Skip to main content

العربي الذي أنقذ اليهود في الهولوكوست

العربي الذي أنقذ اليهود في الهولوكوست

الدكتور محمد حلمي هو أول عربي يحظى بالاعتراف به كأحد "أنصار الشعب اليهودي" وذلك لأنه انقذ يهودا في فترة الهولوكوست في ألمانيا النازية، ولكن لم يُعثر على ورثته بعد ليحصلوا على شهادة الشرف

17 يونيو 2016, 19:30


كانت قصة محمد حلمي منسية وغير معروفة طيلة السنوات التي مضت. ولكن وُجدت مؤخرا رسائل أرسلتها في الخمسينيات والستينيات شابة يهودية إلى مجلس الشيوخ في برلين، وتتحدث فيها كيف أنقذ الطبيب اليهودي حياتها وحياة أسرتها. بعد الكشف عنها، أصبح حلمي أول عربي يحظى بالاعتراف كأحد "أنصار الشعب اليهودي"، وهو لقب شرف تمنحه منظمة "ياد فاشيم" للأفراد من غير اليهود الذين أنقذوا يهودا في فترة الهولوكوست.

وُلد الدكتور محمد حلمي في الخرطوم، السودان، عام 1901، لوالدين مصريين. سافر حلمي عام 1922 إلى ألمانيا ليتعلّم الطب ومنذ ذلك الحين عاش في برلين. بعد أن أنهى دراسته عمل مساعدا في مستشفى على اسم Robert-Koch وقد حظي فيه باعتراف كبير من مسؤوليه.
الطبيب المصري من برلين
ومع ذلك، بما أن حلمي وفقا للقوانين العنصرية لم يُعتبر من العرق الآري، وإنما كان "حاميا" (من ذرية حام، الابن الثاني للنبي نوح)، شكّل ذلك عائقا أمام تقدّمه المهني. وصلت هذه الحقيقة، بالإضافة إلى موقفه النقدي المعلن تجاه رؤساء النظام النازي، إلى أسماع رجال الغيستابو ("شرطة الدولة السرية" في ألمانيا النازية)، وفي عام 1937 أقيل من عمله في المستشفى، وحُظر عليه العمل في أي مستشفى عام بل وحُظر عليه التزوج من خطيبته الألمانية. في العام 1939، اعتُقل حلمي إضافة إلى مواطنين مصريين آخرين، ولكن أطلِق سراحه بعد نحو عام لأنه كان يعاني من مشاكل صحية.
حلمي يسعى إلى إنقاذ اليهود
رغم أن النظام قد اضطهد حلمي، فقد أعرب عن انتقاده المعلن تجاهه بل وخاطر بحياته بهدف إنقاذ أصدقائه اليهود. عندما بدأ ترحيل اليهود من برلين، كانت آنا غوتمان من أسرة بوروس، من أفراد العائلة والبالغة من العمر 21 عاما، بحاجة إلى مكان للاختباء. فقدّم لها حلمي مأوى في مقصورة كان يملكها في حيّ بوخ (Buch) في برلين، وكانت كملاذ آمن لها حتى نهاية الحرب.
في أوقات الخطر، عندما كان يخضع حلمي للتحقيق الشرطي، حرص على إخفائها في أماكن أكثر أمانا. ومع زوال الخطر كان يُعيدها إلى مقصورته. هكذا كتبت آنا غوتمان بعد الحرب:
"صديق أسرتنا الطيب، الدكتور حلمي... أخفاني في مقصورته في برلين Buch، منذ 10 آذار عام 1942 وحتى انتهاء القتال. منذ العام 1942، لم أكن على علاقة مع العالم الخارجي. كان يعلم رجال الغيستابو أنّ الدكتور حلمي هو طبيب أسرتنا. وقد علموا أيضا عن مقصورته في Buch ببرلين.
لقد نجح حملي في التهرب من جميع تحقيقاتهم. في حالات عديدة كان الدكتور حلمي يخبئني خلال فترات الخطر لدى معارفه، وكنت أتنكر وكأنني ابنة أخيه من درسدن لعدة أيام. بعد زوال الخطر، كنت أعود إلى المقصورة... كل ما فعله الدكتور حلمي من أجلي كان نابعا من لطفه، لذلك أعبر عن امتناني له إلى الأبد".
تعاون عربي - ألماني لإنقاذ اليهود
كان يهتم حلمي بوالدة آنا، جولي، وزوجها من الزواج الثاني، جورج ويهر (Wehr)، وجدّتها سسيليا رودنيك أيضًا. طوال فترة الاختباء وفّر الدكتور حلمي للمختبئين الخدمات الطبية التي كانوا بحاجة إليها وزوّدهم بالأدوية. لقد حرص على إخفاء سسيليا رودنيك في منزل فريدا شترومان.
على مدى أكثر من عام أخفت فريدا الجدة سسيليا، وهي المرأة الأكبر سنّا من بين مجموعة الناجين، وتشاركتا معا في تناول الطعام الذي كان بالإمكان شرائه فقط بواسطة بطاقات الطعام. حدثت إحدى لحظات الخطر الكبرى عام 1944، عندما تم القبض على الزوجين Wehr وخلال التحقيق معهما كُشف أنّ حلمي ساعدهما وأنّه يخفي آنا. لذلك نقل حلمي آنا فورا إلى منزل فريدا شترومان، وفقط بواسطة سعة حيلته نجح في التهرب من العقوبة. وقد نجا أفراد الأسرة الأربعة بمساعدة الدكتور محمد حلمي وفريدا شترومان وشجاعتهما. وقد بقي الدكتور حلمي في برلين وتزوج من خطيبته. وتوفي عام 1982. وتوفيت المنقذة فريدا شترومان عام 1962.
الخاتمة
بعد الحرب هاجرت آنا وأفراد أسرتها إلى الولايات المتحدة، ولكنهم لم ينسوا أبدا منقذيهم. في الخمسينيات وبداية الستينيات أرسلوا رسائل شكر حارّة إلى مجلس شيوخ برلين على عمل منقذيهم. وُجدت هذه الرسائل في أرشيف في برلين ونُقِلت مؤخرا إلى قسم "أنصار الشعب اليهودي" في ياد فاشيم، وتقرر الاعتراف بحلمي وفريدا شترومان باعتبارهما "أنصار الشعب اليهودي". حلمي هو أول عربي يحظى بلقب الشرف هذا.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe