الشاعر الإسرائيلي المغربي يحظى بالتكريم الأعلى
وُلد إيرز بيطون في شمال إفريقيا باسم يعيش، فقد بصره ويده بعبوة ناسفة، وأصبح الصوت العالي والأكثر دقة للشعر الشرقي في دولة إسرائيل. في الشهر القادم سيتمّ منحه جائزة إسرائيل
30 مارس 2015, 18:02
0
أعلنت لجنة جائزة إسرائيل، أمس، أنّ الشاعر
الإسرائيلي إيرز بيطون هو الذي سيفوز بجائزة مجال الأدب والشعر لعام 2015.
ويتم منح جائزة إسرائيل كل عام في يوم الاستقلال الإسرائيلي، وتُعتبر أعلى
وسام تمنحه الدولة مقابل إنجازات استثنائية في مجالات العلوم، التربية،
الثقافة والفنون.
كان شعر إيرز بيطون بدرجة كبيرة صوت اليهود
المهاجرين من الدول الإسلامية في إسرائيل. لقد كان أول من عبّر بالشعر عن
ضائقة هؤلاء اليهود، الذين حملوا معهم الخلفية الثقافية الهائلة للبلدان
العربية، وتم استبعادهم من قبل اليهود المهاجرين من أوروبا. وقد شقّ شعر
بيطون الطريق أيضًا للثقافة الشرقية المضطهدة في إسرائيل.
لقد وُلد باسم يعيش، لأنّ كلا أخويه اللذين يكبرانه توفّيا قبل ولادته، عام 1942
وتُعتبر قصة حياة بيطون موضوعًا رائعا بحدّ
ذاته. لقد وُلد باسم يعيش، لأنّ كلا أخويه اللذين يكبرانه توفّيا قبل
ولادته، عام 1942. "أعتقد أنّ يعيش هو الطفل الذي ما زال يعيش في داخلي"،
كما قال بيطون في مقابلة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قبل عامين. وُلد في
مدينة وهران في الجزائر، والتي كانت تحت الحكم الفرنسي، ولكن كلا والديه
كانا من مواليد المغرب.
هاجر بيطون عام 1948 مع أسرته إلى إسرائيل،
ولكنّ التغيير الأكبر في حياته حدث بعد مرور نحو ثلاثة أعوام، عندما فقد
بصره وقُطعت يده لدى إصابته بعبوّة ناسفة وضعتْ قرب منزله في مدينة اللّد.
ومنذ ذلك الحين، رافق العمى حياة بيطون، الذي كتب في إحدى قصائده: "في كلّ
رجل أعمى مزروعٌ حصان جامح يسعى إلى العدو إلى مسافات".
"في كلّ رجل أعمى مزروعٌ حصان جامح يسعى إلى العدو إلى مسافات"
تعلّم بيطون العمل الاجتماعي وعلم النفس من أجل
الابتعاد عن ضائقته القاسية، ومن أجل الخروج من دور الضحية والدخول في دور
المساعد والمساهم. قال في المقابلة إنّه أراد التوقف عن أن يكون شخصا
يتلقّى المساعدة، وأن يصبح شخصا يقدّم المساعدة. وقد التقى في دوره هذا
بزهرة الفاسية، وهي يهودية مغربية كانت واحدة من المطربات الأكثر شهرة في
المغرب، بل وغنّت أمام الملك. عندما جاءت إلى إسرائيل، عاشت ألفسيا كفقيرة
مقموعة، وتم نسيان أيام مجدها. كتب عنها بيطون قصيدته الأكثر شهرة، والتي
تصف غروب ألفسيا منذ أيام مجدها.
"يقال إنّها
عندما غنّت قاتل الجنود بالسكاكين لشقّ الطريق بجموعهم، للوصول إلى حوافّ
فستانها، لتقبيل أطراف أصابعها... ويمكن اليوم العثور عليها في أشكلون،
بالقرب من مكتب الرفاه، رائحة الأغاني في علب السردين على طاولة مهتزّة
بثلاثة أرجل"
كان ديوان شعره الأول، "هدية مغربية"، رائدًا
والأول من نوعه. لقد شقّ مسارا جديدا في الشعر في إسرائيل، شعر جديد وقديم
في آنٍ معًا، شعر الشوق إلى الشرق، والذي من جهة يستمر في تقاليد الأجيال
القديمة، ومن جهة أخرى يبكي على خراب منزل الأسرة التي جاءت من المغرب إلى
إسرائيل وفقدت أصولها الثقافية. بعد ذلك أصدر بيطون أربعة دواوين شعرية
أخرى، والتي واصلت الطريق وحظيت بالكثير من المعجبين، والذين كان بيطون
يتحدّث باسمهم.
Comments
Post a Comment