Skip to main content

دروب _عادل خزام _حيرة الباب


حيرة الباب

تاريخ النشر: الجمعة 30 يناير 2015
لا تنتظر فرجا قرب بابٍ من حجر. ولكي تفوز بكسرة من خبز يومكَ، عليك أن تصعد جبل الصبر وحدك، وأن تعبر نهر العرق، وأن تعرف طريق الخروج كلما تلاطمت أيامك ببعضها ودارت فوق رأسك مراوح التيه.

لا تطرق باب البخيل ولا تدخل منه حتى لو تركوه مفتوحاً للزائرين. ذلك لأن البخيل إنما يستدرجك لنهب لقمتك الوحيدة، ولا يهنأ، ولا ينام قرير عينٍ، إلا اذا باغت رزقكَ، وخبأ في كنزه السري درهمكَ الأخير.قف بباب كريمٍ ولا تسأل، ستراه يعطيك نصف الزاد. وقد يدس في جيبك شمعة إن رآك تعبر تائهاً نحو الظلام. وربما رمى عليك فرو النصيحة، وأرشد عينيك الى مكمن الهاوية.
افتح باب الكتاب بكلتا يديك، وادخله بقلبك قبل عقلك. اشرب من نهر الحبر ما يجعلك سفينة تطفو فوق موج الاسئلة. وفي كل ورقة تمر فوقها، أغرف من ذهب الرؤى. هذه الكلمات إنما نُقشت كي يستريح عقلك من العبط، وكي تتفتح روحك في مشارب لا تُرى إلا بالكلام. وإن أوهموك يوما بأن شخصاً ما لمس الحقيقة وفض سرّها الأبدي، لا تصدق هذا ولا تكذب ذاك. ذلك لأن الوهم يظل يطل برأسه من كل الزوايا، وقد يلبس ثوب الحقيقة ويرقص حول النار التي ستكويك إن لم تنتبه لما يمور تحت الرماد، للجمرة التي تبقى تتقد والناس يظنونها مطفأة.
الشك باب المتاهة. فإن ولجت منه يوما خسرت مفاتيحك كلها. يصير عقلك نهباً لعراك الضد بالضد. وتفطس خطواتك وأنت تمشي في الفراغ عائداً من سدٍ ومصطدماً بسد. وسترى أنك تهلك في مكانك، لا تبارح فكرة إلا وعدت إليها أكثر ضعفاً وفي عيونك غبش لا ينقشع أبداً، ومهما فركت جفن الحيرة، لن ترى سوى الغموض يتفتح درباً لمسراك الدائري.
وهذا باب الشعر، ادخله إن شئت أن تتقلب في الأوصاف وتخسر بعضاً من جمود عقلك. وعليك أن تدرك، أن القصيدة مثل حجر الرحى، قد تطحنك لتصير نثراً، وربما حملتك من أذنيك، كي تسمع أنّات مغدورين ماتوا في قطار العشق ولم تنته قصائدهم بعدُ.
اهجع في السكون مغمض العينين، وابدأ بالتأمل في المدى. سترى أنك مركز الكون، وعلى إيقاع قلبك ترقص أفلاك المجرَة، وأنك بالنية الصافية، تُزيحُ إعوجاج الفكر، وترسل في فضاء الأرض، همسةً حرّة.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe