Skip to main content

ماذا تقول هيئة كبار علماء السودان وقد خرجت المرتدة (مريم) تقدل طليقة!

د. علي حمد ابراهيم
ماذا تقول هيئة كبار علماء السودان وقد خرجت المرتدة (مريم) تقدل طليقة!
الاسلام ، دين الله المتين ، لا يقارن ، فى احترامه للحرية الفردية ، بالقوانين الوضعية التى يضعها بنو البشر فيما يختص بحرية الاعتقاد. فقد أمن دين الله المتين فى قرآن يتلى ابد الدهر أن " لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى " (البقرة ) . أو ( وقل الحق من ربكم ، فمن شاء فليؤمن ، و من شاء فليكفر ) ( الكهف ). الذين خرجوا يهتفون مهللين مطالبين بتنفيذ حكم الردة و الاعدام فى السيدة ابرار هم صنفان من البشر : صنف يعرف ان حد الرد لم ترد فيه نصوص قرآنية صريحة مثل النصوص القرآنية الصريحة التى وردت فى تخيير الفرد بين الايمان والكفر مقابل تهديد المولى عزّ وجلّ له بنار ستحيط به سرادقها فى الموقف العظيم فى الآخرة . وهؤلاء محسوبون من علماء الدين ويعرفون أن الحديث النبوى الذى نصه ( من بدل دينه فاقتلوه ) هو حديث احاد ، بمعنى أنه رواه راو واحد . ويعرف ههؤلاء ايضا أن علماء كبار من السلف يقولون انه لا توجد عقوبة دنيوية للردة انما توجد له عقوبة اخروية قاصمة . اما الصنف الآخر فهم من غمار المؤمنين المنفعلين بدينهم وايمانهم والغيرة عليه و لكنهم غير متبحرين فقهيا فيه . و هؤلاء معذورون ، فكل انسان مجبول على ما قدر له فى الأزل . اما موقف ما عرف بالعلماء وشيوخ الدين من قضية الردة فهو يربك المؤمن غير المتبحر حين يجد نفسه موزعا بين نصيين مقدسين ، ولا يجد له مخرحا سهلا دون الاستعانة باهل العلم. ولكن حيرة هؤلاء تزداد عندما يجد هذه اللغة السياسية فى تعابير وفتاوى هؤلاء العلماء مثل قولهم حد الردة هو (خط احمر ! )و هى تعابير و لغة دخيلة لم تكن موجودة فى زمن النيى الكريم عليه افضل الصلوات والتسليم. وتزداد حيرة المحتارين اكثر عندما يروا أن صاحب السلطان غير موقفه من القضية ولم تعد هناك خطوط حمراء انما هناك خطوط مموهة وحديث عن حقوق الانسان وحريته فى الاعتقاد الدينى ، هكذا بين غمضة عين وانتباهتها . الذين رفعوا اصواتا عالية النبرة ( على لغة شاعر الشعب المرحوم محجوب شريف ) كأنى بهم وهم يجرجرون ارجل المشير البشير لتقع فى نفس الحفرة التى وقعت فيها ارجل المشير الآخر ، جعفر نميرى ، الذى اقدم على اعدام شيخ ثمانينى جليل فى تلبيس سياسى مكشوف بعد أن البسه ثوب الاسلام عنوة واقتدارا . لقد سلمت السيدة مريم من ذلك المصير لا ختلاف الظرف والزمان . فنواميس رعاية حقوق الانسان ، وقوانيها ، تجاوزت الحدود الوطنية للدول فى وقتنا هذا . ولم تعد الدولة الوطنية حرة لكى تفعل فى انسانها ما تريد كما كان هو الواقع ابان محنة ذلك الشيخ الجليل . صيحات الفرح و الا بتهاج بقرارات بعض قضاة الانظمة المتدثرة باسم الدين ضد هذا المتهم أو ذاك لم تعد تخرق فضاءات الأذان فتجد لها مستميعين منفعلين بما تمليه عليهم عواطفهم وليس بما تقوله لهم عقولهم . الآن الشارع المسلم فى السودان ينتظر لكى يسمع من الذين نصبوا انفسهم ( علماء كبار ) وافتوا بتلك الخطوط الحمراء ، ماذا هم قائلون وقد انمحت كل الخطوط ، حمراء او غير حمراء . موقف الحكومة السودانية اسهل من موقفهم . فقد قالت هذا هو رأى القضاء المستقل المقدس الذى تحترمه . والذى اطلقت بموجبه المتهمة دون ان تخوض فى أى تفاصيل دينية او فقهية . هذا الموقف السهل الذى توفر للحكومة السودانية لم يتوفر لهيئة كبار العلماء . لا بأس ، دعونا نسرى عليهم . ونقول لهم باكر تنسون هذا الحرج ، وتأخذون غيره .
د. علي حمد ابراهيم
alihamadibrahim@gmail.com

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe