Skip to main content

تحسس عارك قبل أن تلوم أوروبا------

تحسس عارك قبل أن تلوم أوروبا

2015-08-29 | وائل قنديل- العربي الجديدتحسس عارك قبل أن تلوم أوروبا
كم عاصمة عربية أشاحت وجهها، وأغلقت أبوابها، وعبست وتولت حين أتاها سوريون، نازحين من مجازر بشار الأسد؟
كم نظاماً عربياً تشدد وتعنت واتخذ التدابير لمنع تدفق النازحين السوريين إليه، خوفاً على أمنه الداخلي، وتركيبته السكانية، أو من أجل الإبقاء على مساحة من الدفء مع نظام شرّدهم؟
كم مرة ضبطت نفسك متلبساً في التفكير في السوريات النازحات، باعتبارهن مشاريع زواج سهل وميسر من نساء يضرب بهن المثل في كيف تكون الزوجة المحترمة؟
كم مرة امتلكت الجرأة، لكي تهتف في وجه حكومتك التي تلفظ السوريين الفارّين من الجحيم، وتطالب باستضافتهم ومعاملتهم مثلك، كمواطنين؟
كم مرة صرخت فيهم: ألا تخجلون، حين تقارنون بين ما تفعله تركيا من أجل السوريين وما تفعلونه ضدهم؟
ماذا فعلت، كمواطن عربي، وكنظام عربي، من أجل السوريين، قبل أن تذرف الدموع على مأساة الموت بالجملة على ظهر قوارب، أو في جوف حافلات، وشاحنات، على حدود أوروبا؟
أن تضج عواصم العرب بالسوريين، وأن تكفهر وجوه حكومات العرب، إذا ما فكّر سوري في الالتجاء إليها، فهذا هو العار نفسه. وبالتالي، ليس من حق هؤلاء أن يعطوا دروساً لأوروبا في الرحمة والنخوة، إذا كانوا هم أنفسهم أول من تجرّد من هذه الرحمة، وتخلى عن النخوة، وسكت، بل شارك في صناعة عذابات السوريين والسوريات من الأطفال والشيوخ والنساء.
لعلك تذكر أنه منذ مأساة مخيم الزعتري على الحدود الأردنية السورية، في ذلك الشتاء الوغد من العام 2013، والتضامن العربي في مجمله لم يخرج عن عروض زواج، منخفض التكاليف، تستوي في ذلك عمّان مع القاهرة، مع غيرها من عواصم طفحت فيها مكاتب الزواج والسمسرة على السوريات.
في هذا المخيم كان يتكدس أربعة وستون ألفاً من السوريين، معظمهم أطفال ونساء، وحسب إدارة التعاون والعلاقات الخارجية للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، فإن الأمطار الغزيرة كانت تلتهم الخيام بالعشرات، كما تلتهم النار الحطب.  
في ذلك الوقت، قلت إنه، وبامتداد خريطة الدول العربية، ستجد عشرات آلاف من النازحين السوريين، في مخيمات بائسة، وبعضهم على أبواب المساجد يطلبون الغوث والمساعدة، فيما نشط تجار الزواج السهل السريع في السمسرة على السوريات اللاجئات، حتى اللاتي لم يغادرن طفولتهن، بعد أن أصبحن سلعاً في هذه السوق القذرة، وكأن من العرب من انسلخ عن قيم وأخلاق لطالما تغنى بها الشعراء والمتكلمون.
كان الرئيس محمد مرسي تحت حصار الثورة المضادة والدولة العميقة في قصر الاتحادية، وكانت الثورة السورية قد بدأت تدفع الثمن في القاهرة، منذ هتف محمد مرسي "لبيك يا سورية"، في خطبة الاستاد الشهيرة، بعد أن أصدر تعليمات بمعاملة الطلاب السوريين في التعليم معاملة المصريين، وقد أعلن كثيرون وقتها أن الوقت حان لتكون مساعدة الأشقاء السوريين اللاجئين في مصر مشروعاً تتبناه وتنظمه وتشرف عليه أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدنى، كي لا نترك هؤلاء نهباً للتجار والقراصنة وسؤال اللئيم، خصوصاً في ظل ما يعرفه التاريخ عن السوريين من عزة النفس والكبرياء.
وبعد أكثر من عامين، تكشف الوقائع اليومية أن أكثر من عانى من الانقلاب العسكري، المدعوم من أثرياء العروبة، وأوغاد مشروع الهيمنة الصهيونية، هم السوريون الذين يدفعون الثمن في الداخل العربي، أضعاف ما يدفعونه على أبواب دول اللجوء الأوروبي.
إن ربع ما أنفقته عواصم عربية على دعم انقلاب السيسي وتثبيته في الداخل، وتسويقه في الخارج، كان يكفي لإنهاء مأساة النزوح السوري، فلا تلوموا النمسا، ولا ألمانيا، وسواهما من دول أوروبية، يموت السوريون بالعشرات، قبل ملامسة حدودها، بل لوموا من سقطوا في اختبار النخوة والإنسانية في بلاد العرب.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe