هل من تحية لحامد محمود
عدوليس ـ ملبورن
مفارقات المشهد الإريتري كثيرة ، موغلة في سرياليتها وغرائبيتها وعبثها . إريتريا الشعب يقدم عدة صور متناقضة ، بلد للبطولات والتضحيات العظيمة ونكران الذات الذي يقترب من القديسين ، بلد عواتي وعبده محموداي وألم مسفن وملائكي تخلي وإدريس رمضان ومعشو أمباي والقائمة بحجم الجغرافية المروية بالدم والعرق ، بلد تغنى له سميح القاسم وكجراي ومحمد مدني
وعبدالرحمن سكاب ينكمش على نفسة ويتراجع ليقدم صورة أخرى .. بلد تحكمة عصابة دموية دون دستور سوى قوانينها الإجرامية ..ولا تسأل عن الحريات ... بلد يهيم شبابة في كل مكان .. شباب أصبحوا مضربا للأمثال في تقديم أجسادهم المكدودة طعاما لحيتان المتوسط ، وسماسرة بيع الأعضاء البشرية . بلد تنكر حكامه لكل ما يربطهم بنضال الشعب ، ليحكموا بالحديد والنار . بلد يمشى قادة نضاله الأبطال الذين اخرجوه للنور بين الناس ولا أحد يعرفهم.. تتكالبت عليهم أمراض الشيخوخة ولا أحد يلتفت إليهم سوى من رحم ربي !!. من هؤلاء المناضل العسكري الكبير حامد محمود الشهير بـ (عنجة ) . من منا لايعرف عنجة وتاريخه النضالي الطويل . هذا الرجل .. الطيب المعشر و القامة النضالية السامقة أعطي كل شبابه وجهد لنا وورث عدد من الأمراض يكابدها وحده ومع ذلك يشد من أزر وهمة الشباب ويتحدث بفخر عن جبهة التحرير الإريترية . تلقى العلاج في مركز ابوفايد للعلاج الطبيعي بمدينة كسلا ، هو نفسه حامد عنجة يضحك ويلقي بملحه المحببة ،وهو يتلقى العلاج غير مبتعد من السياسة وقطعا اريتريا في كل ذلك في القلب . حامد عنجة المتجاسر دائما على مشكلاته الخاصة ، في مثل هذا الأيام كان يفترض ان يمشي مجللا بأكاليل الغار وفي صدرة نياشين العزة والفخار ، لا ترهقه مشاوير البحث عن علاج ولا دواء ولا التصاريف اليومية كما هو حاله الآن !. عنجة ليس إلا نموذجا لعدد كبير من المناضلين من كل الفصائل الإريترية بما في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا . تحية لكل مناضلي الثورة الإريترية .. الخلود للشهداء الأبرار . اقولها على إستحياء شديد .
Comments
Post a Comment