Skip to main content

داعش» أو النظام... بل «داعش» والنظام- علي العائد

الضباع تأكل غالباً ما تصيده الوحوش «النبيلة» التي تصطاد فرائسها وتأكل منها حاجتها من الغذاء، وتترك للضباع والحيوانات الخسيسة ما يفضل من الفريسة «الفضلة».
احتلت «داعش»، في حالة تشبه صيد الضباع، المناطق التي ساهمت الكتائب الإسلامية و «الجيش الحر» في إخراجها من يد النظام، بخاصة في ريفي حلب وإدلب، قبل أن يستعيد «الجيش الحر» المبادرة، تسانده كتائب إسلامية أخرى، ويطرد «داعش» من قسم كبير من تلك المناطق، بينما تستمر مجاميع ميليشوية غير سورية في مساندة النظام في مناطق متعددة، وفي تحقيق تقدم ينسبه الجيش السوري (الضبع) لنفسه.
عدا هذا التشابه، لا دليل على تعاون أكيد بين «داعش» ونظام الأسد، على رغم توافر قرائن عديدة تضعهما في كفة واحدة مقابل الشعب السوري الأعزل، أما ما بين «داعش» والنظام من جهة، وحملة السلاح من مدعي الدفاع عن السوريين فشأن آخر، كونهما عدوين يمتلكان القوة، ومعيار الغلبة بينهما هو السلاح فقط.
صفة «الضبعنة» جعلتهما يتشابهان تالياً في اكتساب مزيد من الأعداء بين «رعاياهما» من الشعب السوري.
كلاهما يعمّق جراح السوريين مادياً ومعنوياً، وكلاهما ساهم ويساهم في تهجيرهم بفضل أساليبهما الناعمة والقاسية، من فرض الحجاب والنقاب عند «داعش»، إلى البراميل المتفجرة التي باتت السلاح المفضل لنظام الأسد.
ويقتسم الطرفان أسوأ أمثلة القسوة تجاه السوريين. «داعش» تعلن صراحة عن طمعها بكرسي الرسول لتعيد سيرة الحكم بـ «شريعته»، والنظام يتستر بعلمانية مغلفة بـ «ثارات الحسين»، ولا تنويع في كلا الإعلانين ما دام ما يصدر عنهما يتجه عكس ما خرج السوريون من أجله في ثورتهم.
وإذا كان لا بد من بحث أسباب تشابههما، فعلينا مراجعة قائمة قادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، هؤلاء الذين كانوا في سجون النظام حتى بدايات حزيران (يونيو) 2011، حيث أطلق النظام سراح عدد يتراوح بين 900 و1200 إسلامي من خلفية أصولية، أو قاعدية، بعد إلغائه قانون الأحكام العرفية «استجابة» لمطالب الشعب، وتنفيذاً لنصائح أصدقائه.
لا أحد يلوم النظام في ذلك، فهو يطبق مفعول إلغاء الأحكام العرفية، وهؤلاء سجناء قدامى، ومنهم من حوكم وأطلق بالاستفادة من ربع المدة. لكن معتقلين سياسيين آخرين ما زالوا في السجون، ونقصد بهم من سجنوا قبل قيام الثورة في 15 آذار (مارس) 2011. فلماذا أطلق النظام الإسلاميين، وبصفة انتقائية، واستثنى آخرين، لو لم يكن في نفس الضبع ما في نفسه، ولماذا أطلق سراح قادة التنظيم العراقيين الذين كانوا معتقلين في العراق بين 2003 و2011، وهل يمكن ربط توقيت إطلاق المجموعتين في الدولتين، كتنسيق بين نظامي المالكي والأسد، أم أن المالكي والأسد ينفذان أوامر إمبريالية في انسجام مع معكوس نظرية المؤامرة الكونية التي أطلقها الأسد نفسه؟
ينقل كمال شيخو في موقع «قنطرة» في 8 كانون الثاني (يناير) 2014 عن المعارض دياب سرية، الذي اعتقل في سجن صيدنايا العسكري بين 2006 و2011، أنّ عدد الإسلامويين الذين أطلقهم النظام السوري خلال النصف الأول من عام 2011 بلغ قرابة 900 سجين، معظمهم كانوا على علاقة بالقتال في العراق، سواء من تنظيم «الدولة الإسلامية في بلاد الرافدين»، أو من خلال تنظيم «فتح الإسلام».
ووفق سرية، كان أبرز هؤلاء أبو محمد الجولاني قائد «جبهة نصرة أهل الشام»، الذي كان معتقلاً في فرع فلسطين لدى المخابرات العسكرية بدمشق منذ 2008، وأطلق سراحه عام 2011، وأن المطلق سراحهم شكلوا النواة الأولى والخلايا الأساسية للمجموعات الأصولية المتطرفة الأساسية التي تقاتل النظام الآن.
ويضيف سرية في تقرير آخر نشرت «القبس» الكويتية ملخصاً له (17/11/2013) نقلاً عن «الأوبسرفاتور» الفرنسية: «النظام السوري ليس غبياً، فقد أطلقهم ليفعلوا بالضبط ما هم يفعلون اليوم. فأبو محمد الجولاني، وأبو طه، وجميل زين المعروف بأبي الحسين، خرجوا ليشكلوا «جبهة النصرة»، بينما انتمى أبو حفيظة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. والمجموعتان متصلتان بالقاعدة، وتتحكمان بشمال سورية. أما أحمد عيسى الشيخ فيقود لواء صقور الشام، بينما يقود حسن عبود لواء أحرار الشام، ويرأس زهران علوش جيش الإسلام... وكل هؤلاء كانوا نزلاء سجون النظام».
أمام كل ذلك، لا يزال يجادل متابعون للشأن السوري، من أخوة عرب ممانعين، فضلاً عن سوريين ممانعين، أو مترددين، في أن المسألة هي الاختيار بين «داعش» والنظام، من دون أن يعلموا أنهم اختاروا «داعش» والنظام معاً.


Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...