Skip to main content

محمد تومبى وآخرون--- اسامة سليمان



محمد تومبى وآخرون--- اسامة سليمان
------------------
حمدت الله كثيراً على أن رفيقيّ أستاذنا عبد الباسط الشاطرابي، والحبيب الشاعر الرقيق حسين حمزة ( جسمي انتحل) كانا مشغولين بإكمال حديثهما، فلم يلحظا انبهاري ونحن نخطو إلى داخل مؤسسة الجزيرة وقد اصطحباني للمعاينة...
حبست دهشتي وواريتها خلف هدوء رتبته جيداً وتبعتهما...
 الممرات الطويلة الأنيقة المغطاة بالسجاد، الوجوه المبتسمة، التحايا وهي تنهال على صاحبيّ، صوت النافورة التي تتعالى من الطابق الأرضي ويصل صوتها إليها ونحن في الثاني، مازلت أتذكر هذه التفاصيل جيداً فقد شكلت انطباعي الأول ...
كنت قد قدمت من السودان قبل أيام، وقد هيأت نفسي لخوض مغامرة جديدة، بين جنسيات أخرى،
 عبد الباسط وحسين حمزة سودانيان قلت في نفسي سأنضم إليهما مع عدد من السودانيين في هذا المبنى الواسع
-السلام عليكم
 سوداني آخر ألقى التحية ، ثم ثالث ورابع ، دفع حسين باب أحد المكاتب مسلماً رأيت أربعة أو خمسة آخرين ..
العدد أكبر مما أتصور عرفت فيما بعد أنهم أكثر من ستين سودانياً في المبنى الرئيسي فقط ..
بعد ثلاثة أيام كنت قد اتخذت مكاني وسط هؤلاء...
"دروبي" داخل الجريدة كانت مختصرة جداً ، مكتبي ، المسجد المطعم ثم
" الثقافية" التي عرفت طريقي إليها مبكراً ...
 وجدت قصائدي اهتماماً وبدأت تنشر بانتظام، حتى جاء ذلك اليوم الذي لعب فيه قلم أحد المصححين بقصيدة فأجهز عليها ..قررت بعدها تصحيحها بنفسي ، القصيدة التالية كنت أراها ( صعبة) فقصصت أثرها حتى بصرت بها عن جنُبٍ في صالة التصحيح ، وما أدراك ما صالة التصحيح ، قاعة ضخمة تعج بقرابة الثلاثين مصححاًً من كل الجنسيات وإن غلب عليها السودانيون والمصريون ...
أخذت الصفحة لأراجع القصيدة
من فعل كل هذا؟
تصحيح بدقة، تم وضع علامات الترقيم التي أغفلتها، ضبط بعض الكلمات ...
سألت عن المصحح فقيل لي : تومبى
تذكرته
 حنوبي طويل ، أنيق يلبس القمصان المزركشة الملفتة ، ( والجلابية والعمة والشال) والملابس الأفرنجية، كنت أعرفه من بعيد
لكن لم أتصوره مصححاً
نظرت إلى الصالة فوجدته هناك بعيداً شكرته ، فلم يعلق ، لكن ربما قرأ ما يدور في ذهني...
 أصبح تومبى منذ ذلك اليوم احد أساتذتي الذين ألجأ إليهم عند كل معضلة لغوية ...

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe