من مقدمة المُترجم:---------Amar Jamal
يتتبّع هذا الكتاب أثر الحروب الثقافية، كونها الثيمة الأساسية التي أعطت المظهر للثقافة السياسية الأمريكية منذ النصف الثاني للقرن العشرين، وصارت "حاسمة لنوع الأمة التي سنكونها"، حسب عبارات باتريك بوكانان. ويستند هذا التتبّع على تأريخ لسلسلة من المواضيع المتشابكة والمتمفصلة، وزَّعها الكاتب على حروب أساسيّة جاءت في عناوين الفصول التي احتواها الكتاب. فمن المعارك العرقية والجنسانية، والصراعات حول نوع المنهج الدراسي في المدارس والجامعات الأمريكية، وحتى النزاع حول كيف يُكتب التاريخ الأمريكي، يرسم هارتمان خريطة للانقسام الأمريكي أعمق من مجرد مواجهة ديموقراطية/ جمهورية؛ بل باعتباره وسماً يسكن في "العصب الحي" للأمة والشعب.
ولكن ماذا عن الحاضر؟ هل لا زالت الحروب الثقافية تُشكِّل أفق الممارسة السياسية الأمريكية؟ يخبرنا الكاتب في خاتمة الكتاب (وأقترح ابتداء الكتاب من خاتمته) أن حروب الثقافة أصبحت ضمن الماضي الأمريكي، وأنها لم تعد الميدان الذي تحترب على سفوحه وتلاله وتتشكّل الجبهات والأفكار المتنازعة أو المُتحالفة. "فبقدر ما لا تزال الحروب الثقافية تُخاض في مطلع القرن الحادي والعشرين... إلا أنها تحدث ضمن مستوى مختلف، ويقوم بتشكيلها منطق مُغاير".
باعتبارهما وجهان لعملة واحدة، استطاعت الثقافة والرأسمالية الأمريكيتان الاستيلاء على القوى المناهضة للتأسيس التي كان مصدرها اليسار الأمريكي، وقامت بدمجها ضمن فاعلية سياسية جديدة اسمها الليبرالية الجديدة. "لقد أصبحت الفردانية المعادية للسلطة، التي امتلكت أهمية بالغة في هزّ أمريكا المعيارية، مجرد سلعة، لا أكثر ولا أقل. هذه هي التناقضات الثقافية للتحرير".
في الماضي القريب كانت القضايا الثقافية، في صورتها الجوهرية المُتمثلة في "سياسات الهوية" هي العنوان الأبرز والمُحرِّك الأساسي للحرب التي تم خوضها في جبهات كثيرة، وهو أمر رجَّحته الأيديولوجيا الاقتصادية الأمريكية السائدة -أي الاعتقاد في صلاح الرأسمالية. وقد حانت لحظة استعادة أرض المعركة من أجل بناء التضامن الضروري للديمقراطية الاجتماعية، وذلك عبر ثورة من طبيعة مُختلفة. من هنا تأتي قيمة المشروع القادم للكاتب الذي أعلن عنه في تغريدة على تويتر في في مطلع هذا العام، حيث سيأتي بعنوان "كارل ماركس في أمريكا".
يتتبّع هذا الكتاب أثر الحروب الثقافية، كونها الثيمة الأساسية التي أعطت المظهر للثقافة السياسية الأمريكية منذ النصف الثاني للقرن العشرين، وصارت "حاسمة لنوع الأمة التي سنكونها"، حسب عبارات باتريك بوكانان. ويستند هذا التتبّع على تأريخ لسلسلة من المواضيع المتشابكة والمتمفصلة، وزَّعها الكاتب على حروب أساسيّة جاءت في عناوين الفصول التي احتواها الكتاب. فمن المعارك العرقية والجنسانية، والصراعات حول نوع المنهج الدراسي في المدارس والجامعات الأمريكية، وحتى النزاع حول كيف يُكتب التاريخ الأمريكي، يرسم هارتمان خريطة للانقسام الأمريكي أعمق من مجرد مواجهة ديموقراطية/ جمهورية؛ بل باعتباره وسماً يسكن في "العصب الحي" للأمة والشعب.
ولكن ماذا عن الحاضر؟ هل لا زالت الحروب الثقافية تُشكِّل أفق الممارسة السياسية الأمريكية؟ يخبرنا الكاتب في خاتمة الكتاب (وأقترح ابتداء الكتاب من خاتمته) أن حروب الثقافة أصبحت ضمن الماضي الأمريكي، وأنها لم تعد الميدان الذي تحترب على سفوحه وتلاله وتتشكّل الجبهات والأفكار المتنازعة أو المُتحالفة. "فبقدر ما لا تزال الحروب الثقافية تُخاض في مطلع القرن الحادي والعشرين... إلا أنها تحدث ضمن مستوى مختلف، ويقوم بتشكيلها منطق مُغاير".
باعتبارهما وجهان لعملة واحدة، استطاعت الثقافة والرأسمالية الأمريكيتان الاستيلاء على القوى المناهضة للتأسيس التي كان مصدرها اليسار الأمريكي، وقامت بدمجها ضمن فاعلية سياسية جديدة اسمها الليبرالية الجديدة. "لقد أصبحت الفردانية المعادية للسلطة، التي امتلكت أهمية بالغة في هزّ أمريكا المعيارية، مجرد سلعة، لا أكثر ولا أقل. هذه هي التناقضات الثقافية للتحرير".
في الماضي القريب كانت القضايا الثقافية، في صورتها الجوهرية المُتمثلة في "سياسات الهوية" هي العنوان الأبرز والمُحرِّك الأساسي للحرب التي تم خوضها في جبهات كثيرة، وهو أمر رجَّحته الأيديولوجيا الاقتصادية الأمريكية السائدة -أي الاعتقاد في صلاح الرأسمالية. وقد حانت لحظة استعادة أرض المعركة من أجل بناء التضامن الضروري للديمقراطية الاجتماعية، وذلك عبر ثورة من طبيعة مُختلفة. من هنا تأتي قيمة المشروع القادم للكاتب الذي أعلن عنه في تغريدة على تويتر في في مطلع هذا العام، حيث سيأتي بعنوان "كارل ماركس في أمريكا".
الكتاب متوفر في معرض القاهرة، جناح الكتب خان - صالة رقم 4 - صالة اتحاد الناشرين المصريين.
Comments
Post a Comment