·
بواكير السخرية من التاريخ : جين اوستن ومخطوطة (تاريخ انجلترا) "بواسطة شبه مؤرخ متحامل وجاهل".
***
في الخامسة عشر من عمرها ، كان لديها قليل من الأوهام حول الناس ولكن ليس عن نفسها " قالت فرجينيا وولف مرة عن جين اوستن. والواقع أن صاحبة رواية ( العقل والعاطفة ) كانت بارعة منذ وقت مبكر في تبديد الأوهام الثقافية من خلال المحاكاة الساخرة، والهجاء، والتحايل . في عام 1791، كتبت الصبية أوستن التي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما (تاريخ انجلترا ) - مخطوطة قصيرة من 34 صفحة، تحمل عنوانا فرعيا "بواسطة شبه مؤرخ متحامل وجاهل"، تضم المخطوطة ثلاثة عشر من الرسومات بالحبر والالوان المائية لملوك انجلترا رسمتها شقيقة أوستن، كاساندرا. (لم تكن أوستن الكاتبة البارزة الوحيدة التي لها اشقاء وشقيقات من الموهوبين فنيا حتى وان كانوا اقل شهرة . فقد كانت شقيقة فرجينيا وولف فانيسا بيل فنانة بارزة في بلومزبري وقد رسمت بعض أعمال وولف، وكانت شقيقة خورخي لويس بورخيس، نورا بورخيس، واحدة من رائدات الفن الحديث).
كان كتاب اوستن محاكاة ساخرة من الاتجاه العام نحو اختزال التاريخ الى مجرد توافه وقائمة حقائق تعليمية مصممة للاستيعاب السريع - وبعبارة أخرى، نموذج محاكاة ساخرة من المقالات التي تعتمد اساسا على القوائم ، والتي كان من الواضح أن اوستن تنظر اليها بازدراء .
كان لدى جين الشابة نفور مماثل من اختزال القصص المعقدة إلى الحقائق البسيطة، النمط الذي تفضله وسائل الإعلام المعاصر.
بدا غضبها على هدم تاريخ الفروق الدقيقة والابعاد في ملاحظاتها على صفحات تاريخ جولدسميث مثلا . وعلى هامش قطعة عن عائلة ستيوارت، كتبت هازئة بقلم رصاص: " العائلة التي كانت مستغلة دائما ومغدورة أو مهملة - محاسنها لا تذكر الا نادرا و أخطائها لا تنسى أبدا."
بعد وفاة اوستن في عام 1817، ابقت كاساندرا المخطوطات حتى وفاتها في عام 1845. و لأكثر من قرن بعد ذلك، بقيت الدفاتر منسية تقريبا، واخذت طريقها بهدوء إلى أسفل شجرة العائلة، إلى أن انتهى بها المطاف في أيدي حفيدة قريبة كاساندرا التي باعتها لدار سوثبي للمزادات في شهر تموز من عام 1977.
اشترت المكتبة البريطانية الكراسات ونشرت تاريخ اوستن الساخر لاول مرة بما في ذلك جميع الرسومات الأصلية التي رسمتها كاساندرا للملوك الإنجليز بطريقة موازية للهجة أختها الساخرة - هناك هنري الثامن المقرف ، هنري السابع الرث ، و اليزابيث التي تشبه الساحرة .
والصور ملوك انجلترا كما كتبتهم جين ورسمتهم كاسندرا .
___
أماني أبو رحمة
***
في الخامسة عشر من عمرها ، كان لديها قليل من الأوهام حول الناس ولكن ليس عن نفسها " قالت فرجينيا وولف مرة عن جين اوستن. والواقع أن صاحبة رواية ( العقل والعاطفة ) كانت بارعة منذ وقت مبكر في تبديد الأوهام الثقافية من خلال المحاكاة الساخرة، والهجاء، والتحايل . في عام 1791، كتبت الصبية أوستن التي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما (تاريخ انجلترا ) - مخطوطة قصيرة من 34 صفحة، تحمل عنوانا فرعيا "بواسطة شبه مؤرخ متحامل وجاهل"، تضم المخطوطة ثلاثة عشر من الرسومات بالحبر والالوان المائية لملوك انجلترا رسمتها شقيقة أوستن، كاساندرا. (لم تكن أوستن الكاتبة البارزة الوحيدة التي لها اشقاء وشقيقات من الموهوبين فنيا حتى وان كانوا اقل شهرة . فقد كانت شقيقة فرجينيا وولف فانيسا بيل فنانة بارزة في بلومزبري وقد رسمت بعض أعمال وولف، وكانت شقيقة خورخي لويس بورخيس، نورا بورخيس، واحدة من رائدات الفن الحديث).
كان كتاب اوستن محاكاة ساخرة من الاتجاه العام نحو اختزال التاريخ الى مجرد توافه وقائمة حقائق تعليمية مصممة للاستيعاب السريع - وبعبارة أخرى، نموذج محاكاة ساخرة من المقالات التي تعتمد اساسا على القوائم ، والتي كان من الواضح أن اوستن تنظر اليها بازدراء .
كان لدى جين الشابة نفور مماثل من اختزال القصص المعقدة إلى الحقائق البسيطة، النمط الذي تفضله وسائل الإعلام المعاصر.
بدا غضبها على هدم تاريخ الفروق الدقيقة والابعاد في ملاحظاتها على صفحات تاريخ جولدسميث مثلا . وعلى هامش قطعة عن عائلة ستيوارت، كتبت هازئة بقلم رصاص: " العائلة التي كانت مستغلة دائما ومغدورة أو مهملة - محاسنها لا تذكر الا نادرا و أخطائها لا تنسى أبدا."
بعد وفاة اوستن في عام 1817، ابقت كاساندرا المخطوطات حتى وفاتها في عام 1845. و لأكثر من قرن بعد ذلك، بقيت الدفاتر منسية تقريبا، واخذت طريقها بهدوء إلى أسفل شجرة العائلة، إلى أن انتهى بها المطاف في أيدي حفيدة قريبة كاساندرا التي باعتها لدار سوثبي للمزادات في شهر تموز من عام 1977.
اشترت المكتبة البريطانية الكراسات ونشرت تاريخ اوستن الساخر لاول مرة بما في ذلك جميع الرسومات الأصلية التي رسمتها كاساندرا للملوك الإنجليز بطريقة موازية للهجة أختها الساخرة - هناك هنري الثامن المقرف ، هنري السابع الرث ، و اليزابيث التي تشبه الساحرة .
والصور ملوك انجلترا كما كتبتهم جين ورسمتهم كاسندرا .
___
أماني أبو رحمة
Comments
Post a Comment