الجنرال الليبي حفتر إلى بنغازي.. ماذا بعد؟
بقلم اندريه أونتيكوف
جاء هذا التصريح على لسان رئيس الوزراء الليبي عبد الله عبد الرحمن الثني، مع العلم أن الجنرال خليفة حفتر كان قد أعلن سابقاً عن بدء عملية عسكرية لتحرير بنغازي، حيث تؤكد التقارير بأن سلاح الدبابات والطائرات يشارك في عملية اقتحام المتطرفين في المدينة.
إذاً أعلن الجيش الليبي عن مساندة الجنرال حفتر، إذ صرح العقيد أحمد المسماري المتحدث الرسمي لهيئة الأركان العامة في بيان له بأن هذه العملية من الآن فصاعداً هي، من بين أمور أخرى، عملية رسمية للجيش.
حول ما يحدث في ساحة المعركة، يحدثنا المحلل السياسي الليبي عمر الورفلي خلال مقابلة مع إذاعة صوت روسيا حيث أشار قائلاً:
الميليشيات المسلحة التابعة لمصراتة الموجودة حالياً في الشرق الليبي وفي مدينة بنغازي تشتتت من الضربات القوية التي تلقتها يوم أمس من أفراد الجيش حيث سيتم السيطرة عليها في غضون أسبوع أو عشرة أيام. تم قتل القيادات التكفيرية الموجودة في بنغازي كما تم أسر عدد منهم، سيطر الجيش والشباب المدني من بنغازي على عدة مواقع كانت مسيطرة عليها الميليشيات المسلحة، جزء كبير منهم مات بالحرائق. طبعاً ليس لديهم أي اتجاه يذهبوا إليه إلى المصراتة عن طريق الجرافات في البحر أو الطرق البرية.
الجنرال كان قد أعلن الحرب على الإسلاميين في منتصف شهر أيار/مايو الماضي. ولكن حتى الآن، كانت المواجهة عموماً ذات طبيعة ضعيفة جداً، وذلك بسبب تطور الوضع السياسي في البلاد. فبعد الكلمة التي أدلى بها حفتر تم على الفور تقريباً تحديد موعد الانتخابات البرلمانية، والتي قال أنه يؤيده تماماً. لكن التصويت لم يؤد إلى استقرار الوضع، وإنما إلى ازدواجية السلطة الفعلية في البلاد، فالبرلمان غير الشرعي يجتمع في طرابلس، والبرلمان المعترف به من قبل المجتمع الدولي يجتمع في طبرق. وجميع الدعوات التي وجهتها السلطات الليبية المشروعة للمعارضين، لم تؤت ثمارها.
وبالتالي فإن عملية حفتر في بنغازي، من المرجح أن تصبح الحلقة الأولى في سلسلة من الاشتباكات المسلحة. اليكم ما يقوله كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية اناتولي يغورين:
لقد سئم المواطنون العاديون في بنغازي من هذه الفوضى الدائمة، التي يكمن سببها في نشاط المتطرفين الإسلاميين. وبالتالي، إذا ألحق بهم حفتر ضرراً كبيراً أو طردهم بشكل نهائي من بنغازي، فإن الناس سوف تستقبل الجنرال بالأهازيج والفرح. ومع ذلك، لن تقتصر الأمور على عملية واحدة فالناس الذين استولوا على السلطة في طرابلس سوف يزجزن بقواتهم أيضاً، كذلك حفتر بعد فترة راحة سوف ينظم بالتأكيد هجوم على اتجاه جديد. ومن المرجح أن يصبح هذا الاتجاه سرت، والتي ستكون بداية لحرب على حقول النفط.
والسؤال هو ما إذا كان حفتر مستعداً لمواصلة الحملة العسكرية حتى تحقيق النصر النهائي، ومواجهة المتطرفين ليس فقط في بنغازي وسرت، ولكن أيضاً في طرابلس ومصراتة، التي يطلق عليها القاعدة الرئيسية للإسلاميين المتطرفين. إذا كان الأمر كذلك، فإن المواجهات المسلحة يمكن أن تستمر في البلاد لشهور، وحتى لسنوات. وإن لم يكن كذلك فإن سيطرة حفتر على بنغازي والمتطرفين على طرابلس يعني الانهيار الفعلي لليبيا. بعبارة أخرى فإن آفاق تطور الوضع لا تبشر بالخير. ومع ذلك، أن يترك الوضع على ما هو أسوأ بكثير مما تم ذكره آنفاً.
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/2014_10_16/278778615/
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/2014_10_16/278778615/
Comments
Post a Comment