أعلنت أوزبكستان الحداد 3 أيام على رئيسها الراحل إسلام
كريموف. وإن اختلفت آراء الخبراء حول حقبة هذا الرجل إلا أن هناك شبه إجماع
على الإشادة بقدرته على صون وحدة بلاده وتماسكها.
ولد كريموف في عام 1938 وبدأ حياته المهنية من معلم
تكنولوجي في أحد المصانع وانتقل في السلم المهني من منصب إلى آخر بما في
ذلك وزير المالية في جمهورية أوزبكستان السوفيتية ووصل قبيل انهيار الاتحاد
السوفيتي إلى منصب السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي في
الجمهورية. وفي 24 مارس /آذار تم انتخابه لشغل منصب رئيس الجمهورية.بعد الاستقلال تمكن كريموف من تحويل هذه الجمهورية السوفيتية إلى لاعب متكامل القوام في السياسة الدولية الذي يرتبط بموقفه الكثير من الأشياء، والذي ينصت لرأيه أصحاب القرار في بروكسل وواشنطن وموسكو.
وبقي كريموف في منصبه على مدى 26 عاما وقام منذ البداية بتحديد الأسس السياسية التي سيستهدي بها خلال عمله ولم ينحرف عنها بتاتا خلال كل طريقه السياسي الطويل.
تعتبر أوزبكستان أكبر جمهوريات آسيا الوسطى من حيث عدد السكان 32 مليون نسمة. وهي واحدة من أكثر الجمهوريات تنوعا من الناحية العرقية حيث يقطن فيها: الأوزبك، والقيرغيز والطاجيك والروس واليوغور والدونغان. وهناك تأثير قوي جدا للإسلام التقليدي. وفي هذه الظروف، تمكن كريموف من المحافظة على الجمهورية وقمع المتطرفين بشدة وصرامة ولم يسمح للحرب الأهلية بالاشتعال.
اضطر إسلام كريموف لحل العديد من المشاكل الصعبة في أوزبكستان التي بقيت مستعصية وعديمة الحل خلال العهد السوفيتي ومن بينها الظروف المناخية المعقدة وشحة المياه. ولم يسمح خلال فترات رئاسته بتراجع وضع زراعة القطن في الجمهورية وبقي إنتاج هذه المادة الاستراتيجية عند مستواه المعهود.
وحافظ كريموف على القدرات الصناعية للجمهورية ولم يسمح للطبقة الأوليغارشية بالسيطرة على مجريات الحياة فيها وحافظ على ضبط الدولة للاقتصاد. ولكن على الرغم من ذلك تسبب تفكك الاتحاد السوفيتي بوقف عمل بعض المؤسسات الصناعية العملاقة مثل مصنع إنتاج الطائرات ومصنع إنتاج الجرارات في طشقند.
وكان كريموف أول رئيس جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق الذي تحدث عن مخاطر انتشار الوهابية. وكان كريموف يرى في روسيا الحليف الاستراتيجي المضمون في الصراع ضد التطرف والإرهاب.
وبعد تعرض نيويورك وواشنطن للهجمات الإرهابية في سبتمبر/أيلول عام 2001، دعا كريموف الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة جوية في بلاده خلال الحرب ضد طالبان في أفغانستان.
تمكن كريموف بمهارة، وبشكل صارم في الكثير من الأحيان، من بناء العلاقات مع جيران بلاده في المنطقة. لم يكن الجوار يكنون الحب والود له دائما ولكنهم كانوا يحترمونه بدون شك.
بدا واضحا منذ البداية أن كريموف ورغم حرصه على الاستقلال السياسي والاقتصادي لبلاده، كان يراهن على تعزيز العلاقات والروابط مع روسيا ويرى فيها الشريك المضمون الذي يمكن الاعتماد عليه في الأوقات الحرجة ولذلك حرص على تطوير العلاقات معها في مختلف المجالات: من السياسة إلى الزراعة.
يتفق الجميع على أن كريموف كان صريحا وصادقا في تعامله ولم يكن يخشى بتاتا أن يظهر مشاعره الودية – على سبيل كان ينتهك أصول البروتوكول ويصر على توديع الرئيس فلاديمير بوتين حتى سلم الطائرة.
لم يخش كريموف اللجوء الى استخدام الإجراءات والتدابير والقرارات الصعبة وغير التقليدية. ولم يخف قط من أن يساء فهمه. ولم يكن يخشى أن يقول ما يفكر به، والتصرف وفقا لما يمليه القلب عليه.
المصدر: فسيتي رو.
Comments
Post a Comment