إسرائيل ستمتلك 19 طائرة F-35 متطوّرة من الولايات المتحدة
تنضمّ هذه الطائرات إلى أسطول الطائرات الإسرائيلية، والذي يضمّ 680 طائرة. ينقسم سلاح الجوّ الإسرائيلي إلى خمس مجموعات من أسراب الطائرات، وهناك قدرات عديدة تجعله سلاح الجوّ الأقوى في الشرق الأوسط
29
رغم التقارير الأخيرة عن التوتر في العلاقات بين الحليفتين، إسرائيل والولايات المتحدة، ففي الواقع استمرّ التعاون الأمني بينهما بشكل عادي. ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأمس أنّ إسرائيل على وشك امتلاك نحو 19 طائرة F-35 متطوّرة، بتكلفة إجمالية 2.5-3 مليارات دولار.
وتم الاتفاق على صفقة الطائرات كما يبدو لدى زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه (بوغي) يعلون، إلى الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن تتمّ عملية الشراء من أموال المساعدات التي تقدّمها الولايات المتحدة لإسرائيل، وسيتمّ نقل الطائرات إلى إسرائيل بدءًا من عام 2016. بالإضافة إلى الطائرات المتطوّرة، فسيستمرّ الأمريكيّون بتسليح إسرائيل بمنظومات دفاعية متقدّمة، من بينها "القبّة الحديدية"، "العصا السحرية"، "السهم" وغيرها.
F-35 هي طائرة شبح تمّ تطويرها في الولايات المتحدة مع مساهمة بريطانية، وتعتبر واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تقدّما وفتكًا في العالم. من بين أمور أخرى، تعتبر قدرات المناورة، القصف وإدارة البيانات الخاصة بها الأكثر تقدّما في العالم، وتعتبر أيضا "غير مرئية تقريبا". وعدا إسرائيل والولايات المتحدة، هناك تسع دول في العالم فقط تمتلك طائرات من هذا النوع أو تنتظر الحصول عليها، ومن بينها تركيا.
شاهدوا أداء طائرة F-35:
سيتمّ استيعاب الطائرات في إسرائيل من قبل سلاح الجوّ الإسرائيلي، والذي سيستخدمها. ويعتبر سلاح الجوّ الإسرائيلي اليوم سلاح الجوّ الأقوى في الشرق الأوسط، وأحد أسلحة الجوّ الأكثر تقدّما والأفضل في العالم، بل هناك من يرى أنّه يعتبر الأفضل في العالم. شاركت طائرات سلاح الجوّ على مدار تاريخ دولة إسرائيل في معارك عديدة، وأسقطت 687 طائرة للعدوّ، مقابل 25-26 طائرة إسرائيلية تمّ إسقاطها.
ويستند الجيش الإسرائيلي اليوم على عمليات سلاح الجوّ في معظم معاركه باعتباره وسيلة قتالية رئيسية. وفقا لتقارير مختلفة، يملك سلاح الجوّ الإسرائيلي نحو 680 طائرة.
هناك العديد من أسراب الطائرات لدى سلاح الجوّ الإسرائيلي، والتي تنقسم إلى خمس مجموعات رئيسية. المجموعة الأولى هي سرب الطائرات المقاتلة. بعض الطائرات التي توجد في هذا السرب هي طائرات لطيّار واحد، وبعضها مع طيّار وموجه قتال. يشمل سرب الطائرات المقاتلة بشكل رئيسي الكثير من طائرات F-15 وF-16، بعضها من النماذج الأكثر تقدّما. من المتوقع أن تنضمّ طائرات F-35 إلى هذا السرب للطائرات.
سرب الطائرات الثاني هو سرب المروحيّات، والذي يشمل جميع المروحيّات التابعة لسلاح الجوّ، ومن بينها أيضا المروحيّات المقاتلة. المروحيّات المقاتلة الأكثر تطوّرا هي مروحيات الأباتشي، المجهّزة بمنظومات إلكترونية متقدّمة تمكّنها من العمل بجميع حالات الطقس، بالإضافة إلى منظومات ذكية تمكّن مروحية معيّنة من إطلاق النار على هدف تم تحديده من قبل طائرة أخرى، دون الحاجة إلى الليزر. ووفقا لتقارير أجنبية ففي إسرائيل نحو 54 مروحية من هذا النوع.
سرب الطائرات الثالث هو سرب الطائرات دون طيّار، ولكن ليست جميع الطائرات دون طيّار تقوم بالقصف. بعضها يصوّر المنطقة لجمع المعلومات الاستخباراتية، وبعضها يساعد القوات المسلّحة الإسرائيلية الأخرى في إصابة أهدافها، وهناك طائرات دون طيّار أخرى تمتلك قدرات مختلفة على القصف. بل إنّ هناك طائرات دون طيّار "انتحارية"، وهدفها إلحاق الضرر بأنظمة الرادار أو البطاريات المضادّة للطائرات خلال الحرب، من أجل السماح بحرية التحليق للطائرات المهاجمة.
سرب الطائرات الرابع هو للمراقبة، جمع المعلومات الاستخباراتية والنقل. ويوجد بينها - من بين طائرات أخرى - طائرة النقل "هرقل" [(والتي تدعى في إسرائيل "كركدن" (rhinoceros)]، وتعتبر من الأكثر نجاحا في العالم. هناك طائرة أخرى ضمن هذا السرب من الطائرات وهي "إير تراكتور" (Air Tractor)، والتي تُستخدم لإطفاء الحرائق. وسرب طائرات آخر يقوم بتنفيذ جميع تجارب الطيران في سلاح الجوّ الإسرائيلي.
ويملك سلاح الجوّ الإسرائيلي أدوات وقدرات إضافية، بعضها سرّي ويُحظر نشره. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك سلاح الجوّ منظومة دفاعية جوّية من الأكثر تقدّما في العالم، وهي تهدف إلى حماية الأجواء الإسرائيلية والجبهة الداخلية الإسرائيلية من طائرات العدوّ وصواريخ أرض - أرض.
وتشغّل منظومة الدفاع الجوّي اليوم ثلاثة أنظمة رئيسية للأسلحة: نظام الباتريوت، والذي يمكنه إطلاق النار على الطائرات المقاتلة الأجنبية وأيضا الصواريخ البالستية، وقبل نحو شهر أسقَط لأول مرة في تاريخ العالم طائرة عدوّة (طائرة سورية اخترقت الأراضي الإسرائيلية).
المنظومة الدفاعية الثانية هي منظومة "السهم" المتطوّرة، والتي يمكنها اعتراض الصواريخ البالستية بعيدة المدى. تمّ تطوير هذه المنظومة في إسرائيل بتعاون أمريكي من أجل التصدّي لصواريخ "شهاب" الإيرانية. خلال عملية الاعتراض، يظهر صاروخ يخرج من الغلاف الجوّي للكرة الأرضية، ويعترض من هناك صواريخ على ارتفاعات عالية.
منظومة الدفاع الثالثة والأكثر شهرة هي منظومة "القبّة الحديدية"، المصمّمة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، وخاصة صواريخ القسّام وصواريخ جراد، ولكنّها قادرة أيضًا على اعتراض صواريخ أثقل من ذلك، مثل "فجر 5". عملت القبّة الحديدية خلال حرب غزة في الصيف الأخير (عملية "الجرف الصامد") بكامل قوّتها، وأسقطت ما لا يقلّ عن 578 صاروخا تمّ إطلاقها من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، ومنعت بذلك مئات الإصابات لمناطق مأهولة داخل إسرائيل، بل وسمحت بوجود حياة طبيعية في معظم مناطق دولة إسرائيل.
وكما ذكرنا، يعتبر سلاح الجوّ الإسرائيلي واحدا من الأقوى في العالم، وله في إسرائيل أيضا مكانة عالية. ويعتبر الطيّارون في سلاح الجوّ "أفضل أبناء دولة إسرائيل" ويحظون بمكانة عالية ومرموقة في المجتمع الإسرائيلي. إحدى السمات البارزة لجنود سلاح الجوّ هي زيّهم العسكري، والذي يختلف عن سائر أزياء الجيش الإسرائيلي، حيث يبدو زاهيا أكثر.
Comments
Post a Comment