Skip to main content

الوطن في خطر-الوطن منيرة القحطاني

فجأة تستيقظ الغيرة الدينية في الوسط الرياضي لدى حفنة من أفراده الذين أعماهم التعصب الرياضي واستغلوا الدين لتمرير ما يريدون، وما ذلك لأهداف نبيلة أو غايات وطنية سامية يمكن أن يُشكروا عليها، بل لأغراض مشبوهة ونوايا غير رياضية، غايتها استفزاز ثم تنفير كل من يحضر للعمل في المملكة، والتضييق عليه حتى يخرج مكرهاً، وهي أفعال ليس وراءها في الحقيقة إلا تشويه لسمعة هذا البلد وأخلاق أهله، فبعد أن كانوا مثالاً للتسامح والأخلاق الإسلامية أصبحوا بفضل إعلامنا الرياضي إقصائيين متشددين منغلقين متزمتين، ولن تمحو السنون من أذهان الجماهير الرياضية تفاصيل ما تعرض له كوزمين ورادوي من حروب ظاهرة وخفية، حتى تحقق المراد وأخرجوا مكرهين، وإن كانوا على قدر من الاحترام واحتفظوا بأسرار خروجهم، فربما يأتي يوم يفتحون فيه الصفحات السوداء، ويكشفون عن كل من له صلة بها، لأن ما حدث بعد خروجهم كشف عن أن المقصود مما حدث النادي الذين ينتمون إليه فقط، إذ تعاقدت أنديتهم مع من كان أكبر وشماً وأكثر خشونة، لكن أحداً لم يتعرض لهم، بل أوجدوا لهم حصانة رسمية بمبرر الحرية الشخصية والدينية الخاصة.

في الوسط الرياضي إعلام مخلص جداً، ولكن ضد كل ما يخص الهلال، إلى درجة تقمص دور البحث والتحري خلف كل صفقة، وتصعيد الأمور اجتماعياً وإعلامياً، ناهيك عن استنهاض الهمم لدى جملة من مشايخ بحسب الطلب لاستصدار فتاوى بحسب اللون، وأعجب فعلاً من انجراف البعض للفتوى الرياضية والتلويح بها لإثارة الفتن النائمة، ولعل ما حدث أخيراً لمدرب الهلال الجديد يفضح التوجه السافر لدى الحفنة ذاتها التي أخذت على عاتقها محاربة الهلال، وكان البعض يهون من شأنها ويدعي أن ذلك ليس إلا وهماً، فأصبح - ولله الحمد مفضوحاً - في شكل مقيت، فعندما تستجيب السلطة الرسمية الرياضية لمطالبات «تويتر» الصفراء بالتقصي عن ديانة مدرب الهلال وتبحث وترد ببيان سمي مجازاً بيان «التطمين» وهو في الواقع بيان التخوين، فعلى الرياضة السلام، فهل يعقل أن يتجاوز الهلال أو غيره وزارتي الداخلية والخارجية ويتعاقد مع أي شخص كان ويسمح له بالدخول إلى أرض المملكة، وهو لا تنطبق عليه شروط الدخول؟ ثم هل سبق أن تم التقصي بالحرص نفسه عن جميع المدربين واللاعبين الأجانب وأصولهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية وبُحث عن ختم جوازاتهم في مطارات العالم لنتأكد من أنها لم تطبع بأختام دول ذات علاقة مع بلادنا أم لا؟ اليوم حق لنا أن نسمي ما يحدث في الوسط الرياضي بالتطرف، وهو يوازي التطرف الديني إن لم يكن يتفوق عليه، ذلك أنه يقلب الحقائق ويكذب ويزور، وإن كانت الدولة تحارب الأول لأنه خطر فعليها أن تحارب الثاني بالقوة نفسها، فما تقوم به من جهد في محاربة الإرهاب يهدمه ما يحدث من تطرف رياضي لأسباب غير رياضية ليس وراءه إلا صورة مشوهة لوطن الإسلام وأهله، ولن تنفع الملايين في تلميعها.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe