Skip to main content

لا يمكن لاسرائيل أن تواجه الادعاءات في المحافل الدولية بارتكابها مخالفات ضد القانون الدولي إلا اذا ساهمت ايجابيا في التعاطي مع لجان التحقيق وقدمت روايتها وبالتالي حسنت موقفها في هذه المحافل


لا يمكن لاسرائيل أن تواجه الادعاءات في المحافل الدولية بارتكابها مخالفات ضد القانون الدولي إلا اذا ساهمت ايجابيا في التعاطي مع لجان التحقيق وقدمت روايتها وبالتالي حسنت موقفها في هذه المحافل

israel-civerment.jpg66

 

بقلم: إيلي أفيدار

عادة جديدة تثبتت في اسرائيل: الامم المتحدة، المحكمة الدولية، لجان حقوق الانسان – كلها تعتبر اليوم مهددة لسلامتنا ووجودنا. مؤسسات ينبغي مقاطعتها وتجاهلها، منع دخول رجالها الى البلاد، إخفاء الوثائق عنهم ومنعهم من الوصول الى الممثلين الرسميين.

بعد أن رفضت التعاون مع لجنة غولدستون التي شكلها مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان لفحص سلوك الجيش الاسرائيلي في حملة “الرصاص المصبوب”، تقاطع اسرائيل الآن لجنة شابس التي عُينت لفحص حملة “الجرف الصامد”. وفي الهواء يحوم ايضا التهديد الفلسطيني بـ “سلاح يوم الدين”: رفع دعاوى ضد ضباط كبار، سياسيين ووزراء اسرائيليين في المحكمة الدولية في لاهاي.

ظاهرا، المخاوف مبررة. مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة هو هيئة غريبة تضم في عضويتها ديمقراطيات متنورة كايران، كوبا، الكويت وليبيا. ومنذ تشكل في 2006، نشر المجلس نحو خمسين بيان تنديد باسرائيل – نصف عدد التنديدات لباقي العالم. وليام شابس نفسه تحدث ضد اسرائيل ودعا الى تقديم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى المحاكمة. وبالتالي ما الذي يوجد لنا لنبحث عنه في هذه الساحة؟.

غير أن نهجا كهذا لن يوقف الاجراءات الدولية، بل سيتركها فقط سائبة في أيدي الجهات الاكثر عداءً، مثلما حصل مع تقرير غولدستون الذي ألحق باسرائيل ضررا شديدا. “كان بوسعي أن أتناول وأن أبحث فقط في المواد التي وضعت أمامي”، قال القاضي ريتشارد غولدستون عن عمل اللجنة برئاسته. ومثل النكتة عن اليهودي الذي يصلي لينال الجائزة في اليانصيب، ولكنه لا يشتري أبدا ورقة يانصيب، لا يمكن لاسرائيل أن تأمل بنتيجة ايجابية حين تكون كل المواد التي وضعت أمام اللجنة جاءت من الطرف الآخر. في نظرة الى الوراء تراجع غولدستون عن قسم مما كتبه في التقرير، ويمكن التخمين بأن عرض الحقائق مسبقا كان سيحقق نتائج أكثر راحة من ناحيتنا.

يعرف رجال القانون والدبلوماسيون الخبراء دوما كيف يميل لصالحهم تحقيقات واجراءات قانونية مركبة، أو على الأقل ليجعلوا صعبا استخدامها ضد بلادهم. مثال على ذلك يمكن أن نراه في ليبيا معمر القذافي، بعد تفجير طائرة “بان إم” فوق مدينة لوكربي في اسكتلندة. خلافا لاسرائيل الديمقراطية، التي تكافح في سبيل وجودها وتفعل كل شيء كي تمتنع عن المس بالأبرياء، كان تفجير الطائرة فعلا ارهابيا تم على أيدي مبعوثي دولة عاقة – ومع ذلك نجح الليبيون في أن يُفرغوا من محتواها العقوبات التي فرضت عليهم.

وكانت الاستراتيجية التي اتخذوها استراتيجية قتال قانوني – بيروقراطي. فقد ادعوا بأن العقوبات التي فرضت قبل استنفاد التحقيق، شككت بصلاحية القوى العظمى الغربية في محاكمة مواطنين ليبيين، بل وجروا بريطانيا والولايات المتحدة الى محكمة العدل الدولية. وفي نهاية المطاف وافق الامريكيون والبريطانيون على حل وسط رفضوه في بداية الطريق: مشبوهان فقط سُلموا الى محكمة اسكتلندية اجتمعت في هولندة وسُمح لها بأن تعنى فقط بالمسؤولية الشخصية للرجلين، وحُظر على المحققين أن يسألوهما عن مسؤوليهما الليبيين أو عن دور النظام في العملية.

أما اسرائيل فهي ديمقراطية ذات عالم من القيم الغربية، تكافح في سبيل حماية مواطنيها. وقد عمل الجيش الاسرائيلي في “الجرف الصامد” وفقا لتعليمات مستشاريه القانونيين، وفي ظل توثيق كل الاجراءات العسكرية. ولن تكون لاسرائيل أي مشكلة في مواجهة كل هيئة تحقيق. عمليا، في أيديها الأدوات لأن تُجلس حماس على مقعد الاتهام.

على حكومة اسرائيل أن تتصدى لادعاءات الأسرة الدولية كلاعبة نشطة. عليها أن تستخدم مبررات اجرائية مع عمل جوهري يقوم على المواد المتنوعة التي في أيدينا. أما ادارة الظهر للعالم فلن توقف التحقيق ولا التقرير، وستبقي فقط منظمات الارهاب ناطقة وحيدة في قصور القانون الدولية. في مثل هذه اللعبة، حقا لا يمكن الانتصار.

 رئيس منتدى الشرق الاوسط الحكيم،

وكان في الماضي رئيس ممثلية اسرائيل في قطر

هآرتس   31/12/2014

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe