صحيفة الجريدة عدد اليوم الأربعاء 2/9/2015
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
مؤتمرات مسرحية ... ؟ !! - - هيثم الفضل
** إبنتي الصغيرة البالغة من العمر أربعة أعوام تقريباً ، و قد عوّدتها أن أصطحبها و باقي أفراد الأسرة ، إلى عدد من المسارح بالعاصمة كلما ما جد جديد بالساحة الدرامية بالعاصمة نظراً لحبي الشديد و إنتمائي الثقافي لهذا الفن منذ أمد بعيد و كنت قد إكتسبت هذا الإهتمام بالمسرح من والدي رحمه الله الذي كان يفعل معنا أنا و أخوتي مثل ما افعل الآن بخصوص الذهاب إلى المسرح من حين إلى آخر ، عودةً مرة أخرى إلى إبنتي الطفلة البريئة و التي فاجئتني و أنا أتصفح صحيفة يومية على إحدى صفحاتها صورة لمؤتمر رسمي لا داعي لذكره فحواها مجموعة من الأفندية و المتألقين بالبدل و الكرفتات يجلسون في مواجهة منصة المؤتمر ثم إذا بطفلتي الصغيرة تقول في جدية تشوبها براءة الأطفال ( يا بابا شوف المسرح ) .. فعلاً شر البلية ما يضحك ، طفلتي لا تعلم أنها أصابت ببراءتها عين الحقيقة ووجهها المظلم ، فالشاهد أن معظم مؤتمرات و إجتماعات زماننا الفقير هذا هي مجرد مسرحيات للعرض الإعلامي و لايوجد في بواطن أعمالها من ما تناقشه من مشكلات أية أدوات جادة لتحقيق تلك الشعارات الهتافية الحالمة التي غالباً ما تردد ، بحيث أصبحت المؤتمرات و الإجتماعات في أدبياتنا الإدارية و السياسية غايةً في حد ذاتها و مناسبة لبعض المفلسين للظهور و التسلق للوصول إلى ما لا يستحقون ، كما أنها أيي المؤتمرات تمثل في جانب من ظلامياتها مسرح المأساة التراجيدي الذي يصور عيوب قياداتنا و مسئولينا و منظرينا على أنها محامد و إنجازات لمجرد الموهبة في الخطابة و القدرة على التعبير عن الأفكار بصورة جيدة و التي في نهاية الأمر لن يكون لها وجود على الواقع .. حقيقة إبنتي العزيزة أن المؤتمرات ( مسرح وهمي ) لا طعم له و لا إبداع .. و غداً ستكتشفين أن أركاناً باذخة في حياتنا هي أيضاً ليست إلا محض أكاذيب و مسرحيات ممجوجة و سيئة الإخراج .
** من باب بيان أن المحليات أصبحت تتفنن في إكتشاف و تفعيل كل سكنة و حركة إجتماعية للمواطن السوداني لتستغلها بكفاءة و براعة غير عادية في تحصيل الأموال و الرسوم من جيبه البالي ..إستوقفني ما يتم من إغلاق لشوارع مسلفته و شبه رئيسية لنصب خيمة فرح أو عزاء ، و ذلك لمجرد الحصول على تصديق و دفع الرسوم كما يمكن أن تزوِّدك شرطة المرور بفرد من أفرادها لكبح جماح من يحتج على ( قطع الطريق ) .. لمجرد أن ببيتكم مناسبة ، من أعطى الجهات ذات الإختصاص الحق في تقديم المصلحة الخاصة على العامة بالتصديق و تحصيل الرسوم ، و هل يجوز لتلك الجهات (إيجار ) شارع عمومي لمصلحتها الخاصة و من سيكون المسئول عن المضار و الحوادث و التأخير و التكدس الذي يحدث للمركبات و المارة جراء هذ الفعل الذي لا يمت إلا لقائمة طويلة و عريضة من أوجه التخلف الحكومي في مجال الإعتداد بالتشريعات و القوانين و الأعراف .
** قناة النيل الأزرق بقدر ما تتفانى في إعادة إنتاج أغنيات العمالقة بأصوات آخرين من الشباب الذين يصيب بعضهم و يفشل منهم كثير ، أدعوها لبذل بعض الجهود في مجال رفد إرشيفها ( الخاوي ) بالجديد من الأعمال ، بذلك تكسب وجودها في قائمة المؤسسات الصانعة للفنون التي تستحق ، و من المكتسبات أيضاً تشجيعها و حثها للعديد من الشباب لخلع عباءة ترديد أغاني الغير و السعي للحصول على جهدهم و كدهم الخاص .
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
مؤتمرات مسرحية ... ؟ !! - - هيثم الفضل
** إبنتي الصغيرة البالغة من العمر أربعة أعوام تقريباً ، و قد عوّدتها أن أصطحبها و باقي أفراد الأسرة ، إلى عدد من المسارح بالعاصمة كلما ما جد جديد بالساحة الدرامية بالعاصمة نظراً لحبي الشديد و إنتمائي الثقافي لهذا الفن منذ أمد بعيد و كنت قد إكتسبت هذا الإهتمام بالمسرح من والدي رحمه الله الذي كان يفعل معنا أنا و أخوتي مثل ما افعل الآن بخصوص الذهاب إلى المسرح من حين إلى آخر ، عودةً مرة أخرى إلى إبنتي الطفلة البريئة و التي فاجئتني و أنا أتصفح صحيفة يومية على إحدى صفحاتها صورة لمؤتمر رسمي لا داعي لذكره فحواها مجموعة من الأفندية و المتألقين بالبدل و الكرفتات يجلسون في مواجهة منصة المؤتمر ثم إذا بطفلتي الصغيرة تقول في جدية تشوبها براءة الأطفال ( يا بابا شوف المسرح ) .. فعلاً شر البلية ما يضحك ، طفلتي لا تعلم أنها أصابت ببراءتها عين الحقيقة ووجهها المظلم ، فالشاهد أن معظم مؤتمرات و إجتماعات زماننا الفقير هذا هي مجرد مسرحيات للعرض الإعلامي و لايوجد في بواطن أعمالها من ما تناقشه من مشكلات أية أدوات جادة لتحقيق تلك الشعارات الهتافية الحالمة التي غالباً ما تردد ، بحيث أصبحت المؤتمرات و الإجتماعات في أدبياتنا الإدارية و السياسية غايةً في حد ذاتها و مناسبة لبعض المفلسين للظهور و التسلق للوصول إلى ما لا يستحقون ، كما أنها أيي المؤتمرات تمثل في جانب من ظلامياتها مسرح المأساة التراجيدي الذي يصور عيوب قياداتنا و مسئولينا و منظرينا على أنها محامد و إنجازات لمجرد الموهبة في الخطابة و القدرة على التعبير عن الأفكار بصورة جيدة و التي في نهاية الأمر لن يكون لها وجود على الواقع .. حقيقة إبنتي العزيزة أن المؤتمرات ( مسرح وهمي ) لا طعم له و لا إبداع .. و غداً ستكتشفين أن أركاناً باذخة في حياتنا هي أيضاً ليست إلا محض أكاذيب و مسرحيات ممجوجة و سيئة الإخراج .
** من باب بيان أن المحليات أصبحت تتفنن في إكتشاف و تفعيل كل سكنة و حركة إجتماعية للمواطن السوداني لتستغلها بكفاءة و براعة غير عادية في تحصيل الأموال و الرسوم من جيبه البالي ..إستوقفني ما يتم من إغلاق لشوارع مسلفته و شبه رئيسية لنصب خيمة فرح أو عزاء ، و ذلك لمجرد الحصول على تصديق و دفع الرسوم كما يمكن أن تزوِّدك شرطة المرور بفرد من أفرادها لكبح جماح من يحتج على ( قطع الطريق ) .. لمجرد أن ببيتكم مناسبة ، من أعطى الجهات ذات الإختصاص الحق في تقديم المصلحة الخاصة على العامة بالتصديق و تحصيل الرسوم ، و هل يجوز لتلك الجهات (إيجار ) شارع عمومي لمصلحتها الخاصة و من سيكون المسئول عن المضار و الحوادث و التأخير و التكدس الذي يحدث للمركبات و المارة جراء هذ الفعل الذي لا يمت إلا لقائمة طويلة و عريضة من أوجه التخلف الحكومي في مجال الإعتداد بالتشريعات و القوانين و الأعراف .
** قناة النيل الأزرق بقدر ما تتفانى في إعادة إنتاج أغنيات العمالقة بأصوات آخرين من الشباب الذين يصيب بعضهم و يفشل منهم كثير ، أدعوها لبذل بعض الجهود في مجال رفد إرشيفها ( الخاوي ) بالجديد من الأعمال ، بذلك تكسب وجودها في قائمة المؤسسات الصانعة للفنون التي تستحق ، و من المكتسبات أيضاً تشجيعها و حثها للعديد من الشباب لخلع عباءة ترديد أغاني الغير و السعي للحصول على جهدهم و كدهم الخاص .
Comments
Post a Comment