ناشطة حقوقية: ممارسات "داعش" ضد النساء جرائم حرب ضد الانسانية
حوار: زهراء الامير
نص الحوار:
سؤال:
تتعرض المرأة في عصرنا هذا في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات
الإرهابية كداعش وغيرها إلى الجلد والرجم والختانوإلى البيع في الأسواق، ما
مدى تعارض مثل هذه التصرفات مع شرعة حقوق الإنسان وحقوق المرأة؟
جواب:
توغل ما يسمى بجماعات داعش وجبهة النصرة في سوريا والعراق، ونحن نتابع
يوميا وعبر وسائل الإعلام قصصا مأساوية للأسف لنساء وفتيات تعرضن وما زلن
يتعرضن للاغتصاب، فبداية تم اختراع ما يسمى بجهاد النكاح في سوريا، وهذا
الاختراع يبيح اغتصاب أجساد النساء، والممارسات والانتهاكات لعصابات داعش
الإرهابية في العراق هي تصنف حرفيا بجرائم ضد الإنسانية وهي تخالف النصوص
الدستورية وتعتبر جرائم حرب بموجب قانون العقوبات وقوانين مكافحة الإرهاب،
وعادة من المتعارف عليه النساء والأطفال يشكلون الحلقة الأضعف للأسف في
الحروب، وفي مجتمعاتنا الذكورية للأسف فإن النساء تصبحن ضحية للحروب
والصراعات وهذا ما يحصل حاليا.
كل هذه التصرفات
هي تصرفات همجية ولا تمت للحضارة أو للديانات السماوية بأي صلة، وهي للأسف
استغلال للدين ولجميع الديانات وخاصة للدين الإسلامي لأنها ترتكب باسم
الدين، هذا السبي والختن وهذه التصرفات الهمجية كانت موجودة قبل وجود الدين
الإسلامي، وجاء الدين الإسلامي وحرمها، وهو دين الحريات، ودين ينص على
احترام كرامة الإنسان واحترام حريته، هي جماعات تكفيرية تجتاح منطقتنا
وتعمل على مبدأ إلغاء الآخر المختلف بالرأي وبالدين والمختلف بالاتجاه، بغض
النظر ما هي ديانة هذا الآخر.
سؤال: ولكن لماذا لم نلحظ أي تحرك من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية؟
جواب:
لا يوجد صمت وهناك تحرك ولكنه خجول للأسف، وهذه التحركات ليست كافية، كان
هناك بعض التنديد الدولي من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في العراق وفي
سوريا وفي لبنان، وبعض المنظمات دائما تندد وتقف عند هذه الانتهاكات، ولكن
يمكن القول أن هذه التحركات هي تحركات قليلة وتحركات خجولة للأسف.
هناك
تساؤلات عن سبب هذا التحرك الخجول، يمكن القول هنا أن المسؤولية لا تقع
فقط على المنظمات الإنسانية والحقوقية، والتنديد والوقفات المنددة لهذه
الأعمال غير كافية، فنحن بحاجة لخطة حقيقية لإخراج النساء من هذه الدائرة
المظلمة، ويمكن القول أنها تحاول هذه الجماعات إدخالها إليها.
سؤال: ما هو دور المجتمع المدني والجمعيات للتصدي لمثل هذه الحالات الشاذة؟
جواب:
هذه الانتهاكات التي تتعرض لها النساء هي كارثة حقيقية، وهناك مخاوف
حقيقية من انتقال هذه الانتهاكات إلى أكثر من منطقة عربية، ونحن نعرف أن
تمدد داعش غير مقتصر على العراق وسوريا فهي قد تتمدد إلى مناطق أخرى وقد
يكون لها موالين لفكرها الإلغائي في مناطق أخرى.
نحن
بحاجة إلى تضافر جهود المجتمع وبحاجة إلى دولة قوية بمؤسساتها لتساند
المجتمع المدني والجمعيات، ونحن بحاجة إلى صرخة من الجمعيات الدولية لوقف
هذا التمدد الفكري الإلغائي، لا يمكن تحميل المسؤولية فقط المجتمع المدني،
بالرغم من أهمية دور المجتمع المدني، ولكن يجب على الدول وعلى الدول
العربية وعلى الجيوش وعلى دول المنطقة أن تتضافر وتجتمع لإيقاف هذا المد
المظلم.
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/2014_08_12/275813605/
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/2014_08_12/275813605/
Comments
Post a Comment