القيادي البارز في حركة فتح محمد دحلان " ابو فادي " يوجه رسالة هامة ..
-
-
-
وجه القيادي الفلسطيني البارز محمد دحلان " ابو فادي" ، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني رسالة هامة جاء فيها :
أخواتي و أخوتي أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح و المجلس الثوري لحركة فتح
تعقدون دورة اجتماعاتكم الحالية في ظل ظروف استثنائية بالغة الحساسية على الصعيدين الحركي و الوطني ، و أنه لمن المؤسف حقا أن أضطر لمخاطبتكم من بعيد بعد عمر من شراكة الرفقة و النضال التي جمعت غالبيتنا العظمى في ساحات الكفاح من أجل فلسطين و من أجل فتح ، و لكن دقة التطورات تلزمنا بالتواصل و التفكير معا بأسباب الواقع المؤلم لحركتنا ، و كيفية الخروج من هذا الواقع و العودة بفتح الى دورها القيادي على دروب الحرية و الاستقلال .
لا أريد التعرض لاي أمر شخصي ، فأنا مثلكم جميعا لم أنتمي الى فتح بقرار من أي شخص ، و لن يستطيع أي كان إقصائي عنها ، فذلك قرار غير خاضع لمزاج فرد أو أفراد ، و مع ذلك أكرر مجددا ما تعرفونه جميعا ، فلقد تجاوبت بكل إنفتاح و تضامن مع كافة الجهود الفلسطينية و العربية الخيرية على مدار السنوات الماضية ، و قبلت المرونة ، بل التنازل عن كثير من حقوقي الشخصية ، الا أمر واحد لم و لن أساوم فيه أو عليه ، وهو إنتمائي لفتح و شرف عضويتي فيها .
و مع كل ذلك ، و رغم كل الأسى ، و من أجل فتح و وحدتها و عزتها ، لا زالت يدي ممدودة للتوافق حتى إن تركت معلقة في الهواء برغبة شخص واحد أو مجموعة ضيقة من الأفراد .
أخواتي و أخوتي
كما تعلمون نحن بصدد عقد لقاء تشاوري في القاهرة لبحث أوضاع الحركة ، و قد تداعى أليه المئات من قادة و كوادر الحركة ، لكن و نزولا عند حرص و رغبة عدد كبير من الاخوة ، و من بينهم أعضاء في اللجنة المركزية و المجلس الثوري و المجلس التشريعي و كوادر فتح و أسراها الأبطال ، و إستمرارا لنهجنا الوحدودي منذ بدايات الأزمة للحفاظ على فتح ، و هو ما تجلى في موقفنا من الانتخابات المحلية ، و لأن لقاء القاهرة ليس هدفا بحد ذاته ، فقد أتفقنا جميعا على تعديل موعد لقاءنا المرتقب بهدفين ، الأول هو إعطاء الفرصة الكاملة لاجتماعاتكم المقررة ، آملين أن تكون مثمرة و موحدة لحركتنا في جميع أوجه و قضايا الساعة سياسيا و وطنيا و تنظيميا ، و الثاني لتفويت الفرصة على دعاة الفتنة الكارهين لوحدة فتح و أصحاب الأجندات الخاصة الذين يعملون لمزيد من التشرذم بهدف تمزيق فتح و إخضاعها لهيمنة فردية مطلقة ، و كي لا نمكنهم من إستخدام لقاء القاهرة ذريعة للهجوم على عقلاء الحركة و تمرير مخططاتهم .
إن قرارنا التوافقي هذا تم بالتشاور المكثف و التوافق بين أبناء فتح الغيورين على وحدتها و تماسكها ، كما أتفقنا على إبقاء التشاور مفتوحا على أن نحدد خطوتنا القادمة في ضوء نتائج إجتماعاتكم ، و التي نأمل و معنا كل الغيورين أن تفضي الى نتائج توحد الحركة و تجمع شملها و تجمع طاقاتها و تضعها على الطريق السليم ، طريق يؤدي الى إنجاز أهدافنا الوطنية بإذن الله .
أخواتي و أخوتي
أن إجتماعاتكم المرتقبة هي أختبار للإرادة الفتحاوية الأصيلة ، فهناك من يريد لهذا الاجتماع أن يصبح مفترقا للطريق بين رفاق الدرب و المصير ، و أنا هنا أسجل كامل إحترامي و تقديري لكل الأخوة الذين تصدوا لنهج " الإستدعاء " الفوقي ، ففي ذروة أمجاد قادتنا العظام لم تعامل اطارات و مؤسسات الحركة بهذا القدر المؤسف من الفوقية و المهانة ، لكن ما سيعرض عليكم من قبل جهة معروفة قد يكون أكثر خطورة و أشد حساسية ، و لا بد من التصدي لأي نهج إنقسامي و إقصائي و تقزيمه إن أردنا فتح موحدة و قوية .
و أصارحكم القول و أنتم تعرفون التفاصيل اليومية أكثر مني ، فذلك التيار الضيق يحاول تفصيل كافة المؤسسات الحركية و الفلسطينية على قدر مقاسه ، مما يعد إنقلابا فعليا على كل تقاليدنا الحركية و الوطنية ، فليس هناك فتح إن لم تكن موحدة ، متنوعة ، تمتاز بالتعددية السياسية و الفكرية و قوة الإنفتاح و إنتعاش المنابر ، و ليس هناك وحدة وطنية فلسطينية بعقد مجلس وطني فلسطيني بعضوية الدورة السابقة ، لأن هناك فرق شاسع بين وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، و بين مفهوم الوحدة الوطنية في ظل الواقع الفلسطيني الجديد ، و هو ما يشكل خطرا مميتا على مفهوم وحدانية التمثيل الفلسطيني .
أخواتي و أخوتي
لم نولد و لن نكون يوما عبيدا او رعاعا أشقياء ، و إن كسر جيلنا الفتحاوي هذا ، فهناك أجيال أخرى فلسطينية ستنهض ، لكني لست واثقا بأنها ستكون أجيالا فتحاوية إن لم نصحح نحن المسار ، او على الأقل علينا أن نوقف التهالك و التشرذم و التيه السياسي و الوطني ، فمنذ سنوات هناك من يتخبط و فتح تدفع الثمن الباهض ، هناك من ينحني بخياره و فتح هي من تتحمل التكلفة ، و هناك من يعمل ليومه و عياله و فتح هي من تدفع فاتورة الخراب من مستقبلها ، فكيف لنا أن ندعي القدرة على إنقاذ مستقبل فتح إن كنا عاجزين عن تدارك وضعها الراهن و التصدي لأزماتها العاجلة ، كيف ، كيف ؟
العالم كله يعتقد بأن فتح تقود المرحلة ، فهل هذا صحيح ؟
و العالم يعتقد بأن فكر و مواقف فتح هي الغالبة ، فهل هذا أيضا صحيح ؟
و العالم كله مقتنع بأن مؤسسات و مقدرات السلطة تحت هيمنة أبناء فتح ، فهل أنتم كذلك فعلا ؟
و يعتقدون أيضا بأن فتح نهابة للسلطة ، أوليس ذاك ظلم بين .
أخواتي و أخوتي
هناك من سينعق بإنشقاق في صفوف فتح يقوده محمد دحلان ، و كل ذلك لأن المئات من قادة و كوادر الحركة قرروا عقد لقاء لتدارس واقع الحركة ، و لأن مئات الآلاف من بنات و أبناء فتح يتحركون لإنقاذ حركتهم الأبية ، و علينا أن نفكر معا كيف و الى أين تمضي الأمور ، و ذلك ليس بالنهج الغريب على حركتنا ، و لم يؤثر يوما على وحدتها ، و بينكم من فعل و يفعل ذلك كل يوم في الضفة الغربية و قطاع غزة ، بل أبو مازن كان يفعل ذلك كل يوم في الضفة الغربية حتى في ذروة الحصار الإسرائيلي لابو عمار ، و لطالما اعتبرنا نحن أبناء فتح ذلك التلاقي و التدارس واجبا و حقا مشروعا ينبع من معتقدات فتح و تقاليدها الصلبة ، و أطمئنكم تماماً ، فليس بيننا من يقبل اي فكر او نهج إنشقاقي ، أما من أراد أن ينشق في رام الله بحجة إنشقاق مزعوم ، فعليه أن يتحمل نتائج فعلته و توجهاته الخطيرة ، و من يعتقد بأنه يملك رقاب بنات و أبناء فتح ، إنما هو يلعب في الوقت الضائع ، مع ذلك و كما أسلفت فقد اتفقنا على تعديل موعد لقاء القاهرة بأنتظار ما ستقررونه .
طبعا هناك من نعق و تهيج بدعوى تدخل عربي في الشؤون الداخلية الفتحاوية و الفلسطينية ، و رفع لواء " القرار " الفلسطيني المستقل المزعوم ، و أني لأشفق على أصحاب ذلك الصراخ المتهيج ، لأنهم هم أنفسهم الساعين دوما للإستنجاد بالتدخل العربي ، فليس بيننا من يحكم فلسطين اليوم بقرار عربي صادر عن جامعة الدول العربية الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يطلب تدخل قطر في الشأن الفلسطيني الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يتدخل في الشأن الداخلي السوري و اللبناني الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يتودد الى العرب من أجل رزق عياله الا شخص واحد ، و و الله لو علمتم ببعض ما أعلم من أسرار و تفاصيل لأجتاحكم الحزن و الأسى .
لقد قدم الأشقاء العرب خارطة طريق هدفها إنقاذ العمل الفلسطيني من الإنهيار ، جوهرها إستعادة وحدة حركة فتح و مكانتها الريادية تحت قيادة الأخ أبو مازن ، يلي ذلك جهود عربية مكثفة من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية ، و أيضا تحت قيادة أبو مازن ، و إجراء إنتخابات تشريعية و رئاسية فلسطينية ، و مرة أخرى تحت قيادة أبو مازن ، وصولا الى فتح ملف مسار حل الدولتين و دائما في ظل قيادة أبو مازن ، و هنا لا بد من طرح سؤال جوهري ، من المستفيد إذن من الجهود العربية مباشرة ، أنتم ، أنا ، أم أبو مازن ؟
ثم ، ألم يكن إتفاق مكة برعاية الراحل العظيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز و الذي وقعه الاخ ابو مازن مع الاخ خالد مشعل تدخلا عربيا حميدا لرأب الصدع الفلسطيني ؟
أم إن تفاهمات القاهرة في زمن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تمت دون تدخل مصري حميد لعبت فيه المخابرات المصرية دورا وحدويا محوريا في محاولة صادقة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني ؟
أخواتي و أخوتي
رسالتي هذه أليكم دعوة للتفكير و الجهد المشترك ، فليس بيننا من ينازع أبو مازن ملكه ، فَلَو دامت لغيره لما وصلت أليه ، و قد أعلنت مرارا عن إستنكافي الحكم و المناصب ، و أعلنت مرارا أن دعوتي للتجديد لا تحمل أية أطماع شخصية ، بل و أعلنت صراحة عن دعمي لترشيح أخي مروان البرغوثي لمنصب الرئاسة ، و أصارحكم اليوم بأن ما كان جائزا في الماضي لا يجوز في المستقبل ، فتجربة حصر السلطات الفلسطينية التنفيذية و التشريعة بيد شخص واحد خطر و خطيئة لا يجوز تكرارها ، و لا بد من فصل السلطات و مراكز القرار ، مثلما لا بد من شراكة وطنية كاملة و متكاملة ، فلا يجوز بعد اليوم جمع رئاسة السلطة و الدولة و المنظمة بيد شخص واحد مهما علا شأنه ، و حتى إن كان القائد الأول لحركة فتح ، و لا يجوز إستثناء قوى كبرى و فاعلة مثل حركتي حماس و الجهاد من صناعة قراري الحرب و السلام ، فمن أراد وحدة فتح عليه تقبل قوة و دور إطارات الحركة ، و من أراد الوحدة الوطنية الفلسطينية عليه الخضوع للتوافقات الفلسطينية ، فنحن شعب تشكل الأغلبية الصامتة 60% من قوامه ، و بالتالي لا يجوز أن نحكم بدكتاتور فرد او دكتاتورية فكرية أو سياسية .
و بناء على ما تقدم ، فإني لا أجد برنامجا بديلا غير الإحتكام الى قواعد الحركة من أجل فتح ، و الأحتكام الى الشعب ، كل الشعب في الداخل و الخارج من أجل فلسطين ، و لا بد من إنتخابات وطنية شفافة و تحت رقابة وطنية بمعونة عربية و دولية ، لإنتخاب برلمان فلسطيني ينفذ مفاعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، برلمان يكتب دستور دولة فلسطين ، و يفصل بين السلطات ، و يساهم في بناء مؤسسات المستقبل ، برلمان يفك التشابك و يحدد العلاقة بين المؤقت و الدائم و يقنن العلاقة بين الدولة و المنظمة و السلطة المؤقتة ، برلمان يمكن الأغلبية من تشكيل قيادة فاعلة الى جانب رئيس منتخب و محدد الصلاحيات وفقا للقانون و الدستور .
و من أجل تحقيق ذلك ، فليس هناك من مناص او هروب عن ضرورة وحدة فتح ، فتلك الإستحقاقات قادمة يا أخواتي و أخوتي شاء من شاء و أبى من أبى ، و من يعتقد بغير ذلك ، أو يؤمن بالخلود الكاذب ، فهو ليس أكثر من خادع و مخادع ، و إن توقفنا نحن في فتح عن الدوران مع ساعة الزمن ، فذلك لا يعني ، و لن يعني بأن الزمن قد توقف ، و قد نجد أنفسنا أمام خلل وطني مهول و محتمل ، خلل لم يكن قائما أيام إنتقال السلطة الى أبو مازن ، فهل تستحق فلسطين منا جميعا موقفا وطنيا و أخلاقيا متجردا ، من أبو مازن تحديدا ، أم أن الجواب بعد " خراب البصرة " كما يقول المثل الدارج ؟
أخواتي و أخوتي
في ما مضى ، و قبل أتفاقات أوسلو و عودة أخوتنا الى فلسطين ، كان الداخل هو المدد ، أما الآن و قد تغيرت المعادلة ، فإني أدعوكم لإستكشاف قوة فلسطين في المنافي و الشتات ، أو على الأقل أدعوكم لعدم قبول الإستخفاف بقوة و تماسك شعبنا في المهاجر القسرية ، فليس بإمكان أي كان تجاهل أكثر من نصفنا ، و بعض ذلك النصف يعاني من ويلات القتل و الجوع و التشرد و الإهمال المتعمد ، أنظروا الى ويلات أبناء شعبنا في مخيمات سوريا ، فهم بين قتيل او مشرد او جائع ، و حتى غريق في البحر المتوسط ، أنظروا الى كبرياء و عنفوان شعبنا في مخيمات لبنان ، و فكروا قليلا لماذا كل هذا الإهمال المتعمد ، و كل ذلك النفاق الفلسطيني السياسي ، و كيف للقيادة الفلسطينية أن تطالب بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان و تركها نهبا لطغيان و إرهاب قوى التطرف المسلحة من داعش و القاعدة و أخواتها .
ليس بيننا من لا يدعم و يتمنى وحدة لبنان شعبا و أرضا و سيادة وطنية خالصة ، فهذا البلد الكريم و شعبه النبيل تحملوا الكثير من أجلنا خلال العقود السبعة الماضية ، لكن لبنان الشقيق مثل معظم دولنا الوطنية يمر بوضع دقيق ، فهناك الإرهاب و التطرف المسلح ، و بعض تلك البؤر الإجرامية وجدت لنفسها موضع قدم و تحصنت داخل مخيمات شعبنا ، و بدلا من أن نكون قوة فعلية مستعدة لمواجهة ذلك المستجد الخطير بالتنسيق و التعاون مع الدولة اللبنانية ، نرى و نلمس نزوعا إنهزاميا خطيرا من شأنه تمكين قوى الظلام الإرهابية من رقاب أهلنا في المخيمات ، و إحراج مؤسسات الدولة اللبنانية بدفعها الى مواجهة الاٍرهاب مجردة من حليفها الفلسطيني .
الأصل في معالجة الموضوع أخواتي و أخوتي هو التعاون مع الدولة اللبنانية ، تعاون يبسط أمنا لا يخل بسيادة الدولة اللبنانية ، تعاون نؤدي فيه واجبنا إزاء أهلنا الصامدين في المخيمات و نفي لبنان حقه في كرم الضيافة و قدرة الإحتمال ، تعاون تؤدي فيه الدولة اللبنانية قسطها الكريم من تخفيف أعباء أهلنا الإقتصادية و المعيشية ، و يمنحهم متسعا أرحب لحرية العمل و التنقل ، تعاون يلزم العرب و العالم بواجبات فعلية و خطط تنموية حقيقة كريمة تليق بشعب و جمهور حمى الثورة الفلسطينية بالدم و النار .
أخواتي و أخوتي
أطلت عليكم كثيرا ، و إني لأفعل ذلك بحكم دقة و حراجة الموقف الراهن ، لأن فتح إما أن تكون الآن ، أو من الصعب أن تكون أبدا ، و لكن لا بد من فصل الختام ، و أقصد به مستقبل الحرب و السلام مع إسرائيل ، و ليس سرا بأن فلسطين لا تكابد إنقساما حول مبادئ السلام و حل الدولتين ، فذلك موضع إجماع حركي و وطني ، و الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية هو هدف وطني يحظى بشبه إجماع وطني .
و لكننا أمام مشكلتين، واحدة مع المحتل الاسرائيلي ، الذي يرفض السلام على أساس حل الدولتين طبقا لقرارات الشرعية الدولية ، و يعمق الإنزلاق الواقعي الى الدولة الواحدة المتعددة النظم و القوانين و من شأن ذلك تعميق الصراع و ليس حله .
و الثانية تكمن في سياسات القيادة الفلسطينية الراهنة و سعيها لتخدير الشعب بإعتماد مبدأ انتظار ما لن يأتي أبدا ، ففي واقع الأمر أن ما يحدث ليس إنتظار ، بل تعايشا مع المحتل عبر شبكة المصالح الأمنية و الشخصية ، فالوضع الراهن يكاد أن يكون مثاليا لطرفين حاكمين أختارا الجمود و التجميد السياسي ، في حين يواصل الإحتلال طغيانه الإستيطاني و القمعي دون أن يجابه الا ببيانات و كلام لم يعد أحدا يكترث به .
و لا أجد ضرورة لإقتراح بدائلا جديدة للنهج المسيطر ، لأن تلك البدائل نوقشت و أتفق عليها مرارا و تكرارا ، بدء من وثيقة أبطالنا الأسرى ، مرورا بحقوقنا المكتسبة في قرار قبول فلسطين في الجمعية العامة ، وصولا الى قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، و علينا أن نسأل من عطل و يعطل كل تلك الأسلحة ، و لمصلحة من ؟
و ما جدوى أي تهديد أو وعيد يترافق مع تعطيب و تعطيل أوراق القوة و الإجماع ؟
أخيرا ، و مرة أخرى أتمنى لإجتماعاتكم كل التوفيق و النجاح دفاعا عن فتح و وحدتها و دورها القيادي الفاعل ، مؤكدا لكم بأن جموع فتح تشخص بأبصارها اليوم الى حيث تلتقون ، و تلك مسؤولية جسيمة يتحدد في ضوئها الكثير من المستقبل العاجل ، كما أدعو كل أبناء الحركة الشرفاء الغيورين و الأمناء على ميراث الشهداء و أحلام و طموحات شعبنا أن يقفوا صفا متراصا و يدا واحدة خلال إجتماعاتكم رافعين شعارا واحدا مقدسا ، شعار " وحدة فتح ضرورة وطنية "
عاشت فتح قوية موحدة
عاشت فلسطين حرة أبية
المجد و الخلود لشهدائنا الأبطال و الحرية لأسرانا البواسل .
و أنها لثورة حتى النصر
-
-
-
وجه القيادي الفلسطيني البارز محمد دحلان " ابو فادي" ، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني رسالة هامة جاء فيها :
أخواتي و أخوتي أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح و المجلس الثوري لحركة فتح
تعقدون دورة اجتماعاتكم الحالية في ظل ظروف استثنائية بالغة الحساسية على الصعيدين الحركي و الوطني ، و أنه لمن المؤسف حقا أن أضطر لمخاطبتكم من بعيد بعد عمر من شراكة الرفقة و النضال التي جمعت غالبيتنا العظمى في ساحات الكفاح من أجل فلسطين و من أجل فتح ، و لكن دقة التطورات تلزمنا بالتواصل و التفكير معا بأسباب الواقع المؤلم لحركتنا ، و كيفية الخروج من هذا الواقع و العودة بفتح الى دورها القيادي على دروب الحرية و الاستقلال .
لا أريد التعرض لاي أمر شخصي ، فأنا مثلكم جميعا لم أنتمي الى فتح بقرار من أي شخص ، و لن يستطيع أي كان إقصائي عنها ، فذلك قرار غير خاضع لمزاج فرد أو أفراد ، و مع ذلك أكرر مجددا ما تعرفونه جميعا ، فلقد تجاوبت بكل إنفتاح و تضامن مع كافة الجهود الفلسطينية و العربية الخيرية على مدار السنوات الماضية ، و قبلت المرونة ، بل التنازل عن كثير من حقوقي الشخصية ، الا أمر واحد لم و لن أساوم فيه أو عليه ، وهو إنتمائي لفتح و شرف عضويتي فيها .
و مع كل ذلك ، و رغم كل الأسى ، و من أجل فتح و وحدتها و عزتها ، لا زالت يدي ممدودة للتوافق حتى إن تركت معلقة في الهواء برغبة شخص واحد أو مجموعة ضيقة من الأفراد .
أخواتي و أخوتي
كما تعلمون نحن بصدد عقد لقاء تشاوري في القاهرة لبحث أوضاع الحركة ، و قد تداعى أليه المئات من قادة و كوادر الحركة ، لكن و نزولا عند حرص و رغبة عدد كبير من الاخوة ، و من بينهم أعضاء في اللجنة المركزية و المجلس الثوري و المجلس التشريعي و كوادر فتح و أسراها الأبطال ، و إستمرارا لنهجنا الوحدودي منذ بدايات الأزمة للحفاظ على فتح ، و هو ما تجلى في موقفنا من الانتخابات المحلية ، و لأن لقاء القاهرة ليس هدفا بحد ذاته ، فقد أتفقنا جميعا على تعديل موعد لقاءنا المرتقب بهدفين ، الأول هو إعطاء الفرصة الكاملة لاجتماعاتكم المقررة ، آملين أن تكون مثمرة و موحدة لحركتنا في جميع أوجه و قضايا الساعة سياسيا و وطنيا و تنظيميا ، و الثاني لتفويت الفرصة على دعاة الفتنة الكارهين لوحدة فتح و أصحاب الأجندات الخاصة الذين يعملون لمزيد من التشرذم بهدف تمزيق فتح و إخضاعها لهيمنة فردية مطلقة ، و كي لا نمكنهم من إستخدام لقاء القاهرة ذريعة للهجوم على عقلاء الحركة و تمرير مخططاتهم .
إن قرارنا التوافقي هذا تم بالتشاور المكثف و التوافق بين أبناء فتح الغيورين على وحدتها و تماسكها ، كما أتفقنا على إبقاء التشاور مفتوحا على أن نحدد خطوتنا القادمة في ضوء نتائج إجتماعاتكم ، و التي نأمل و معنا كل الغيورين أن تفضي الى نتائج توحد الحركة و تجمع شملها و تجمع طاقاتها و تضعها على الطريق السليم ، طريق يؤدي الى إنجاز أهدافنا الوطنية بإذن الله .
أخواتي و أخوتي
أن إجتماعاتكم المرتقبة هي أختبار للإرادة الفتحاوية الأصيلة ، فهناك من يريد لهذا الاجتماع أن يصبح مفترقا للطريق بين رفاق الدرب و المصير ، و أنا هنا أسجل كامل إحترامي و تقديري لكل الأخوة الذين تصدوا لنهج " الإستدعاء " الفوقي ، ففي ذروة أمجاد قادتنا العظام لم تعامل اطارات و مؤسسات الحركة بهذا القدر المؤسف من الفوقية و المهانة ، لكن ما سيعرض عليكم من قبل جهة معروفة قد يكون أكثر خطورة و أشد حساسية ، و لا بد من التصدي لأي نهج إنقسامي و إقصائي و تقزيمه إن أردنا فتح موحدة و قوية .
و أصارحكم القول و أنتم تعرفون التفاصيل اليومية أكثر مني ، فذلك التيار الضيق يحاول تفصيل كافة المؤسسات الحركية و الفلسطينية على قدر مقاسه ، مما يعد إنقلابا فعليا على كل تقاليدنا الحركية و الوطنية ، فليس هناك فتح إن لم تكن موحدة ، متنوعة ، تمتاز بالتعددية السياسية و الفكرية و قوة الإنفتاح و إنتعاش المنابر ، و ليس هناك وحدة وطنية فلسطينية بعقد مجلس وطني فلسطيني بعضوية الدورة السابقة ، لأن هناك فرق شاسع بين وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، و بين مفهوم الوحدة الوطنية في ظل الواقع الفلسطيني الجديد ، و هو ما يشكل خطرا مميتا على مفهوم وحدانية التمثيل الفلسطيني .
أخواتي و أخوتي
لم نولد و لن نكون يوما عبيدا او رعاعا أشقياء ، و إن كسر جيلنا الفتحاوي هذا ، فهناك أجيال أخرى فلسطينية ستنهض ، لكني لست واثقا بأنها ستكون أجيالا فتحاوية إن لم نصحح نحن المسار ، او على الأقل علينا أن نوقف التهالك و التشرذم و التيه السياسي و الوطني ، فمنذ سنوات هناك من يتخبط و فتح تدفع الثمن الباهض ، هناك من ينحني بخياره و فتح هي من تتحمل التكلفة ، و هناك من يعمل ليومه و عياله و فتح هي من تدفع فاتورة الخراب من مستقبلها ، فكيف لنا أن ندعي القدرة على إنقاذ مستقبل فتح إن كنا عاجزين عن تدارك وضعها الراهن و التصدي لأزماتها العاجلة ، كيف ، كيف ؟
العالم كله يعتقد بأن فتح تقود المرحلة ، فهل هذا صحيح ؟
و العالم يعتقد بأن فكر و مواقف فتح هي الغالبة ، فهل هذا أيضا صحيح ؟
و العالم كله مقتنع بأن مؤسسات و مقدرات السلطة تحت هيمنة أبناء فتح ، فهل أنتم كذلك فعلا ؟
و يعتقدون أيضا بأن فتح نهابة للسلطة ، أوليس ذاك ظلم بين .
أخواتي و أخوتي
هناك من سينعق بإنشقاق في صفوف فتح يقوده محمد دحلان ، و كل ذلك لأن المئات من قادة و كوادر الحركة قرروا عقد لقاء لتدارس واقع الحركة ، و لأن مئات الآلاف من بنات و أبناء فتح يتحركون لإنقاذ حركتهم الأبية ، و علينا أن نفكر معا كيف و الى أين تمضي الأمور ، و ذلك ليس بالنهج الغريب على حركتنا ، و لم يؤثر يوما على وحدتها ، و بينكم من فعل و يفعل ذلك كل يوم في الضفة الغربية و قطاع غزة ، بل أبو مازن كان يفعل ذلك كل يوم في الضفة الغربية حتى في ذروة الحصار الإسرائيلي لابو عمار ، و لطالما اعتبرنا نحن أبناء فتح ذلك التلاقي و التدارس واجبا و حقا مشروعا ينبع من معتقدات فتح و تقاليدها الصلبة ، و أطمئنكم تماماً ، فليس بيننا من يقبل اي فكر او نهج إنشقاقي ، أما من أراد أن ينشق في رام الله بحجة إنشقاق مزعوم ، فعليه أن يتحمل نتائج فعلته و توجهاته الخطيرة ، و من يعتقد بأنه يملك رقاب بنات و أبناء فتح ، إنما هو يلعب في الوقت الضائع ، مع ذلك و كما أسلفت فقد اتفقنا على تعديل موعد لقاء القاهرة بأنتظار ما ستقررونه .
طبعا هناك من نعق و تهيج بدعوى تدخل عربي في الشؤون الداخلية الفتحاوية و الفلسطينية ، و رفع لواء " القرار " الفلسطيني المستقل المزعوم ، و أني لأشفق على أصحاب ذلك الصراخ المتهيج ، لأنهم هم أنفسهم الساعين دوما للإستنجاد بالتدخل العربي ، فليس بيننا من يحكم فلسطين اليوم بقرار عربي صادر عن جامعة الدول العربية الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يطلب تدخل قطر في الشأن الفلسطيني الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يتدخل في الشأن الداخلي السوري و اللبناني الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يتودد الى العرب من أجل رزق عياله الا شخص واحد ، و و الله لو علمتم ببعض ما أعلم من أسرار و تفاصيل لأجتاحكم الحزن و الأسى .
لقد قدم الأشقاء العرب خارطة طريق هدفها إنقاذ العمل الفلسطيني من الإنهيار ، جوهرها إستعادة وحدة حركة فتح و مكانتها الريادية تحت قيادة الأخ أبو مازن ، يلي ذلك جهود عربية مكثفة من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية ، و أيضا تحت قيادة أبو مازن ، و إجراء إنتخابات تشريعية و رئاسية فلسطينية ، و مرة أخرى تحت قيادة أبو مازن ، وصولا الى فتح ملف مسار حل الدولتين و دائما في ظل قيادة أبو مازن ، و هنا لا بد من طرح سؤال جوهري ، من المستفيد إذن من الجهود العربية مباشرة ، أنتم ، أنا ، أم أبو مازن ؟
ثم ، ألم يكن إتفاق مكة برعاية الراحل العظيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز و الذي وقعه الاخ ابو مازن مع الاخ خالد مشعل تدخلا عربيا حميدا لرأب الصدع الفلسطيني ؟
أم إن تفاهمات القاهرة في زمن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تمت دون تدخل مصري حميد لعبت فيه المخابرات المصرية دورا وحدويا محوريا في محاولة صادقة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني ؟
أخواتي و أخوتي
رسالتي هذه أليكم دعوة للتفكير و الجهد المشترك ، فليس بيننا من ينازع أبو مازن ملكه ، فَلَو دامت لغيره لما وصلت أليه ، و قد أعلنت مرارا عن إستنكافي الحكم و المناصب ، و أعلنت مرارا أن دعوتي للتجديد لا تحمل أية أطماع شخصية ، بل و أعلنت صراحة عن دعمي لترشيح أخي مروان البرغوثي لمنصب الرئاسة ، و أصارحكم اليوم بأن ما كان جائزا في الماضي لا يجوز في المستقبل ، فتجربة حصر السلطات الفلسطينية التنفيذية و التشريعة بيد شخص واحد خطر و خطيئة لا يجوز تكرارها ، و لا بد من فصل السلطات و مراكز القرار ، مثلما لا بد من شراكة وطنية كاملة و متكاملة ، فلا يجوز بعد اليوم جمع رئاسة السلطة و الدولة و المنظمة بيد شخص واحد مهما علا شأنه ، و حتى إن كان القائد الأول لحركة فتح ، و لا يجوز إستثناء قوى كبرى و فاعلة مثل حركتي حماس و الجهاد من صناعة قراري الحرب و السلام ، فمن أراد وحدة فتح عليه تقبل قوة و دور إطارات الحركة ، و من أراد الوحدة الوطنية الفلسطينية عليه الخضوع للتوافقات الفلسطينية ، فنحن شعب تشكل الأغلبية الصامتة 60% من قوامه ، و بالتالي لا يجوز أن نحكم بدكتاتور فرد او دكتاتورية فكرية أو سياسية .
و بناء على ما تقدم ، فإني لا أجد برنامجا بديلا غير الإحتكام الى قواعد الحركة من أجل فتح ، و الأحتكام الى الشعب ، كل الشعب في الداخل و الخارج من أجل فلسطين ، و لا بد من إنتخابات وطنية شفافة و تحت رقابة وطنية بمعونة عربية و دولية ، لإنتخاب برلمان فلسطيني ينفذ مفاعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، برلمان يكتب دستور دولة فلسطين ، و يفصل بين السلطات ، و يساهم في بناء مؤسسات المستقبل ، برلمان يفك التشابك و يحدد العلاقة بين المؤقت و الدائم و يقنن العلاقة بين الدولة و المنظمة و السلطة المؤقتة ، برلمان يمكن الأغلبية من تشكيل قيادة فاعلة الى جانب رئيس منتخب و محدد الصلاحيات وفقا للقانون و الدستور .
و من أجل تحقيق ذلك ، فليس هناك من مناص او هروب عن ضرورة وحدة فتح ، فتلك الإستحقاقات قادمة يا أخواتي و أخوتي شاء من شاء و أبى من أبى ، و من يعتقد بغير ذلك ، أو يؤمن بالخلود الكاذب ، فهو ليس أكثر من خادع و مخادع ، و إن توقفنا نحن في فتح عن الدوران مع ساعة الزمن ، فذلك لا يعني ، و لن يعني بأن الزمن قد توقف ، و قد نجد أنفسنا أمام خلل وطني مهول و محتمل ، خلل لم يكن قائما أيام إنتقال السلطة الى أبو مازن ، فهل تستحق فلسطين منا جميعا موقفا وطنيا و أخلاقيا متجردا ، من أبو مازن تحديدا ، أم أن الجواب بعد " خراب البصرة " كما يقول المثل الدارج ؟
أخواتي و أخوتي
في ما مضى ، و قبل أتفاقات أوسلو و عودة أخوتنا الى فلسطين ، كان الداخل هو المدد ، أما الآن و قد تغيرت المعادلة ، فإني أدعوكم لإستكشاف قوة فلسطين في المنافي و الشتات ، أو على الأقل أدعوكم لعدم قبول الإستخفاف بقوة و تماسك شعبنا في المهاجر القسرية ، فليس بإمكان أي كان تجاهل أكثر من نصفنا ، و بعض ذلك النصف يعاني من ويلات القتل و الجوع و التشرد و الإهمال المتعمد ، أنظروا الى ويلات أبناء شعبنا في مخيمات سوريا ، فهم بين قتيل او مشرد او جائع ، و حتى غريق في البحر المتوسط ، أنظروا الى كبرياء و عنفوان شعبنا في مخيمات لبنان ، و فكروا قليلا لماذا كل هذا الإهمال المتعمد ، و كل ذلك النفاق الفلسطيني السياسي ، و كيف للقيادة الفلسطينية أن تطالب بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان و تركها نهبا لطغيان و إرهاب قوى التطرف المسلحة من داعش و القاعدة و أخواتها .
ليس بيننا من لا يدعم و يتمنى وحدة لبنان شعبا و أرضا و سيادة وطنية خالصة ، فهذا البلد الكريم و شعبه النبيل تحملوا الكثير من أجلنا خلال العقود السبعة الماضية ، لكن لبنان الشقيق مثل معظم دولنا الوطنية يمر بوضع دقيق ، فهناك الإرهاب و التطرف المسلح ، و بعض تلك البؤر الإجرامية وجدت لنفسها موضع قدم و تحصنت داخل مخيمات شعبنا ، و بدلا من أن نكون قوة فعلية مستعدة لمواجهة ذلك المستجد الخطير بالتنسيق و التعاون مع الدولة اللبنانية ، نرى و نلمس نزوعا إنهزاميا خطيرا من شأنه تمكين قوى الظلام الإرهابية من رقاب أهلنا في المخيمات ، و إحراج مؤسسات الدولة اللبنانية بدفعها الى مواجهة الاٍرهاب مجردة من حليفها الفلسطيني .
الأصل في معالجة الموضوع أخواتي و أخوتي هو التعاون مع الدولة اللبنانية ، تعاون يبسط أمنا لا يخل بسيادة الدولة اللبنانية ، تعاون نؤدي فيه واجبنا إزاء أهلنا الصامدين في المخيمات و نفي لبنان حقه في كرم الضيافة و قدرة الإحتمال ، تعاون تؤدي فيه الدولة اللبنانية قسطها الكريم من تخفيف أعباء أهلنا الإقتصادية و المعيشية ، و يمنحهم متسعا أرحب لحرية العمل و التنقل ، تعاون يلزم العرب و العالم بواجبات فعلية و خطط تنموية حقيقة كريمة تليق بشعب و جمهور حمى الثورة الفلسطينية بالدم و النار .
أخواتي و أخوتي
أطلت عليكم كثيرا ، و إني لأفعل ذلك بحكم دقة و حراجة الموقف الراهن ، لأن فتح إما أن تكون الآن ، أو من الصعب أن تكون أبدا ، و لكن لا بد من فصل الختام ، و أقصد به مستقبل الحرب و السلام مع إسرائيل ، و ليس سرا بأن فلسطين لا تكابد إنقساما حول مبادئ السلام و حل الدولتين ، فذلك موضع إجماع حركي و وطني ، و الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية هو هدف وطني يحظى بشبه إجماع وطني .
و لكننا أمام مشكلتين، واحدة مع المحتل الاسرائيلي ، الذي يرفض السلام على أساس حل الدولتين طبقا لقرارات الشرعية الدولية ، و يعمق الإنزلاق الواقعي الى الدولة الواحدة المتعددة النظم و القوانين و من شأن ذلك تعميق الصراع و ليس حله .
و الثانية تكمن في سياسات القيادة الفلسطينية الراهنة و سعيها لتخدير الشعب بإعتماد مبدأ انتظار ما لن يأتي أبدا ، ففي واقع الأمر أن ما يحدث ليس إنتظار ، بل تعايشا مع المحتل عبر شبكة المصالح الأمنية و الشخصية ، فالوضع الراهن يكاد أن يكون مثاليا لطرفين حاكمين أختارا الجمود و التجميد السياسي ، في حين يواصل الإحتلال طغيانه الإستيطاني و القمعي دون أن يجابه الا ببيانات و كلام لم يعد أحدا يكترث به .
و لا أجد ضرورة لإقتراح بدائلا جديدة للنهج المسيطر ، لأن تلك البدائل نوقشت و أتفق عليها مرارا و تكرارا ، بدء من وثيقة أبطالنا الأسرى ، مرورا بحقوقنا المكتسبة في قرار قبول فلسطين في الجمعية العامة ، وصولا الى قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، و علينا أن نسأل من عطل و يعطل كل تلك الأسلحة ، و لمصلحة من ؟
و ما جدوى أي تهديد أو وعيد يترافق مع تعطيب و تعطيل أوراق القوة و الإجماع ؟
أخيرا ، و مرة أخرى أتمنى لإجتماعاتكم كل التوفيق و النجاح دفاعا عن فتح و وحدتها و دورها القيادي الفاعل ، مؤكدا لكم بأن جموع فتح تشخص بأبصارها اليوم الى حيث تلتقون ، و تلك مسؤولية جسيمة يتحدد في ضوئها الكثير من المستقبل العاجل ، كما أدعو كل أبناء الحركة الشرفاء الغيورين و الأمناء على ميراث الشهداء و أحلام و طموحات شعبنا أن يقفوا صفا متراصا و يدا واحدة خلال إجتماعاتكم رافعين شعارا واحدا مقدسا ، شعار " وحدة فتح ضرورة وطنية "
عاشت فتح قوية موحدة
عاشت فلسطين حرة أبية
المجد و الخلود لشهدائنا الأبطال و الحرية لأسرانا البواسل .
و أنها لثورة حتى النصر
Comments
Post a Comment