Skip to main content

القصة الحائزة على المركز الأول في الدورة الرابعة لمسابقة (محمد سعيد ناود *) للقصة القصيرة التي تنظمها سنويا (مكتبة أغردات العامة على الانترنت) 2018م

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نظارة‏‏‏
صحيفة #إيلاف الإلكترونية تنشر في عددها الصادر بتاريخ الأربعاء 26 سبتمبر، القصة الفائزة بالمركز الأول في "جائزة الكاتب المناضل/ محمّد سعيد ناود للقصّة القصيرة" في دورتها الرابعةللعام 2018م
تحت عنوان: (ترَقُّبْ) لـِ القاص عبد القادر أحمد الشيخ
والتي أقرّتها لجنة التحكيم بإشراف الاساتذة/
الكاتب الروائي/حامد الناظر.
الكاتب الإعلامي/ فتحي عثمان.
* إضافة مهمة للتنويه:
- بجانب نشر القصة الفائزة بالجائزة الأولى في ( في صحيفة أيلاف الإلكترونية.) ستنشر أيضاً في ملف " الممر " الملف الثقافي لصحيفة السوداني والذي يحرره الكاتب الشاعر/ مأمون التلب.
- وستنشر كذلك القصّة الفائزة بالجائزة الثانية القصة الفائزة بالجائزة الثانية هي :
(عيون ومقهى ضامر) لـ القاص/ حسن محمد إدريس في كل من الملف الثقافي لصحيفة السوداني (الممر) وكذلك في الملحق الثقافي لـِ صحيفة المصري اليوم القاهرية (سور اﻷزبكية)
بدورنا نهنئ أصحاب النصوص الفائزة على ما بذلوه من أنجاز إبداعي ونرجو أن يحالف الحظ البقية منهم/نّ في الدورات القادمة إن شاء الله.
* رابط صحيفة إيلاف الإلكترونيّة.
https://elaphjournal.com/Web/Culture/2018/09/1221003.html
#مكتبة_أغردات_العامة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد القادر أحمد الشيخ: ترَقُّبْ (قصة قصيرة)
القصة الحائزة على المركز الأول في الدورة الرابعة لمسابقة (محمد سعيد ناود *) للقصة القصيرة التي تنظمها سنويا (مكتبة أغردات العامة على الانترنت) 2018م
لم تكن آخر قُبلة، لكن ما حدث قبل ذلك كان مثيراً. فبعد قدومي للمنطقة بيوم، خرجت أتعرف على شوارعها وساكنيها، مساجدها ونواديها، تعثرت بها عند فسحة صغيرة في منزل طيني عريق تنبت على حوائطه حشائش خضراء، يطل على شارع فرعي هادئ، به غرف لم أعدها، سوره قصير. أبصرتها خلسه، منحنية بأدب على الأرض، ونهداها يتنازعان داخل فستان فضفاض ، بينهما سلسل ذهبي رقيق يلمع في الشمس، لطالما تبعتهما عيناي كبوصلة . رفعت رأسها ببطء، كأن السماء نادتها، فيما كانت الأرض تستبقيها، وكما لو أنها مجبورة على ذلك .
اعتدلت، رمت مكنستها عنها بعيداً كلعنة، ضمت صدرها بيدها ، فيما أطبقت بيدها الثانية أطبقت على فمها. فاتسعت عيناها لتحتويني، أنا الذي كنت مذهولاً بها . أخذتني إلى داخل غرفة كاتمةً صرخة أوشكت أن تفلت من فمها . جلست على سرير مصنوع من الخشب وحباله من سعف النخيل، تمددت عليه وأخرجتني كخطيئة وألقت علىَّ بتعاويذ. كنت شاخصاً أمامها بكامل شبقي، لم تحدثني وإنما تركت لعيناها مهمة الحديث "ولو رأيت عينيها لملئت منهما حبا." تركتني أمضي بها ، ألملم ما تبقى مني، وبقدرة قادر، عرفت طريق منزلي الذي ابتعدت عنه مسافة ثلاثة شوارع ومسجد يأتي بعده نادٍ. منزلها خلف مدرسة.
نمت مباشرة، عاجزاً عن احتمال جمالها الباذخ. أوقظتني برفق من حلمي حين أردت تقبيلها، توقف قلبي اجلالاً لنبضها ثم عاد ليمنحني السلام، سالمتها، قالت:
ــ لماذا تترك بابك مفتوحاً ، وهل تنام على الأرض دائما؟
لم تمهلني الرد، وربما رددت لها، لكنني عجزت عن سماع ذلك، هل انا الذي يجيب أم هي السائلة، تناولت منها طبقاً أعدته للضيف الجديد، كما أوصتها أمها.
وهي فتاة مطيعة، تنظف منزلها ، وطبخها شهي ولذيذ، فتاة أعدت لأن تكون زوجة، أخذت بنصيحة جدتها التي تركتها عند أمها.
تنتظر أباها الذي يعود مساءً من صفوف البنزين، بعدما يترك حجراً مكانه، ويدفع مقابل تحريكه بالساعة، حتى الحجر أصبح له ثمن، هكذا قالت، وعندما يعود يحكي لها عن طرائف وعجائب الصفوف، وكيف أن سائق بوكس، أنشأ صداقة مع سائق لوري، جنى منها عروسا لإبنه الذي يناوبه في الصف الطويل. أبوها فيما يتناول عشاءه المكون من قراصة وحليب، به سمن بلدي، يتم حكايته وهو متمدداً على سرير خشبي في الفناء الذي قامت نهارا بنظافته.. يواصل أبوها حديثه : وأما صاحب العربة البرادو لم نره، لم ينزل زجاج نافذته،لكن كانت له لحيه مخضبه أبصرناها من وراء الزجاج ، على وجهه تمتد آثار شقائنا، وتفوح من عربته رائحة عرقنا.. التفت سائق البرادو لعامل محطة البنزين المسكين مشيراً للوحة العربة ، فعبأ له عامل المحطة بنزيناً لو وزع على صفوفنا لكفاها. فيما انحني لصاحب العربة البرادو حراس النظام الذين يراقبوننا طيلة النهار .. انحنوا له ، ثم أطلق لعربته العنان ، سألت بأئع التسالي الذي ينقل لنا أخبار مقدمة الصف:
ـــ ما لذي يحدث؟
ــ ناس الجهاز قالوا تعبوا ماشين ينوموا حبه وجايين..وغايتو بس الله يهون.
أنست من حديثها وحديث أبيها الذي تحكيه، فيما كانت تجلس على طرف السرير، تمسح خمارها الأسود وتبحث عن شيء في الأرض، أو ربما تخاطبها بطريقة ما، فالكل يريد أن يحظى بشرف محادثتها، وأنا بينهم أبحث عن تفسير لسر عذوبة صوتها ونعاسي، سألتني عن قهوتي : هل أحبها سادة، أم بالزنجبيل؟
قلت: كما تصنعينها فقط أضيفي عليها قليلاً منك وهكذا سيعتدل مزاجي.
ضحكت في دلال فنبتت على غرفتي أزهار، من نرجس ، نظرت بدهشه إليها فحلقت منها فراشات ملونة، نظرت إلي وجدتني غارقاً فيها، نهضت، فعادت الغرفة تلعنني من جديد، وساعتي التي عرفت معناها تلكأت في دورانها، حاولت سحبها مانعتني، قضيت تلك المدة التي أجهلها في النظر لبابي وساعتي، مر وقت ظننته دهراً ولم تظهر، نهضت بما تبقى لي من قوة لأن الانتظار أرهق جسدي النحيل. فجأة ظهرت لي كأمل ضائع، تمشي على مهل إيقاعها، وتتراقص على يديها الفناجين، يحفها بخور يمني، قدمت إلي ومنحتني المزاج على طبق من نغم، وقالت بعدما صبت بعض منها على فنجان تتلألأ نجومه
ــ هو لن يأتي.. لكن من الذي سيقنع والدي..
....من الذي سيقنعني أنا بأنني لست في حلم.. هكذا تمتمت..
صبت فنجاناً ثاناً وقالت
ـــ هذا(تنى) إن شربته ستصير بكري وتناي. فعرفت أن فنجانها الأول بكرى.
استمرت تحدثني عن طقوس قهوتها، تقلي بنها، ثم تسحقه مدندنةً بأغنية مزاجية : (البن البن تنتنو يلاّ)...ثم تجعل الماء يغلي بجمرات من الفحم. هي لا تحب الغاز فهو يفسد القهوة، هكذا قالت، ثم أردفت : ويفسد المزاج، ثم قبلتني، هكذا ارتشفتها قبلةً واحدة عدلت مزاجي، سألتها من أنت؟ .. فأجابت :
ــ أنا بنت الطين وحفيدة النيل، أمي نخله وأبي الصباح، أنا فتاة خرجت من صلب القبيلة ودفنت تحت شهوات الرجال، علمتني أمي أن مهمتي النبيلة هي إرضاء البطون وإشباع الغرائز، فعملت بنصيحتها، وأشبعت صديق والدي ، الرجل الطيب، الذي كلما خرج والداي لغرض ما، أتى إلي يحملني يبن ذراعيه ويدخلني حيث لا يتبعنا النور، ثم يحرثني ويزرع فيَّ بذور بيضاء، وكأنه يقول : هكذا ستكبرين وستصبحين كاملة الأنوثة، وحينما نبتت ثماري، تركني محملة بفيض من ضوء، ممتلئة به، بلا حصاد، سافر حيث لا يمكن إدراكه، مازالت أنفاسه اللاهثة تثير جلدي، سافر، ومن يومها بتُّ أكرم المسافرين، علني أجده قد أرسل لي يعزيني في فيضه المندلق مني سهواً، ذات مخاض.
أمي لملمت ما تبقى مني من شرف، ووهبتني للحياة، حيث بت لا أصلح لها..
* عبد القادر أحمد الشيخ
قاص من إرتريا.
* محمّد سعيد ناود هو رائد الرواية المكتوبة بالعربية في الأدب الارتري الحديث حيث كانت روايته "رحلة الشتاء " التي صدرت في بيروت في سبعينات القرن الماضي أول عمل روائي كتب باللغة العربية في الأدب الارتري ، إلى جانب العديد من المؤلفات المتنوعة. ويعتبر ناود أحد الآباء المؤسسين للعمل الوطني والنضالي ضد الاستعمار الأثيوبي في ارتريا من خلال تأسيس وقيادة (حركة تحرير إرتريا) التي شكلت أول تنظيم ثوري ضد الاستعمار الأثيوبي . توفي محمّد سعيد ناود في العام 2010م

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe