Skip to main content

التيار الفكري الجديد --------------- احمد مسمح

كثرت في الآونة الأخيرة دعوات التجديد والإصلاح الفكري وتنقية التراث الإسلامي، وهي دعوات تدعو إلى التفكير خارج الصندوق وإعادة قراءة السنة في ضوء القرآن الكريم ومراجعة الأفكار الموروثة مثل: عدالة الصحابة وحجية السُّنة والتشكيك فيما كنا نعتقد أنه ثوابت الدين، وإن كل ما تعلمناه وما نسمعه من المشايخ والعلماء هو غير صحيح مثل نزول عيسى وعذاب القبر والمسيح الدجال ويأجوج ومأجوج ودخول أهل الكتاب النار وغيرها.
لن أقف من هذه الأفكار موقف المعارض لها والصاد لها، فهذا من باب مصادرة الرأي وحرية التفكير، وكذلك لن أقف موقف الموافق لها موافقة كلية، فلقد وهب الله لهذا الإنسان العقل وميزه عن غيره من المخلوقات، وقد أمر الله بالتدبر والتفكر في مخلوقات الله وفي الكون الفسيح وآياته الكونية.
وظهرت أسماء في هذا التيار التجديدي التشكيكي – إن صح التعبير – أمثال: د. عدنان إبراهيم، وكمال حيدري، ود. حسن فرحان المالكي، وم. عدنان الرفاعي ود. إسلام البحيري وغيرهم، وقد جاؤوا بانقلاب في الفكر وطرق الاستنباط وإعادة قراءة كتب التراث، وفي نفس الوقت بجرأة في الآراء على غير ما عهدناه من علمائنا الكبار.
نقول: لا مانع من إعادة قراءة ودراسة طرق الاستنباط والاستدلال وفهم النص القرآني والنص النبوي ومعرفة مراد الله تعالى من خلال ربط الآيات ورد العام إلى الخاص والمطلق إلى المقيد، لكن المشكلة هو أنهم يستعملون هذه الأدوات بوصفها منهجًا تشكيكيًا في السنة النبوية وحجيتها، ويقتصر استدلالهم على آيات كتاب الله تعالى، ويثبتون تعارض السنة النبوية مع القرآن الكريم، زاعمين أن هذا يعطيهم الإذن في رد الأحاديث النبوية والسنة المطهرة، محتجين بأنه لا بد أن تفكروا خارج الصندوق، وطالما أنكم بقيتم داخل الدائرة فلن تأتوا بجديد، فعندهم السنة والشيعة والمعتزلة والخوارج هم من أمة محمد – عليه الصلاة والسلام -، وبالتالي فآراؤهم وكتبهم يمكن أن يؤخذ بها.
ولذلك فلا فرق عندي بين عدنان إبراهيم وكمال حيدري وحسن فرحان المالكي؛ لأنني وجدت رابطًا بين هؤلاء الثلاثة، حيث خلاصة ما يتكلمون به ويدورون حوله في خطبهم ومحاضراتهم الآتي: إن بني أمية قد اغتصبوا الإسلام الحقيقي، وإن الفقهاء الأربعة يمارسون سلطانًا على الناس لا يجوز الخروج على آرائهم الفقهية وتأويلات النصوص التي وردت على لسانهم، وإن المسلمين مخدوعون لأنهم لا يريدون أن يفكروا خارج الصندوق، ولابد لهم أن يشكوا في كل شيء، وإننا نقود الآن مرحلة تصحيح الفكر الإسلامي، وإن البخاري ومسلم مليئان بالكوارث والخرافات والإسرائيليات ولا عصمة لأحد بعد القرآن، ولا يمكن القبول بخبر الآحاد، وإن عدالة الصحابة لا تثبت، وأن المسيح الدجال والمهدي ويأجوج ومأجوج خرافات، ولابد من قراءة جديدة للقرآن الكريم، وهناك مسكوت عنه في الإسلام، وعليك أن تعرض الأحاديث على القرآن الكريم فمن وافقها قبلناه ومن عارضها رميناه دون خجل، وليسوا هم أول من قالوا بذلك، بل سبقهم علماء في السابق، ولذلك عليك أن تتجرأ في نقد السنة النبوية والصحابة… إلخ، بذلك تكون قد تحررت عقليًا وعاد إليك الإسلام المختطف.
والذي يطالع تسجيلات القوم يجد أنهم يتفقون في تلك الأفكار، شبهات كثيرة طرحها أصحاب هذا التيار؛ وقد بلغ بهم الأمر مبلغًا عظيمًا في التجرؤ على الصحابة وأمهات المؤمنين والسنة النبوية والعلماء وثوابت الدين، وقد جاؤوا بآراء فظة لا يقبلها عقل مسلم سليم العقيدة.
إن القوم يريدون أن يشككوا الناس في عقائدهم ودينهم، متخفين وراء هذا المنهج الذي يُظهر الحسن، بحجة التنوير ومسح الغبار عن العقول تارة، وبحجة التوفيق بين السنة والشيعة تارة أخرى، وقد ظهر تناقضهم الواضح في تسجيلاتهم وآرائهم واستدلالاتهم.
إن هذه الدعوة – بعد تأمل وبحث – ليست حسنة النية ولا تحمل الصوابية في أهدافها، فقد يكون المنطلق صوابًا والنتيجة خطأ، وقد يكون المنطلق خطأ وحتمًا ستكون النتيجة كارثية؛ لأنها ببساطة تتلقف ما كتبه المستشرقون عن شبهات في الإسلام وتصيغها صياغة إسلامية، فوجب التحذير من أولئك القوم، الذين يشككون في السنة النبوية ويظهرون التعارض بين الوحي نفسه ويهزون مكانة الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين وهي بداية للطعن في كتاب الله تعالى، فإن طعنت في نَقَلة الوحي فكأنك طعنت في الوحي ذاته. والله أعلم.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe