Skip to main content

إدريس محمد علي.. حادي الفرح في سجون إرتريا

إدريس محمد علي.. حادي الفرح في سجون إرترياإدريس محمد علي.. حادي الفرح في سجون إرتريا

2014-04-21 | حجي جابر- العربي الجديد
رغم تغييبه القسري، قلّما نجد مناسبة إرترية دون أن يحضرها إدريس محمد علي.
فالمطرب والملحن والشاعر، القابع في سجون النظام الإرتري منذ 2005، لايزال حادي الفرح الأول في دول الشتات التي لجأ إليها الإرتريون، ولايزالون.
القامة الممشوقة، والعمامة البيضاء المائلة، وتلك الابتسامة التي لا تشبهها أخرى؛ ليست إلا طرفاً مما يدلّ على إدريس، بينما تبقى أغنياته الخالدة، ومواقفه اللافتة أثناء الثورة وبعد الاستقلال أبرز ملامح الرجل وسِماته.
قرية قاجيوا بمنطقة الساحل خلّدت حضورها الجغرافي في إرتريا، حين شهدت منتصف الخمسينيات الميلادية مولد إدريس محمد علي، والذي سرعان ما سيمرُّ بمنعطف هام حين يفقد والده ولمّا يبلغ العاشرة من عمره. فينشأ في كنف حامد، أخاه الأكبر وأحد مقاتلي الرعيل الأول للثورة الإرترية. ومنه انتقل إلى رعاية أخيه الآخر عبدالرحمن، الذي كان له أعظم الأثر في تكوين إدريس الوجداني، قبل أن ينضم هو الآخر إلى قائمة طويلة من شهداء البحث عن الوطن المغيّب.
هذه النشأة طبعت إدريس بالهمّ الإرتري منذ بدايات التشكل، فالتحق بصفوف الثوار نهاية الستينيات، وهناك كان المقاتل نهاراً، والمداوي لأوجاع رفاقه ليلا، عبر أغنياته الوطنية الحماسية التي ستغدو فيما بعد أيقونات عشق لها وقع المذاق الأول في كل مرة. استهلّ إدريس مشوراه الغنائي بأغنية من كلماته تتحدث عن الفرحة العارمة بالانضمام للثورة، قبل أن تتوالى الأغنيات وهي تؤرخ ليوميات النصر والانكسار في جبهات القتال.
رسّخ إدريس عبر إنتاجه السخيّ، فكرة الوطن الحبيبة، والحبيبة الوطن. ليشكّل بذلك امتدادا لشاعر لغة التغري الأول في إرتريا "ود أمير"، وليتجاوزه بمواقف أدخلت المبدع الإرتري الملتزم لأول مرة دائرة التأثير السياسي والاجتماعي. إذ سرعان ما تحولت أغنيات إدريس محمد علي إلى سياط يسوط بها كل فكرة لا تتسق، والمبتغى الوحيد: استقلال إرتريا ووحدة الإرتريين.
هذه الحدة المتصاعدة في كلماته أوردته المتاعب. فإدريس يكاد يكون الفنان الوحيد الذي سُجن من قبل كل التنظيمات الإرترية أثناء الثورة وبعدها. ولعل ذلك يعود في جانب منه إلى عدم انتمائه المطلق إلى فصيل دون آخر. وهذا ما جعله ربما يتجنب الغناء لأي حزب، فكان أشبه بالوطن الذي يرنوه، مُلكاً لكل الإرتريين.
وظهر جلياً احتفاء إدريس باللغة العربية واعتناءه بها. إذ لا تكاد تخلو مجموعة له من أغنية أو أكثر بالعربية إلى جانب "التغري" (لغة محلية) التي طبعت معظم الأعمال. كتب إدريس معظم أغنياته العربية، إضافة لغناء كلمات الشاعرين الإرتريين "كجراي"، وأحمد سعد، ومن السودان التجاني حسين دفع الله، وجمال الدين شبيكة. 
أسس إدريس محمد علي فرقة فنية أطلق عليها " فرقة عشاق الوطن"، وحرص أن تلمّ كافة أطياف المجتمع الإرتري وقومياته. كان يجوب العواصم العربية والأجنبية لإقامة الحفلات التي يذهب ريعها لدعم الثوار، دون أن يناله من تلك الأموال شيء.
وحين تحقق الاستقلال عاد إلى الوطن خاوي الوفاض، إلا من التحرّق لرؤية أحلامه وقد تجسدت واقعا. غير أنه تلقى الصدمة تلو الأخرى، وهو يرى الثورة تأكل أبناءها، حتى جاء دوره فقُبض عليه العام 2005 بشبهة محاولة قلب نظام الحكم، وأودع المعتقل دون محاكمة ودون أن تتمكن أسرته من الالتقاء به أو التواصل معه، إلى يومنا هذا. وذلك قبل أن تغادر الأسرة مكلومة إلى كسلا (السودانية) والتي تقيم فيها إلى الآن دون عائل. كان آخر همّه أن يستبقي شيئا لعائلته، على حساب الوطن!

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe