جمهورية تشاد .. الماضي والحاضر والمستقبل جمهورية تشاد .. الماضي والحاضر والمستقبل_________ موسي يوسف عيسى إدريس
جمهورية تشاد
الماضي والحاضر والمستقبل
سأتناول الحديث عن هذا البلد المسلم في عدة نقاط، وهي كالتالي:
1- أصل التسمية:
أصل تسمية المنطقة الواقعة في الحدود لجمهورية تشاد باسم (تشاد - Tchad) راجعة لعدة تفسيرات - على ذكر المؤرخون - ومن أهمها ما يلي:
أ- أن اسم تشاد مأخوذ من اسم لنوع من الأسماك التي توجد في بحيرة تشاد - Tchadوالتي
سميت باسم تلك الأسماك الموجودة فيها بكثرة، ومن ثم اشتق اسم البلاد من
هذه البحيرة الشهيرة والتي تقع في حدودها الغربية الجنوبية[1]، وهو الأقرب إلى " والله أعلم ".
ب - قيل: إنها مشتقة من كلمة (شت - CHET) تعني "جميع أو كل" بلغة القبائل العربية في بعض المناطق، حيث كانت متداولة بينها فيقولون: (الناس ساروا شت) أي كلهم، و (البهائم كملت شت) أي ماتت جميعها[2].
ج - قيل: إن هذا الاسم أخذ من البحيرة التي أطلق عليها اسم (تشاد - Tchad). بسبب أنها تفيض في موسم الخريف بمياه الأمطار الغزيرة التي تنحدر إليها، أو تصب فيها من الأنهار المتصلة بها كنهر (شاري)، ونهر (لوجون)، ونهر (السلامات)، وبحيرة (فتري)، فيفيض ماء البحيرة ويملأ جوانبها، فيقال حينذاك: " شت ماء البحيرة إذا فاض، فسميت المنطقة بتشاد فيما بعد " [3].
د - قيل: إن الاسم حرف من كلمة (الشاطئ) فأصبحت (تشاد - Tchad)،
وذلك بسبب عدم إتقان القبائل العربية الرحل الموجودة في بعض المناطق
التشادية للغة العربية الفصحى، حيث أخذوا من ضفاف هذه البحيرة منازل اصطياف
لهم، فسموا أماكنهم حول شاطئ البحيرة بـ (شاد) بدلا من (الشاطئ)[4].
2 - الوقع والمساحة:
تشاد في الاصطلاح الجغرافي السياسي هي: المنطقة الواقعة في وسط القارة الأفريقية[5] ما بين درجتي خط العرض 8ْ-23 ْ شمالا وبين درجتي خط الطول 14ْ – 24ْ شرقا من جرنتش[6]
بعد رسم الحدود الحالية من قبل المستعمر الفرنسي، ولها حدود مع ست دول في
القارة، فمن الشرق تحدها جمهورية السودان - وهي أطول حدود لها -، ومن الغرب
كل من: جمهورية الكمرهن وجمهورية النيجر وجمهورية نيجيريا الفدرالية، ومن
الجنوب جمهورية أفريقيا الوسطى، ومن الشمال الجماهيرية العربية الليبية[7].
أما مساحة جمهورية تشاد فتبلغ مليوناً ومئتين وأربعة وثمانين ألفا (1.284.000 كم2)[8] فهي تأتي في المرتبة الخامسة بين دول القارة من حيث المساحة: السودان، والجزائر، وجمهورية الكنغو الديمقراطية (زائير سابقا )، وليبيا، وتشاد[9].
يوصف مناخ جمهورية تشاد بالحار على وجه
العموم، ورياحه كلها شمالية شرقية جافة، وتحمل معها السحب حينا والأتربة
أحيانا أخرى. وتوجد فيها ثلاثة فصول، وتتراوح حرارتها تبعا لدرجة البعد عن
خط الاستواء وهي مرتبة على النحو التالي:
أ - فصل الخريف:
ويمتاز هذا الفصل بتساقط الأمطار الغزيرة
والعواصف الرعدية الشديدة، وتصبح الطرق غير سالكة بسبب عدم زفلتتها، وتكاد
تشل حركة التنقل بين معظم المناطق.
ب - فصل الشفاء:
ويتسم هذا الفصل بالجفاف والبرودة، بدايته من شهر (نوفمبر)
ونهايته في منتصف شهر (فبراير) ويتميز بتغيرات كبيرة في الحرارة ليلا
ونهارا حيث يصل إلى (32) درجة مئوية في النهار، وتنخفض ليلا إلى (10) درجات
مئوية.
ج - فصل الصيف:
وهذا الفصل جاف حار، وتصل درجة الحرارة فيه إلى أربعين (40) درجة مئوية أحيانا، ويبدأ من منتصف شهر (فبراير) إلى نهاية شهر (مايو) [10].
أ - التركيبة السكانية القبلية:
شهدت منطقة حوض بحيرة تشاد هجرات عديدة على فترات متوالية منذ زمن بعيد[11]، وكانت هذه الهجرات من أصول شتى وأجناس مختلفة، فمنهم الحامي[12]، والسامي [13]، والزنجي [14]، وغيرها من القبائل، فتزاوجت هذه القبائل فيما بينها، واختلطت بعضها ببعض.
كما يظهر من التركيبة السكانية لجمهورية
تشاد التي تضم مجموعة هائلة من القبائل والأجناس المختلفة، واختلاف اللهجات
وتباين العادات والتقاليد من منطقة إلى منطقة أخرى، فيقدر عدد القبائل في
منطقة تشاد بحوالي مائة وخمسين (150) قبيلة، وتتحدث حوالي مائة (100 )
لهجة محلية[15]،
وإن كانت بعض هذه اللهجات من أصل لغة واحدة، ولكنها أصبحت فيما بعد لهجة
لقبيلة ما ولا تفهمها القبائل الأخرى، وغالبية القبائل التشادية تتخذ اللغة
العربية لغة تخاطب بينها على الرغم من أن المستعمر الفرنسي فرض لغته على
الشعب التشادي، وجعلها اللغة الرسمية في البلاد، وإلى يومنا هذا تعتبر
اللغة الفرنسية لغة التعامل في الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات
الوطنية وغير الوطنية، مع أن الرئيس السابق (حسين هبري) جعل اللغة العربية لغة رسمية مساوية للغة الفرنسية في عام 1985م كما أكدت الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس الحالي (إدريس ديبي)
على رسمية اللغة العربية في عام 1999م حيث جاء في الدستور الجديد للبلاد
في المادة التاسعة ما نصه أن اللغتين العربية هما: الفرنسية، والعربية [16].
ب - التعداد السكاني:
أما عدد سكان جمهورية تشاد فيبلغ حوالي ستة ملايين (6،000،000) نسمة وفقاً لإحصائية عام 1986م[17]
وحسب أخر إحصائية أجرتها إدارة مصلحة الإحصاء في وزارة التخطيط التشادية
في عام 1993م بلغ عدد السكان ستة ملايين ومائتين وثمان وثمانين ألفاً
ومئتين وواحد وثمانين (6288281) نسمة (3) كما أنه حسب إحصائية عام 1986 م
فإن نسبة المسلمين بلغت 85% والنصارى 5% والوثنيين 10%[18]
ولكن لا شك في أن نسبة المسلمين أكثر في الوقت الحالي، فهي قد تصل إلى 90%
أو يزيد، وذلك لاعتناق عدد كبير من وثنيي الجنوب وبعض المسيحيين الإسلام
في الآونة الأخيرة.
5- أهم الموارد الاقتصادية (الصادرات التجارية):
لا شك أن تنوع الموارد الاقتصادية لأي بلد
يسهم في رفاهية شعبة، ويوفر لأفراد المجتمع على اختلاف طبقاته حاجياتهم
الأساسية، ولقد تنوعت المصادر الاقتصادية التشادية على النحو التالي.
أ - الزراعة:
تعتبر الزراعة المصدر الأول لدولة تشاد، لأنها تزرع مساحات شاسعة بأنواع
مختلفة، منها: القطن والفول السوداني والقمح والدخن والنخيل والأرز والذرة
والمانجو والصمغ العربي، ويصدر منها للخارج (القطن والفول السوداني والتمر والدخن والقمح والصمغ) بالإضافة إلى الملح والنطرون (6،5).
ب - الرعي:
نظراً لتوفير مياه الأمطار فإن الرعي يشغل قدراً كبيراً من اهتمامات
الناس، ولذا فإن معظم السكان يشتغلون بالرعي وتربية الحيوانات بقصد التفاخر
بكثرتها من الناحية الاجتماعية في السابق إلا أنها أصبحت فيما بعد مجالاً
مهماً[19] للتجارة، حيث تصدر إلى خارج البلاد بكميات هائلة من الثروة الحيوانية (البقر والإبل والغنم )، وخاصة إلى الكمرون ونيجيريا وليبيا وأفريقيا الوسطى.
جـ - الموارد المعدنية: تتمثل في المواد الخام:
والثروة المخبوءة تحت الأرض، والتي يمكن استخراجها في المستقبل مثل: اليورانيوم، والبوكسبت، والحديد، والنحاس في أقصى الشمال " بركو - أنيدي - تبستي " وكما يوجد البترول بكميات هائلة في الجنوب وبعض المناطق الأخرى، حيث ظهر البترول في مدينة " ماو" عاصمة محافظة كانم، وفي مدينة، "دوبا " في محافظة لوغون الشرقية[20]،
حيث بدأ تصدير البترول المستخرج من مدينة (دوبا) عبر أنابيب تمر بالأراضي
الكمرونية لتصل إلى المحيط الأطلسي، ومن ثم إلى القارات الأخرى وذلك في عام
2004م[21].
ويمكن تناول الحديث في هذه الجزئية عن
وصول الإسلام إلى المنطقة، وقيام الممالك الإسلامية فيها، وتاريخ وصول
الديانة النصرانية إلى تشاد في العناصر التالية:
أ - تاريخ دخول الإسلام إلى المنطقة:
كانت منطقة تشاد قبل وصول الإسلام إليها تسودها الحياة الدينية الوثنية التي كانت تعرف بالإحيائية[22]،
وبينما كان سكان هذه المنطقة يؤمنون بمثل هذه الأباطيل والخرافات التي لا
تمت لأي دين سماوي بصلة، وهم يعيشون في ظلام حالك وجهل عظيم بعيداً عن
الصراط المستقيم، إذ طلع عليهم فجر الإسلام، فوصلت الجيوش الإسلامية إلى
المنطقة في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) حاملة معها العقيدة الإسلامية والنور المبين الذي بدأ انتشاره في المناطق المجاورة لدولة تشاد، فضلاً عن انتشاره داخل البلاد.
لقد حدد الشاطر البصيلي تاريخ وصول المسلمين إلى منطقة تشاد بقوله: (جاء عقبة بن نافع[23]) بقوة من الجيش العربي، ودخل في عام 666 ميلادية وسط الصحراء متجهاً نحو الجنوب، ووصل إلى كوار[24] في تبستي الواقع شمال منطقة حوض تشاد، وعاد من هناك، لأنه لم يجد خبيراً يرشده الطريق إلى الجنوب)[25]،
ومعنى هذا أن عقبة بن نافع وصل بجيشه إلى المنطقة في القرن الأول الهجري.
إن الإسلام بدأ وصوله إلى منطقة تشاد منذ الفتح الإسلامي عندما وصل القائد
الإسلامي عقبة بن نافع مع جيشه إلى مدينة (كوار)، ثم أخذ الإسلام في الانتشار شيئاً فشيئاً في كافة الأراضي التشادية، حتى دخل ملوك (مملكة كانم) الوثنيون في الإسلام في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)،
وصار الإسلام دين الدولة الكانمية الرسمي، فأخذ الحكام ينشرونه في أرجاء
البلاد بدعوة الناس إليه والقيام بتطبيق الشريعة الإسلامية، فانتشرت
الثقافة الإسلامية واللغة العربية، وازدهرت الحضارة الإسلامية في هذا القرن
بشكل واضح، ذلك بفضل الله، ثم بفضل الجهود المبذولة من قبل هؤلاء الملوك
بعد اعتناقهم الإسلام، وتتمثل تلك الجهود في محاولتهم الجادة لتطبيق
الشريعة الإسلامية، وإعطائهم مكانة خاصة للعلم والعلماء، فكانوا يحضرهن
بأنفسهم مجالس العلم [26].
وهكذا دخل الإسلام إلى منطقة تشاد،
وانتشر فيها، وظل يقاوم كل دين جديد في المنطقة على مر العصور، واستطاع
بفضل الله -تعالى- الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب التشادي المسلم.
أما الممالك الإسلامية التي قامت في المنطقة هي:
1- مملكة كانم - برنو.
2- مملكة باقرمي.
3- مملكة وادي.
وكانت لهذه الممالك حدودها وسياستها وثقافتها وحضارتها الإسلامية، وعلاقتها التجارية الخارجية على مدى فترة من الزمن.
وسأتناول فيما يلي كل مملكة على حدة باختصار غير مخل - إن شاء الله تعالى -:
1- مملكة كانم - برنو[27].
قامت هذه المملكة في غرب البلاد بالقرب من بحيرة (تشاد)
شرقاً، وتعتبر أول مملكة قامت في المنطقة، وبسطت سيطرتها ونفوذها السياسي
والثقافي والاقتصادي على ما يعرف بـ (السودان الأوسط) في الفترة بين (800
- 1894 م)، وهي أيضاً أول مملكة اعتنق ملوكها الإسلام في المنطقة، وكانت
على الوثنيه فترة من الزمن غير معروفه[28]، و ينقسم تاريخ هذه المملكة إلى عنصرين هما:
أ- العصر الكانمي.
ب- العصر البرناوي[29].
أ - العصر الكانمي (800م - 1300م):
يمتد هذا العصر من قيام هذه المملكة في
عام (800 م) إلى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، وأول من أسس هذه
المملكة الكانمية الأسرة السيفية[30]،
ويعتبر حكمهم من أطول فترات الحكم المتسلسة من أسرة واحدة، حيث بلغ عدد
ملوكهم الأوائل تسعة عشر ملكاً، وقد ظلت المملكة على الوثنية إلى أن وصلها
الإسلام في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) - كما تبين سابقاً [31]- فاعتنق ملوكها الإسلام، وتبنوا عملية نشره والدعوة إليه في المنطقة، مما أدى إلى ازدهار الثقافة الإسلامية وحضارته بشكل مرض.
بدأ هذا العصر في نهاية القرن الثالث عشر
الميلادي عقب انتقال الأسرة الكانمية إلى غرب بحيرة " تشاد " بعد استيلاء
قبائل (البو لالا)[32] على إقليم (كانم) بعد حروب طاحنة.
وفي بداية هذا العصر واجهت المملكة
صعوبات شتى ومحن جمة لصراعهم المستمر مع قبائل (البولالا) لاستعادة إقليم
(كانم) شرق البحيرة منهم ومن القبائل المتحالفة معهم، لقد بدأ هذا الصراع
من عهد أول ملك في هذا العصر (وهو الملك عمر بن إدريس) إلى نهاية عمر
المملكة في عام 1894م.
2- مملكة باقرمي:[33]
هذه المملكة تأمست في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، وهي تقع في جنوب شرق من مملكة (كانم - برنو)[34]، ومؤسسها الأول هو السلطان (برني بيسي)، فقد أنشأها حوالي عام: (1513م)، وكان وثنياً وهو أول حاكم لهذه المملكة[35]،
وكان حكمه مابين (1513 - 1539 م) وأول حاكم مسلم لهذه المملكة هو السلطان
(عبد الله بن مالو) الذي حكم البلاد بين عام (1591- 1602 ) وقيل السلطان
(بريمي) [36][37].
مملكة ودّاي [38].
تقع مملكة (وداي) شر ق مملكة (كانم - برنو) وغرب (دارفور) في أقصى الشرق وعاصمتها مدينة (أبيشة)،
ويرجع تاريخ هذه المملكة إلى عام 1615 م، والتي بقيت على الوثنية فترة
طويلة من الزمن، وتأخر وصول الإسلام إليها بسبب وعورة المنطقة وبعدها،
فاستطاعت المجموعات الوثنية الحاكمة الاعتصام فيها حتى دخلها الإسلام.
ورغم الإسهامات التي بذلتها الممالك الإسلامية في نشر الدعوة الإسلامية
والحفاظ عليها، والوقوف في وجه الغزو العسكري والثقافي الفرنسي إلا أنها لم
تستطع الصمود أمامه إلى النهاية للأسباب التالية:
1 - قوة العدو الفرنسي في عدده وعتاده التي لا مجال للمقارنة بينهما.
2 - ضعف الممالك الإسلامية الثلاث بسبب تفككها نتيجة للحروب والصراعات القائمة بينها.
3 - استنجاد بعض الملوك بالقوات الفرنسية وابرام اتفاقيات حماية معها [39].
وهكذا لم تسلم أي مملكة من مراحل القوة والضعف في تاريخها [40].
وبهذا يتبين للقارىء أن هذه الممالك قد
أسهمت بشكل فعال في نشر الدعوة الإسلامية في المنطقة، واستطاعت الوقوف في
وجه الاستعمار الفرنسي أثناء احتلاله لمنطقة تشاد، وإن كانت الصراعات
الداخلية بين الممالك الإسلامية أتاحت فرصة ثمينة لفرنسا لاحتلال تشاد.
تاريخ بدايات العمل التنصيري للجمعيات
النصرانية في تشاد بدأ بعد تغلغل المستعمر الفرنسي في الأراضي التشادية،
ونجاحه في السيطرة الكاملة على البلاد في عام 1920م، واعتبار منطقة تشاد
مستعمرة من المستعمرات الفرنسية رسمياً إثر مرسوم 17-/3/1920 [41].
ففي عام 1923م وصلت أول بعثة تنصيرية
تابعة للكنيسة البروتستانتية إلى المنطقة الجنوبية، وأما الكنيسة
الكاثوليكية فقد بدأت تتوافد إلى تشاد في عام 1929 م)[42].
وكان بداية نشاط الكنيستين في المناطق
الجنوبية والتي كانت مستهدفة من قبل الجمعيات التنصيرية الوافدة، لأنها
مناطق وثنية بحتة خالية من الإسلام وتأثيراته، وبسبب الجهود الجبارة التي
كان المنصرون يبذلونها في أوساط الجنوبيين بالترغيب تارة، والترهيب تارة
أخرى، وذلك بتقديم الخدمات الإنسانية - كما يزعمون - من توزيع الغلال
والحبوب، والآلات الزراعية، والأدوية، وغيرها من احتياجات الأهالي، ومنع من
لم ينصع لأوامرهم وإرشاداتهم المبنية على مصالحهم الخاصة أولا وآخرا
باستغلال العوز والحاجة التي ألمت بأهالي المنطقة، وقاموا بتشييد الكنائس
والمدارس والمستوصفات والملاجىء النصرانية في الجنوب الوثني.
والجدير بالذكر بأن رفع شعار (إن عام
2000ميلادي هو عام تنصير القارة الأفريقية) كان في عام 1976م، ولكن قام
البابا بتجديد هذا الشعار والتذكير به أثناء زيارته لأفريقيا.
وكما ازداد هذا النشاط التنصيري المكثف
المركز المدروس مسبقا بخطط شتى ووسائل جمة وأساليب متنوعة في تشاد إبان عهد
الرئيس (إدريس ديبي) الذي طبق مبدأ الديمقراطية الغربية في البلاد، وفتح
مجال تصاريح العمل للحركات التنصيرية وغيرها على مصراعيه، مما حدا بهذه
الجمعيات إلى استغلال هذه الفرصة الذهبية أيما استغلال، وإن كان هذا
النشاط للجمعيات التنصيرية في تشاد قائما في وقت مبكر جدا، وذلك منذ دخول
المستعمر الفرنسي الذي قدم تسهيلات عظيمة لهذه الجمعيات، بل حمايتها من أي
خطر يمكن أن يصيبها، أو يعيق عملها، أو يحد من نشاطها في البلاد، لكن لم
تجد مثل هذه الفرصة السانحة في الوقت الحالي في تاريخها السابق في تشاد،
حيث اتسع نشاطها كما وكيفا حتى وصل إلى أماكن لم تكن تحلم بالوصول إليها
لولا هذه الفرصة المذكورة آنفاً، لقد وصلت هذه الجمعيات إلى أقصى الشمال
والشرق والغرب، وجابت القرى النائية، فضلاً عن المدن الكبيرة، وهذه المناطق
التي تعتبر أماكن إسلامية بحتة دخلتها بكل سهولة ويسر، بل دخلت بعض بيوت
المسلمين للدعوة إلى النصرانية، وقامت مجموعات كبيرة من المنصرين بالانتشار
في كافة مناطق البلاد مع التركيز على المناطق التي يقطنها المسلمون بغية
تنصيرهم، أو التشكيك في دينهم، أو تشويها لهم ذلك في عام 2000 م، مع رفعهم
شعار: " انتهاء دين محمد وبدء دين عيسى" - على حسب زعمهم - ) ﴿ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ [الكهف: 5]
دوافع دخول المستعمر الفرنسي إلى منطقة تشاد، والآثار التي تركها:
هناك عدة دوافع جعلت الدول الاستعمارية
عموماً تتسابق إلى القارة الأفريقية في القرن التاسع عشر لبسط نفوذها على
أكبر مساحة ممكنة فيها، وأشير هنا إلى أهم الأمور التي دفعت فرنسا لاحتلال
منطقة تشاد:
دوافع اقتصادية:
ففي القرن التاسع عشر الميلادي دخلت
أوروبا في مرحلة تاريخية جديدة، وهي الاهتمام بالصناعة والتنمية
الاقتصادية، فشهدت الأمم الأوروبية ثورة صناعية نمت فيها الاحتكارات
الرأسمالية نمواً مطرداً عالمياً في كل من فرنسا وألمانيا وانجلترا، ونتيجة
لهذا التطور الصناعي أوجدت حوافز قوية للتسابق والتنافس نحو هذه القارة
الأفريقية من أجل الحصول على المواد الخام، وكذلك على أسواق جديدة خارج
أوروبا لتصريف منتجاتها، وتوفير الأيدي العاملة بأثمان رخيصة(`).
الحصول على المواد الخام، وكذلك على أسواق جديدة خارج أوربا لتصريق منتجاتها، وتوفير الأيدي العاملة بأثمان رخيصة [43]وهذا
ما فعلته فرنسا بالفعل في دولة تشاد بعد احتلالها، حيث فرضت على الفلاحين
أن يقللوا من زراعة المحاصيل التي لا تخدم مصالحها، وفي المقابل أن يوسعوا
من دائرة زراعة القطن على حساب المنتجات الأخرى التي كان السكان بأمس
الحاجة إليها كالدخن، والذرة، والفول، وغيرها من المنتجات الاستهلاكية، كما
أن فرنسا تحتكر تصدير القطن إليها، ولا يحق لتشاد أن تصدر إلى أي بلد آخر،
لأنها هي التي أمرت بزراعته في الأراضي التشادية، وفعلا قد تمت زراعة
القطن لأول مرة في عام 1928م بتوجيهات فرنسية بغية إمداد مصانع النسيج
بالمواد الخام، وفرضت الإدارة الاستعمارية على الفلاحين ذلك دون مراعاة
لحاجة السكان من المؤن الغذائية، مع أن الفلاح التقليدي لم يستفد ماديا من
زراعة القطن لقلة الأرباح، وقد يكون مديونا أحيانا [44].
لا شك أن الصراع بين الإسلام والقوى
المعادية للإسلام قائم منذ فجر الإسلام، وسيبقى إلى قيام الساعة، فرضى
فرنسا النصرانية الصليبية عن الشعب التشادي المسلم لا يتم إلا بطمس معالم
الثقافة الإسلامية في البلاد، وبتخلي المسلمين عن كل مظهر من المظاهر
الإسلامية، وإتباع دينها المنحرف وثقافتها المنحلة مصداقاً لقول الله
-تعالى- ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ
وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ
هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ
مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].
فأول ما حطت فرنسا أقدامها في أو بانجي (جمهورية أفريقيا الوسطى حالياً)، وأنشأت مركزاً لها في "كارنو" عام 1891 م[45]،
شعرت بخطورة الإسلام المنتشر في منطقة تشاد وأن هذا الانتشار يهدد مصالحها
في المنطقة، وبخاصة بعد تحركات (رابح بن فضل الله الزبير) في المنطقة،
وانتصاره على مملكة باقرمي ومملكة كانم - برنو، وبسط نفوذه على هاتين
المملكتين، وبدئه التحكيم بالشريعة الإسلامية، حيث جعل القضاء في إدارته
يتولاه الفقهاء بتعيين من رؤساء المقاطعات، ويتم الحكم بالإعدام على كل من
يرتكب جريمة القتل، وتقطع يد السارق، ويجلد شارب الخمر والزاني[46] إذا كان غير محصن، فجن جنون فرنسا، فأخذت تمد نفوذها نحو: (بحيرة تشاد) لقطع الطريق على قوات (رابح) من بسط نفوذها على كافة الأراضي التشادية من جهة ولتربط بين مستعمرتها من جهة أخرى[47].
ومما يدل على أن الاحتلال كان بدافع ديني ما قامت به فرنسا في منطقة تشاد
من اصطحابها للجمعيات الكنسية، والسماح لها ببناء الكنائس والمدارس الكنسية
في المنطقة، بل دعمها بالمال اللازم وحمايتها من كل المخاطر، وتذليل
العقبات والصعوبات التي تقف أمامها بغية إدخال عدد كبير من أفراد هذا الشعب
في الديانة النصرانية، وخاصة إدخال هؤلاء الوثنيين الذين يقطنون في جنوب
البلاد، ولذا نجد جل تركيزها في المنطقة الجنوبية، وفي المقابل محاربة
الإسلام ولغته وثقافته بكل الوسائل المتاحة لها، وهذا ما أكده (جان كلود
لتن) بقوله: (إن الهدف الأساسي لفرنسا هو إزالة جميع المؤسسات التي هدفها
الأساسي نشر الإسلام والثقافة العربية لكي تحل محلها مؤسسات أخرى فرنسية
تتولى نشر المسيحية والثقافة الفرنسية، وخاصة في المناطق المجاورة لبحيرة
تشاد معقل الإسلام) [48].
1- ظروف فرنسا الداخلية:
ففرنسا بعد هزيمتها في الحرب الألمانية
الفرنسية سنة 1870م أصبحت أوضاعها الداخلية صعبة للغاية، فبدأت فرنسا تفكر
في تغيير مخططها العسكري، وذلك باحتلال أجزاء كبيرة من القارة الأفريقية،
ومن ثم تحويل أنظار الشعب الفرنسي عن الأوضاع الداخلية الرديئة، وصرف النظر
عن الاهتمامات الداخلية إلى الأوضاع الاستعمارية في القارة الأفريقية،
وبذلك تتمكن فرنسا من نقل تلك الاهتمامات الداخلية للشعب الفرنسي من القارة
الأوروبية إلى القارة الأفريقية بعيداً عنها لتنسى الأمة الفرنسية مشاكلها
وآلامها التي نتجت عن هزيمة فرنسا في حربها مع ألمانيا عام 1870م.
2- أهمية المنطقة لفرنسا:
من الأمور التي دفعت الدول الأوروبية
الاستعمارية إلى التوغل في القارة الأفريقية الدوافع الاستراتيجية، حيث إن
الحرب القائمة بين الدول الاستعمارية ذاتها ووضعها السياسي دفعتها إلى أن
تفكر في الأماكن الخالية بعيدأ عن أنظار الدول الأخرى المنافسة لها،
واحتلال مراكز هامة في الكرة الأرضية ومن ضمن ما اختارت القارة الأفريقية،
ولما كان لمنطقة تشاد ميزة خاصة في القارة، حيث إنها تقع في وسط القارة،
مما دفع فرنسا إلى احتلال منطقة استراتيجية من جميع النواحي، وخاصة من
الناحية العسكرية، فمن الناحية العسكرية وجود سلسلة جبال تبستي في الشمال
التي ترتفع بعض أجزائها إلى 3415 م[49]،
وسلسلة جبال إنيدي ومرتفعات وداي وملحقاتها. وبالإضافة إلى الصحراء
الشاسعة التي ما زالت فرنسا تجرب فيها أسلحتها وتدرب فيها جنودها، وحتى
يومنا هذا هناك قوات فرنسية مرابطة في (جمهورية تشاد) بحجة تدريب القوات
المسلحة التشادية والدفاع عن دولة تشاد من التدخلات الخارجية، ولكن في
حقيقة الأمر تقوم فرنسا بتدريب قواتها على كل سلاح جديد تحصل عليه، واختبار
مداه وفاعليته في هذه الصحراء الشاسعة. والتغلغل الفرنسي في دولة تشاد مر
بمرحلتين هامتين، وهما:
الاستطلاع الآوددى
هذه المرحلة تسميها الدول المستعمرة " بحركة الكشوف الجغرافية "[50]،
وهي في الحقيقة طلائع الاستعمار كما سماها الدكتور/ محمد صالح أيوب بقوله:
(فإننا نطلق على هذه الشريحة الأوروبية التي قامت بهذا الدور في وسط
أفريقيا اسم الاستطلاع الأوروبي، ويصدق عليهم هذا الاسم تماما وخاصة
بالمعنى العسكري بدليل أن أغلبهم كان ضابطا كبيرا في بلاده، حيث نجد أسماء
مثل: " العقيد كلابرتون" و " الكابتن دونهام" و " الضابط البحري براز"
وإن كانوا يعملون في وسط أفريقيا باسم الجمعيات الجغرافية الفرنسية أو
الإنجليزية أو البلجيكية)[51].
وهذه الطلائع قامت بمهمتها قادمة من جهات
عديدة وخاصة من الشمال ومن الشرق والغرب، فمن الشمال نجد البعثة
البريطانية، ففي سنة 1825م عبر صحراء طرابلس كل من (كلابرتون، ودونهام، وأودني)، ووصلوا إلى بحيرة تشاد ونهر شاري، وجاءت بعده بعثة (ريتشاردستون) و (بارث)
سنة 1845 م، فقد توزعت هذه البعثة إلى فرقتين: أحداهما بقيادة "
ريتشاردستون" واتجه شرقا من طرابلس، والفريق الآخر بقيادة " بارث"
الألماني، واتجه إلى الغرب، ووصل (ريتشاردستون)
إلى بحيرة تشاد، ولكنه مات ودفن على شواطئها، وواصل (بارث) دراسة البحيرة
ونهر شاري - كما يزعم - حتى التقى مع (فوجل) الذي كان يقوم هو الآخر
باستطلاعاته حول منطقة وسط أفريقيا حتى وصل إلى منطقة " وداي" حيث قتل
فوجل هناك عام: (1856 م) أما (بارث) فقد اكتفى بما جمعه من معلومات حول
بحيرة " تشاد " ومنابعها الأساسية وحياة سكانها ونظامهم السياسي
وتركيبتهم الاجتماعية، ونشر هذه المعلومات كلها بعد عودته إلى بريطانيا عن
طريق طرابلس، وكان لكتاباته أكبر الأثر في تعريف أوروبا بوسط أفريقيا وما
يتميز به من خيرات [52].
فقامت فرنسا بإرسال مجموعة من رجالها
لغرض الاستطلاع وجمع معلومات عن المنطقة، فأول من وصل من رجال الاستطلاع
الفرنسي إلى هذه المنطقة هو (بول كرامبيل)
الذي وصل إلى منطقة تشاد في 24/4/1891م قادماً من وسط أفريقيا الوسطى،
حيث كان ينوي الوصول إلى مملكة (وداي)، ولكنه لم يتمكن من الوصول إليها،
حيث قتل هناك مع بعض مرافقيه على يد القوات التشادية التابعة لمملكة (وداي)[53].
وعلى كل حال فإن المستعمر الفرنسي استفاد
من الكم الهائل من المعلومات التي حصل عليها عن المنطقة عندما تمكن رجال
الاستطلاع الأوروبي من بلوغ بحيرة تشاد، ونشروا نتائج استطلاعتهم في القارة
الأفريقية، فحصلت فرنسا على معلومات كافية عن المنطقة من تصور كامل وشامل
عن البحيرات والسهول والمنخفضات والهضبات والصحاري، وعن موارد البلاء
الاقتصادية، وكل ذلك مهد الطريق أمام فرنسا لاحتلال دولة تشاء.
فمما سبق بيانه في النقاط السابقة يتضح أن العوامل التي ساعدت فرنسا على احتلال دولة تشاد تتلخص فيما يلي:
1 - الحملات الاستطلاعية التي تمكنت من جمع المعلومات الدقيقة على المنطقة.
2 - الحروب القائمة بين الممالك الإسلامية لفترة طويلة.
3 - استنجاد بعض الممالك الإسلامية بالقوات الفرنسية طلباً للحماية من هجمات رابح الزبير.
على الرغم من الجهود المبعثرة في جبهات
القتال المختلفة بسبب التناحر التي كانت بين الممالك الإسلامية وقوات
(رابح) ظل التشاديون يقاومون التغلغل الفرنسي في البلاد، ولا يفهم من هذه
العوامل أن الشعب التشادي قد استسلم استسلاماً نهائياً للمستعمر، حيث سجل
التاريخ بأنه قاوم بقدرما يستطيع إلا أن الكفة غير المتوازنة بين قوة فرنسا
والشعب التشادي مكنت من نجاح المستعمر في نهاية الجولة حتى استطاع السيطرة
عليها كاملة في محام 1920 م، ومن ثم تحولت منطقة تشاد إلى مستعمرة من
المستعمرات الفرنسية رسمياً إثر مرسوم 17/3/1920م [54].
وهكذا تناثرت أشلاء الممالك الإسلامية القوية في المنطقة، وتحقق لفرنسا ما أرادت من استعمار دولة تشاد وشعبها المسلم.
فمنذ أن حط المستعمر الفرنسي أقدامه في
المنطقة والقبائل التشادية المسلمة تقوم بثورات متتابعة ضد المستعمر مدافعة
عن أرضها وثقافتها الإسلامية وهويتها وتراثها، وبذلت في سبيل الحفاظ عليها
الغالي والنفيس، فدافعت عن تلك الثروة الإسلامية بأرواحها ودمائها، فمذبحة
"كبكب" وحرق قرى[55]
بأكملها لأكبر شاهد على ذلك. ويقول الباحث/ محمد شريف جاك وفي هذا الشأن:
(يظهر أن أول دولة رفعت علم فرنسا الحرة بعد أن احتلتها ألمانيا كانت تشاد،
وذلك في 21/8/1940م، وبعدها (برازافيل) في 28/8/1940م، وفي 30/8/ 1940م
رفعها أو بانجي (أفريقيا الوسطى حالياً)، وبذلك وقفت دولة تشاد ومعها
أفريقيا الاستوائية الفرنسية إلى جانب فرنسا في محنتها) [56].
وقد تمثل وقوف تشاد بجانب فرنسا في تقديم
الدعم العسكري، حيث أصبحت منطقة تشاد مركزاً هاماً للقنوات الفرنسية في
حربها ضد ألمانيا، فقد انطلق منها عدة حملات عسكرية اشتركت في الحرب. ليس
هذا فحسب بل قدمت دولة تشاد لفرنسا شعبها وأبناءها للقتال ضد ألمانيا بجانب
فرنسا، حيث جندت آلاف التشاديين لها (قدرت بثلاثة عشر لواء من المشاة )،
وشاركوا في الحرب إلى أنن تحررت فرنسا في احتلال ألمانيا عام 1943 م[57]،
فعندئذً عقد الجنرال (ديجول) مؤتمراً صرح فيه بأنه سيكافئ سكان المستعمرات
بالمساواة في الحقوق السياسية وإلغاء الاحتكارات الاقتصادية، وبهذا
التصريح قد نكص الجنرال (ديجول) عن وعده وتعهده الذي وعد به الأفريقيين في
أثناء محنته بأنه سيكافئهم بالاستقلال، وتمخض عن هذا المؤتمر نتائج نجمها
في الآتي:
1- تكوين اتحادات مع المستعمرات.
2- المساواة بين الفرنسيين والأفريقيين داخل الاتحاد الفرنسي.
3- تطبيق مبدأ الاقتراع العام على الأفريقيين.
4- أن تكون المجالس الأفريقية ذات سلطة حقيقية في التشريع.
5- إلغاء نظام سيطرة شركات الاحتكار ورأس المال على اقتصاد البلاد الأفريقية[58]
وبع المقاومة الطويلة والمريرة من قبل الشعب التشادي على سبيل الحفاظ على
هويته وتراثه الإسلامي أظهرت فرنسا أنها ترغب على إعطاء الشعب التشادي
استقلاله فاختارت فرنسا عناصر وثنية للقيام بالحكم الصوري للشعب التشادي
الذي يمثل وجهة النظر الفرنسية، وبذلك يمكن القول بأن فرنسا خدعت الشعب
التشادي بهذه الصورة التي تخفي وراءها مخال الاستعمار حيث أعطت وعدا
بالاستقلال غير أن هذا الوعد نفذ بصورة عكسية ضد مصالح الشعب التشادي،
وأخضعتهم للاستعمار بصورة أخرى وكان هذا الاستقلال المزعوم - في 11/8/1960م
وبذلك أصبحت تشاد من الدول المستقلة اسميا وبقيت مظاهر الاستعمار فيها حتى
اليوم ولم تشعر يوماً بأنها استقلت فعلا وتخلصت من تبعيتها لفرنسا وتظهر
مظاهر الاستعمار في دولة تشاد خلال النقاط التالية:
1- قيام الحكومة الفرنسية باختيار حكومة محلية من الوثنيين.
2- احتكار الامتيازات التجارية للشركات الفرنسية وحدها دون مشاركة الشركات الوطنية.
3- حصر تصدير المنتجات التشادية – خاصة القطن إلى فرنسا فقط.
4- فرض اللغة الفرنسية وثقافتها على الشعب التشادي.
5- التدخل في شؤون الدولة وفرض سياساتها في جميع المجالات.
فإن هذه النقاط الخمس التي أشرت إليها تظهر في حقيقة الأمر صور الاستغلال الفرنسي لدولة تشاد ولا تظهر فيها صورة الاستقلال بأي حال.
ويظهر أن المستعمر الفرنسي عقبة من عقبات
الدعوة الإسلامية في دولة تشاد في شتى المجالات ويتجلى ذلك من خلال آثاره
بشكل واضح في الجوانب التالية.
تقوم سياسات المستعمر في الدول المستعمرة،
حيث يكون المستعمرون هم المسيطرون على مقاليد الأمور مما يمكنهم من
السيطرة الكاملة على البلاد وبذلك يكونون مطلعين على جميع خبايا البلاد
وخفاياها كما يتمكنون من معرفة التركيبة الاجتماعية للشعوب فيتعرفون على
مواطن القيادة والزعامة فيه، وبناء على ذلك يقومون باختيار الفئة التي
يعتمدون عليها اختياراً دقيقاً فيقومون بإعدادها وتنشئتها تنشئة خاصة، مما
يجعلها ترتدي ملابس المستعمرين قي ثياب وطنية، فهذه السياسة التي رسمها
المستعمر أدت إلى تمكين فئة دون الأخرى في تسلمها مقاليد الأمور فكانت هذه
الفئة هي الخادم المطيع لسيدة وهي رهن الإشارة لتنفيذ مخططات فرنسا. من
جانب آخر فقد ربط المستعمر الفرنسي البلاد في فلكه وصارت من الدول الناطقة
باللغة الفرنسية، وتقوم سياسة هذا البلاد على الموالاة المطلقة لفرنسا
والتبعية العمياء لها، مما جعل فرنسا تتدخل تدخلا مباشراً في السياسات
الداخلية للبلاد فضلاً عن تدخلها في السياسات الخارجية – فنجد أن فرنسا
كانت لها أياد مباشرة في جميع أحداث البلاد السياسية الكبيرة والصغيرة، حيث
إنها ساهمت في جميع الانقلابات العسكرية التي حدثت في البلاد، سواء بشكل
مباشر أم غير مباشر، كم أن فرنسا عمدت إلى غرس فتنة داخلية في تشاد حيث
لجأت إلى إيجاد مشكلة دائمة مع بعض الدول المجاورة مثل المشكلة الحدودية مع
ليبيا فيما يعرف بإقليم " أوزو"[59] وقد تطورت هذه المشكلة في الفترة السابقة حتى بلغت حد المواجهة العسكرية بين البلدين، بتحريض مباشر من فرنسا[60]
التي كانت ولا تزال تقف وراء كل الصراعات والحروب التي حدثت في البلاد
وذلك عن طريق تربية الأفراد الموالين في كل تنظيم (تنظيم الجيش - توجيه
السياسة العامة).
إن الاستعمار سعى إلى فرض الثقافة
الفرنسية على البلاد وحاول إغراء الشعب للاقتناع بالأخذ بها، حيث قصر
الوظائف الإدارية والمراكز القيادية في البلاد على من تشرب بثقافته وتكلم
بلسانه[61]
وحتى يقابل هذا التوجه بوسيلة فعالة في تحقيق الهدف فقد أسس التعليم
ونظامه ومناهجه على النسق الفرنسي، ووضعه على مبادئه وثقافته وأفرغ البلاد
من نظامها التعليمي السابق القائم على أساس اللغة العربية[62]،
كما عمل على محاصرة التعليم الإسلامي المتمثل في المعاهد الأهلية الدينية،
وذلك عن طريق تشويه صورته وصورة مدرسية وطلابه في المجتمع. ومع ذلك فإن
معظم أبناء المسلمين لا يجدون الفرص التعليمية للأسباب الاتية:
1 - الفقر الذي يعم الغالبية.
2 - عدم اهتمام الحكومة بأبناء المسلمين.
3 - عدم انتشار المدارس في الأماكن التي يقطنها المسلمون.
4 - حصر المنح الدراسية على النصارى والوثنيين.
كانت أهداف المستعمر الأساسية هي البحث
عن الموارد الاقتصادية والمالية التي تمد مصانعه التنموية التي أنشأها في
عهد الثورة الصناعية التي قامت في فرنسا، لذلك كان طبيعياً أن يركن
المستعمر في البلاد المستعمرة على مصادر تلك الموارد وعلى الموارد التي
توفر له بأزهد التكاليف، فوجد المستعمرون غايتهم في الدول الأفريقية الغنية
بمواردها البشرية والطبيعية المتمثلة في خصوبة التربة ووفرة المياه،
فركزوا جل جهدهم على استنزاف موارد تلك الدول ليمدوا بها مصانعهم - كما سبق
ذكره -، وسياسة المستعمر الفرنسي الاقتصادية لم تكن بدعاً من المستعمرين،
بل كان المستعمر الفرنسي أحد أئمتهم في وضع السياسة الاستنزافية لموارد
البلاد المستعمرة، فنجد أنه قد ركز في نشاطه الاقتصادي في البلاد على
الزراعة، بل اقتصر على زراعة ما تحتاجه مصانعه فقط دون مراعاة لحاجة البلاد
التي يستعمرها، كذلك أنه سعى إلى ربط دولة تشاد اقتصادياً به، وذلك عن
طريق ربط عملة البلاد بالفرنك الفرنسي، مما جعل الدولة دائرة في فك
الاقتصاد الفرنسي في تبعية ذليلة [63]،
ومن سياسات فرنسا الاقتصادية الخبيثة أنها مكنت لشركاتها فجعلتها تحتكر
النشاط الاقتصادي في البلاد لا سيما في مجال التصدير، حيث تستغل الجو
الخالي من المنافسة في تبخيس قيمة موارد البلاد واستغلالها بصورة مواد خام
وشرائها بقيمة زهيدة.
لقد ترك الاستعمار الفرنسي آثارا
اجتماعية خطيرة على المجتمع التشادي، حيث أخذ بسياسة تذويب المجتمع
التشادي، وعمل جاهدا على أن يتقمص ذلك المجتمع الشخصية الفرنسية، وأن
يجعلها مثلا أو نموذجاً يقتدى به في كل شؤونه العامة والخاصة، وبذلك فقد
أثر المستعمر الفرنسي على عامة الشعب التشادي في جميع النواحي الأخلاقية،
ففي الناحية الأخلاقية عمد الفرنسيون إلى كسر الوازع الأخلاقي والديني في
نفوس التشاديين المسلمين، وبذلك أصبحوا يجترئون على حدود الله-تعالى-،
ويهتكون أعراض إخوانهم المسلمين، فانتشر فيهم شرب الخمور وممارسة الرذيلة،
وتناول المخدرات بجميع أنواعها، وكل ذلك نتيجة مباشرة من بث سموم الفساد
التي تحطم العقيدة والأخلاق السامية في نفوس أفراد المجتمع بإنشاء بيوت
الفجور والملاهي للناشئة، وترويج الأفلام الخليعة الماجنة والصور العارية
والداعية للانحلال والسفور، والاختلاط بين الجنسين في جميع المجالات وخاصة
في المدارس الفرنسية، وتشجيع كل ما يساعد على إفساد القيم، أو تشجيع
المجتمع على إفساد أخلاقه الإسلامية الموروثة عن الآباء والأجداد، وتحطيم
ثقافته وحضارته وعاداته وتقاليده الإسلامية مستغلا الفراغ الذي أصبح سمة
للجيل الناشئ المسلم، يقول الشيخ/ محمود شاكر: (فقد ساهم الفرنسيون في نشر
المخدرات والخمور، وشجعوا الحفلات الخلاعية ونشر الصور العارية والأفلام
الموجهة، وهذا كله يدعر إلى التحرر من الدين)[64].
أما المستقبل المنظور لجمهورية تشاد -
حسب وجهة نظري القاصر- فستصبح لها شأن عظيم - إن شاء الله - خلال السنوات
القادمة سواء كان من الناحية الدينية، أم الاقتصادية، أم السياسية، و:لك
لما لهذه المنطقة من مميزات تجعلها حقيقة بذلك، ومن أبرز تلك المميزات ما
يلي:
سبق الإسلام وتأصله في المنطقة:
لقد كان الإسلام أول دين سماوي يدخل المنطقة، حيث وصل إلى منطقة تشاد في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)[65]،
واعتنق السكان الدين الإسلامي، وانتشر في كافة الأراضي التشادية على فترات
متقاربة ما عدا الأقاليم الجنوبية التي بقيت على الوثنية حتى بدأ انتشار
الإسلام فيها في الآونة الأخيرة بفضل الله -تعالى-، ثم بفضل الجهود الجبارة
التي بذلت هناك، مع أن الحركات التنصيرية وصلت إلى جمهورية تشاد برفقة
المستعمر منذ عام 1923م إلأ أنها لم تنجح في إدخال الوثنيين في الديانة
النصرانية إلا عددا قليلا بالنظر إلى جهودها المبذولة المتواصلة ليلا
ونهارا.
قامت ثلاث ممالك إسلامية قوية في
المنطقة، اعتنق ملوكها الإسلام، وتبنوا عملية نشر الإسلام ودعوة الناس إليه
منذ وقت مبكر جداً، مما ساعد في انتشار الثقافة الإسلامية بشكل واسع في
جميع أرجاء البلاد ما عدا الجنوب الوثني، إلا أن هناك تنافسا شديداً في
الوقت الحاضر بين الثقافة الإسلامية المتأصلة والثقافة الفرنسية الدخيلة
على البلاد المتمثلة في المحاولات العديدة للغزو الثقافي الغربي بشتى
الوسائل وبجميع الأشكال، ومع ذلك كله استطاعت الثقافة الإسلامية أن تحافظ
على انتشارها الواسع في كافة الأراضي التشادية حتى أصبحت اللغة العربية هي
اللغة الوحيدة التي تعتبر لغة التخاطب والتفاهم بين القبائل التشادية
المختلفة الأجناس والأعراف، سواء كان في أوساط المتعلمين أم فيرهم على حد
سواء.
إن نشاط الدعوة الإسلامية في جمهورية تشاد ممثلا في جهود الجماعات الإسلامية[66]،
أو الأفراد العاملين في حقل الدعوة جهود مشكورة، ومع ما تحفه جملة من
المخاطر والتحديات في الوقت الذي تشهد فيه الدعوة نموا وامتدادا طيبا يتمثل
في العودة الصادقة إلى الله -تعالى- ومحاولة التخلص من ربقة التبعية
الغربية، وبث روح الاعتزاز بالدين وتبليغ الرسالة الخاتمة لمن لم يتذوقوا
حلاوتها بعد.
وهذا الداعية (علي رمضان ناجل) الذي استطاع - بتوفيق الله - بنشاطه الفردي إدخال أربعة عشر (14 ) سلطاناً في الإسلام، وعلى رأس هؤلاء السلاطين (سلطان موسيقار)
أعظم سلاطين الجنوب هيبة وقوة وسلطة، بل إن هذا السلطان أول من يسلم من
قبيلة الخلافية التي جميعها على الوثنية والنصرانية، وبدخول هذا السلطان
إلى حظيرة الإسلام انكسرت شوكة الكنيسة التي أنفقت الملايين خلال (80 )
عاماً، وخسرت المنطقة بأسرها، بل خيبت آمال المنصرين الذين يأملون في تنصير
أفراد هذه القبيلة منذ زمن بعيد على وجه الخصوص والجنوبيين جميعاً في عام
ألفين.
فجمهورية تشاد تعتبر من الدول الفقيرة
للغاية حسب التصنيف الدولي في السابق، ولكنها في الوقت الحالي في مرحلة
جديدة من الحياة الاقتصادية، ومقبلة على نمو اقتصادي كبير، وربما تصبح تشاد
في عام 2006م ثالث أهم منطقة اقتصادية في أفريقيا حسب الدوائر الاقتصادية
الأمريكية، وأمريكا الآن تسرع في استخراج البترول التشادي، وربما في
المرحلة الثانية تقوم باستخراج اليورانيوم التشادي المدفون منذ قرون دون
الاستفادة منه، بسبب سياسات المستعمر الفرنسي لاستغلال الفقر والحاجة في
أعمالهم الاستعمارية أو التنصيرية، وها هو (بابا الفاتيكان) يناشد أمريكا
بعدم الإسراع في استخراج البترول التشادي، ويزعم بأن لديه ضمانات كافية من
عدم استخراج اليورانيوم التشادي، ويسوغ ذلك بقوله: " أن تشاد منطقة هامة...
وهي مقبلة على مرحلة جديدة من الحياة الاقتصادية، وربما تصبح تشاد في عام
2006م ثالث أهم منطقة اقتصادية في أفريقيا حسب الدوائر الاقتصادية
الأمريكية، وان كانت الجمهورية الفرنسية غير مشجعة هذا الاتجاه... ووسيلتنا
إلى هذه المناطق الفقر والحاجة أرجو من الحكومة الأمريكية ألا تستعجل في
استخراج البترول التشادي... وقد ننجز أهدافنا قبل الاستخراج، وعندئذ ثروة
البلاد كلها تكون في خدمة ربنا المسيح "[67].
لا شك من أن المسلمين هم أصحاب السياسة
الفعلية منذ أمد بعيد، لأن دخول المسلمين حلبة المعترك السياسي بدأ قبل
الاستقلال في عام 1960م، حيث إن أول حزب سياسي ظهر على الساحة التشادية
برئاسة رجل مسلم وهو عربي، حيث كون حزبه في عام 1945م تحت اسم: الاتحاد
الديمقراطي التشادي (U.D.t)، وفي عام 1945م ظهر حزب آخر برئاسة مسلم وهو: أحمد غلام الله تحت اسم: الحزب الاشتراكي التشادي المستقل (p.s.i.t)،
وفي يوم 13/3/1959م شكل أحمد غلام الله حكومة جديدة في البلاد فأصبح أول
رئيس للوزراء رجل مسلم (وكان رئيس الوزراء بمثابة رئيس الجمهورية)، كما
بدأت جبهة التحرير الوطني التشادي (فرولينا - frolinat) كحزب سياسي سري داخل البلاد منذ عام 1958م باسم الاتحاد الوطني التشادي (u.n.t) وأعضاء هذا الحزب هم الذين قادوا الثورة الإسلامية ورفع السلاح في وجه الحكومة النصرانية الظالمة التي كانت تمارس اضطهاد المسلمين[68] بعد حلها للأحزاب كلها واعتقال رؤسائها وتطبيق مبدأ الحزب الواحد في تشاد، وفرض قانون الطوارىء في البلاد في عام 1962م[69] برئاسة فرنسوا تمبلباي النصراني، ثم برئاسة الجنرال (فليس مالوم)،
ودامت هذه الحكومة النصرانية العميلة لفرنسا قرابة (18 ) عاماً حتى أطيح
بها في معركة مع الرئيس السابق/حسين هبري عام 1978م، ومن ثم آل الحكم إلى
المسلمين، ولكنهم تنازعوا فيها فنشبت بينهم حروب داعية تحولت إلى حروب
أهلية قبلية أمرت البلاد والعباد، وحتى اليوم يعاني الشعب التشادي بأسره من
آثار تلك الحروب.
ومع هذا كله فإن زمام الأمور في البلد
بيد المسلمين، ويصعب التكهن بنزعها منهم في الوقت الحاضر والمستقبل القريب،
وإن كان المستعمر الفرنسي يسقى حثيثا في تولية رجل نصراني زمام الأمور في
البلاد، لأن الرئيس الحالي طبق الديمقراطية نوعا ما، مما أتاح الفرصة
للمسلمين لممارسة السياسة من خلال تكوين أحزاب كثيرة، وقد بلغت الأحزاب
التي يترأسها المسلمون قرابة (37 ) حزبا، كلها تكونت من عام 1992م إلى
عام 1997م [70]، وهي في ازدياد يوما بعد يوم.
مع ما سبق ذكره من الآثار التعليمية
للمستعمر الفرنسي في البلاد فإننا نستطيع أن نقول: أن التعليم الإسلامي في
تشاد أخذ ينمو نحو الأفضل، بسبب إنشاء مدارس إسلامية أهلية والخلوات
القرآنية الكثيرة في كثير من المناطق التشادية، ودخل التعليم مرحلة جديدة
بعد تأسيس جامعة الملك فيصل - يرحمه الله - [71]. لقد أنشئت جامعة الملك فيصل في سنة 1411الموافق 1991م ساس أنها مؤسسة تعليمية إسلامية أهلية (ذات شخصية اعتبارية) لها استقلا ليتها الإدارية والمالية وأنشطتها الأكاديمية والخيرية، ومر تأسيسها بمراحل عدة حتى وصلت إلى المرحلة الحالية.
إن طبيعة عمل الجامعة تجعل أنشعلتها في
نطاق نشر العلم، والثقافة الإسلامية، واللغة العربية بكل ما تحمل هذه
الكلمة من معنى، وهذا واضح من خلال أهداف الجامعة التي تسعى إلى تحقيقها من
خلال كلياتها ومناهجها وخططها المستقبلية، حيث تسعى في الدرجة الأولى إلى
احتواء حملة الشهادات العربية لأجل انخراطهم في الإدارات الحكومية.
والخدمة المدنية لتفعيل دور هؤلاء
المثقفين بالثقافة العربية الإسلامية لاستعادة أمجاد الآباء والأجداد في
هذه المنطقة الاستراتيجية من الناحية الجغرافية والعسكرية والاقتصادية حيث
إنها تتعرض لحملة شرسة من قبل الحملات التنصيرية التي تريد لها أن تذوب
شخصيتها في الثقافة الفرنسية الغربية وتنسى ماضيها الزاهر وحاضرها الزاخر[72]
فالجامعة إذن تحملت مسؤولية كبيرة في حجمها وتبعاتها، وأخذت على عاتقها
أمانة تربية الأجيال الإسلامية لا في تشاد فحسب بل في القارة الأفريقية
بأسرها بفتح مجال التعليم لأبناء القارة جميعا، بغض النظر عن التيارات
السياسية، أو الحدود الاصطناعية التي وضعها المستعمرين، أو الحواجز العرقية
القبلية المقيتة والتي حاربها الإسلام منذ أربعة عشر (14 ) قرناً من
الزمن.
1 -
تأسيس الكليات التالية: اللغة العربية، وكلية الشارقة للتربية، وافتتاحها
مركز المدينة المنورة للتدريب، وإنشائها قسم الدراسات العليا لمرحلتي
الماجستير والدكتوراه.
2 - استيعاب جملة من الطلبة من حملة الشهادات العربية من التشاديين، وغيرهم من الدول الأفريقية.
3 - تخريج دفعات ممن تم تأهيلهم لسد الفراغ الإداري والتعليمي.
4 - نشر اللغة العربية والثقافة والحضارة.
الإسلامية في تشاد والدول الأفريقية المجاورة، وإعدادها جيلا مستنيراً بالعقيدة الصحيحة والعلم النافع.
5 - إحداث التوازن بين اللغة العربية واللغة.
الفرنسية في المجالين الإداري والتعليمي، وفي المؤسسات الحكومية المختلفة.
6- افتتاحها مستوصف التضامن الإسلامي، ومركز الخدمات الجامعية ليقدم خدماته الطبية لأساتذة الجامعة وموظفيها وطلابها وذويهم.
بالإضافة إلى افتتاحها في بداية عام
1999م المكتبة المركزية للجامعة التي تبلغ مساحتها ثمانمائة وأربعين (840
) مترا مربعا، وتعد الآن أكبر مكتبة علمية إسلامية في البلاد، وتحوي عشرين
ألف ( 20000) كتاب ومرجع في مختلف التخصصات[73].
هذه لمحة بسيطة عن جمهورية تشاد من نواح مختلفة في الماضي والحاضر والمستقبل.
ونسأل الله أن ينفع بها المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر: مجلة قراءات إفريقية – العدد الأول - رمضان 1425هـ / اكتوبر 2004م
[1] انظر موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، د/ أحمد شلبي، ج 6، ص 607- 608، مكتبة النهضة المصرية
[2]
انظر: أهمية الموقع الجغرافي وعلاقته بالتطور والاستقرار السياسي في دولة
تشاد، إبراهيم محمد إسحاق، ص 33، رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود كلية
الآداب، قسم الجغرافيا، عام 1408هـ الموافق 1988م
[3]
انظر: العوامل الفكرية وانتشار الإسلام في تشاد ( دراسة في فلسفة الحضارة
الإسلامية )، د/ موسى عبدالرحيم عربي، ص 33، رسالة ماجستير، الجامعة
اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الفلسفة.
[4] انظر المرجع السابق نفسه ص 33.
[5] أفريقية (Africa) اسم أطلقه العرب على ما يعرف الآن بتونس، وأصله من لفظ أفريقيا (Africa)
الذي كان يقصد به الرومان كل المنطقة التي آلت إليهم بعد تخريب قرطاجنة،
ثم شاع الاسم علماً على إحدى القارات، ويحيط أفريقيا: البحر المتوسط ء
والمحيط الأطلسي، والمحيط الهندي ء والبحر الأحمر، وتقصل من شمالها الشرقي
بقارة آسيا من طريق شبه جزيرة سيناء. انظر: مجمح اللغة العربية، المعجم
الكبير، ج 1 ، ص 361 ، دار الكتب 1970م. وانظر: خارطة شكل رقم (2).
[6]
انطر: الجغرافيا السياسية لأفريقية ء د-فيليب رفلة، ص 529 ، القاهرة
1966م ر ط2 وانظر • عبدالرحمن عمر الماحي، تشاد من الاستعمار حتى
الاستقلال، ( 1894-1960م)، ص 12 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 1،
1982 م.
[7] انظر: خارطة جمهورية تشاد في شكل رقم (1).
[8]
انظر: العلاقات السياسية والاجتماعية بين جمهورية تشاد وجمهورية السودان
في الفترة مابين: 1960-1990م، محمد شريف جاكو، ص 97، رسالة مقدمة لنيل
دبلوم في العلوم السياسية، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة عام:
1993 م. وانظر: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال ( 1894-1960 م)، ص 12 ،
مرجع سابق.
[9] تبلغ مساحة السودان ( 1.760.000) كم2، والجزائر (2.382.000) كم2 انظر: أطلس العالم، ص 96، مكتبة لبنان – ساحة رياض الصلح – بيروت، طبعة جديدة، 1417هـ.
[10]
انظر: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال ( 1894- 1960م )، ص 12 – 13، مرجع
سابق، انظر: أهمية الموقع الجغرافي وعلاقته بالتطور والاستقرار السياسي في
تشاد، ص 65- 70، مرجع سابق.
[11]
جائت بعض القبائل إلى المنطقة في القرن الرابع الميلادي، فمن الشمال نزح
العرب والبربر يحملون معهم الدين الإسلامي وثقافته ولغته، وكما نزح إليها
من الجنوب الزنوج حاملين معهم الديانة الوثنية الأفريقية، ومن الشرق نزح
إليها اليمنيون والنوبيون. انظر إمبراطورية البرنو الإسلامية، ص 19، مرجع
سابق. وانظر أيضاً: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال (1894-1960م )، ص 13،
مرجع سابق وانظر: مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا (6) تشاد، ص55، مرجع
سابق.
[12]
القبائل الحامية في تشاد كثيرة منها: حجارة وبودوما، وكوتوك، وومسا،
وغيرها. انظر: تشاد الاستعمار حتى الاستقلال (1894-1960م )، ص 76، مرجع
سابق. وهذه القبائل تنمتني إلى العنصر الحامي نسبة إلى حام بن نوح عليه
السلام. انظر: دائرة المعارف الإسلامية، ترجمة: محمد ثابت الفندي وزملائه،
جـ 6، ص 660، مادة " حام ).
[13]
القبائل السامية ينتمون إلى ذرية سام بن نوح عليه السلام: انظر: المصدر
نفسه، جـ 11، ص 75. ومن هذه القبائل التي تنتمي إلى العنصر السامي في تشاد:
( الفلاتي، والسلامات، وبني هلال، وأولاد مالك، وأولاد أبو عيسى )، وغيرها
من القبائل العربية في تشاد.
[14]
القبائل الزنجية منشرة في جنوب تشاد بكثرة، وقد احتفظت معظمها بالصفات
الزنجية نتيجة عدم اختلاطها بالقبائل الأخرى. والزنج: اسم القبائل الزنجية
التي تقطن في ساحل أفريقيا الشرقي. انظر: المصدر نفسه، ج10، ص 432.
[15] انظر: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال (1894-1960 م )، ص 71، مرجع سابق.
[16]
في الحقيقة أن اللغة العربية أصبحت لغة رسمية منصوصاً عليها دستورياً فقط
ولم تعط حقها في مجال العمل الرسمي في الدولة حتى الآن. انظر. دستور
جمهورية تشاد، ص 6، المادة التاسعة.
[17]
انظر: الدعوة الاسلامية في افريقيا الواقع والمستقبل د / عبدالرحمن عمر
الماحي، ص 79، ديوان المطبوعات الجامعية، الساحة المركزية - بن عكنون -
الجزائر.
[18] انظر: الدعوة الإسلامية في أفريقيا الواقع والمستقبل ص 79 مرجع سابق.
(6،5
النطرون: نوع من الأملاح فيه مادة حافظة لثمرة النخيل والكرم، وهذه الكلمة
مأخوذة من نطرو ( الناطر والناطرون من كلام أهل السواد: حافظ الزرع والتمر
والكرم، وقال بعضهم ليست عرببة محضة.. ) انظر لسان العرب لابن منظرو، جـ
6، ص 4459 – 4460، مادة ( نطر ) دار المعارف القاهرة جمهورية مصر العربية
بدون سنة طبع وانظر القاموس المحيط العلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب
آبادي، تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، ص 622، مادة ( نطر )
مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1407 هـ - 1987م.
[19] انظر: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال ( 1984-1960م)، ص 66 67- ، مرجع سابق.
[20] انظر اهمية الموقع الجغرافي وعلاقته بالتطور والاستقرار السياسي في دولة تشاد، ص 90، مرجع سابق.
[21] انظر خارطة شكل رقم (1).
[22]
الإحيائية: هي اعتقاد بقوى روحية في الأشياء ء أي أن للجمادات والنبات
أرواحاً مشابهة لتلك التي لدى الإنسان ء وأن الروح هي مبد أ الفكرة والحياة
العضوية في آن واحد ء وكما يعتقد الإحيائيون أن في هذا الكون المنظم قوة
خفية تتحرك، يتعين على الإنسان تحديد مسار حركتها بطقوس دينية، وذلك لمنع
الكوارث التي يمكن أن تصيب الإنسان في نفسه أوماله أو أبنائه... ولذلك يتجه
الإحيائيون إلى عبادة الأسلاف بحيوان أ وشيء من النبات أو الجماد، وأساس
فكرة عبادة الأسلاف أن حياة الإنسان لا تتوقف بمفارقة الروح الجسد... وانما
غفوة وارتخاء من جراء ضعف يصيب القوة الحياتية السرمدية، وأن روح الميت
تبقى مضافة إلى مجموعة أرواح الأسلاف، ويستطيع الأحياء الاستعانة مها عن
طريق الاحتفالات الموسمية. انظر: الدعوة الإسلامية في أفريقيا الواقع
والمستقبل" ص 10 ، مرجع سابق. وانظر: مجلة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم
الإسلامية، العدد ( 4 )، ص 277 ، 9 / 1413 هـ. 1933م، الجزائر.
[23]
عقبة بن نافع القرشي الفهري، وكان ذا شجاعة وحزم ودين، ولم تصح له صحبة،
شهد فتح مصر، واختط بها، جهزه معاوية في عشرة آلاف ففتح أفريقية، وهو الذي
أنشأ القيروان وأسكنها الناس، ويقال: كان الموضع (غيضة) لا يرام من السباع
والأفاعي، فدعا عليها، فلم يبق فيها شيء، وهربوا حتى أن الوحوش لتحمل
أولادها، وكان مجاب الدعوة، وقتل في سنة ثلاث وستين ( 63 ) من الهجرة
النبوية. انظر: سير أعلام النبلاء، للإمام شمس الدين الذهبي، تحقيق محمد
نعيم العرقوس ومأمون صاغرجي، ج 6 ، ص. 533 ، مؤسسة الرسالة.
[24]
كوار أو (كاوار): منطقة واقعة في جنوب مدينة فزان، غرب تبستي عند حدود
النيجر، وقيل هي الآن داخل حدود النيجر. انظر: إمبراطورية البرن
والإسلامية، ص 26 ، مرجع سابق.
[25] تاريخ وحضارات السودان الشرقي والأوسط، الشاطر بصيلي عبد الجليل، ص 413، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1972م.
[26] انظر: امتداد الحضارة الإسلامية نحو بحيرة تشاد، د/ محمد صالح ايوب، ص 42، مخطوط.
[27]
كلمة كانم تدل على جنس السودان فيقال: ( بلاد كانم أو مملكة كانم )،
ومدلول هذه الكلمة لم يقتصر على الإشارة إلى السكان أو القبائل المشهورة
بهذه الأسماء إنما صارت تعني كذلك المواضع أو المناطق التي تقيم بها هذه
القبائل. أما كلمة برنو تعني في لغة هذه القبائل أرض نوح. وقيل ليست هذه
التسمية سوى تحريف لكلمة( باران - BARAN أو بارام - BARAM )
ومعناها الرجال أو المحاربون. انظر امبراطورية البرنو الإسلامية، ص 5-6،
مرجع سابق. وانظر أيضاً: الإسلام في الممالك وإمراطوريات أفريقيا تالسوداء،
جوان جوزيف، ترجمة مختار السويفي، ص 89، دار الكتب الإسلامية، 1404 هـ -
1984 م، ط 1.
[28]
انظر: الدعوة الإسلامية في أفريقيا الواقع والمستقبل، ص 80 ، مرجع سابق.
وانظر: أيضاً: مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا ( 6 ) تشاد، ص 38 ،
مرجع سابق.
[29] انظر الخارطة رقم (1) لتحديد فترة العصر الكانمي والبرناوي، ومراحل توسيع المملكة ( كانم - برنو ).
[30]
نسبة إلى سيف بن زي يزن الحميري، سليل بيت ملوك حمير، وكان لسيف شأن عظيم
في تاريخ العرب بمشاركته في طرد الأحباش من جنوبي بلاد العرب. انظر: دائرة
المعارف الإسلامية، ج 13 ، ص 3، مرجح سابق.
[31] انظر: فقرة: تاريخ دخول الإسلام إلى المنطقة، من هذا المبحث.
[32]
البولا لا: هي القبائل التي كانت تعيش في شرق بحيرة " تشاد " ومجاورة
لمملكة (كانم) وحاليا تقطن في وسط تشاد وبالتحديد في محافظة البطحا، ء
ويتمركزون حول مدينة " أنجمينا بولالا" التي تبعد عن العاصمة ل أنجمينا
حوالي: 300 كم.
[33]
باقرمي أو باجرمي أو بقرمي أو بجرمي وهي الباقرمة، وتنطق باقرمي أو
باجرمي. انظر: دائرة المعرف الإسلامية، ترجمة: إبراهيم زكي خورشيد وزملائه،
ج6 ، ص 226 ، مادة (باجرمي).
[34] انظر: خريطة رقم ( 1)، لتحديد موقع المملكة في المنطقة من بين الممالك الأخرى.
[35]
قيل أن مؤسس المملكة يدعى (دوكنج)، وكان وثنياً أيضاً وهو الذي أسس مدينة
(ماسانيا) وهي التي أصبحت عاصمة المملكة فيما بعد. انظر: العلاقات السياسية
والاجتماعية بين جمهورية تشاد وجمهورية السودان في الفترة ما بين: ( 1960
م. 1990 م)، ص 72 ، مرجع سابق.
[36] انظر: مواطن الشعوب الاسلامية في أفريقيا ( 6 ) تشاد ص 41 مرجع سابق.
[37] العلاقات السياسية الاجتماعية بين جمهورية تشاد وجمهورية السودان في الفترة ما بين ( 1960- 1990 ) ص 72 مرجع سابق.
[38]
قيل أن كلمة وداي نسبة إلى عبد الكريم بن وداعة، مؤسس المملكة، وقيل كانت
تعرف ب (دار مابا ) ثم أبدلت بهذا اللاسم ( وداي ). وقيل أنها مأخوذة من
ضوء الصلاة الذي يكثر الوداويون النطق بها أثناء تعليمهم الناس الإسلام
آنذاك. وقيل أن كلمة ( وداي ) مآخوذة من كثرة الوديان الموجودة في البلاد،
ولعل الراجح نسبتها إلى (وداعة ) مؤسس المملكة انظر: تشاد من الاستعمار حتى
الاستقلال (1894- 1960م ) ص 18، مرجع سابق. وانظر أيضاً: تاريخ الاسلام
وحياة العرب في امبراطورية كانم – برنو د / ابراهيم صالح الحسني النوي، ص
54، مكتبة ومطبعة مصطفى اليابي الحلبي واولاده بمصر، 1396 هـ 1976 م.
[39] انظر المصدر نفسه، ص 17.
[40] انظر: خارطة رقم ( 1) تبين لك مراحل توسع مملكة في المنطقة.
[41] نظر: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال ( 1894م. 1960 م) ء ص 154، مرجع سابق.
[42] انظر: المرجع نفسه، ص 109 – 110.
[43]
انظر: الثقافة الإسلامية وتحديات العصر، د/ شوكت محمد عليان، ص 500، وما
بعدها، دار الرشيد للنشر والتوزيع، الرياض 1410 هـ 1981م، ط1.
[44] انظر أهمية الموثع الجرافي وعلاقته بالتطور والاستقرار السياسي في دولة تشاد، ص85 مرجع سابق.
[45] ) انظر: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال (1894 – 1960م )، ص 127-132، مرجع سابق.
[46] انظر: المصدر نفسه، ص، 127.
[47] انظر: المصدر نفسه، ص، 35.
[48] مجلة الثقافة العربية، ص 51-52، العدد (7) بتاريخ 12/1400هـ 7/1990م.
[49] تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال ( 1894م -1960م )، مرجع سابق.
[50]
انظر: حقائق تاريخية عن العرب والإسلام في أفريقيا الشرقية، محمد أحمد
مشهور الحداد، ص 41 – 42، دار الفتح، بيروت – لبنان 1393هـ 1980م.
[51] امتداد الحضارة الإسلامية نحو بحيرة تشاد، ص 41، مخطوط، مرجع سابق.
[52] انظر: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال (1894-1960م )، ص 26، مرجع سابق.
[53] انظر: المصدر نفسه، ص 119.
[54] انظر: تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال (1894م -1960م ) ص 154، مرجع سابق.
[55]
وكانت هذه القرى في محافظة " كانم " وكان السبب في حرق القرى مقتل جندي
فرنسي على يد أحد القرويين، عن هذا الشخص تحرق كل القرية، ثم ينتظر من يخرج
منها ليقبض عليه، أو يقتل إن حاول الفرار.
[56] العلاقات السياسية والإجتماعية بين جمهورية تشاد وجمهورية السودان في الفترة ما بين 1960- 1992م، ص 120، مرجع سابق.
[57] المرجع نفسه، ص 120.
[58] انظر: تشاد من الاستعمار إلى الاستقلال ( 1894-1960م )، ص 195، مرجع سابق
[59] انظر: العلاقات السياسية ولاجتماعية بين جمهورة تشاد وجمهورية السودان من الفترة ما بين 1960م - 1990 م، ص 334، رجع سابق
[60] انظر: المرجع نفسه، ص 333.
[61]
مقابلة شخصية شارك فيها كل من الصحفي / عبد الله عيسى ومحمد الصحفي / يوسف
محمد زين، بتاريخ: 8/4/1416هـ، 3/9/1995م في العاصمة " أنجمينا " في منزل
إبراهيم آدم صالح، بحي قوجي.
[62] مقابلة السابقة نفسها.
[63] انظر: دوافع الاستعمار الاقتصادية، من هذا البحث.
[64] مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا (6) تشاد، ص 74، مرجع سابق.
[65] انظر: الحديث عن تاريخ دخول الإسلام في المنطقة بالتفصيل من هذا البحث.
[66]
الجماعات الإسلامية الدعوية في تشاد تمثلت في الجماعة السلفية التي تعرف
في تشاد باسم: ( جماعة أنصار السنة المحمدية )، وجماعة الدعوة أ وجماعة
التبليغ ) أما جماعة ( الإخوان المسلمون ) لا وجود لهم كتنظيم جماعي في
تشاد وإن كان بعض الأفراد في كلا الجماعتين السابقتين يستحسن مبادئها
وأفكارها.
[67] انظر: التنصير في تشاد، ص 33، مرجع سابق، بشيء من التصرف.
[68] انظر: التضامن الديمقراطي ضرورة حتمية لبناء تشاد، آدم كردي شمس، ص 53، ط1، 1413 هـ 1992م.
[69] انظر: تشاد والاسلام ومعركة التحديات، ص 272 مرجع سابق وانظر التضامن الديمقراطي ضرورة حتمية لبناء تشاد ص 40 – 44 مرجع سابق.
[70]
انظر: الديقراطية والتعداد الحزبية في تشاد احمد قاسم احمد ص 152 -129 بحث
مقدم إلى قسم الدراسات العليا بجامعة الملك فصل بتشاد كلية الشارقة
للتربية لنيل درجة دبلوم الدرسات المعمقة في التاريخ الحديث والمعاصر بحث
غير منشور.
[71]
وسبب تسميتها باسم جامعة الملك فيصل فقالصد منه هو الامتداد الطبيعي لمركز
الملك فيصل الإسلامي وفي الوقت نفسه الاعتراف بالفضل والإحسان الذي قدمه
الملك فيصل - يرحمه الله - للشعب التشادي لإنشائه ذلك المركز عام 1974م
انظر مجلة المستقبل الإسلامي العع (117) محرم 1422 هـ - إبريل 2011م، ص، 20
وانظر: المجلة العربية، العدد ( 241) السنة ( 21 )، صفر 1418 هـ يونية /
يوليو 1997 م، ص، 97 مقابله اجرتها المجلة مع رئيس الجامعة أ. د / عبد
الرحمن الماحي.
[72]
انظر: المطوية التعريفية للجامعة التي اعدت من قبل إدارتها في عام 2001م ص
1-3 وانظر: المجلة العربية العدد (241) لسنة (21) صفر 1418 هـ - يونية /
يوليو 1997 م، ص 97- 98 وانظر مجلة المستقبل الإسلامي العدد 117 محرم 1422
هـ ابريل 2001م ص 20-21 بالإضافة إلى حديث الدكتور عن الجامعة في لقائه مع
الجالية التشادية في مدينة الرياض في عام 2002 م.
[73]
انظر مجلة المستقبل الإسلامي العع (117) محرم 1422 هـ ابريل 2001 م ص 20-
21 وانظر المجلة العربية العدد ( 241) السنة (21) صفر 1418 هــ يونية 1997 م
ص 97 مرجع سابق.
Comments
Post a Comment