Skip to main content

( ضيفا على نفسي احل )-------- السرالسيد

( ضيفا على نفسي احل )
السرالسيد


هذا العنوان في الأصل صورة شعرية للشاعر محمود درويش جاءت في قصيدة "على محطة قطار سقط عن الخريطة " المنشورة في ديوانه الأخير ( لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي ) الصادر عن "رياض الريس للكتب والنشر" ..هذه الصورة البديعة تلقفتها روحي وأنا أطالع هذا الديوان ثم قفزت عنوة إلى هذا المقال لا لكي اكتب عن القصيدة ولا لكي اكتب عن الديوان او عن عالم درويش الشعرى...قفزت فقط لانها حفزت فى التأمل..تأمل الوجود وتذوقه وملامسة الحياة والاحتفاء بها.."ضيفا على نفسى احل" صورة صوفية تفيد الانقسام المؤقت بينك وبين نفسك فكانك شئ ونفسك شيئا اخر فانت ضيف حل عليها...هذه الضيافة التى تحمل الكثيرمن معانى الفرح والحزن /النجاح والفشل/الصحة والمرض/الضعف والقوة /الخير والشر..تحمل معنى المكابدة في بلاغتها...ضيافة فى زمنها الوجودى تمتد من الازل الى الخلود...ضيافة تتداخل فيها ازمان الحياة وازمان الموت لتصنع مجتمعة زمنك الذي تحياه والذي يعنى ان تحل ضيفا على نفسك لترى ما يرى وما لا يرى..أنت ونفسك ضيفان يزوران بعضهما فى بيت كبير هو الوجود او فلنقل الحياة..أنت ونفسك تعيشان الحياة وتكابدان البحث عنها لذلك تموتان وتحيان وتحيان وتموتان فالحياة والموت فعلان سرمديان يبدأ الأول من حيث ينتهي الثاني ويبدأ الثاني من حيث ينتهي الأول وهكذا في صيرورة تمنح الكون إيقاعه وشاعريته وتمنح الحياة عنفوانها والموت جمالياته.
"ضيفا على نفسي احل" صورة للانقسام والبعثرة وفى نفس الوقت صورة للتحالف مع مفردات الوجود جميعا..الجبال والأنهار والأشجار والحجارة..الناس والدواب والسموات والأرض والنجوم والأفلاك والكلام...صورة تجعل الموت ضيفا يحل على الحياة وتجعل الحياة ضيفا يحل على الموت وبين أن تحل ضيفا على نفسك وبين أن يحل الموت ضيفا على الحياة والحياة ضيفا على الموت تكمن شاعرية الوجود وبلاغته ويصبح الشاعر هو من يستطيع أن يصنع للحياة الخلاقة جناحين رشيهما الحياة والموت.
"ضيفا على نفسي احل" حالة من الحضور والغياب يغيب عنها اليقين الزائف وتتسع لتشمل كل الناس والطبيعة والتاريخ فكأنها قصيدة لا تنتهي.

( ضيفا على نفسي احل )
وهناك ما يكفى من الكلمات كي يعلو المجاز
على الوقائع كلما اغتم المكان أضاءه
قمر نحاسي ووسعه.أنا ضيف على نفسي
ستحرجني ضيافتها وتبهجني فأشرق بالكلام
وتشرق الكلمات بالدمع العصي ويشرب الموتى مع الأحياء
نعناع الخلود ولا يطيلون
الحديث عن القيامة
لا قطار هناك...لا احد سينتظر القطار

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...