الصورة للقس اوهروالدر
ونجت باشا: سنة 1892 و"خمشة"
البروف /عبد الله علي إبراهيم
قلت في كلمتي السابقة أن ونجت، حاكم السودان العام بين 1899 و1907، خواجة "رخيص جنس رخصة". حذرنا المؤرخون من كتابه "المهدية والسودان المصري" وكتاب القس جوزيف أوهروالدر "10 سنوات أسير المتمهدي" بوصفها كتب دعائية نشرها ونجت، رئيس قلم استخبارت الجيش المصري، للترويج لفكرة غزو السودان وتخليصه من حكم الخليفة الباطش. ثم قرأت طرفاً من كتاب" السردار " لمؤرخ "عموم" الحقبة الاستعمارية الضليع مارتن دالي، فوجدت ان الخواجة بتاع "رمرمة" بشكل. وفي كلمة الاسبوع الماضي رأينا كيف أراد انتهاز مسألة السودان الشاغلة (لتسويق كتابه "المهدية" "ليلقى قرشين تلاته". "حد ماخد منها حاجة"؟ ورأينا أن كتابه فشل وقالوا إنه سمج. وعاد ونجت منه بلا خفين. "يجرجر أذيال الخيبة" أوقع.
وما لم ينله ونجت بكتابه من المصاريف ناله بكتاب القس أوهروالدر. وجاءته فرصة الكتاب وهو في حال سأم. فشل كتابه. وكان ينوي الاستقالة من الجيش بعد تعيين كتشنر (الذي لم يتمتع بحب أحد) سرداراً للجيش المصري. وفهم الإنجليز ضيق ونجت بذلك ووعدوه بمنصب رفيع في تركيا. ولم يتحقق له ذلك حتى بعد أن اجتاز امتحاناً في اللغة التركية. وهرب في الأثناء أوهروالدر من "ساير-كوبر" المهدية في 1891. وأجرى معه ونجت عدداً من المقابلات ورأى في قصته عن اوضاع المهدية حكاية مثيرة رابحة تعود له بالشهرة والمال.
وسعى بين الناشرين يغريهم بالحكاية. فطلبت منه دار ماكميلان فصولاً من الكتاب "للضوقة" لأنها لن تطبعه لمجرد أنه عن السودان الذي "باخ موضوعه". وورفضته ماكميلان. وخاف ونجت من أن يجرى استبعاده من الكتاب فأخذ ترجمة قام بها أحدهم لفصول الكتاب التي وضعها أوهرولدر بالألمانية ليحررها في لغة إنجليزية سليمة. وخشي أن يطبع اوهروالدر النسخة الألمانية فيكون من حق أي ناشر أخذ حق ترجمتها في الإنجليزية بعيداً عن ونجت. واسعفته دار سامسون فطبعت الكتاب في 1892. وظهر اسم ونجت كمؤلف بحجة أن النسخة الإنجليزية للكتاب قائمة بذاتها وليست ترجمة للألمانية. ووافت جملة الكتاب الأخيرة بغرض ونجت الاستعماري. ففيها يحث الكتاب في أوربا وإنجلترا بالذات بعمل شيء لإنقاذ السودان. حتاما. نجح الكتاب بسرعة ووزع في شهرين ألفي نسخة. وصدر في نسخة شعبية في 1893. وحصل ونجت على 323 جنيهاً استرلينياً أتعاب "خمش" هي نصف ماهيته السنوية (720). "ما بطال"!
البروف /عبد الله علي إبراهيم
قلت في كلمتي السابقة أن ونجت، حاكم السودان العام بين 1899 و1907، خواجة "رخيص جنس رخصة". حذرنا المؤرخون من كتابه "المهدية والسودان المصري" وكتاب القس جوزيف أوهروالدر "10 سنوات أسير المتمهدي" بوصفها كتب دعائية نشرها ونجت، رئيس قلم استخبارت الجيش المصري، للترويج لفكرة غزو السودان وتخليصه من حكم الخليفة الباطش. ثم قرأت طرفاً من كتاب" السردار " لمؤرخ "عموم" الحقبة الاستعمارية الضليع مارتن دالي، فوجدت ان الخواجة بتاع "رمرمة" بشكل. وفي كلمة الاسبوع الماضي رأينا كيف أراد انتهاز مسألة السودان الشاغلة (لتسويق كتابه "المهدية" "ليلقى قرشين تلاته". "حد ماخد منها حاجة"؟ ورأينا أن كتابه فشل وقالوا إنه سمج. وعاد ونجت منه بلا خفين. "يجرجر أذيال الخيبة" أوقع.
وما لم ينله ونجت بكتابه من المصاريف ناله بكتاب القس أوهروالدر. وجاءته فرصة الكتاب وهو في حال سأم. فشل كتابه. وكان ينوي الاستقالة من الجيش بعد تعيين كتشنر (الذي لم يتمتع بحب أحد) سرداراً للجيش المصري. وفهم الإنجليز ضيق ونجت بذلك ووعدوه بمنصب رفيع في تركيا. ولم يتحقق له ذلك حتى بعد أن اجتاز امتحاناً في اللغة التركية. وهرب في الأثناء أوهروالدر من "ساير-كوبر" المهدية في 1891. وأجرى معه ونجت عدداً من المقابلات ورأى في قصته عن اوضاع المهدية حكاية مثيرة رابحة تعود له بالشهرة والمال.
وسعى بين الناشرين يغريهم بالحكاية. فطلبت منه دار ماكميلان فصولاً من الكتاب "للضوقة" لأنها لن تطبعه لمجرد أنه عن السودان الذي "باخ موضوعه". وورفضته ماكميلان. وخاف ونجت من أن يجرى استبعاده من الكتاب فأخذ ترجمة قام بها أحدهم لفصول الكتاب التي وضعها أوهرولدر بالألمانية ليحررها في لغة إنجليزية سليمة. وخشي أن يطبع اوهروالدر النسخة الألمانية فيكون من حق أي ناشر أخذ حق ترجمتها في الإنجليزية بعيداً عن ونجت. واسعفته دار سامسون فطبعت الكتاب في 1892. وظهر اسم ونجت كمؤلف بحجة أن النسخة الإنجليزية للكتاب قائمة بذاتها وليست ترجمة للألمانية. ووافت جملة الكتاب الأخيرة بغرض ونجت الاستعماري. ففيها يحث الكتاب في أوربا وإنجلترا بالذات بعمل شيء لإنقاذ السودان. حتاما. نجح الكتاب بسرعة ووزع في شهرين ألفي نسخة. وصدر في نسخة شعبية في 1893. وحصل ونجت على 323 جنيهاً استرلينياً أتعاب "خمش" هي نصف ماهيته السنوية (720). "ما بطال"!
* العنوان "وخمشة" مأخوذ من طرفة عمن اعتدى على اعتمادات عام السودان عاصمة الثقافة العربية لعام 2005. وصاروا يقولون "عاصمة الثقافة العربية لسنة ألفين وخمشة".
*لمن أراد النظر إلى كتب ونجت، وسلاطين، وأهرولدر وغيرها من زاوية صناعة الرأي العام البريطاني وتجييشه لصالح "صقور" حملة "استعادة" السودان فعليه، "لفرشة" نظرية ومقارنة، أن يقرأ ل Propaganda and Empire Mackenzie, وغيرها من كتاباته.
Comments
Post a Comment