تتعالى الدعوات المتحمسة للخروج لموكب احتجاجي يندد بالغلاء في 31/ يناير/2018 بدعوة من تحالف المعارضة الذي تشكل مؤخرا مع بداية الاحتجاجات. فالكل يمني نفسه بغضبه شعبية عارمه تتطيح بنظام الانقاذ بتحرك واحد فمن حق الشعب والمعارضة والاحتجاج ، فالغلاء حقيقة مست كل مواطن واكتوى بنارها فالاحتجاج حق ديمقراطي وحق انساني ، فهل سالنا انفسنا لماذا الغلاء؟ هناك اجابات مكبسلة جاهزه لان نظام الانقاذ احتكر الثروة والسلطة ونهب الثروات..تلك الفرضية صحيحا شكلا ولكنها ليست دقيقه فالغلاء مظهر لازمة اقتصادية حقيقية، ولاتحدث ازمة اقتصادية لاداء سياسي قائم على تفكير استراتيجي وتوازن اجتماعي . اذن الازمة الاقتصادية تعبير صارخ عن ازمة سياسية مستفحلة واختلال في النظرة الوطنية الفكرية الاستراتيجية اي غياب المشروع الوطني واعتماد اسلوب معالجة الازمات بالتجزئة فكل ازمة تقود الى ازمة اكبر وتظل المتاهة تتسع دائرتها كالسكن في فهوة بركان قابل للانفجار في اي ثانية.يتضح ان ازمة الغلاء الطاحن ليست ازمة غلاء فحسب وليست ازمة الانقاذ وحسب بل ازمة تطور وطني مختل ونظام اجتماعي يتحرك ببقايا كراسات الادب السياسي لحقبة النصف الثاني من القرن العشرين، لهذا تصورت المعارضة انها سوف تعيد عقارب التاريخ للوراء حيث تتكرر انتفاضة مارس ابريل واكتوبر 1964م بنفس السناريو وبذات الاحداث والمقولات،كما ان الحكومة تظن انها يمكن تسير في مسارها الذي اختطته بالمحافظه على النظام الاجتماعي القائم بتوسيع دائرة الطبقة المسيطرة باجتزاب عناصر جديدة يطلق عليهم الدكتور عبد الباقي شحتو لفظ" الجلابة الجدد" وهي شريحة رافدة للطبقة الطفيلية المسيطرة بدماء جديدة.فالشعب من حقه الاحتجاج على الغلاء والجوع والافقار المنظم لصالح الطبقة الطفيلية المسيطرة ولكن هل الاحتجاج والاضراب السياسي وسقوط الانقاذ كلها ستحدث اختراق في الازمة الوطنية التاريخية؟ قد يحدث انفراج سياسي محدود ويحل الازمة شكلا وقتيا، ثم تعود الازمة بشكل اكثر حده لسببين:
* في الوقت الراهن لاتوجد ازمة سياسي فاي قطر من الاقطار خارج دائرة الاستقطاب الاقليمي ومركز القوى الدوليه المتواجهة بحد في البحر الاحم والشرق الاوسط وافريقيا لاعادة تنظيم المصالح والادوار. والانفجار السياسي المحتمل هناك من هو جاهز لتوظيفه وتوجيهه لمصالحه التي لاعلاقة لها بمصالح واجندات الشعب السوداني.
* غياب المشروع السياسي الوطني الذي ينظم المصالح الوطنية من البديهي السبب هو غياب التفكير الاستراتيجي الوطني المنطلق من المصالح الكليه لساكني السودان، وقد جربنا في اكتوبر 1964م جمعية تاسيسية لصياغة مشروع وطني بناء على ميثاق جبهة الهيئات والاحزاب وكذلك في ابريل1985م من خلال ميثاق التجمع النقابي وتجمع الاحزاب فلم يتبلور من خلال الجعية التاسيسية المنتخبة برنامج وطني يعبر عن فكر استراتيجي وطني.
فهل عجز ابناء السودان في ابتداع مسار امن للمستقبل يبعث الامل في الشعب ليطلق طاقاته الكامنه ليلحق الوطن بركب الامم الناهضه ويتجاوز كبوته المستفحلة، فهذا ممكن بالثقة في العقل السوداني والانسان جدير ان يبدع مستقبله اذاتجاوز العاطفيه السياسيه التي دائما ماتلد الجمل الثورية والقوالب الجاهز والتصورات الايدلوجية الواهمة. فالسودانيين لهم القدرة في صياغه مشوع وطني وتشكيل نظام وطني يناسب طموحات كل ساكني السودان وبمشاركتهم جميعا. هذا الحوجه تعلنها جميع الادبيات السياسية للقوى السياسيه السودانية حكومة ومعارضه، فالازمة معروفه ومعلن عنها منذ حقب وعقود باعتراف الجميع، فالاشكال يكمن في المزايده الاصلاحيه التي لاتعترف ان النظام السياسي الراهن مهترىء وعاجز وانه نظام ازمات دائمة لامخرج الا بالتطوير المنهجي وليس الاصلاح الترقيعي. فالحورالذي تم منذ سنوات يمكن البناء عليه وتطويره وتوسيعه ليصبح الحلم السوداني الذي يحتاج تطوير وشائج النسيج الاجتماعي بابتداع مفهوم جديد للسياسة يخرجها من اطار المكاسب المادية والمصالح الضيقة والتصورات الفئوية ويدخلها في مجال الهم الوطني العام والتكليف الاجتماعي الاخلاقي، وهذا ممكن بقليل من التنازل للقوى المركزه في مصالحها بدفعها للنظره في مصلحة الكل.
قبل ان نصف المعارضه باختطاف احتجاجات الغلاء لصالح تحسين موقفها التفاوضي لتاكيد دورها في الطبقة الطفيلية المسيطره علينا التاكيد بانسداد الافق امام السلطه وتحركها في اطار السلوك العدمي لصاح المحافظه على الوضع الرهن الذي يستحيل المحافظة عليه دون افعال جذرية جدية فالحالة الوطنية الراهنة تشبه انبوب ممتلىء حتى اخره بالغاز النشط ومازالت تعبئي وتعبىء دون قياس دقيق لسعته فالانفجار حتمي ومؤكد وغالبا حدوث في اي منيهة فالثورة التونسية لم تكن نتاج تحالف سياسي بل بدات بعملية انتحار فردية ( هي ثورة شعبية اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر 2010تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في نفس اليوم تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطيةفادية حمدي). هنا لابد ان نقول بوضوح صارم ان الاحتجاجات التي بدات منذ الشهر الاخير عام2017م في مدينة الجنينة وتمددت لتشمل معظم المدن رغم محدوديتها حركت الازمة السودانية من عمق اعماقها والمعارضه التقليدية وجدت ضالتها في التعبير عن همومها من خلالها ولكنها لا تملك تصور استراتيجي للخروج من الازمه ولافكر استراتيجي ولا مشروع وطني بديل لمشروع النظام لهذا فالتصعيد يصب فالانفجار المفاجىء- ممايعني الاحداث يمكن ان تتجاوز الكل (حكومة ومعارضة) وتدخل البلاد في لب العاصفة والراجح المؤكد انها لن تعود...لن نتجه لعرض تفاصيل تحليل الوقع وتفصيلاته التي سنعرضها في مقال اخر لاحق ولكن نعرض ماحدث في ليبيا تظاهر ناشطونفى ليبيا تحديدا فى بنغارى و طالبوا بالافراج على المعتقليين السياسيين منهم المحامى فتحى تربل و البلوجر فرج الشرانى و حصلت اشتباكات منهم و مابين قوات البوليس و اتصاب 38 واحد منهم 10 من البوليس وفي يوم 17 فيرائر اعلن يوم غضب اعلنوا من موكب في بنغازي في المحكمة الاضراب والعصيان الذي سرعان ماتطور الى حرب اهلية فخرجت ليبيا على اثرها من معادلات الشرق الاوسط والتاريخ المعاصر وربما لن تعود قريبا الى دورها الذي لعبته خلال العقود السابقة اقتصاديا ودور جيوسياسي .نعم الثورة المصريه بدات بدعوة ناشطين في مواقع التواصل اخطتفتها القوى المحظوره فالثورة المصرية مجموعة من التحركات الشعبية ذات الطابع الإجتماعي والسياسي انطلقت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 الموافق يوم 25 ينايرالذي اختير ليوافق عيد الشرطة حددته عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقلين، من بينهم حركة شباب 6 أبريل وكفاية -فآلت مصر الى واقعها الراهن-ثورة قادة لنظام ديمقراطي هش لم يشكل تصور استراتيجي وطني ثم تدخل الجيش ثم انفلات امني في اكثر من نصف مصر وتراجع التحول الديمقراطي الذي بدا في عهدي السادات ومبارك لحكم الفرد المطلق...-و الثورة السورية كانت مجرد حراك شبابي محدود( انتفاضة شعبية انطلقت يوم الجمعة 15 آذار/مارس عام 2011 م ضد القمع والفساد وكبت الحريات وعلى إثر حادثة أثارت غضب أهالي حوران جنوب سوريا حيث تم اعتقال خمسة عشر طفلاً في 27 / 2 / 2011 م )فقد بدات بتظاهرات محدوده سرعان اتسع نطاقها فكانت صراع ارادات دون رؤية وطنية او مشروع وطني فالاحتجاجات حركة الازمة التاريخيه فكانت الحرب العالميه في سوريا التي قادت لتدخل كل القوى الدولية وجربت كافة الاسلحة وشرد الشعب السوري وهجر ولايزال المخرج غيرقريب في المدى المنظور. نستدعي كل تلك الاحداث الان قبل الموكب المزعوم نحن نلاحظ ان الدعوه لموكب 31/يناير/2018جاءت من تحالف المعارضه وهي تختلف عن دعوة الحزب الشيوعي وحزب الامه القومي وانشطة حزب المؤتمر السوداني من حيث الرسالة فالحزب الشيوعي حزب ديمقراطي مسجل اراد رفع مجرد مذكرة لوالي الخرطوم فقط وليس رئيس الجمهورية وحزب الامة القومي اراد وقفة احتجاجية للتعبيرعن الغلاءفقط، اما هذه المرة بعد وثقوا عنف النظام ورغبته في القمع من خلال الحدثين السابقين ومانجم عنهما من كم هائل من المعقلين بل ان الدعاية كانت اقوى من الحدث فالحزب الشيوعي في الولايات المتحده في بيان رسمي يدعي سقوط اثنين من الضحايا مما يؤكد قوة الدعاية العاطفية. يجىء هذا الموكب بعد عرف الشعب السوداني ولمس غول الغلاء وتوحشه فتشكل مزاج احتجاجي اوسع من اقتلاع الانقاذ اي يمتد لرفض النظام الاجتماعي برمته لهذا لا احد يضمن تطور الاحداث واتجاهها - النظام الاجتماعي السوداني الذي تشكل هشا منذ مابعد الاستقلال و تحرص الحركة السياسية لترقيعه فلم يترقع بل زاد ترهل وتشوه وضعف- ولو حرص تحالف المعارض للسيطرة على الاحداث فلن يسطيع فالذي يضع عقود ثقاب في برميل بارود لن يحدد اتجاه ومسار الانفجار وتبعاته...
لهذا نوجه السؤال الصادم الرصيح للقوى السياسيه حكومة ومعارضة هل انتم جاهزوت لمآلات وتبعات موكب كموكب بحري القادم في 31/يناير/2018م؟هل جاهزون لاعلان العجز الكلي ونقل الازمة السياسيه للشارع والقوى الشعبية التي تجرعت بمكر ودهاء خيبات النظام الاجتماعي لتلتقي بالازمه التاريخية المعقدة المركبة؟هل قادرون جميعا للسيطره على الاوضاع وانتقال الصراع لافق مفتوح يحدث انفراج ولو مؤقت للازمة السياسية ناهيك عن الازمة الوطنية القديمة الجديدة؟....
لن تستبق الاحداث.............................................................
لن نتحدث عن شرعية الاحتجاج بل نتحدث عن واقع يؤشر لانسداد افق الحركة السياسية التي ظلت تتحاور منذ مذكرة رئيس الوزراء السوداني الصادق المهدي في يوليو1989م للمجلس العسكري التي تحدثت عن تكافوء القوى بين الشرعية وسلطة الامر الواقع و طلب الحوار فتحاوروا وتفاوضوا في كل عواصم العالم بدعم من اصدقاء السودان ومن يهمه استقراره ومنهم الولايات المتحده وشركائها ومازال المسار مستمر- حوار حوار حوار الطبقة المسيطر واتفاقاتها وعقودها الكاذبه- الان تدخل في الحوار مجلس الامن والاتحاد الافريقي والتوريكا الاروبيهو...و....و... كان هذا قبل وبعد نيفاشا وحتى اللحظة الراهنة. وفي خلال هذه المسيره الطويله من الحوارات تحورت الانقاذ لتعبر عن كل القوى السياسيه- الى حد ما- ولم تعد نظام الجبهة الاسلاميه فقط بل صناعها اكلتهم الانفعاليه الثورية.واخر المشاركين جناح الجبهة الاسلامية الداعي للحريات- المؤتمر الشعبي- و كلهم تواثق على المشاركة ببرنامج وثيقة الحوار التي انزلت للادراج السفلى فاصبحت قواعد- القوى السياسية- اميل للشارع من انتظار المشرعين او انفاز وثيقة الحوار السري والعلني والخاص والعام...............................................................................
ربما تكون قراءتي غير مكتمله اوفيها شىء من الانفعال ولكن موكب 31/يناير/2018 يقول بصراحه حاسمة انتهى مسار التحاور وبدءت المواجهة الطويلة بين الشعب الباحث عن حل للازمة التاريخية وبين الطبقة المسيطرة برمتها وربمابدء الطريق لمسار اللاعودة للكل وانفتح الباب للخارج والطامعين فلا توجد ازمة داخلية للابد لابد من تدول وتوظف و.... و.....لن يكون الشعب رافع لاجندات الاحزاب التي تشكلت بعيدا عنه للحفاظ على المصالح الخاصة الي لاتتصل بالشعب وربما يصبح رافع لتحريك تغير سياسي ديمغرافي يصل شمال افريقيا والقرن الافريقي وتشاد وافريقيا الوسطي وجنوب السودان..................................................
الحركة السياسية تقول للشعب:"الان نرد اليك ازمتك ففعل ماتشاء ."فلن يعيدها الشعب للذين عجزوا عن حلها في كل حواراتهم واتفاقاتهم العلنية والسرية.وستنتقل المواجهة لطور واطوار جديد والخاسر الجميع فكلهم من الشعب.........!!!!!!!
فهل حسبوا العواقب والمآلات والنتائح؟
امدرمان
* في الوقت الراهن لاتوجد ازمة سياسي فاي قطر من الاقطار خارج دائرة الاستقطاب الاقليمي ومركز القوى الدوليه المتواجهة بحد في البحر الاحم والشرق الاوسط وافريقيا لاعادة تنظيم المصالح والادوار. والانفجار السياسي المحتمل هناك من هو جاهز لتوظيفه وتوجيهه لمصالحه التي لاعلاقة لها بمصالح واجندات الشعب السوداني.
* غياب المشروع السياسي الوطني الذي ينظم المصالح الوطنية من البديهي السبب هو غياب التفكير الاستراتيجي الوطني المنطلق من المصالح الكليه لساكني السودان، وقد جربنا في اكتوبر 1964م جمعية تاسيسية لصياغة مشروع وطني بناء على ميثاق جبهة الهيئات والاحزاب وكذلك في ابريل1985م من خلال ميثاق التجمع النقابي وتجمع الاحزاب فلم يتبلور من خلال الجعية التاسيسية المنتخبة برنامج وطني يعبر عن فكر استراتيجي وطني.
فهل عجز ابناء السودان في ابتداع مسار امن للمستقبل يبعث الامل في الشعب ليطلق طاقاته الكامنه ليلحق الوطن بركب الامم الناهضه ويتجاوز كبوته المستفحلة، فهذا ممكن بالثقة في العقل السوداني والانسان جدير ان يبدع مستقبله اذاتجاوز العاطفيه السياسيه التي دائما ماتلد الجمل الثورية والقوالب الجاهز والتصورات الايدلوجية الواهمة. فالسودانيين لهم القدرة في صياغه مشوع وطني وتشكيل نظام وطني يناسب طموحات كل ساكني السودان وبمشاركتهم جميعا. هذا الحوجه تعلنها جميع الادبيات السياسية للقوى السياسيه السودانية حكومة ومعارضه، فالازمة معروفه ومعلن عنها منذ حقب وعقود باعتراف الجميع، فالاشكال يكمن في المزايده الاصلاحيه التي لاتعترف ان النظام السياسي الراهن مهترىء وعاجز وانه نظام ازمات دائمة لامخرج الا بالتطوير المنهجي وليس الاصلاح الترقيعي. فالحورالذي تم منذ سنوات يمكن البناء عليه وتطويره وتوسيعه ليصبح الحلم السوداني الذي يحتاج تطوير وشائج النسيج الاجتماعي بابتداع مفهوم جديد للسياسة يخرجها من اطار المكاسب المادية والمصالح الضيقة والتصورات الفئوية ويدخلها في مجال الهم الوطني العام والتكليف الاجتماعي الاخلاقي، وهذا ممكن بقليل من التنازل للقوى المركزه في مصالحها بدفعها للنظره في مصلحة الكل.
قبل ان نصف المعارضه باختطاف احتجاجات الغلاء لصالح تحسين موقفها التفاوضي لتاكيد دورها في الطبقة الطفيلية المسيطره علينا التاكيد بانسداد الافق امام السلطه وتحركها في اطار السلوك العدمي لصاح المحافظه على الوضع الرهن الذي يستحيل المحافظة عليه دون افعال جذرية جدية فالحالة الوطنية الراهنة تشبه انبوب ممتلىء حتى اخره بالغاز النشط ومازالت تعبئي وتعبىء دون قياس دقيق لسعته فالانفجار حتمي ومؤكد وغالبا حدوث في اي منيهة فالثورة التونسية لم تكن نتاج تحالف سياسي بل بدات بعملية انتحار فردية ( هي ثورة شعبية اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر 2010تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في نفس اليوم تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطيةفادية حمدي). هنا لابد ان نقول بوضوح صارم ان الاحتجاجات التي بدات منذ الشهر الاخير عام2017م في مدينة الجنينة وتمددت لتشمل معظم المدن رغم محدوديتها حركت الازمة السودانية من عمق اعماقها والمعارضه التقليدية وجدت ضالتها في التعبير عن همومها من خلالها ولكنها لا تملك تصور استراتيجي للخروج من الازمه ولافكر استراتيجي ولا مشروع وطني بديل لمشروع النظام لهذا فالتصعيد يصب فالانفجار المفاجىء- ممايعني الاحداث يمكن ان تتجاوز الكل (حكومة ومعارضة) وتدخل البلاد في لب العاصفة والراجح المؤكد انها لن تعود...لن نتجه لعرض تفاصيل تحليل الوقع وتفصيلاته التي سنعرضها في مقال اخر لاحق ولكن نعرض ماحدث في ليبيا تظاهر ناشطونفى ليبيا تحديدا فى بنغارى و طالبوا بالافراج على المعتقليين السياسيين منهم المحامى فتحى تربل و البلوجر فرج الشرانى و حصلت اشتباكات منهم و مابين قوات البوليس و اتصاب 38 واحد منهم 10 من البوليس وفي يوم 17 فيرائر اعلن يوم غضب اعلنوا من موكب في بنغازي في المحكمة الاضراب والعصيان الذي سرعان ماتطور الى حرب اهلية فخرجت ليبيا على اثرها من معادلات الشرق الاوسط والتاريخ المعاصر وربما لن تعود قريبا الى دورها الذي لعبته خلال العقود السابقة اقتصاديا ودور جيوسياسي .نعم الثورة المصريه بدات بدعوة ناشطين في مواقع التواصل اخطتفتها القوى المحظوره فالثورة المصرية مجموعة من التحركات الشعبية ذات الطابع الإجتماعي والسياسي انطلقت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 الموافق يوم 25 ينايرالذي اختير ليوافق عيد الشرطة حددته عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقلين، من بينهم حركة شباب 6 أبريل وكفاية -فآلت مصر الى واقعها الراهن-ثورة قادة لنظام ديمقراطي هش لم يشكل تصور استراتيجي وطني ثم تدخل الجيش ثم انفلات امني في اكثر من نصف مصر وتراجع التحول الديمقراطي الذي بدا في عهدي السادات ومبارك لحكم الفرد المطلق...-و الثورة السورية كانت مجرد حراك شبابي محدود( انتفاضة شعبية انطلقت يوم الجمعة 15 آذار/مارس عام 2011 م ضد القمع والفساد وكبت الحريات وعلى إثر حادثة أثارت غضب أهالي حوران جنوب سوريا حيث تم اعتقال خمسة عشر طفلاً في 27 / 2 / 2011 م )فقد بدات بتظاهرات محدوده سرعان اتسع نطاقها فكانت صراع ارادات دون رؤية وطنية او مشروع وطني فالاحتجاجات حركة الازمة التاريخيه فكانت الحرب العالميه في سوريا التي قادت لتدخل كل القوى الدولية وجربت كافة الاسلحة وشرد الشعب السوري وهجر ولايزال المخرج غيرقريب في المدى المنظور. نستدعي كل تلك الاحداث الان قبل الموكب المزعوم نحن نلاحظ ان الدعوه لموكب 31/يناير/2018جاءت من تحالف المعارضه وهي تختلف عن دعوة الحزب الشيوعي وحزب الامه القومي وانشطة حزب المؤتمر السوداني من حيث الرسالة فالحزب الشيوعي حزب ديمقراطي مسجل اراد رفع مجرد مذكرة لوالي الخرطوم فقط وليس رئيس الجمهورية وحزب الامة القومي اراد وقفة احتجاجية للتعبيرعن الغلاءفقط، اما هذه المرة بعد وثقوا عنف النظام ورغبته في القمع من خلال الحدثين السابقين ومانجم عنهما من كم هائل من المعقلين بل ان الدعاية كانت اقوى من الحدث فالحزب الشيوعي في الولايات المتحده في بيان رسمي يدعي سقوط اثنين من الضحايا مما يؤكد قوة الدعاية العاطفية. يجىء هذا الموكب بعد عرف الشعب السوداني ولمس غول الغلاء وتوحشه فتشكل مزاج احتجاجي اوسع من اقتلاع الانقاذ اي يمتد لرفض النظام الاجتماعي برمته لهذا لا احد يضمن تطور الاحداث واتجاهها - النظام الاجتماعي السوداني الذي تشكل هشا منذ مابعد الاستقلال و تحرص الحركة السياسية لترقيعه فلم يترقع بل زاد ترهل وتشوه وضعف- ولو حرص تحالف المعارض للسيطرة على الاحداث فلن يسطيع فالذي يضع عقود ثقاب في برميل بارود لن يحدد اتجاه ومسار الانفجار وتبعاته...
لهذا نوجه السؤال الصادم الرصيح للقوى السياسيه حكومة ومعارضة هل انتم جاهزوت لمآلات وتبعات موكب كموكب بحري القادم في 31/يناير/2018م؟هل جاهزون لاعلان العجز الكلي ونقل الازمة السياسيه للشارع والقوى الشعبية التي تجرعت بمكر ودهاء خيبات النظام الاجتماعي لتلتقي بالازمه التاريخية المعقدة المركبة؟هل قادرون جميعا للسيطره على الاوضاع وانتقال الصراع لافق مفتوح يحدث انفراج ولو مؤقت للازمة السياسية ناهيك عن الازمة الوطنية القديمة الجديدة؟....
لن تستبق الاحداث.............................................................
لن نتحدث عن شرعية الاحتجاج بل نتحدث عن واقع يؤشر لانسداد افق الحركة السياسية التي ظلت تتحاور منذ مذكرة رئيس الوزراء السوداني الصادق المهدي في يوليو1989م للمجلس العسكري التي تحدثت عن تكافوء القوى بين الشرعية وسلطة الامر الواقع و طلب الحوار فتحاوروا وتفاوضوا في كل عواصم العالم بدعم من اصدقاء السودان ومن يهمه استقراره ومنهم الولايات المتحده وشركائها ومازال المسار مستمر- حوار حوار حوار الطبقة المسيطر واتفاقاتها وعقودها الكاذبه- الان تدخل في الحوار مجلس الامن والاتحاد الافريقي والتوريكا الاروبيهو...و....و... كان هذا قبل وبعد نيفاشا وحتى اللحظة الراهنة. وفي خلال هذه المسيره الطويله من الحوارات تحورت الانقاذ لتعبر عن كل القوى السياسيه- الى حد ما- ولم تعد نظام الجبهة الاسلاميه فقط بل صناعها اكلتهم الانفعاليه الثورية.واخر المشاركين جناح الجبهة الاسلامية الداعي للحريات- المؤتمر الشعبي- و كلهم تواثق على المشاركة ببرنامج وثيقة الحوار التي انزلت للادراج السفلى فاصبحت قواعد- القوى السياسية- اميل للشارع من انتظار المشرعين او انفاز وثيقة الحوار السري والعلني والخاص والعام...............................................................................
ربما تكون قراءتي غير مكتمله اوفيها شىء من الانفعال ولكن موكب 31/يناير/2018 يقول بصراحه حاسمة انتهى مسار التحاور وبدءت المواجهة الطويلة بين الشعب الباحث عن حل للازمة التاريخية وبين الطبقة المسيطرة برمتها وربمابدء الطريق لمسار اللاعودة للكل وانفتح الباب للخارج والطامعين فلا توجد ازمة داخلية للابد لابد من تدول وتوظف و.... و.....لن يكون الشعب رافع لاجندات الاحزاب التي تشكلت بعيدا عنه للحفاظ على المصالح الخاصة الي لاتتصل بالشعب وربما يصبح رافع لتحريك تغير سياسي ديمغرافي يصل شمال افريقيا والقرن الافريقي وتشاد وافريقيا الوسطي وجنوب السودان..................................................
الحركة السياسية تقول للشعب:"الان نرد اليك ازمتك ففعل ماتشاء ."فلن يعيدها الشعب للذين عجزوا عن حلها في كل حواراتهم واتفاقاتهم العلنية والسرية.وستنتقل المواجهة لطور واطوار جديد والخاسر الجميع فكلهم من الشعب.........!!!!!!!
فهل حسبوا العواقب والمآلات والنتائح؟
امدرمان
حاتم بابكر عوض الكريم
27/يناير/2018
Comments
Post a Comment