أهم معركة على البحر الابيض المتوسط باتت حاصلة.. هل تنصب إيران صواريخ متطورة من الناقورة الى الجولان على حدود إسرائيل
أهم معركة على البحر الابيض المتوسط باتت حاصلة.. هل تنصب إيران صواريخ متطورة من الناقورة الى الجولان على حدود إسرائيل
تصريحات الحرس الثوري الايراني وقائده تدل على ان ايران باتت في مواجهة مباشرة مع اسرائيل، وان محور حزب الله وسوريا وايران لن يسكت بعد الآن عن اي اعتداء اسرائيلي. واذا كانت ايران المزود الاول بالسلاح الصاروخي لحزب الله، فهل تقوم بنصب منظومة صاروخية متطورة، على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وصولا الى هضبة الجولان حيث اراضي الجولان المحررة مقابل جولان محتل.
من الواضح ان الكلام الايراني، وعبر الحرس الثوري الايراني، بالدخول المباشر في اي مواجهة اسرائيلية مع المقاومة وسوريا، هو رسالة مباشرة الى الاسرائيليين على ان ايران هي على خط المواجهة المباشرة، وان تحالفها مع حزب الله والجيش العربي السوري هو تحالف لا رجوع عنه، والمصير واحد للقوى الثلاثة؟ وبالتالي هناك تطور جديد سيحصل في المستقبل على الجبهة الممتدة من الناقورة الى الجولان، اي على مسافة 150 كلم طولا.
بالنسبة الى الجولان، لا تحتاج ايران والجيش العربي السوري الى نصب صواريخ في هضبة الجولان المحتل، لان المسافة قريبة جداً ولا تزيد عن 5 كلم، بل يمكنها نصب صواريخ في عمق الاراضي السورية وتصل مسافتها الى 300 كلم، وبالتالي تصل الى كل اراضي فلسطين المحتلة.
كذلك في لبنان، فان ايران اذا نصبت صواريخ متطورة بالتنسيق مع حزب الله في منطقتي بعلبك والهرمل امتداداً الى البقاع الغربي والشمالي، الى جرود الضنية وترشيش ومناطق الجنوب كلها خارج خط الليطاني وعمل قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، فماذا سيكون عليه الوضع؟ واذا كان الجميع قد ارادوا الحد من تطور الامور عسكرياً، بعد هجوم حزب الله في مزارع شبعا المحتلة، وابلغوا قادة اليونيفيل ان ضربة الجولان كانت مقابل عملية حزب الله بالآليات العسكرية الاسرائيلية، وان اسرائيل وحزب الله لا يريدان ان تتسع رقعة المعارك اكثر، فان ذلك هو مؤشر الى ان الحرب المقبلة ستكون حرباً متطورة تستخدم فيها صواريخ متطورة جداً وقادرة على اصابة اهداف اسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، اضافة الى صواريخ ارض - جو المحمولة على الاكتاف، وهي من تصنيع ايران ويمكن ان تصيب الطوافات بسهولة. اما الطائرات الحربية فيمكن اصابتها اذا حلقت على مستوى وسطي من حدود 15 الف قدم. وهذا العلو تعتمده الطائرات الاسرائيلية لقصف الاهداف الارضية.
يبدو ان المشهد بات واضحاً، وان حرب 2006 لن تتكرر في الشكل ذاته، بل ستدخل عليها اسلحة متطورة جداً، فصواريخ "كورنيت" الروسية المتطورة من الجيل الرابع استخدمتها المقاومة من مسافة 4 كلم ضد القافلة الاسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، واصابت اهدافها بدقة. وصاروخ "كورنيت" المتطور من الجيل الرابع لم يتم استعماله في حرب تموز 2006. وهذا يعني ان في امكان المقاومة اصابة الآليات والدبابات الاسرائيلية من مسافة بعيدة وعبر مجموعات لا تزيد عن 10 عناصر في كل موقع لضرب اي تقدم اسرائيلي. كما ان الصواريخ التي تطلق في اليوم الواحد يصل عددها الى 1000 صاروخ باتجاه فلسطين المحتلة والمواقع العسكرية للجيش الاسرائيلي، اي ان الترسانة العسكرية للمقاومة مدعومة بصواريخ الجيش العربي السوري والجيش الايراني، ويجري حشدها ليرتفع عديدها الى 100 الف صاروخ.
اما اسرائيل، فانها ستستعمل طائراتها الحربية لهدم البنى التحتية اللبنانية، وخلق شرخ في الموقف الداخلي اللبناني كي تقوم اطراف لبنانية بتحميل المقاومة مسؤولية الخراب والدمار.
التطورات العسكرية خلال الايام الماضية، كشفت عن سقوط معادلة "توازن الرعب" لمصلحة معادلة جديدة قائمة على تفوق استراتيجي وميداني لمصلحة حزب الله وسوريا وايران من خلال الترسانة الصاروخية الكبيرة التي امنتها ايران لسوريا وحزب الله والتي تطوّق اسرائيل من خلال جبهة الجولان المحرر وجنوب لبنان الموحدة. وهذا تطور استراتيجي في الصراع العربي الاسرائيلي، خصوصاً ان المقاومة عندما قامت بعملية مزارع شبعا، كانت تضع في حساباتها الرد الاسرائيلي. ولذلك، كانت المقاومة مع سوريا وايران جاهزة لكل الاحتمالات حتى ولو خرجت الامور الى الحرب الشاملة. واسرائيل هي التي تراجعت والتزمت بقواعد اللعبة، رغم ان عملية مزارع شبعا تهز الامن القومي الاسرائيلي وتضرب هيبة الجيش الذي لا يقهر. ورغم ذلك، لجأت اسرائيل الى التهدئة، وحصل لاول مرة ارباك داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بشأن الرد. وهذا ناتج من ادراك اسرائيل للتطورات الميدانية الجديدة، والمعادلات التي رسمتها المقاومة. وهذا التطور سيترك انعكاسات على الدولة العبرية في ظل الموازين الجديدة. وهو ما عبر عنه نتنياهو بوضوح: ان عملية مزارع شبعا جاءت بأوامر ايرانية مباشرة، وهذا تأكيد اسرائيلي على ان ايران اصبحت في قلب المواجهة المباشرة في اي حرب مقبلة.
التوقعات كثيرة، والاحتمالات عديدة، وهناك اسئلة كثيرة لدى جمهور المقاومة بالتحديد واللبنانيين والعرب عموماً سيجيب عنها السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم، والتي ستحدد آفاق المرحلة المقبلة، وكيفية مسار الامور. ومن الطبيعي ان ينتظر العدو ايضاً كلمة السيد التي ستعمق في ارباكه وتشتته وتزيد من هواجسه ومخاوفه وقلقه
Comments
Post a Comment