يشهد جنوب مدينة تل أبيب صراعا أخلاقيا بين طالبي اللجوء الأفارقة والسكان المحليين الذين يشنون حملة قاسية "لتحرير البلد منهم"، ولا شك في أن هذا الصراع سيحدد موقف الحكومة إزاء القضية
22 نوفمبر 2017,
قد يُحسم مستقبل ما بين 3 ألف حتى 40 ألف سوداني وإريتري يعيشون في إسرائيل في الوقت الحاضر دون حصولهم على مكانة ثابتة، في الأشهر المقبلة.
المعارضة أيضا تدعم قرار طرد اللاجئين الأفارقةمؤخرا، نشر السياسيون الإسرائيليون، مرة أخرى، بيانات تتعلق بطالبي اللجوء الأفارقة، وهناك جزء كبير منهم يطالبون علنا بطردهم من إسرائيل. لمزيد الدهشة أعلنت الحكومة التي أقامت منشأة الاحتجاز "حولوت" لتشجيع طالبي اللجوء على مغادرة إسرائيل طوعا، أنها على وشك إغلاق هذه المنشأة خلال ثلاثة أشهر. والسبب هو أنها تنوي إزالة الحماية الجماعية التي تمنع طردهم، والاستغناء عن متابعة تهديدهم بالسجن.
قال نتنياهو علنا، قبل يومين، "سنطرد 40 ألف متسلل من إسرائيل". والمفاجأة الأكبر كانت من جانب الرئيس الجديد للحزب المعارض "المعسكر الصهيوني"، آفي غباي، رئيس ثاني أكبر حزب بعد الحزب الحاكم، الذي أثار دهشة لدى الجمهور الإسرائيلي بشكل خاصّ، بعد أن عدل عن موقف حزبه تماما، رغم أنه دعم في السابق منح مكانة سياسية لطالبي اللجوء، وبعد أن بدأ يدعم عملية ترحيلهم أيضا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بقية أحزاب المعارضة تعارض طردهم، وقد أعلن جزء كبير من أعضاء حزب "المعسكر الصهيوني" أنهم يعارضون تغيير موقف حزبهم.
ويختلف الإسرائلييون في تعريف الأفارقة الذين وصولوا إلى إسرائيل، فالمعارضون لمكوثهم في إسرائيل يطلق عليهم اسم "متسللين" أو "مهاجرين غير شرعيين" يأتون إلى إسرائيل من أجل العمل، أما المؤيدون فينعتوهم بـ "اللاجئين" أو "طالبي اللجوء" لأنهم فرّوا من بلاد تُرتكب فيها مجازر وملاحقات سياسية - على سبيل المثال في إريتريا يجند المواطنين تجنّيدا إلزاميا للجيش دون ذكر تاريخ التسريح، وفي السودان تنفذ إبادة جماعية ضد السكان في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق.
ما هي "جبهة تحرير جنوب تل أبيب"؟
"جبهة تحرير جنوب تل أبيب" عبارة عن حركة شكلها نشطاء إسرائيليون اتفقوا على الاتحاد بهدف دفع الأفارقة خارج المدينة، والضغط على السياسيين للإسراع في العملية. تقود الجبهة مجموعة صغيرة من السكان الإسرائيليين في جنوب تل أبيب، حيث يعيش فيه أكبر عدد من طالبي اللجوء. وتستخدم هذه الجبهة كل الوسائل القانونية المتاحة أمامها لتشجيع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرار لطرد طالبي اللجوء من إسرائيل وعدم الاعتراف بمعظمهم كلاجئين.
ويعكف أعضاء هذه الجبهة على التحريض ضد الأفارقة عبر نشر مقاطع فيديو يظهر فيها أفارقة يهاجمون إسرائيليين أو يشتمون ويقولون عبارات معادية للسامية، من أجل إثارة الرأي العام الإسرائيلي ضدهم. كما أنهم يتصدون إلى أنشطة متطوعين ومنظمات حقوق إنسان تهدف إلى مساعدة طالبي اللجوء.
ويبدو أن حملة الجبهة لتحرير جنوب تل أبيب تمكنت من تسخير الرأي العام الإسرائيلي في نضالها، لأنها نجحت في حملة جمع التبرعات في الأيام الأخيرة في جمع مئات الآلاف من الدولارات لمواصلة أنشطتها لطرد طالبي اللجوء.
ويدعي متحدثو الحركة أن طالبي اللجوء الأفارقة هم مهاجرون يبحثون عن العمل وليس لديهم سبب إنساني لوصولهم إلى إسرائيل. ومنذ نحو شهر نظم النشطاء جولة لرئيس الحكومة، نتنياهو وسياسيين آخرين من الحِزب الحاكم "الليكود" في جنوب تل أبيب لإظهار مستوى معيشتهم المنخفض، والتأكيد على الحاجة إلى ترحيل طالبي اللجوء من أجل إعادة تأهيل هذه الأحياء المهملة.
لكن التصريحات التي أدلى بها السياسيون الإسرائيليون بشأن طرد طالبي اللجوء هي أقوال غير قابلة للتنفيذ في الوقت الراهن، إذ ألغت المحكمة الإسرائيلية، حتّى الآن، مشاريع القانون التي تطالب بطرد طالبي اللجوء الأفارقة من إسرائيل قهرا.
Comments
Post a Comment