ي الوقت الذي كان العراقيون يلتقطون الانفاس بعد أيام من الهجوم المباغت لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) على عدد من المدن الشمالية، نشر التنظيم صورا مرعبة على الانترنت لاعدامات بالرصاص طاولت 1700 من الجنود العراقيين الذين اسرهم خلال تقدمه.
ونشر «داعش» امس ومساء اول من أمس صور الإعدامات على حسابه الخاص بـ«ولاية صلاح الدين» على موقع «تويتر» وعلى مواقع اخرى تعنى باخبار التنظيمات الجهادية بينها «المنبر الاعلامي الجهادي» و«حنين».
وقال التنظيم انه ألقى القبض على 2500 من جنود الجيش العراقي اعدم منهم 1700 وانه سينشر صور اعدام الباقين لاحقا.
وظهرت في احدى الصور مجموعة مؤلفة من خمسة مسلحين احدهم لا يزال يطلق النار من رشاشه، وهم يقفون امام نحو 50 شخصا يرتدون الزي المدني ويستلقون على بطونهم في حقل ترابي وقد قيدت ايديهم من الخلف وانتشرت بقع من الدماء فوق رؤوسهم.
وكتب تحت الصورة: «تصفية المئات من قطعان الجيش الصفوي الفارين من المعارك بالزي المدني».
وامس، دعا المرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني جميع العراقيين الى العمل على ما يشدّ من أواصر الالفة والمحبة بين مختلف مكوّناتهم، والابتعاد عن أيّ تصرف ذي توجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني.
وقال مسؤول في مكتب السيستاني في النجف الاشرف في بيان ان «المرجعية الدينية العليا تناشد جميع المواطنين ـــــ ولاسيما في المناطق المختلطة ـــــ بأن يتحلّوا بأعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحرجة، وأن يعملوا على ما يشدّ من أواصر الالفة والمحبة بين مختـلف مكوّناتهم، وأن يبتعدوا عن أيّ تصرف ذي توجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني للشعب العراقي، كما تؤكد على ضرورة الاجتناب عن المظاهر المسلحة خارج الأطر القانونية وتطالب الجهات الرسمية ذات العلاقة باتخاذ الاجراءات اللازمة للمنع منها».
وفي المقابل، حمل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حكومة نوري المالكي المسؤولية عما وصل إليه العراق، وندد بالفتاوى الطائفية التي تدعو إلى قتال العراقيين بعضهم لبعض.
وقال في بيان نشره على موقعه الإلكتروني امس إن «ما يحدث الآن على أرض العراق الحبيبة هو نتيجة لسياسات الظلم والإقصاء والفساد.. فالسقوط الذي تم في الموصل لا يمكن إلا أن يفسر على أنه جاء بسبب ثورة شعبية، وإلا فكيف بفصيل مهما كانت قوته أن يسيطر على مدينة كبيرة يسكنها قرابة أربعة ملايين نسمة».
ودعا العراقيين جميعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال إنه لطالما «ناشد المسؤولين العراقيين أن يستجيبوا لمطالب الحراك السني في المحافظات السنية ولكنهم مع الأسف الشديد كان الحل الأمني هو السائد لديهم».
وندد «ببعض الفتاوى الطائفية التي تدعو إلى النفير العام للإخوة الشيعة في الجنوب وغيره، حيث تترتب عليها حرب طائفية لا تبقي ولا تذر، وتؤدي إلى قطع وصال النسيج الاجتماعي والقبلي داخل العراق».
Comments
Post a Comment