الشاعر المناضل دلدار صاحب القصيدة الوطنية ( ئه ى رقيب)
1918-1948
منذ ما يزيد على التّسعين عاماً والشعبُ الكوردي بكباره وصغاره يردّدون معاً نشيداً قوميّاً يظلّ لديهم الأكثر نغماً وإيقاعاً وتأثيراً ما تزالُ كلماته تبهجُ الرّوحَ وتسرّ الخاطر وتدمعُ العين فرحاً وألقاً معظمُ أفرادِ الشّعبِ الكورديّ وخلال هذه السّنواتِ المديدة وبخاصّةٍ في السّنواتِ العشرين الأخيرة باتوا يردّدونه عن ظهرِ قلبٍ أطفالنا صاروا يتذوّقون نغماته وحروفه مع حليبِ أمّهم ولكن قلّة منهم يعرفون منظّم النّشيد الذي يعدّ بحقّ الأب الرّوحيّ لهذا النّشيد الجامع للكوردِ تحت مظلّة وحدةِ المشاعر والأحاسيس ومنبع المحبّةِ والمودّة ويجهلون كذلك ملحّن النّشيد والمرّة الأولى التي ردّدَه الكوردُ فيها النّشيدُ القوميّ للكوردِ(أي رقيب, Ey reqîb) أطلقَ نغمة ولادته الأولى مع توءمه (مهاباد) الدّولة الكورديّة الأولى التي تشكّلتْ خلال العصر الحديث من أنفاس القاضي محمد ورفاق دربه الآخرين الذي نفثوا من فداءِ روحهم وفيض دمهم ورقيّ قوميتهم في روح هذه الدّولة الفتيّة التي أكّدت للجميع أنّ الكوردَ شعبٌ باق وسيبقى ما دام البقاء في ساحةِ (جارجرا çarçira) وفي الثّاني والعشرين (22) من شهر كانون الثّاني من عام (1946)م ردّدت الجماهير الكورديّة المحتفلة بهذه المناسبة العظيمة والخالدة في تاريخ الكوردِ هذا النّشيدَ العذبَ عندما أعلن عن استقلال مهاباد.
هو يونس رؤوف محمود بن ملا سعدي, ولد في كويسنجق في العشرين من شباط من عام 1918م لعائلةٍ وطنيّةٍ, ولنباهته الفطريّة وتشبثّه بالحياة ورهافةِ حسّه توجّه نحو التّحصيل العلميّ, فانتسب إلى مدارس (كويسنجق ورانيا) وفيهما أتمّ المرحلتين الابتدائيّة والإعداديّة, أمّا الثّانويّة فأكملها في مدينةِ كركوك, ليتوجّه بعدها إلى مدينة بغداد, فيحصل فيها على إجازةٍ في الحقوق.
1918-1948
منذ ما يزيد على التّسعين عاماً والشعبُ الكوردي بكباره وصغاره يردّدون معاً نشيداً قوميّاً يظلّ لديهم الأكثر نغماً وإيقاعاً وتأثيراً ما تزالُ كلماته تبهجُ الرّوحَ وتسرّ الخاطر وتدمعُ العين فرحاً وألقاً معظمُ أفرادِ الشّعبِ الكورديّ وخلال هذه السّنواتِ المديدة وبخاصّةٍ في السّنواتِ العشرين الأخيرة باتوا يردّدونه عن ظهرِ قلبٍ أطفالنا صاروا يتذوّقون نغماته وحروفه مع حليبِ أمّهم ولكن قلّة منهم يعرفون منظّم النّشيد الذي يعدّ بحقّ الأب الرّوحيّ لهذا النّشيد الجامع للكوردِ تحت مظلّة وحدةِ المشاعر والأحاسيس ومنبع المحبّةِ والمودّة ويجهلون كذلك ملحّن النّشيد والمرّة الأولى التي ردّدَه الكوردُ فيها النّشيدُ القوميّ للكوردِ(أي رقيب, Ey reqîb) أطلقَ نغمة ولادته الأولى مع توءمه (مهاباد) الدّولة الكورديّة الأولى التي تشكّلتْ خلال العصر الحديث من أنفاس القاضي محمد ورفاق دربه الآخرين الذي نفثوا من فداءِ روحهم وفيض دمهم ورقيّ قوميتهم في روح هذه الدّولة الفتيّة التي أكّدت للجميع أنّ الكوردَ شعبٌ باق وسيبقى ما دام البقاء في ساحةِ (جارجرا çarçira) وفي الثّاني والعشرين (22) من شهر كانون الثّاني من عام (1946)م ردّدت الجماهير الكورديّة المحتفلة بهذه المناسبة العظيمة والخالدة في تاريخ الكوردِ هذا النّشيدَ العذبَ عندما أعلن عن استقلال مهاباد.
هو يونس رؤوف محمود بن ملا سعدي, ولد في كويسنجق في العشرين من شباط من عام 1918م لعائلةٍ وطنيّةٍ, ولنباهته الفطريّة وتشبثّه بالحياة ورهافةِ حسّه توجّه نحو التّحصيل العلميّ, فانتسب إلى مدارس (كويسنجق ورانيا) وفيهما أتمّ المرحلتين الابتدائيّة والإعداديّة, أمّا الثّانويّة فأكملها في مدينةِ كركوك, ليتوجّه بعدها إلى مدينة بغداد, فيحصل فيها على إجازةٍ في الحقوق.
نعم, اختارَ الحقوقَ لإحساسه العميق بضرورةِ حصول الشّعوبِ والمجتمعاتِ على حقوقها, وشعوره الكبير بالمرارةِ التي يتذوّقها مع أبناءِ وبناتِ شعبه المهضومة حقوقهم منذ عشراتِ السّنين, فجعلَ من الدّفاع عن المظلومين هدفاً من أهدافِ مهنته الأساسيّة.
دلداركان مرهف الإحساس لأنّه كان يمتلك موهبة الشّعر والأدبِ بالفطرة لذلك نظّم الشّعرَ في سنّ مبكّرة, وبدأ ينشره قصائده التي كان يصوغها بأسلوبٍ كلاسيكيّ منظوم في العديد من المجلاتِ والجرائد المعروفةِ حينذاك.
دلداركان سياسيّاً مخلصاً أيضاً, ولجَ محرابَ السّياسة وهو في مرحلةِ الدّراسة الجامعيّة حينما شارك في تأسيس حزب (هيوا, الأمل, Hîwaأو(Hêwa وهو أوّل حزب كرديّ سياسيّ معترف به قانونيّاً, وكان من أهدافه توحيد كردستان.
نشيد (أي رقيب)لحّنه لأوّل مرّةٍ المهندس (نوري صديق شاويش), بعد سنوات تمّ نظم القصيدة من جديد في مدينةِ كركوك, فزيّنها (حسين برزنجي) بلحنٍ جديد.
رحيله المبكر:
هذا الإنسان العظيم الذي حقّقَ إنجازاتٍ عظيمة لشعبه, ومن أبرز إنجازاته أنّه جمع الكوردِ تحت مظلّةٍ واحدةٍ وفي لحظاتِ شموخ وتحدّ واحدةٍ وهي مظلّة (أي رقيب), وكأنّه كان يدركُ أنّ القدرَ لن يمنحه العمر الذي يتمنّاه هو, فاختصر كلّ عام من عمره في شهرٍ وبذلك حقّق ما يعجز من تحقيقه صاحب العمر الطّويل والمديد.
لم يكن دلدار محاميّاً وشاعراً وسياسيّاً فقط بل ترك مآثر في مجال الاقتصادِ والفلسفة وغيرها من العلوم.
الثّاني عشر من تشرين الثّاني من عام 1948م كان يومَ الحزن الكورديّ من أقصى كوردستان إلى أقصاها, كيف لا؟ والرّاحل هو مَن بكتْ عليه مهاباد وكركوك وآمد وقامشلو وهولير وكلّ المدن الكرديّة, وكانت الدموع الأكثر غزارة من عينيّ (أي رقيب), دموع حزن على رحيله ودموع فرح على خلودهما في ذاكرةِ الكورد.
المقبرة الكبيرة في هولير احتضنت جسده برفق, ودعت روحه ترفرفُ في كلّ بقاع كوردستان وما تزال.
دلدار(العاشق),هو الاسم الأدبيّ الذي اختاره لنفسه لأنّه ولد عاشقاً لكوردستان وترابِ كوردستان وطبيعتها الشّابة أبداً ولشعبِ كوردستان وللحياةِ والوجودِ كلّه.
(أي رقيب) اسم النشيد الوطني الكوردي ويرجع جذور توشحه بالصبغة الوطنية حين تم ترديده في ساحة جوارجرا في مدينة مهاباد (شرق كوردستان) اثناء اعلان جمهورية كوردستان الديمقراطية يوم 22/ كانون الثاني 1946 من قبل القاضي محمد رئيس تلك الجمهورية التي انهارت بعد اقل من سنة جراء اصطفاف جديد للمعادلات الدولية التي ساندت ايران الشاهنشاهية ضد تطلعات الشعبين الكوردي والاذري للحرية والانعتاق. كتبت كلمات هذا النشيد عام 1938 من قبل الشاعر الكوردي دلدار ( يونس رؤوف )اثناء وجوده في احد المعتقلات في كردستان ايران، وقد نظم قصيدة (أي رقيب) مطلع الاربعينيات من القرن الماضي في كركوك ووضع الشهيد السيد حسين برزنجي لحن النشيد.
(أي رقيب) اسم النشيد الوطني الكوردي ويرجع جذور توشحه بالصبغة الوطنية حين تم ترديده في ساحة جوارجرا في مدينة مهاباد (شرق كوردستان) اثناء اعلان جمهورية كوردستان الديمقراطية يوم 22/ كانون الثاني 1946 من قبل القاضي محمد رئيس تلك الجمهورية التي انهارت بعد اقل من سنة جراء اصطفاف جديد للمعادلات الدولية التي ساندت ايران الشاهنشاهية ضد تطلعات الشعبين الكوردي والاذري للحرية والانعتاق. كتبت كلمات هذا النشيد عام 1938 من قبل الشاعر الكوردي دلدار ( يونس رؤوف )اثناء وجوده في احد المعتقلات في كردستان ايران، وقد نظم قصيدة (أي رقيب) مطلع الاربعينيات من القرن الماضي في كركوك ووضع الشهيد السيد حسين برزنجي لحن النشيد.
Comments
Post a Comment