نصف مليون رجل سعودي يُضربون من قبل زوجاتهم
هناك تطوّر غير متوقع لمشكلة العنف الأسري في العالم العربي: النساء والأطفال ليسوا وحدهم الضحية لهذه الظاهرة
31 أكتوبر 2014
لا يستطيع مستخدمو تويتر في السعودية أن يتجاهلوا هاشتاغ أصبح شعبيّا جدّا في الآونة، وهو #نصف_مليون_رجل_تضربهم_زوجاتهم. وذلك في أعقاب التقرير الذي كتبه مركز "واعي" للاستشارات الاجتماعية، والذي ورد فيه أنّ 556 ألف رجل سعودي اتصلوا بالمركز واشتكوا من العنف الذي توجّهه زوجاتهم ضدّهم.
وقد أثارت هذه البيانات المفاجئة عاصفة حقيقية في مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية. فإنّ السعودية معروفة بشكل خاص في العالم باعتبارها واحدة من أكثر الأماكن قمعًا لحقوق المرأة. هناك قيود كثيرة مفروضة على النساء في السعودية، حيث لا يُسمح لهنّ بقيادة السيارات، الخروج من حدود البلاد أو الذهاب إلى ملاعب كرة القدم دون رجل مرافق.
يقول مركز "واعي" إنّه في يوم الإثنين الماضي وحده فقط تلقّوا ستّ مكالمات من سعوديّين اشتكوا من عنف زوجاتهم. سيُنقل أولئك الرجال، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويّتهم، لتلقّي المشورة من خبراء في المركز. يوجّه المركز لمقدّمي الشكاوى استشارة مجانية في المجال الاجتماعي، النفسي والتربوي. يعمل في صفوف المركز أكثر من 37 مستشارا خبيرا في علم النفس وعلم الاجتماع.
إنّ عنف النساء ضدّ الرجال ليس ظاهرة شائعة أو يُتحدّث بها، ويبدو أنّ الكثير من الحالات هي ردّة فعل على عنف الرجل ضدّ المرأة أو على السلوك الخياني من قبل الرجال. وفي حالات أخرى، ربما تؤدي بها المسؤولية عن المهام المنزلية مثل تربية الأطفال وغيرها إلى أزمة نفسية والتصرّف بعنف.
هناك من يشكّك بالمعلومات الجديدة عن "نصف مليون رجل يُضربون"، ويخشون من أن يدفع الانشغالُ بالظاهرة، الهامشية نسبيّا، الانشغالَ بالقضية الأهمّ وهي العنف المنزلي ضدّ النساء. فضلا عن ذلك، هناك قيود مفروضة على النساء في السعودية في مجالات عدّة مثل: العمل، الزواج، التعليم بل وفتح حساب في البنك. وتطالب النساء السعوديات في السنوات الأخيرة بحقوقهنّ بنسبة أكبر، وخصوصا في كلّ ما يتعلّق بموضوع قيادة السيارات، والذي اعتُبر على مدى سنوات طويلة أحد المحرّمات في المملكة.
ويُذكر أنّه في العام الماضي أقيمت حملة كبيرة تهدف إلى مكافحة العنف ضدّ النساء. وفي إطار ذلك البرنامج، والذي تمّت الموافقة عليه في البرلمان السعودي أيضًا، ستُمنح المرأة والطفل اللذان وقعا ضحية العنف الحقّ بالمطالبة بتعويضات في المحكمة، وسيتمّ فرض عقوبات مختلفة ومتنوعة على الجاني، ابتداءً من غرامة مالية يمكن أن تصل إلى مبلغ نصف مليون ريال، مرورا بالحبس والفصل عن العمل، وصولا إلى إلغاء حضانة الأطفال.
وقد حدّد البرنامج أيضًا أنّه فيما لو تمّ ضرب الخادمة التي تعمل في منزل صاحب العمل، سيُبطل العقد وعلى صاحب العمل أن يدفع لها تعويضات
Comments
Post a Comment