حسان الحسن-
"كل التحضيرات والانشطة العسكرية على الحدود السورية - العراقية كانت توحي، بأن تنظيم "دولة الاسلام في العراق والشام، داعش" في صدد تنفيذ هجوم على الأراضي العراقية" بتسهيلات تركيةٍ واضحٍة، تقول مصادر ميدانية سورية متابعة.
وفي التفاصيل، تلفت المصادر إلى أن التقدم الميداني الذي حققه "داعش" في حربه على "جبهة النصرة" في "دير الزور" أخيراً، إضافةً الى سيطرته على "الرقة" في مرحلةٍ سابقةٍ، جعل منطقة "البادية السورية" المقابلة للعراق، مفتوحة بالكامل أمام "الدولة" للتقدم في اتجاه بلاد الرافدين.
وتؤكد المصادر أن الهدف الاساس لحرب "داعش" على "النصرة" و "وحدات حماية الشعب الكردي"، كانت بهدف إزالة أي وجود مسلح آخر، يعوق تقدمه في اتجاه العراق، معتبرةً أنّه كان على الجيش والاجهزة المختصة العراقية اخذ الحيطة والحذر مما يجري خلف الحدود مع سورية.
وتبدي المصادر استغرابها من تمدد "داعش" السريع في الاراضي العراقية، سائلةً "كيف يفرّ نحو 54 الف جندي عراقي ويتركون عتادهم أمام هجوم نفذه نحو 11 الف "داعشي" ؟
أما عن الدور التركي، فتلفت المصادر الى ان الدعم التركي للمسلحين كان واضحاً، مشيرةً الى أن غالبيتهم عبروا من منطقة "تل أبيض" في شمال شرق سورية، والمتاخمة لتركية، في اتجاه منطقتي "الرقة" و"دير الزور"، وكانت "تل ابيض" تخضع للحماية التركية قبل الازمة السورية، بموجب اتفاق أمني بين "دمشق" و"انقرة" يرعي حماية المناطق الحدودية بين البلدين، بحسب المصادر.
وعن الأهداف التركية المرجوة من الهجوم المذكور، يعتبر مرجع استراتيجي أن الهدف التركي في المدى المنظور، استراتيجي، ويرمي الى محاصرة الاكراد ومحاولة تشتيتهم في سورية ثم في العراق، مؤكداً أن استمرار وجود "داعش" في "الموصل" وسواها، سيحدث حتماً تغييراً ديموغرافياً لمصلحة العرب، متوقعاً أن تشهد "اربيل" مزيداً من النزوح الكردي.
إضافة الى ذلك، هناك هدف اقتصادي، وهو شراء النفط العراقي من "التنظيم"، كما قبله النفط السوري، بموجب قرار صادر عن الاتحاد الاوروبي يسهّل اي تجارة تدعم المتمردين على الحكم في سورية، سوف تتذرع انقرة، برأي المرجع.
ويتوقع أن يشهد العراق معارك عنيفة بين الجيش والتكفيريين، لا سيما أن أحد عشر قيادياً من أصل عشرين من قادة "داعش"،هم من كوادر وضباط حزب "البعث" العراقي المنحل ولديهم خبرة واسعة في التحرك على الاراضي العراقية ، لافتاً الى أن حزب المذكور، مختلف عما هو عليه في سورية، ففي العراق له بعد عشائري سني، أما في سورية فهو حزب قومي عربي.
وعن تاثيرات تمدد "داعش" في العراق على الوضع الميداني السوري، يؤكد المرجع أن العراق يشكل عمقاً استراتيجياً، "للتنظيم" في سورية، متوقعاً اشتداد المعارك بين "داعش" والاكراد في المنطقة الشرقية، في حال استقر التنظيم في الاراضي العراقية التي سيطر عليها، خصوصاً بعد استلائه على اسلحة عراقية واستقدامها الى "الرقة" و"دير الزور" في سورية.
وعن استعداد الجيش السوري للتصدي للارهاب، يرجح المصدر الميداني المذكور آنفاً، ان الجيش مستعد لكل الاحتمالات، مؤكداً ثباته وعزمه بفضل عقيدته القتالية. ولا يستبعد مشاركة سلاح الجو السوري في استهداف معاقل "داعش" في العراق، اذا طلب منه ذلك.
وفي الشان الميداني السوري، تتابع القوات المسلحة فتح طريق "حلب - حماه القديمة"، كذلك تحقق تقدماً ملحوظاً في كسب في "ريف اللاذقية" حيث وصلت الى مشارف المدينة بحسب المصدر.
وهكذا، تبين مدى تأثير البعد العقائدي للجيش السوري في قتاله المستمر منذ سنوات ثلاث ونيف، مقاومًا كل الاغراءات المادية التي حضّته على الانشقاق، وكل التهديدات والترهيب الذي استخدم ضده، بينما لم يصمد الجيش العراقي أمام هجمات داعش متخليًا عن عتاده، تاركًا المواطنين العراقيين لمصيرهم.
Comments
Post a Comment