Skip to main content

أساطير صغيرة -----منصور الصويِّم----- مأمون.. المبادر المحب

*أساطير صغيرة
منصور الصويِّم
مأمون.. المبادر المحب
أكاد أجزم أن ما يقدمه الشاعر والكاتب الشاب مأمون التلب، يوازي في معناه وقيمته ومبناه، بعض الذي تقدمه وزارات الثقافة في بلدان مجاورة وما يفترض أن تقدمه هذه الوزارات هنا في بلدنا؛ وأعني تلك المبادرات الثقافية المبدعة التي ظل يدفع بها هذا الشاب بين الفينة الأخرى ويسهم من خلالها في إثراء الواقع الثقافي وضخ روح الحياة في مفاصله (المجدبة)، يعمل طوعيا وبإخلاص كبير ومحبة تتعدى دوائره الخاصة لتشمل كل مهتم ومهموم بالنشاط الثقافي في هذه البلاد؛ بداية من النشر، بيع الكتاب وتبادله، العروض التشكيلة والمسرحية والموسيقية، وليس انتهاء بمهرجانات الشعر المتحررة في الفضاء العام دون قيد أو تخصيص، بل بانفتاح على جميع التجارب ولكل المثقفين في أكبر عملية تحريض إبداعية شهدتها البلاد في سنواتها الأخيرة.. رجل يكافح الجمود بالحركة والعمل، ويلجم التفكك بالمحبة وتشييد الجمال.
العمل في المجال الثقافي الطوعي منهك ومرهق ويحتاج قدرا كبيرا من التفرغ والتفكير الإبداعي الإيجابي والغيرية والكثير جدا من المحبة؛ لذا من يمارسون الأنشطة الثقافية الطوعية بإخلاص والتزام ولوجه الثقافة، قليلون جدا، وحتى هؤلاء ضمان استمراريتهم تكاد تكون شبه مستحيلة في بلد مثل السودان، يعاني فيه الناس ما يعانون في سبيل العيش بكرامة، ويكابدون في كل يوم ظروفا قهرية صادمة تدفعهم لهجران كل شيء (عام، إبداعي، ثقافي،...) جريا وراء الرزق. بيد أن التلب يبدو مختلفا عن هؤلاء، مصرا على النحت في الحجر وتقديم تجارب مختلفة تؤكد للكسالى واليائسين أن الإبداع ممكن وأن الحياة ستستمر بالحب والتنادي والعمل الجماعي الخالص دون رياء أو جريا وراء مكاسب مادية مشبوهة تأتي من هنا أو هناك.
بداية من التجربة الأولى مبادرة (برانا) للنشر، وإلى المحاولة الأخيرة (الحركة الشعرية)، أسهم مأمون التلب مع آخرين يشاركونه الهم الثقافي؛ في جعل الفعل الثقافي الجماعي شأنا ممكنا بعيدا عن الجهات الرسمية (العاجزة) وتعقيداتها، كما ساعدت هذه في التعريف بأصوات إبداعية (شعرية، موسيقية، سردية، تشكيلية) جديدة، وربما أهم ما أضافته هذه التجارب المغامرة هو تشجيع شباب آخرين في أن يسلكوا ذات الدرب ويؤسسوا لمبادراتهم الخاصة؛ سواء في الخرطوم أو بقية ولايات السودان، أو حتى بين السودانيين الموجودين في دول المهجر والاغتراب.
المنضمون لمواقع التواصل الاجتماعي ومن لهم صلة بمدونات الإنترنت، لابد وأن يكون حساب التلب على فيس بوك ومدونته الرسمية "طينيا"، إحدى خياراتهم للصداقة والمتابعة والمشاركة، ففي حسابه ومدونته يمارس هذا الشاب مهام الوزارة الغائبة في السودان – الثقافة – بامتياز سواء عن طريق مقالاته التي تشتغل حول مواضيع تتعلق بالسلم الاجتماعي، وإشاعة المحبة بين أفراد المجتمع، والارتباط العملي العقلاني بتراب هذه البلاد، إضافة إلى اقتراحاته التي لا تنضب عن مشاريع ثقافية ومبادرات إبداعية تحقق حال إنجازها النجاح المطلوب والمتوقع؛ أو عن طريق كتاباته الشعرية والنقدية وإحالاته المستمرة والمشجعة على القراءة لكتاب آخرين ومدونات أخرى وأنشطة مشابهة، نشاط كبير وعظيم مبذول كتابة يقدمه التلب؛ بدأت بذرته في الملف الثقافي المتفرد بصحيفة الأحداث (تخوم) وتوالت أشجاره في الإثمار حتى وقتنا هذا. وأخيرا.. هذه دعوة، للمشاركة وحضور فعالية (الحركة الشعرية) المقبلة، يوم الخميس 10 سبتمبر 2015م في ساحة أتنيه.
شارك، اقرأ أشعارك، واستمع لآخرين يبادلونك الشعر بالحب.
*زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي)

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe