول نظام الرئيس السوري بشار الأسد سياسياً وعسكرياً ومالياً، عملت أنقرة على دعم المعارضة السورية المسلحة منذ بداية الثورة، وبات هدف إسقاط الأسد من أولى أوليات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تحملت بلاده عبئ استضافة قرابة مليوني لاجئ سوري على أراضيها.
ويبدو أن أنقرة باتت تتخوف كما الدول العربية والخليجية تحديداً من تبعات الاتفاق المتوقع بين دول (5+1) وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وطهران حول البرنامج النووي الإيراني، دون مراعاة مصالح هذه الدول، الأمر الذي سيعزز النفوذ الإيراني بالمنطقة لا سيما وأنها باتت تمتلك نفوذا واسعاً في كلاً من العراق وسوريا ولبنان وأخيراً اليمن.
لكن الصحافي والباحث التركي محمد زاهد غٌل استبعد في حديث لـ»القدس العربي» أن تمتد «عاصفة الحزم» في الوقت القريب على الأقل إلى سوريا، وقال في رده على سؤال في هذا الشأن: «أستبعد هذا الأمر ولا أظن أن ذلك سيحدث قريباً».
وقال: «اللقاء الذي جرى في الرياض بين أردوغان والملك سلمان بن عبد العزيز تطرق لموضوع اليمن وكان هناك تطابق كبير في وجهات نظر الطرفين ترجم عملياً من خلال بين الخارجية التركية الذي أعلن دعمه الكامل للتحرك الخليجي في اليمن».
ويرى مراقبون أن ظروف سوريا تختلف كثيراً عن اليمن، حيث تلقي كلاً من روسيا وإيران بكامل ثقلهما في دعم نظام الأسد، في الوقت الذي لا ترغب فيه واشنطن باغضاب طهران قبيل انتهاء المفاوضات الجارية للوصول إلى حل نهائي للملف النووي.
داخلياً، لا يبدو حزب العدالة والتنمية الحاكم بوارد المجازفة بأي خطوة قد تؤدي إلى خسارته الانتخابات البرلمانية المقبلة والمقررة منتصف حزيران/يونيو المقبل، والتي تعتبر حاسمة بالنسبة للحزب الذي يخطط إلى الفوز وكتابة دستور جديد للبلاد يضمن تحويل نظام الحكم إلى «رئاسي» لتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان.
نائب وزير الخارجية الإيراني «حسن قشقاوي»، أكد الأحد، عدم حدوث أي تغيير في برنامج زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الإيرانية «طهران»، في 7 نيسان/ أبريل المقبل، وذلك في خبر نشرته وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إيرنا). وأشار إلى «ضرورة إعطاء أجوبة مناسبة لكل تصريحات توجه (لإيران)»، لافتًا إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رد بشكل مناسب على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها أردوغان، وفق تعبيره.
وأضاف: «ينبغي على دول المنطقة وضع حلولٍ مشتركة للمشاكل التي تواجه المنطقة، بدلًا من إلقاء اللوم على الآخرين، واضعين الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة نصب أعينهم، وعدم القيام بتصريحات تتجاهل الظروف الراهنة الموجودة في المنطقة».
وفي تصريحات اعتبرت الأشد على الاطلاق، وجه أردوغان انتقادات للسياسة الإيرانية في المنطقة، يوم الخميس الماضي، معربًا عن دعم بلاده لعملية «عاصفة الحزم»، واعتبر أردوغان أن إيران تسعى للهيمنة على المنطقة، وأن عليها الانسحاب من سوريا، والعراق، واليمن، وتغيير رؤيتها المذهبية تجاه قضايا المنطقة.
وكانت «القدس العربي» نشرت قبل أيام نقلاً عن مصادر تركية خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيجري زيارة خاصة إلى طهران خلال الفترة القريبة المقبلة، ولفتت المصادر آنذاك إلى أن الزيارة تهدف إلى تسوية بعض المشاكل بين طهران وأنقرة، مشددةً على أن الزيارة لا تعني أن تركيا راضية عن السياسية الإيرانية ومساعيها للتوسع والتمدد في الدول العربية والمنطقة بشكل عام.
نائب رئيس الوزراء التركي، يالجين أقدوغان، اتهم، السبت، دولاً (لم يسمها) بالوقف وراء الأزمة التي تشهدها اليمن، من خلال صب الزيت على النار، وسعي (تلك الدول) لتقسيم اليمن طائفيًا إلى سُنة وشيعة، حيث وصف تلك البلدان بـ «غير الحكيمة».
من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» أنه سيلتقي مسؤولين خليجيين من أجل تحديد نوع الدعم التركي، مؤكداً أن بلاده مستعدة لتقديم جميع أنواع الدعم بما فيها المعلومات الاستخباراتية، عدا الدعم العسكري. وقال في تصريحات تلفزيونية: «دول الخليج سترسل مسؤوليها من أجل أن نكون في صورة الدعم الذي تنتظره من تركيا» مشيراً إلى موقف تركيا الواضح والمؤيد للعملية.
وفيما يخص الموقف الإيراني مما يحدث في اليمن أكد وزير الخارجية التركي على أنَّ بلاده أبلغت الإدارة الإيرانية أنَّ النهج الطائفي الذي تتبعه خاطئ، قائلاً «إنَّ تركيا لن تدعم إطلاقاً أي صدام شيعي سني في المنطقة، وتعتبرها خطيرة جداً على المنطقة، والوضع الراهن في اليمن يشهد حرباً مذهبية، ونحن لا نريد ذلك». وبحث الرئيس أردوغان في وقت سابق، في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التطورات الجارية في اليمن، معربًا عن قلقه البالغ من انتهاك المسلحين الحوثيين للاتفاقات التي أبرمها اليمن ولقرار مجلس الأمن الدولي.
وأوضح بيان الرئاسة التركية أن العاهل السعودي «قدم شكره للرئيس التركي على اهتمامه البالغ، ورسالة الدعم التي قدمها في هذا الصدد، وأطلعه على سير العمليات الجوية التي تجريها دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد (الحوثيين) في اليمن». مشيراً إلى أن أردوغان والملك سلمان أكدا على «التزامهما برفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى أعلى المستويات».
وكان أردوغان أجرى زيارة رسمية إلى السعودية بعد مشاركته في جنازة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بعد سنوات من الاختلاف حول العديد من قضايا المنطقة، أبرزها حركة الإخوان الملسمين التي دعمتها تركيا وتصنفها المملكة علىة أنها منظمة إرهابية.
وفي خطوة غير معهودة، هاجم رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشك إيران بشكل غير مباشر، وألمح إلى دعم أمريكي لإيران والمليشيات المساندة لها في العراق.
ومنذ سنوات تعتبر أنقرة أن العنف في العراق ناجم عن الظلم الذي ترتب على السياسات الطائفية التي كان يتبعها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، والمليشيات المدعومة من إيران.
إسماعيل جمال
وعلى الرغم من الخلافات السياسية العميقة بين البلدين، إلا أنهما تمكنا طول السنوات الماضية من المحافظة على درجة معينة من التوازن من خلال تحييد الخلافات السياسية والتركيز على تطوير العلاقات الاقتصادية التي وصلت إلى مستويات عالية.
ففي الوقت الذي تدعم فيه طهران حليفها الأول نظام الرئيس السوري بشار الأسد سياسياً وعسكرياً ومالياً، عملت أنقرة على دعم المعارضة السورية المسلحة منذ بداية الثورة، وبات هدف إسقاط الأسد من أولى أوليات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تحملت بلاده عبئ استضافة قرابة مليوني لاجئ سوري على أراضيها.
ويبدو أن أنقرة باتت تتخوف كما الدول العربية والخليجية تحديداً من تبعات الاتفاق المتوقع بين دول (5+1) وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وطهران حول البرنامج النووي الإيراني، دون مراعاة مصالح هذه الدول، الأمر الذي سيعزز النفوذ الإيراني بالمنطقة لا سيما وأنها باتت تمتلك نفوذا واسعاً في كلاً من العراق وسوريا ولبنان وأخيراً اليمن.
لكن الصحافي والباحث التركي محمد زاهد غٌل استبعد في حديث لـ»القدس العربي» أن تمتد «عاصفة الحزم» في الوقت القريب على الأقل إلى سوريا، وقال في رده على سؤال في هذا الشأن: «أستبعد هذا الأمر ولا أظن أن ذلك سيحدث قريباً».
وقال: «اللقاء الذي جرى في الرياض بين أردوغان والملك سلمان بن عبد العزيز تطرق لموضوع اليمن وكان هناك تطابق كبير في وجهات نظر الطرفين ترجم عملياً من خلال بين الخارجية التركية الذي أعلن دعمه الكامل للتحرك الخليجي في اليمن».
ويرى مراقبون أن ظروف سوريا تختلف كثيراً عن اليمن، حيث تلقي كلاً من روسيا وإيران بكامل ثقلهما في دعم نظام الأسد، في الوقت الذي لا ترغب فيه واشنطن باغضاب طهران قبيل انتهاء المفاوضات الجارية للوصول إلى حل نهائي للملف النووي.
داخلياً، لا يبدو حزب العدالة والتنمية الحاكم بوارد المجازفة بأي خطوة قد تؤدي إلى خسارته الانتخابات البرلمانية المقبلة والمقررة منتصف حزيران/يونيو المقبل، والتي تعتبر حاسمة بالنسبة للحزب الذي يخطط إلى الفوز وكتابة دستور جديد للبلاد يضمن تحويل نظام الحكم إلى «رئاسي» لتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان.
نائب وزير الخارجية الإيراني «حسن قشقاوي»، أكد الأحد، عدم حدوث أي تغيير في برنامج زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الإيرانية «طهران»، في 7 نيسان/ أبريل المقبل، وذلك في خبر نشرته وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إيرنا). وأشار إلى «ضرورة إعطاء أجوبة مناسبة لكل تصريحات توجه (لإيران)»، لافتًا إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رد بشكل مناسب على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها أردوغان، وفق تعبيره.
وأضاف: «ينبغي على دول المنطقة وضع حلولٍ مشتركة للمشاكل التي تواجه المنطقة، بدلًا من إلقاء اللوم على الآخرين، واضعين الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة نصب أعينهم، وعدم القيام بتصريحات تتجاهل الظروف الراهنة الموجودة في المنطقة».
وفي تصريحات اعتبرت الأشد على الاطلاق، وجه أردوغان انتقادات للسياسة الإيرانية في المنطقة، يوم الخميس الماضي، معربًا عن دعم بلاده لعملية «عاصفة الحزم»، واعتبر أردوغان أن إيران تسعى للهيمنة على المنطقة، وأن عليها الانسحاب من سوريا، والعراق، واليمن، وتغيير رؤيتها المذهبية تجاه قضايا المنطقة.
وكانت «القدس العربي» نشرت قبل أيام نقلاً عن مصادر تركية خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيجري زيارة خاصة إلى طهران خلال الفترة القريبة المقبلة، ولفتت المصادر آنذاك إلى أن الزيارة تهدف إلى تسوية بعض المشاكل بين طهران وأنقرة، مشددةً على أن الزيارة لا تعني أن تركيا راضية عن السياسية الإيرانية ومساعيها للتوسع والتمدد في الدول العربية والمنطقة بشكل عام.
نائب رئيس الوزراء التركي، يالجين أقدوغان، اتهم، السبت، دولاً (لم يسمها) بالوقف وراء الأزمة التي تشهدها اليمن، من خلال صب الزيت على النار، وسعي (تلك الدول) لتقسيم اليمن طائفيًا إلى سُنة وشيعة، حيث وصف تلك البلدان بـ «غير الحكيمة».
من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» أنه سيلتقي مسؤولين خليجيين من أجل تحديد نوع الدعم التركي، مؤكداً أن بلاده مستعدة لتقديم جميع أنواع الدعم بما فيها المعلومات الاستخباراتية، عدا الدعم العسكري. وقال في تصريحات تلفزيونية: «دول الخليج سترسل مسؤوليها من أجل أن نكون في صورة الدعم الذي تنتظره من تركيا» مشيراً إلى موقف تركيا الواضح والمؤيد للعملية.
وفيما يخص الموقف الإيراني مما يحدث في اليمن أكد وزير الخارجية التركي على أنَّ بلاده أبلغت الإدارة الإيرانية أنَّ النهج الطائفي الذي تتبعه خاطئ، قائلاً «إنَّ تركيا لن تدعم إطلاقاً أي صدام شيعي سني في المنطقة، وتعتبرها خطيرة جداً على المنطقة، والوضع الراهن في اليمن يشهد حرباً مذهبية، ونحن لا نريد ذلك». وبحث الرئيس أردوغان في وقت سابق، في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التطورات الجارية في اليمن، معربًا عن قلقه البالغ من انتهاك المسلحين الحوثيين للاتفاقات التي أبرمها اليمن ولقرار مجلس الأمن الدولي.
وأوضح بيان الرئاسة التركية أن العاهل السعودي «قدم شكره للرئيس التركي على اهتمامه البالغ، ورسالة الدعم التي قدمها في هذا الصدد، وأطلعه على سير العمليات الجوية التي تجريها دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد (الحوثيين) في اليمن». مشيراً إلى أن أردوغان والملك سلمان أكدا على «التزامهما برفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى أعلى المستويات».
وكان أردوغان أجرى زيارة رسمية إلى السعودية بعد مشاركته في جنازة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بعد سنوات من الاختلاف حول العديد من قضايا المنطقة، أبرزها حركة الإخوان الملسمين التي دعمتها تركيا وتصنفها المملكة علىة أنها منظمة إرهابية.
وفي خطوة غير معهودة، هاجم رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشك إيران بشكل غير مباشر، وألمح إلى دعم أمريكي لإيران والمليشيات المساندة لها في العراق.
ومنذ سنوات تعتبر أنقرة أن العنف في العراق ناجم عن الظلم الذي ترتب على السياسات الطائفية التي كان يتبعها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، والمليشيات المدعومة من إيران.
إسماعيل جمال
Comments
Post a Comment