Skip to main content

الوعد الأميركي حول تسليح الأكراد: إعلان تركي مشكوك بفاعليته

الوعد الأميركي حول تسليح الأكراد: إعلان تركي مشكوك بفاعليته

2017-11-28 | إسطنبول ــ باسم دباغ


استمر التوتر بين تركيا والولايات المتحدة في ظلّ إصرار الأخيرة على استمرار تقديم الدعم لقوات حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في سورية، رغم انتهاء الحرب عملياً على تنظيم "داعش"، ورغم حديث وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، عن تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال المكالمة التي أجراها مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بـ"وقف تقديم السلاح للحزب"، إلا أن فقدان الثقة بدا واضحاً من خلال تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي، بكير بوزداغ، أمس الإثنين.

وفي المقابلة التي أجراها مع إحدى القنوات الخاصة التركية الموالية للحكومة، دعا بوزداغ الإدارة الأميركية إلى "اتخاذ خطوات واضحة في إطار وقف تقديم السلاح للاتحاد الديمقراطي"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة ستخدع العالم إن لم تتوقف عن تقديم الأسلحة لمليشيات الاتحاد الديمقراطي". وأوضح قائلا "نحن بحاجة إلى أن نرى انعكاساً ملموساً على الأرض فيما يتعلق بالبيانات"، في إشارة إلى بيان البيت الأبيض حول إبلاغ الرئيس الاميركي لنظيره التركي، حول "قيام واشنطن بتعديل للدعم العسكري للشركاء على الأرض في سورية".

وبدت تصريحات بوزداع انعكاساً واضحاً لفقدان الثقة بين الجانبين، بعد الوعود الكثيرة التي قطعتها الولايات المتحدة لتركيا ولم تلتزم بها، وكان أكبرها، الوعود التي تناولت انسحاب قوات "الاتحاد الديمقراطي" من منطقة منبج بعد طرد "داعش"، الأمر الذي لم يتم رغم الضغوط التركية الكبيرة.

وعلى الرغم من إعلان وزير الخارجية التركية عن تعهّد الإدارة الأميركية بـ "وقف تقديم السلاح لمليشيات الاتحاد الديمقراطي، التي تمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية بدعم من التحالف الدولي ضد داعش"، إلا أن بيان البيت الأبيض حول المكالمة بين الرئيسين، حمل عددا من الإشارات المتناقضة في هذا الأمر.



وبحسب بيان البيت الأبيض، فقد "أكد الجانبان على الشراكة الاستراتيجية بينهما، وعلى التعاون في محاربة جميع التنظيمات الارهابية، مشدّدين على حلّ الأزمة السورية عبر الطرق السياسية بموجب قرار مجلس الأمن 2254، وبدعم المفاوضات بإشراف الأمم المتحدة في جنيف". وعلى خلاف حديث وزير الخارجية التركي، لم يشر البيان إلى "وقف تقديم السلاح لقوات الاتحاد الديمقراطي أو قوات سورية الديمقراطية"، بل إلى تعديلات منتظرة في الدعم العسكري "لشركائنا على الأرض"، من دون الخوض في هذه التعديلات. أما أردوغان فاكتفى بالتعليق على المكالمة على حسابه على موقع "تويتر"، بالقول "أجرينا مكالمة هاتفية مثمرة مع رئيس الولايات المتحدة ترامب".

وعلى الرغم من أن الرئاسة التركية لا تشارك، عادة، صورا لمكالمات الرئيس التركي مع زعماء الدول الأخرى، كان من اللافت مشاركة الرئيس التركي لصورة لمكتبه في القصر الرئاسة للعاصمة التركية أنقرة، خلال إجراء المكالمة، صورة حملت العديد من الرسائل. وأظهرت الصورة حضور المكالمة كل من جاووش أوغلو، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، ومدير مكتب أردوغان، حسن دوغان، ومستشار الرئاسة حمدي كليتش.

ومن بين رسائل الإصرار التركي على ضرب "العمال" الكردستاني مهما كلف الأمر، ظهرت في المكتب راية الفرقة 57 من الجيش العثماني، التي قتل جميع أفرادها خلال معركة جناق قلعة 1915 (حملة غاليبولي) في الحرب العالمية الأولى (1014 ـ 1918). معركة تمكن خلالها الجيش العثماني من هزم القوات البريطانية والأسترالية والنيوزلندية والفرنسية، التي حاولت احتلال مدينة إسطنبول، إضافة إلى ذلك، ظهر تمثال مصغّر لنصب شهداء 15 يوليو/تموز 2016، الذين سقطوا خلال مقاومة المحاولة الانقلابية.

ورأى مراقبون، أن "بيان البيت الأبيض لا يعني بداية تغيير في الاستراتيجية الأميركية في سورية، المعتمدة بشكل أساسي على تحالفها مع قوات الاتحاد الديمقراطي، لأنه لم يتحدث عن وقف تقديم السلاح، فالمرحلة المقبلة لا تستوجب، بطبيعة الحال، أي تقديم إضافي للأسلحة، خصوصاً أن قوات الاتحاد الديمقراطي تملك ما يكفيها من الأسلحة، ولم تضطر للدخول في معارك حقيقية تستوجب استهلاك السلاح. كما لا تلوح أي معارك حقيقية في الأفق مع داعش، الذي فقد قدرته على المناورة تحت وطأة سلاح الجو الأميركي، الذي تولى معظم مهمة تدمير التنظيم".



في غضون ذلك، بدت تحركات الإدارة الأميركية، كمحاولة لامتصاص غضب الأتراك، ومنعهم من الانسياق بشكل أكبر نحو المحور الإيراني الروسي، الآخذ بالتبلور في محادثات أستانة وقمة سوتشي، والذي منح أنقرة العديد من المكاسب، في ظل تشدّد واشنطن في منح أي مكاسب على الأرض لحليفتها في حلف شمال الأطلسي، كان أهمها عملية درع الفرات".

كذلك علم الأميركيون استحالة استمرارهم في سورية دون إرضاء الأتراك، لأن تحالف أنقرة مع كل من واشنطن وموسكو، مع تلويح الرئيس التركي بالتحالف مع النظام السوري ضد الجناح السوري للعمال الكردستاني، قد يحوّل مكاسب واشنطن في سورية خلال الحرب على "داعش" إلى كابوس لن يقل عن الكابوس الأميركي بعد غزو العراق (2003). ومناطق سيطرة "الاتحاد الديمقراطي" والأميركيين تكاد تكون محاصرة بكل من إيران وتركيا وروسيا، وسط موقف عراقي واضح برفض أي فيدرالية في سورية قد تقوي في المستقبل إقليم كردستان العراق.

وما عزز عدم الثقة التركية بالإدارة الأميركية الحالية، هو أن الأخيرة، ورغم المجاملات التي سوّقها ترامب لأردوغان في كل مناسبة، خذلت أنقرة، وبدت إدارة برؤوس عدة في عدد من أزمات المنطقة وكان آخرها أزمة حصار قطر، مع تصرف البيت الأبيض بشكل منفصل عن كل من وزارة الدفاع والخارجية الأميركية، فبينما دعم ترامب دول الحصار على قطر، اتخذت الدفاع والخارجية موقفاً مخالفاً لموقف البيت الأبيض. الأمر الذي تكرر بعد مكالمة ترامب ـ أردوغان.

وبما بدا استمرارا للرسائل المتضاربة، نقلت قناة "سي أن أن" الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "عدد القوات الأميركية في سورية يصل إلى 2000 فرد، معظمهم من أفراد القوات الخاصة"، مشيرة إلى أن "البنتاغون سيعلن في الأيام القريبة المقبلة بشكلٍ صريح عن عدد العسكريين الأمبركيين في سورية". وكان ممثل هيئة الأركان المشتركة الأميركية، كينيث ماكينزي، قال في تصريحات سابقة إن "عدد القوات الأميركية في سورية يبلغ نحو 500 فرد".

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe