Skip to main content

من الحياة - مريم الساعدي - كورس سينما

كورس سينما

تاريخ النشر: الثلاثاء 28 أكتوبر 2014
أحببت السينما دوماً؛ هذا الغياب المذهل في الصالة المعتمة عن كل تلك الخيوط المتشابكة في الخارج؛ الاستراحة من المحاولة الدؤوبة لفك التشابك وإيجاد مخرج من المتاهة ولو لساعة، ويحصل كثيراً أن يقدم هذا الغياب حلولاً لفك العقدة وإيضاح الطريق، لذلك التحقت مؤخراً بكورس سينما، على النهج الأمريكي. أردت أن أعيش الجو وأرى الحكاية من الداخل، فإذا به ليس جواً إطلاقاً، لكن مجرد منصة انطلاق لا مُهادنة فيها لصواريخ هدفها إصابة جيوب المشاهد. هكذا بالضبط قدموا السينما: صناعة مال. وكان هذا مرهقاً للغاية ومخيباً للآمال. لآمالي أنا على الأقل.
أردت أن أجرب نفسي في صناعة الأفلام؛ لدي أفكار، ماذا لو تعلمت كيف أضعها على الشاشة، وللصورة المتحركة قوة، وتأثير، ومدى أبعد للوصول. كتبت مشاهد عن كاتبة لا تقوى على الحركة وتبحث عن حريتها في غصن شجرة، وعن امرأة تعيش في سجن ذاتها وترسم باب خلاصها على جدار صامت، وعن عاملة بائسة تكتشف جمالها بلمسة محبة، ووجدتني دون تخطيط أكتب فقط عن النساء. ولم تكن هذه الأفكار تعجب القيّمين القادمين مباشرة من هوليوود، فهي تفتقر إلى عنصر الإثارة، لا يوجد في القصة كائن فضائي يهبط من السماء، ولا يوجد بطل أسطوري ينقذ سكان الأرض، ولا يوجد فيها شخصية تتحول لغوريلا، ولا دماء تتدفق من رقاب ضحايا قاتل متسلسل، «نريد أكشن»، وأنا لا أمتلك حرفة الأكشن. كل ما أردت قوله هي قصص حياة عادية لنسوة عاديات أردن الحياة. وهذا ليس ما تريده «الصناعة» السينمائية اللاهثة وراء المال. وتذكرت أني كنت دوماً في الحوارات الصحفية أنفي عن نفسي وصمة «النسوية» التي يشيرون بها إلى كتابتي وأقول أني أحاول الكتابة فقط عن الإنسان. لكني أدركت أن كل ما يهمني حقاً هو حكايات النساء... وأدركت أن قصة المرأة هي قصة الحياة، وهي قصة الإنسان، وهي الملحمة الجوهرية لقصة الحضارة الانسانية.
ربما لن أصبح صانعة أفلام كما تخيلت نفسي في لحظة شغف. لكني خرجت من هذا الكورس بإدراكات جديدة عن نفسي مفادها أني لن أعرف ماذا أريد حتى أجرب، وأني أكثر ارتياحاً في سحر الكلمة المكتوبة، وأني أفضّل الغياب في ظلام صالة السينما على السقوط في ظلمة كواليسها.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe