ضوابط صارمة بعد واقعة تعليق الطيران بمجال دبي
تشريعات جديدة للحد من خطر الطائرات بدون طيار |
تاريخ النشر: الجمعة 30 يناير 2015
ممارسة الهوايات حق للجميع بشرط عدم المساس بالأمن والسلامةسيف السويدي
تحرير الأمير (دبي)
|
ويرى خبراء في مجال الدعم ضرورة أن تضع التشريعات المستحدثة قيوداً على مئات الأشخاص من مستخدمي الطائرات الرباعية الأجنحة والصغيرة المزودة وغير المزودة بالكاميرات ويمثل التركيز على الطائرات من دون طيار سيكون أسوة بالقوارب حيث يتم ادراج رقم القارب ثم تأتي الموافقة في غضون دقائق كي يتسنى الإبحار وظلت فكرة هذه اللوائح في الأذهان إلا أن الحادثة الأخيرة شكلت ضغطاً من هواة ومصورين ممن يريدون استخدام الطائرات بلا طيار في مهام التصوير الجوي أو بهدف الترفيه.
التنفيذ قريباً
وقال خبراء إنه في ضوء ما حدث مؤخراً فإنه من المتوقع أن يستغرق البدء في تنفيذ التشريعات الجديدة أسبوعاً أو أقل، وقد يتطلب أموراً أخرى كأن ينضم هواة استخدام طائرات بدون طيار إلى منظمة محلية أو يحصلون على تصريح من هيئة الطيران المدني. كما أن القواعد لا بد أن تفرض قيوداً على مستخدمي الطائرات الصغيرة باستهتار ومن الطبيعي أن تخضع هذه القوانين التي ستصدر قريباً إلى تعديلات وإضافات لاحقاً.
وقال خبراء إنه في حال استخدام «الطائرة» يجب مراعاة خصوصية الأشخاص وعدم الاقتراب من الأماكن السكنية وضرورة استخدامها في الأماكن المسموح بها مع تجنب إزعاج الآخرين. وأن يستخدم الشخص «الطائرة» ضمن الارتفاع المسموح به مع الالتزام بعدم إرسال إشارات مرئية أو صوتية غير قانونية علاوة على الالتزام بالقوانين والتشريعات الحالية والتي ستصدر مستقبلاً.
التسجيل
ويرى الخبراء أن كل شخص يشتري طائرة من هذا النوع وينوي استخدامها في الدولة يجب عليه تسجيلها كما يجب أن تنضوي هذه الهواية تحت مظلة قانونية واضحة كي يتسنى للهواة تسجيل رغبة الشخص بتحليق طائرته، وفي ظل غياب التشريعات الملائمة فإن هيئة الطيران المدني عليها أن تتعاون بدرجة كبيرة مع الشرطة لمقاضاة من يستهترون في استخدام طائرات بدون طيار.
وهناك خياران، الأول الاشتراك في منظمة محلية، والثاني أن تعامل هذه الطائرات تماماً مثل الطائرات العادية، نظراً لخطورتها إذا اقتربت من محرك طائرة تجارية تقل مسافرين، إذ من الممكن أن تتسبب بانفجار محركها وسقوطها. وطالب الخبراء بإلغاء المسؤولية على عاتق من يزاولون هذه الرياضة الترفيهية ويشترون هذه الطائرات كألعاب أيام العطلات ويتسببون بوقوع أحداث خطيرة قرب المطارات أو الملاعب الرياضية والتجمعات السكنية.
وشددوا على ضرورة تعليم هواة ممارسي هذه الرياضة الترفيهية إرشادات بشأن الطيران السليم.
طائرات ذكية
مهندس الدعم الفني محمود نور الدين قال إن الطائرات الموجودة في السوق أهمها «الفانتوم» وكلها «ذكية» وعند استخدامها يظهر للمستخدم الأماكن المحظورة إلا أن بعض الأشخاص يتجاهل المعلومات ويسىء استخدامها، مؤكداً أن الطائرة لا تؤذي أحداً إلا إذا أخطأ المستخدم.
خطر حقيقي
وقال إن الطائرات بدون طيار تمثل خطراً حقيقياً في حال اقترابها من الضغط العالي أو من طائرة إذ تتحول هذه الأمور إلى منطقة جذب للطائرة الصغيرة وإذا اقتربت من طائرة عادية فإنها تنجذب باتجاه الموتور وإذا اصطدمت به تؤدي إلى انفجار الطائرة على الفور. وأوضح أن وجود تقنية التتبع المثبتة بها فإنها تؤثر على اتصالها بالستالايت الموجودة بالأقمار الصناعية «صندوق أسود».
وقال المهندس علاء شديد إن هذه الطائرات الترفيهية مزودة بصندوق أسود من خلاله يتم التعرف على كافة بيانات الطائرات مثل الوزن والسرعة والمسافة التي قطعتها وجميع تحركاتها، والطائرة الترفيهية آمنة، وتعود إلى نقطة الانطلاق إذا عرف المستخدم الطريقة المثلى للتعامل معها حيث إذا أخذت الطائرة نقطة العودة وتم إغلاق جهات التحكم تعود الطائرة من دون تحكم، مشيراً إلى أن على الشخص إضاءة الطائرة والانتظار 30 ثانية قبل إقلاعها، وقال إن جميع الطائرات تأتي غير مزودة بكاميرات ونحن نضيف الكاميرا في حال طلب الشخص ذلك، حيث تتحول الطائرة إلى آلة تصوير طائرة فيديو وفوتوغرافي وأيضاً بانوراما.
ونصح بضرورة الانتباه إلى البطارية ففي حال وصول البطارية إلى 30 % يجب إعادة الطائرة وفي حال وصلت إلى 15% فإنها تهبط في أي مكان تحتها وهنا تكمن الخطورة.
وقال إن هذه الطائرات الصغيرة تطير 25 دقيقة وأقصى ارتفاع لها 400 م والمسافة التي تقطعها هي 800 متر، مشدداً على ضرورة أن يكون الشخص بعيداً عن المطار 8 أميال لأنه إذا كانت المسافة أقل من ذلك فإنها تظهر على النظام الموجود في المطار على أنها «طائرة».
تشريعات تقنن الهواية
وقال المهندس حسين العلي إن هناك أمراً جوهرياً وهو أن المنتج الجيد يرفق بخارطة توضح المناطق المحظورة لكن السوق يغرق بمنتجات مقلدة وخطرة بجميع الصور، مطالباً بقانون وتشريع يقنن هذه الهواية، والتأكد من سلامة المنتجات، وأيضاً بموقع رسمي يتمكن من خلاله الشخص من تقديم طلب وتسجيل رغبته بالطيران.
وقال إن هذه الطائرات لها استخدامات بعيداً عن الترفيه وهي التصوير عن بعد والأمن والسلامة والمراقبة والموانئ والدفاع المدني وبعضها قد يستخدم لأغراض مثل تهريب مخدرات أو إيصال طرد أو حتى تكون محملة بتفجيرات، خصوصاً تلك الطائرات التي تطير بعيداً.
الطيران الترفيهي
وقال سيف السويدي مدير عام هيئة الطيران إن ما حدث جعلنا نعيد النظر بمنظومة «الطيران الترفيهي»، لافتاً إلى أن لجنة تعكف في الوقت الراهن على قوانين تنظم عملية الطائرات الترفيهية.
وأضاف أن هذه القضية تخص بالدرجة الأولى «المستخدم»، حيث إن الأمر منوط به مستدركا أن الاستخدام غير المسؤول يؤثر على أمن وسلامة الملاحة الجوية وعلى حركة الطيران.
وأكد السويدي أن الأنظمة الحالية لا تسمح باستخدام المجال الجوي دون الحصول على إذن من الهيئة كما تحظر التشريعات والقوانين المعمول بها حالياً استخدام الطائرات دون طيار بالقرب من المطارات، المناطق السكنية، والممتلكات والمرافق العامة. وأضاف السويدي أن الهيئة تشجع الجميع على ممارسة هواياتهم دون المساس بأمن وسلامة الآخرين، لافتاً إلى وجود مطار متخصص في دبي لممارسة هذه الهواية.
وقال إن القانون سيجرم ويعاقب أي شخص يخترق الأجواء ويتسبب بضرر، كما أن اللائحة ستحدد وتنظم استخدام هذه الأنظمة من حيث الوزن فإذا كان وزن الطائرة تحت 25 كيلوجراما، فإن ترخيصها من الأندية المعتمدة، أما اذا كان فوق ذلك فإنها ترخص من الهيئة العامة للطيران المدني. علاوة على حصر ممارسة الأفراد لهذه الهواية في الأندية المختصة والمعتمدة من الهيئة، والحصول على موافقة الهيئة مسبقاً قبل الاستخدام، وستتضمن أيضاً وضع ضوابط للأفراد والشركات التجارية وتلزم الحصول على ترخيص من الهيئة قبل البدء في أي نشاط لاستخدام المجال الجوي. وأكد أن الأنظمة الحالية لا تسمح باستخدام المجال الجوي دون الحصول على إذن من الهيئة، لافتاً إلى وجود مطار متخصص في دبي لمحبي ممارسة هذه الهواية.
ضرورة الالتزام بالقوانين والتشريعات
قال سيف السويدي مدير عام هيئة الطيران، إن حادثة دبي وقعت لأول مرة، وأن قرار تعليق الطيران يخضع لاعتبارات أمنية، وأيضاً للسلامة، كأن يكون مدرج المطار غير صالح أو الحالة الجوية سيئة جدا، أو أن تكون جهة الوصول في حالة حرب والإجراءات الأمنية غير موثوقة. وناشد السويدي الهواة الالتزام بالتشريعات والقوانين نظرا لخطورة هذا الأمر على أمن وسلامة الطيران والمنشآت السكنية في الدولة.
الشباب يرحبون بالقانون
أكد شبان مولعون بهذه الهواية أن تقنينها أمر جيد، مطالبين بوجود جهة واحدة تتبنى هذا المشروع، حيث إن الأمر ضبابي، ويقولون لا ضير من التسجيل قبل الطيران حيث ولج إلى هذه الهواية أشخاص غير محترفين ويستخدمون طائرات رخصية قد تؤذي الآخرين، لذا من الأفضل أن يكون الأمر منظماً وليس عشوائياً كما هو الآن.
عدي يوسف 27 عاما يملك طائرة من هذا النوع، واعتاد أن يطيرها من وقت لآخر لكنها في إحدى المرات طارت ولم تعد، وعمر الشامسي يملك طائرة مزودة بكاميرا يستخدمها لأنه يهوى التصوير لكنه تعرض لانتقادات كثيرة، وفي إحدى المرات كاد الجيران يقدمون فيه بلاغاً للشرطة.
وأضاف: نأمل أن تؤخذ هذه الهواية على محمل الجد، حيث تضاعف عدد الأشخاص الذين يقتنون هذه الطائرات ونعتقد أن وجود قانون وإدراجها تحت جهة معينة أمر جيد.
رحلات خطيرة في أميركا
وسط تقارير أميركية متزايدة عن رحلات خطيرة لطائرات من دون طيار في مطارات وملاعب وقواعد عسكرية في الولايات المتحدة، وأماكن أخرى طالب الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» برد فعل يتسم بالحسم من جهات تنظيمية ضمانا للسلامة، وذلك في ظل التوسع في استخدام طائرات ومروحيات من دون طيار يجري التحكم فيها على بعد، ما يسبب المزيد من المخاطر.
وفي الآونة الأخيرة وثقت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية أكثر من 190 واقعة خطيرة خلال العام المنصرم، من بينها حالات اقتربت فيها طائرات من دون طيار لمسافة لا تزيد على 15 متراً من طائرات مدنية نفاثة أثناء هبوطها في مطارات نيويورك ومدن أخرى. والمقرر أن تصدر إدارة الطيران الاتحادية الأميركية مسودة لوائح لتنظيم رحلات الطائرات من دون طيار، ويتوقع خبراء أن تضع تلك المسودة قيودا على الرحلات الترفيهية «الخطيرة» للطائرات.
وهذه القواعد المتوقعة في المسودة تأتي جزءا من مساعي الإدارة الأميركية لتنظيم السماح بتحليق طائرات من دون طيار في المجال الجوي الأميركي.
Comments
Post a Comment