مؤتمر "إيباك" ملتقى السياسيين الأميركيين لتأكيد ولائهم لاسرائيل
27-03-2017 | 20:43
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات-
يتزاحم السياسيون الأميركيون في شهر آذار من كل عام للحديث لمؤتمر "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة-إيباك" لإثبات حسن سلوكهم في العام الذي انقضى دفاعاً عن كل ما تفعله إسرائيل وللتعهد بالاستمرار في جهودهم لزيادة الدعم الأميركي المالي والعسكري والسياسي والدبلوماسي، والسعي لضمان معاقبة كل من يجرؤ على انتقاد إسرائيل، "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وحليف الولايات المتحدة التي تقاسمها القيم والأهداف" وفق اقوالهم.
وبينما تسابق السياسيون على تقديم الولاء والدعم لمؤتمر "ايباك" فقد تواصلت المظاهرات المناهضة لـ "إيباك" والمؤيدة لحق الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال على مدار اليومين الماضيين، حيث تظاهر الآلاف من الشباب اليهودي الأميركي الذين حاصروا مؤتمر اللوبي الاكثر دعما للاحتلال الاسرائيلي ورفعوا يافطات تندد بـ "إيباك" وباستمرار الاحتلال الاسرائيلي وبالتعامل العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وحمل المتظاهرون لافتة تقول "إن اليهود لن يكونوا أحراراً حتى يصبح الفلسطينيون أحرار كذلك".
وفي مؤتمر هذا العام الذي انطلق يوم 26 آذار ويستمر حتى نهاية يوم الثلاثاء 28 آذار 2017 ، والذي يشارك فيه 18,000 بحسب ادعاءات اللوبي الأكثر تأثير في الولايات المتحدة، فان منظمي المؤتمر يتبجحون بانك ستجد فيه "أعداداً من أعضاء الكونغرس، نواباً وشيوخاً، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ربما أكثر مما يمكن ان تجده في قاعات الكونغرس أثناء انعقاده" فضلا عن ان هؤلاء الاعضاء "قد يختلفون على كل شيء ولكنهم يتفقون على محبتهم وتفانيهم وتأييدهم المطلق لإسرائيل" حسب قولهم.
وتجري العادة في كل عام أن يصب المتحدثون جام غضبهم على الأمم المتحدة وإيران وبشكل خاص على الفلسطينيين الذي "يحرضون ضد إسرائيل ويمارسون /الإرهاب/ ضدها بشكل يومي ويحاولون عزلها ورفع الشرعية عنها عبر أساليب معادية للسامية مثل المقاطعة أو الانضمام للوكالات الأممية (وكالات الأمم المتحدة)" قبل توعدهم بقطع المساعدات و "مساندة إسرائيل في السراء والضراء".
وهذا إلى حد ما، بعض مما قاله نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي بنى حياته السياسة اعتماداً على دعم إيباك واليمين المسيحي المتصهين، حيث طمأن الحضور مساء الأحد (26/3) بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لا يزال يفكر جديا في نقل السفارة الأميركية إلى القدس".
وقال بنس في خطاب حماسي أمام المؤتمر أنه "سيحتفل بمصادقة مجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي (23/3) على ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وتعهد بأن الإدارة ستواجه إيران وستسعى إلى سلام إسرائيلي- فلسطيني يضمن أمن إسرائيل، واعدا أن الإدارة الجديدة ستقوم بتطبيق أجندة سياسة مؤيدة لإسرائيل من دون تردد، والتي تشمل، (كما قال)، استمرار إمكانية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس".
يشار إلى ان ترامب كان قد تعهد رسمياً العام الماضي في مؤتمر إيباك 2016 أثناء حملته الانتخابية بأنه في حال انتخابه سيكون نقل السفارة الأميركية أول عمل يقوم به.
ولكن ومنذ تسلمه مقاليد الحكم ومسؤولية تنفيذ السياسة الخارجية، تراجع عن أي خطة من هذا القبيل، على الأقل حتى هذه اللحظة.
وتطرق بنس إلى ثلاثة مواضيع رئيسية للسياسة الخارجية للإدارة الأميركية وهي: تعزيز العلاقات الأميركية-الإسرائيلية، منع طهران من الحصول على ترسانة نووية، والسعي نحو اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينين مؤكداً ان "الرئيس ترامب أوضح أن أميركا ملتزمة بأن الدفاع الإسرائيلي غير قابل للتفاوض ليس الآن، وليس في أي وقت كان" وهي ذات العبارات التي سبق وقالها جميع أسلافه أمام مؤتمر إيباك منذ عام 1966.
وأكد نائب الرئيس أن ترامب "معني بإيجاد حل منصف وعادل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني" مشيرا إلى جولة المحادثات الأخيرة بين مبعوث ترامب الخاص إلى المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات ووفد إسرائيلي، حاول خلالها غرينبلات التوصل إلى تفاهم حول المستوطنات وخلق ظروف لبدء مفاوضات.
يشار إلى بنس لم يقل أن حل الدولتين هو النتيجة النهائية المرجوة التي تسعى إليها الإدارة الأميركية، ملمحاً الى أن الرئيس نفسه لم يعلن صراحة عن تأييده لهذه السياسة، لكنه لم يستبعدها أيضا.
يشار إلى أن ترامب قال أثناء مؤتمره الصحفي المشترك مع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو يوم 15 شباط الماضي في البيت الأبيض "أنظر إلى حل الدولتين وحل الدولة الواحدة، وأنا راض بالحل الذي يرضي الطرفين".
وأكد نائب الرئيس الأميركي بنس على أن أي خطة سلام ستدفع بها الإدارة الأميركية لن تضع إسرائيل في خطر، وقال، إن "الرئيس ترامب لن يساوم أبدا على أمان وأمن الدولة اليهودية"، وسط تصفيق حار من الحاضرين.
وأكد بنس لمستمعيه وسط عاصفة من التصفيق " تحت إدارة الرئيس ترامب، الولايات المتحدة لن تسمح بأن تُستخدم الأمم المتحدة كساحة لذم إسرائيل".
يشار إلى أن خطاب نائب الرئيس الاميركي أمام "إيباك" يأتي بعد مرور ثلاثة أشهر على سماح إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتمرير قرار 2334 الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي ويعتبره غير شرعي وعقبة أمام السلام.
ومن المتوقع أن تردد مندوبة الولايات المتحدة نكي هيلي مساء الاثنين نفس النغمة بالقول "إننا لن نسمح بأن تستمر الأمم المتحدة بالانحياز ضد إسرائيل واساءة سمعتها، كما رأينا في تقرير اسكوا الذي /يجحف بحق إسرائيل وينبع من منابع معادية للسامية/" بحسب ما ذكر لـ "القدس" دوت كوم مصدر مطلع.
Comments
Post a Comment