الخبير الاقتصادى د. صدقى كبلو : اوضاع الفقراء الان اسوأ من قبل 30 يونيو 89
January 28, 2014
لم تسفر (مفاجأة) عمر البشير في خطابه الذي كثرت حوله التكهنات بقاعة الصداقة مساء أمس عن شيء يذكر.
وكان الإعلام الرسمي وصحف النظام قد شغلوا الرأي العام
بتكهنات حول مغزى المفاجأة التي أعلن عنها البشير الذي تحدث مساء أمس في
خطاب طوله حوالي 47 دقيقة احتوى على مقدمة أثنى فيها على حزبه وأدائه وأنكر
فيها أن يكون هناك ضيقاً في المعيشة مقارنة بما قبل تقلده الحكم قائلا:
(الضيق في المعيشة هذه المرة ليس حنينا إلى ماض بسيط وسهل ولكنه تطلع
للأحسن إذ أنه بدعوى الادعاء أن ليس بالسودان فقر الا ان فقر المجتمع
السوداني بالقياس المطلق ليس اشد من الفقر الماضي ولكنه بالقياس إلى مستوى
المعيشة الراهن والمامول أظهر). معتبرا أن (هذا الضيق المستورد في المعيشة
لا ضيق المعيشة هو فرصة كبرى ومفتاح اغتنامها هو العمل والسعي الجاد).
وفيما يتعلق بالمحتوى الاقتصادي للخطاب توجهت (حريات) للخبير
الاقتصادي الدكتور صدقي كبلو الذي قال: هناك شيء واحد ايجابي أنه وبعد 25
عاما من حكمه وحله لوزارة التخطيط وتصفيتها وتشريد كفاءاتها الذين دربهم
البنك الدولي ومعهد التخطيط في الكويت ومعهد التخطيط المصري في القاهرة
ومعهد الدراسات الاجتماعية في هولندا IFF وقد تشردوا أو نقلوا لأمكنة ليس
فيها تخطيط، اكتشف رئيس الجمهورية لأول مرة أهمية التخطيط وتحدث عن إقامة
وكالة للتخطيط في وزارة المالية والاقتصاد الوطني، وكذلك أنه بعد 25 عاما
يتكلم عن التنمية غير المتوازنة وهي مفاهيم مطلوبة.
وأضاف كبلو: لكن لا زال المؤتمر الوطني لا يريد الاعتراف
بالاخطاء يتكلم عن الفقر باعتبار انه حصل تحسن هذا غير صحيح الفقراء في
السودان الان وضعهم اسوأ من 30 يونيو 1989 حتى وهم فقراء في ذلك الوقت،
يقول البشير إن فقراء عهده نسبتهم مختلفة كفقراء ووضعهم المعيشيء أفضل من
الشريحة الاكبر للفقراء في الماضي، هذا مجاف للحقيقة، لأن الفقراء كانوا
يتلقون تعليما مجانيا وخدمات صحية مجانية والمواد التموينية الأساسية الخبز
والسكر واللحوم كانوا يحصلون عليها بأسعار أقل من أسعار اليوم كثيرا،
فمعدل ارتفاع الدخول والحد الأدنى للأجور برغم زيادته عن الـ600 جنيها الآن
أقل من الحد الأدنى للأجور في العهد الديمقراطي، الـ600 جنيه الآن هي
بالضبط 600 مليم أي 60 قرشاً في عهد الديمقراطية ولم يكن الحد الأدنى
للأجور 60 قرشاً، فكلامه هذا غير حقيقي الذين مدوه بالمعلومات كذبوا عليه
وضللوه ولذلك الوضع الاقتصادي الآن أسوا، وليس انهم اغتنوا اكثر حتى على
المستوى المطلق. هناك فقر نسبي ومطلق، على المستوى المطلق هم اكثر فقرا مما
كانوا عليه في آخر ديمقراطية. لذلك فهو لم يقل كلاما مفيدا فيما يخص
الاقتصاد.
وتطرق كبلو للخطاب بعمومه قائلا: كل الكلام ان الناس ياتوا
ليتحاوروا حول برنامج بدون اتخاذ خطوات محددة ليثبت للناس أنه ماشي في
الطريق الصحيح. فيما يتعلق بحرية التعبير وحرية الإعلام لم يلغ تدخل الأمن
وايقاف الصحف ولم يقرر أن يعمل للاذاعة والتلفزيون هيئة مستقلة بحيث يتساوى
الناس في التعبير فيها، وهذه قرارات لو اتخذت لطمأنت الناس ولظنوا أن
الدولة جادة فيما تقول، ولم يعدل قانون الامن ليكون متوافقا مع دستور 2005
ناهيك عن حل الامن ، كان ممكن أن يحل لجنة الانتخابات القومية ويعلن عن عمل
أخرى توافقية بالتشاور مع الأحزاب او يعلن عن حكومة قومية تدير الانتخابات
حتى ولو لم يعلن اسماءها وان يقول إنه سوف يتم التشاور حولها، لذلك الخطاب
أقل من التوقعات التي وضعتها الصحافة والاعلام كما لو انه سياتي بحلول،
ولكنه في الحقيقة طرح مشاكل وقال تعالوا نتشاور حول الحلول. وحول مسالة
السلام لم يعلن انه مستعد للتشاور مع الحركات المسلحة بدون شروط بل وضع لهم
شرطا ان يضعوا السلاح، هذا خطاب لا يمثل حقيقة أي وجهة نحو الإصلاح
والدعوة له فيها من ناحية عامة دعاية سياسية ومحاولة لإلهاء الناس وكسب
الوقت أكثر من كونه محاولة جادة، وحقيقة اتعب الذين حضروا أمثال شيخ حسن
وعتباني والامام كان ممكن يسمعوه من الراديو، وإكراما لهم كان عليه أن يقدم
مبادرات حقيقية ليتمسكوا بها ويطوروها.
وختم كبلو تعليقه قائلاً: هؤلاء القوم كفئة طفيلية لا يمكن أن يصفوا أنفسهم لازم يصفوا من خارجهم.
Comments
Post a Comment