د. علي حمد ابراهيم
والآن ليبيا!
كان العام قد تفاجأ بانتصارات داعش و الحوثيين فى سوريا والعراق واليمن . والتى نبهت اذهان المراقبين و المحللين الى حقائق لم تكن فى حسبان أولئك المراقبين و المحللين أو توقعاتهم فحسب ، ولكن تخرح تماما عن حدود المنطق والمعقول. اخبار هذا الاسبوع تزيد المشفقين على مصير منطقتنا العربية اشفاقا وخوفا و هم يرون كيف تتمدد داعش فى ليبيا على حساب جيشها القومى الى الدرجة التى جعلت قائد هذا الجيش يطلب نجدة العالم لمساعدة جيشه فى تصديه للزحف الداعشى . و يتحدث ا...لقائد الليبى عن الالوف المنؤلفة التى تتقاطر نحو ليبيا من انحاء متفرقة من العام للقتال فى صفوف داعش . ضعف البنية العسكرية التى ورثتها ثورات الربيع العربى من انظمة الحكم الشمولية الباطشة التى تسيدت حياة شعوب هذه المنطقة ردحا طويلا من الزمن سببه المباشر هو أن تلك الانظمة ، لخوفها من وجود جيوش قوية قد تنقلب عليها مستقبلا ، عملت على اضعاف تلك الجيوش عمدا ، لصالح اجهزتها الامنية القمعية التى بنيت عقيدتها على الحفاظ على كرسى السلطان و ليس المحافظة على وجود الوطن . الآن تدفع شعوبنا من دمها مرة اخرى ثمنا غاليا لجرم تلك الانظمة وتخطيطاتها المريضة بما خلفت لنا من قوة عسكرية متهالكة لن تكون قادرة على الحفاظ على ما تبقى من الاوطان التى دمرتها معنويا وبطشت بشعوبها و قتلت فيها روح المقاومة والتحدى . يدلل على ذلك ان قائد جيش الليبى حديث التكوين يستنجد بالعالم الخارجى قبل استنجاده بقوة شعبه. بل ويلوم الاسرة الدولية على بطء استجابتها لندء الاستغاثة الذى ظل يوجهه لها فى الاسابيع القليلة الماضية . محزن جدا ومثير للخوف والقلق مما يبدو أنه سناريو متقن ومبيت ينتظر شعوبنا فى هذه المنطقة المنكوبة . تهاوى وتراجع جيوش كانت تقاتل بشراسة حماية لانظمة طاغية امام مقاتلين لم يكونوا فى يوم من الايام جيشا مهنيا يرسل رسالة سالبة تقول للطامعين فى مستقبل اجيالنا القادمة ان البوابة مفتوحة . لا جدوى من البكاء على اللبن المسكوب فى بلدان الربيع العربى وقد سرقت ثوراتها بليل لتقبض الريح فى شكل شرازم وفلول خارجة للتو من متاحف التاريخ القديم ، سمها داعش ، او الحوثيين ، او القاعدة ، أو جبهة النصرة ، أو انصار الشريعة، لا فرق . لا مندوحة امام شعوب هذه البلدان من أن تفدى وتحيى ذكرى الارواح الغالية التى قدمتها فى مستهل مقدم ثوراتها الربيعية التى تنكبت طريقها بعد أن غدرت بها الايادى الخفية. و لن تفدى تلك الارواح الطاهرة الا بثورة جديدة تضع الامور فى نصابها الثورى الصحيح . مخيف للغاية ما جرى فى العراق وسوريا واليمن حتى الآن. وما أخذ يجرى الآن فى ليبيا . انتظار الحماية تاتى من الحدود لهو انتظار للانتحار الاكيد .
والآن ليبيا!
كان العام قد تفاجأ بانتصارات داعش و الحوثيين فى سوريا والعراق واليمن . والتى نبهت اذهان المراقبين و المحللين الى حقائق لم تكن فى حسبان أولئك المراقبين و المحللين أو توقعاتهم فحسب ، ولكن تخرح تماما عن حدود المنطق والمعقول. اخبار هذا الاسبوع تزيد المشفقين على مصير منطقتنا العربية اشفاقا وخوفا و هم يرون كيف تتمدد داعش فى ليبيا على حساب جيشها القومى الى الدرجة التى جعلت قائد هذا الجيش يطلب نجدة العالم لمساعدة جيشه فى تصديه للزحف الداعشى . و يتحدث ا...لقائد الليبى عن الالوف المنؤلفة التى تتقاطر نحو ليبيا من انحاء متفرقة من العام للقتال فى صفوف داعش . ضعف البنية العسكرية التى ورثتها ثورات الربيع العربى من انظمة الحكم الشمولية الباطشة التى تسيدت حياة شعوب هذه المنطقة ردحا طويلا من الزمن سببه المباشر هو أن تلك الانظمة ، لخوفها من وجود جيوش قوية قد تنقلب عليها مستقبلا ، عملت على اضعاف تلك الجيوش عمدا ، لصالح اجهزتها الامنية القمعية التى بنيت عقيدتها على الحفاظ على كرسى السلطان و ليس المحافظة على وجود الوطن . الآن تدفع شعوبنا من دمها مرة اخرى ثمنا غاليا لجرم تلك الانظمة وتخطيطاتها المريضة بما خلفت لنا من قوة عسكرية متهالكة لن تكون قادرة على الحفاظ على ما تبقى من الاوطان التى دمرتها معنويا وبطشت بشعوبها و قتلت فيها روح المقاومة والتحدى . يدلل على ذلك ان قائد جيش الليبى حديث التكوين يستنجد بالعالم الخارجى قبل استنجاده بقوة شعبه. بل ويلوم الاسرة الدولية على بطء استجابتها لندء الاستغاثة الذى ظل يوجهه لها فى الاسابيع القليلة الماضية . محزن جدا ومثير للخوف والقلق مما يبدو أنه سناريو متقن ومبيت ينتظر شعوبنا فى هذه المنطقة المنكوبة . تهاوى وتراجع جيوش كانت تقاتل بشراسة حماية لانظمة طاغية امام مقاتلين لم يكونوا فى يوم من الايام جيشا مهنيا يرسل رسالة سالبة تقول للطامعين فى مستقبل اجيالنا القادمة ان البوابة مفتوحة . لا جدوى من البكاء على اللبن المسكوب فى بلدان الربيع العربى وقد سرقت ثوراتها بليل لتقبض الريح فى شكل شرازم وفلول خارجة للتو من متاحف التاريخ القديم ، سمها داعش ، او الحوثيين ، او القاعدة ، أو جبهة النصرة ، أو انصار الشريعة، لا فرق . لا مندوحة امام شعوب هذه البلدان من أن تفدى وتحيى ذكرى الارواح الغالية التى قدمتها فى مستهل مقدم ثوراتها الربيعية التى تنكبت طريقها بعد أن غدرت بها الايادى الخفية. و لن تفدى تلك الارواح الطاهرة الا بثورة جديدة تضع الامور فى نصابها الثورى الصحيح . مخيف للغاية ما جرى فى العراق وسوريا واليمن حتى الآن. وما أخذ يجرى الآن فى ليبيا . انتظار الحماية تاتى من الحدود لهو انتظار للانتحار الاكيد .
د. علي حمد إبراهيم
Comments
Post a Comment