صحافة الله .
أفكر ملياً بالسؤال التالي، ما الاجدى، والاجدر بي، الوصول إلى الله، أم البحث عن الله.
في السماء، في الأرض، في البحار، والمحيطات، في الغابات، والطرقات، في قلبي، أم في عقلي، في حركتي أم في سكوني، في كل مكان، في كل زمان. أليس الله خارج الزمان والمكان ؟
...
ما جدوى الوصول الى اليه، أن فشلت بالبحث عنه، بالاحساس به، بالشعور فيه، بصفاته، بمقدرته، وعظمته.
أليست الأولية، البحث عنه، لضمان الوصول اليه اولا ؟
قد تكون المقدمة غريبة لدى البعض، إلا أنني اسوقها لإربطها بصورة، أعجبت بها، تلخص حقيقية العمل الصحفي - وجهة نظر - الذي يلهث للوصول إلى الخبر، غير مكترث ابدا في البحث عنه.
هذه الوظيفة، المحصورة في اطار المكان، الذي تتحكم به اذرع اللعبة، وفي حيز الزمان المقرون بسطوة القادة واجهزتهم، ومدى صلاحيتهم وصلاحية كراسيهم للبقاء الفاني ! هي من تحدد خطى الادوات وفاعليتها، فإما أن تكون تنويرية تسهم في بناء الرأي العام، وإما استبدادية تزين للدكتاتورية افعالها وتشرعن سيطرتها، حتى وإن تطلب الأمر استخدام الحديد والنار لفرض إرادتها الفردية، مقابل وأد إرادة الجماهير الجمعية.
والصحفي هنا احدهما، فإما أن يكون تنويرياً، وإما ذنباَ ديكتاتورياً، أما أن يخرج من إطار الزمكان إلى فضاء الخبر من قبل ومن بعد، في حال كانت حاسة الشم لديه قوية، ولم تتلوث بعد باصناف القولبة الدولبة، وروائح الفوائد الانية ذات المفعول اللحظي، حاسة تمكنه من توقع ما يحصل قبل وقوعه، وإما يبقى محصوراً في تابوهات المكان والحدث المحصور بدوره الذي ارتضاه جيره لصالح تلك الأدوات، وزمنها، ما يعمل ويسرع على سقوط الخبر - الحدث وقيمته.
أعود للسؤال الأول، وإن بصيعة أخرى، ما جدوى الوصول إلى الخبر، في نهايته، بعد أن تستوي شروطه، ما جدوى الإنتظار، إلى أن يحين موعد نضوجه، مع أنه امامها - الصحافة - لكنها لا تحرك ساكناً صوبه، تنتظر مقدمه، ولا تذهب اليه، او تبحث عنه.
لنتخيل معاً - من يريد فقط - لو أن الله، كلف بعض أرباب الصحافة، بإيصال الأخبار اليه، يا ترى أي الطريقتين يسفوز برؤية وجهه الكريم، الأول القائم على البحث عن الخبر لإيصاله له دون تلوين، او مبالغات، دون ان يخفي تفاصيله، ، أم من يعتمد اختصاره، والاكتفاء بخاتمته، من ثم الوصول اليه. أيهما تفتح له الابواب، وأيهما توصد أمامه ؟
اخيراً لي الحق بطرح السؤال التالي، هل ثمة صحافة، حقيقية، في اوطاننا. صحافة حقيقية تبحث عن الاخبار عن الاحداث، تتعب لها وعليها، لا صحافة تكتفي بالوصول ليها !!
ملاحظة: السطور اعلاه، أثارها سؤال لصديق مغترب، وصحفي، مبدع، جعلني أفكر حقيقية، بخطورة طرحه، بعيداً عن التحيز، والاحكام المسبقة.
الصورة: لقطة من فلم "ليلة سعيدة ألف مرة " للمثلة الفرنسية جوليت بينوش.
#خالدعياصرة
مشاهدة المزيدأليست الأولية، البحث عنه، لضمان الوصول اليه اولا ؟
قد تكون المقدمة غريبة لدى البعض، إلا أنني اسوقها لإربطها بصورة، أعجبت بها، تلخص حقيقية العمل الصحفي - وجهة نظر - الذي يلهث للوصول إلى الخبر، غير مكترث ابدا في البحث عنه.
هذه الوظيفة، المحصورة في اطار المكان، الذي تتحكم به اذرع اللعبة، وفي حيز الزمان المقرون بسطوة القادة واجهزتهم، ومدى صلاحيتهم وصلاحية كراسيهم للبقاء الفاني ! هي من تحدد خطى الادوات وفاعليتها، فإما أن تكون تنويرية تسهم في بناء الرأي العام، وإما استبدادية تزين للدكتاتورية افعالها وتشرعن سيطرتها، حتى وإن تطلب الأمر استخدام الحديد والنار لفرض إرادتها الفردية، مقابل وأد إرادة الجماهير الجمعية.
والصحفي هنا احدهما، فإما أن يكون تنويرياً، وإما ذنباَ ديكتاتورياً، أما أن يخرج من إطار الزمكان إلى فضاء الخبر من قبل ومن بعد، في حال كانت حاسة الشم لديه قوية، ولم تتلوث بعد باصناف القولبة الدولبة، وروائح الفوائد الانية ذات المفعول اللحظي، حاسة تمكنه من توقع ما يحصل قبل وقوعه، وإما يبقى محصوراً في تابوهات المكان والحدث المحصور بدوره الذي ارتضاه جيره لصالح تلك الأدوات، وزمنها، ما يعمل ويسرع على سقوط الخبر - الحدث وقيمته.
أعود للسؤال الأول، وإن بصيعة أخرى، ما جدوى الوصول إلى الخبر، في نهايته، بعد أن تستوي شروطه، ما جدوى الإنتظار، إلى أن يحين موعد نضوجه، مع أنه امامها - الصحافة - لكنها لا تحرك ساكناً صوبه، تنتظر مقدمه، ولا تذهب اليه، او تبحث عنه.
لنتخيل معاً - من يريد فقط - لو أن الله، كلف بعض أرباب الصحافة، بإيصال الأخبار اليه، يا ترى أي الطريقتين يسفوز برؤية وجهه الكريم، الأول القائم على البحث عن الخبر لإيصاله له دون تلوين، او مبالغات، دون ان يخفي تفاصيله، ، أم من يعتمد اختصاره، والاكتفاء بخاتمته، من ثم الوصول اليه. أيهما تفتح له الابواب، وأيهما توصد أمامه ؟
اخيراً لي الحق بطرح السؤال التالي، هل ثمة صحافة، حقيقية، في اوطاننا. صحافة حقيقية تبحث عن الاخبار عن الاحداث، تتعب لها وعليها، لا صحافة تكتفي بالوصول ليها !!
ملاحظة: السطور اعلاه، أثارها سؤال لصديق مغترب، وصحفي، مبدع، جعلني أفكر حقيقية، بخطورة طرحه، بعيداً عن التحيز، والاحكام المسبقة.
الصورة: لقطة من فلم "ليلة سعيدة ألف مرة " للمثلة الفرنسية جوليت بينوش.
#خالدعياصرة
Comments
Post a Comment