الآخَر !
APR 21, 2017
873
إنَّهُ لا يُمكن لنا أن نُغلق آذاننا وأبوابنا عنِ الثقافة العالمية التي نعيشُها مع مدِّ الإعلام الجديد الذي جعل الكون قرية عالمية صغيرة؛ جسَّرَت المسافات الكبيرة بين أطياف الأديان والمذاهب والملل، وجعلت العالم أمام أمرٍ واقع؛ أمام حلّ التعايش السلمي الإيجابي، أو التناحر المُهلِك السلبي!
إننا نحتاج إلى الآخر لنأخُذ منهُ ما يُفيدُنا ويعيننا على أمر ديننا ودنيانا؛ نأخُذ منه ما يتفقُ مع عقائِدنا وقِيمنا ومبادئنا وثوابتنا وأخلاقنا، حيثُ منَ الخطأِ أن نتهم كُل ما يَردُنا من الآخر على أنَّهُ غزو ونخر عقلي وديني ودنيوي؛ فهي ليست فاسدة في مجموعها، وفي الُمقابل نحنُ بحاجة ماسَّة إلى نشرِ تعاليم ديننا وتوجيهاته الساميَّة ليستفيدَ مِنها الآخَر، فإسلامُنا الحنيف الذي يُقِرّ بمبدأ الحرية الدينية؛ يُقِرّ كذلك بمبدأِ السَماحة الإنسانية التي تُؤكد حقوقَ المُحتاجين جميعًا في أن ينالوا المساعدة والعَون دونَ نظرٍ لعقائدهم المُختلفة عنّا.
وبوجهٍ عام؛ فالمجتمعات التي لديها حُكمٌ مُسبق عن الآخر من حيث المعتقد ومن حيث الثقافة سوف تُواجه الكثير من الصعوبات في إدراك الآلية المتناسبة لتحقيق منهجية يمكن من خلالها فهمها للآخر بشكل عميق وليس بشكل مسطح، ومِنَ الصعب تغيير موقف بعض المجتمعات لمجرد طرح ثقافة قبول الآخر، ومن هنا يأتي دور الباحثين والعلماء المتخصصين في مجال حوار الأديان في عالمنا المسلم المعاصر، فمن اليوم عليهم أن يعملوا جاهدين كي يُخرجوا مفهوم (فهم الآخر) من معناه النظري العقيم إلى شكله التطبيقي الملموس والمؤثر في جيلنا الذي يسكن القرية الكوكبية ويتطلع بنهم لسبر أغوار الظواهر الحياتية وعلى رأسها الظواهر الدينية العالمية ليتعرف عليها بجدية ووضوح، الأمر الذي يَفرِش الأرضية المناسبة لحياة الإنسان في هذا العالم شديد التعقيد والتداخل وَسَطَ بيئةٍ تحترم النزعات الإنسانية المختلفة دينياً، وذلك نحوَ بلورةِ مفهومٍ جديدٍ للتحضر والتعايش الإنساني العالمي.
لقد أصبح موضوع فهم الآخر؛ يستلزم بشكلٍ مباشر فهمه عقائديًا ودينيًا، كما أنّ فهمنا المباشر لمكنونات الثقافات والحضارات المتنوعة يُلزمنا في جانبٍ كبيرٍ منه بفهم خلفياتها الدينية وظروفها العقائدية السائدة في تلك الحقب جنباً إلى جنب باقي ظروفها المعيشية اقتصادياً وسياسياً وعلمياً وثقافياً وما إلى ذلك، كما أنّ العالم الذي أصبح اليوم قرية واحدة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الاتصالية المختلفة مهد لظهور علاقاتٍ افتراضية مع أبناءِ الكرة الأرضية (المختلفين) في كل شيء ومهد التقانة الجديدة لظهور نوعٍ خاص من التواصل والحوار الحضاري الديني الأمر الذي شكَّلَ تحديًا أمام الكثير لسبر أغوار الآخر وفهمه بالشكل الموضوعي العميق لاسيما في مجال العقائد والأديان المعاصرة.
إنَّ العالمَ الذي نعيشُ فيهِ اليَوم؛ عالمٌ يقومُ على التعايشِ والتواصلِ وتبادل المَصالح والمنافع التي تقُوم عليها حياةُ الإنسان، وإنَّ مِن المُغالطة القول بإمكان حياةِ الإنسان في هذا العالم مُنعزلًا عن مُجتمعه المحليّ والدوليّ، ذلك المُجتمع الذي كتبَ اللهُ عليهِ أن يكون مختلفًا على مذاهب شتّى في الأديانِ والمُعتقدات وأساليبِ الحياة.
إلا أنّ ذلكَ التعايُش الضروريّ لا بُدَّ أن يُؤدي إلى نوعٍ من الخِلاف الذي قد يصل أحيانًا إلى النزاعِ والتنافر والتباغُض والتقاتل، ما لم يُضبط بضوابط تحُكم حياةَ المجتمعاتِ باختلاف مذاهبها ومعتقداتها، وما لم يُؤمن أصحابُ تلك المذاهب بأهمية الحوار في تحقيق التعايش السلمي الراقي.
إعلامية وباحثة أكاديمية
بقلم : خولة مرتضوي
إننا نحتاج إلى الآخر لنأخُذ منهُ ما يُفيدُنا ويعيننا على أمر ديننا ودنيانا؛ نأخُذ منه ما يتفقُ مع عقائِدنا وقِيمنا ومبادئنا وثوابتنا وأخلاقنا، حيثُ منَ الخطأِ أن نتهم كُل ما يَردُنا من الآخر على أنَّهُ غزو ونخر عقلي وديني ودنيوي؛ فهي ليست فاسدة في مجموعها، وفي الُمقابل نحنُ بحاجة ماسَّة إلى نشرِ تعاليم ديننا وتوجيهاته الساميَّة ليستفيدَ مِنها الآخَر، فإسلامُنا الحنيف الذي يُقِرّ بمبدأ الحرية الدينية؛ يُقِرّ كذلك بمبدأِ السَماحة الإنسانية التي تُؤكد حقوقَ المُحتاجين جميعًا في أن ينالوا المساعدة والعَون دونَ نظرٍ لعقائدهم المُختلفة عنّا.
وبوجهٍ عام؛ فالمجتمعات التي لديها حُكمٌ مُسبق عن الآخر من حيث المعتقد ومن حيث الثقافة سوف تُواجه الكثير من الصعوبات في إدراك الآلية المتناسبة لتحقيق منهجية يمكن من خلالها فهمها للآخر بشكل عميق وليس بشكل مسطح، ومِنَ الصعب تغيير موقف بعض المجتمعات لمجرد طرح ثقافة قبول الآخر، ومن هنا يأتي دور الباحثين والعلماء المتخصصين في مجال حوار الأديان في عالمنا المسلم المعاصر، فمن اليوم عليهم أن يعملوا جاهدين كي يُخرجوا مفهوم (فهم الآخر) من معناه النظري العقيم إلى شكله التطبيقي الملموس والمؤثر في جيلنا الذي يسكن القرية الكوكبية ويتطلع بنهم لسبر أغوار الظواهر الحياتية وعلى رأسها الظواهر الدينية العالمية ليتعرف عليها بجدية ووضوح، الأمر الذي يَفرِش الأرضية المناسبة لحياة الإنسان في هذا العالم شديد التعقيد والتداخل وَسَطَ بيئةٍ تحترم النزعات الإنسانية المختلفة دينياً، وذلك نحوَ بلورةِ مفهومٍ جديدٍ للتحضر والتعايش الإنساني العالمي.
لقد أصبح موضوع فهم الآخر؛ يستلزم بشكلٍ مباشر فهمه عقائديًا ودينيًا، كما أنّ فهمنا المباشر لمكنونات الثقافات والحضارات المتنوعة يُلزمنا في جانبٍ كبيرٍ منه بفهم خلفياتها الدينية وظروفها العقائدية السائدة في تلك الحقب جنباً إلى جنب باقي ظروفها المعيشية اقتصادياً وسياسياً وعلمياً وثقافياً وما إلى ذلك، كما أنّ العالم الذي أصبح اليوم قرية واحدة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الاتصالية المختلفة مهد لظهور علاقاتٍ افتراضية مع أبناءِ الكرة الأرضية (المختلفين) في كل شيء ومهد التقانة الجديدة لظهور نوعٍ خاص من التواصل والحوار الحضاري الديني الأمر الذي شكَّلَ تحديًا أمام الكثير لسبر أغوار الآخر وفهمه بالشكل الموضوعي العميق لاسيما في مجال العقائد والأديان المعاصرة.
إنَّ العالمَ الذي نعيشُ فيهِ اليَوم؛ عالمٌ يقومُ على التعايشِ والتواصلِ وتبادل المَصالح والمنافع التي تقُوم عليها حياةُ الإنسان، وإنَّ مِن المُغالطة القول بإمكان حياةِ الإنسان في هذا العالم مُنعزلًا عن مُجتمعه المحليّ والدوليّ، ذلك المُجتمع الذي كتبَ اللهُ عليهِ أن يكون مختلفًا على مذاهب شتّى في الأديانِ والمُعتقدات وأساليبِ الحياة.
إلا أنّ ذلكَ التعايُش الضروريّ لا بُدَّ أن يُؤدي إلى نوعٍ من الخِلاف الذي قد يصل أحيانًا إلى النزاعِ والتنافر والتباغُض والتقاتل، ما لم يُضبط بضوابط تحُكم حياةَ المجتمعاتِ باختلاف مذاهبها ومعتقداتها، وما لم يُؤمن أصحابُ تلك المذاهب بأهمية الحوار في تحقيق التعايش السلمي الراقي.
إعلامية وباحثة أكاديمية
بقلم : خولة مرتضوي
Comments
Post a Comment