محمود زيات -
الشعور العام لدى جمهور المستوطنات الصهيونية، وبخاصة المستوطنات المبنية في الشمال الفلسطيني المحتل، عند تخوم جنوب لبنان، هو فقدان قوة الردع الاسرائيلية وتراجع الهيبة العسكرية للاحتلال، وهو شعور يسيطر على العقل الاسرائيلي منذ العام 2000 يوم تحررت معظم مناطق الجنوب، والآخذ الى التراجع منذ الحرب على لبنان عام 2006.
وفي هذا السياق، نشر موقع «والاه» الصهيوني بحثاً أجراه المعهد الاكاديمي عن المستوطنين في الجنوب ( لجهة قطاع غزة) ومستوطني ما سُمي «خط المواجهة» في الشمال ( على تماس مع جنوب لبنان)، أظهر انه لا يوجد فارق في مستوى «المناعة القومية» للمستوطنين في المنطقتين. وذلك، على الرغم من مرور حوالى تسع سنوات على «حرب لبنان الثانية، تشير النتائج الى وجود فجوة متناقضة بين مستوى الثقة المنخفضة جداً تجاه المؤسسات الاسرائيلية وبين التعاطف مع اسرائيل، «حب الارض» والثقة بـ «الجيش الاسرائيلي»، بحسب المصطلحات التي وردت في الاستطلاع.
ويقول رئيس قسم علم النفس في المعهد البروفيسور شاؤول كمحي، «يبدو ان سنوات الهدوء التي تلت «حرب لبنان الثانية»، لم تخفف من قلق سكان الشمال، وهم يبدون القلق، ليس فقط الخوف من «الانفاق الهجومية» في الشمال، بل خوفاً عاماً ظهر على خلفية التوترات الامنية التي تسود في الشمال من حين الى آخر»، ويضيف: هناك تفسير آخر لهذا المعطى المفاجئ وهو انه «في اللحظة التي كانت فيها العملية في غزة وتساقط الصواريخ في الجنوب، اثار الامر وسط «سكان» الشمال الشعور بالتعاطف والشراكة في المصير، «السكان» خبروا مرة أخرى ما مروا فيه خلال «حرب لبنان الثانية». وأضاف «الامر الثالث المشترك بين الجميع هو الخوف من حرب مستقبلية، بهذا المعنى «السكان» يخافون بشكل خاص في مطر الصواريخ، الخوف من وجود انفاق هو مجرد حافز آخر لذلك».
ويوضح البروفيسور كمحي ان ما اسماه «الفجوة الاستثنائية» في اسرائيل بين مستوى الثقة المنخفض بمؤسسات اسرائيل وبين التعاطف المرتفع مع «الدولة» والثقة بالجيش الاسرائيلي فريد في نوعه لإسرائيل.
وفي شهادة احد مستوطني «افيفيم» المحاذية تماما لبلدة مارون الراس في جنوب لبنان، يقول اليعازر بيتون حتى «حرب لبنان الثانية» ( العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006 )، اعتمدت على قيام «اسرائيل» بمتابعتها للامور وانها تعرف بالضبط ما يحدث، كنت اظن انهم يحافظون علي من خلفي امامي ومن جانبي. انا لا استخف بالمؤسسة الامنية، ولكن بعد أن كدت أن اقتل خمس مرات، فتح هذا الامر عيني».
...ومحللو ابحاث الامن القومي الصهيوني متخوفون ايضا
يأتي هذا الاستطلاع، في وقت تبرز داخل الكيان الصهيوني خشية من طبيعة المواجهة المقبلة مع حزب الله، ويحذر خبراء عسكريون استراتيجيون صهاينة، في ندوة عبر تلفزيون العدو، من اي مغامرة اسرائيلية في خوض الحرب الثالثة مع لبنان، وتوقعوا مفاجآت جديدة لاسرائيل، غير متوقعة، ستظهر مع الحرب الجديدة مع حزب الله، كاقتحام قوات عسكرية للحزب منطقة الجليل الفلسطيني المحتل.
ويقول المحلل في مركز ابحاث الامن القومي الاسرائيلي دودي سيمانتوف ان حزب الله سيكشف عن القواعد الجديدة التي وضعها هو، وهو يغير الوضع لمنعنا من هزيمته، وتحقيق انتصار فعلي علينا، وهو تحدث عن صواريخ دقيقة جدا، يتحدث حزب الله عن احتلال جديد لمناطق، (في اشارة الى الجليل الفلسطيني المحتل )، ونحن نجد انفسنا في حالة دفاعية بدل الهجوم ويدفعنا حزب الله الى السقوط في الافخاج التي اعدها لنا. ان ما يحصل اليوم معنا اننا ما زلنا نتطلع الى الحرب السابقة في غزة وفي لبنان، فيما الطرف الاخر يعزز قوته ويطورها، ويتطلع الى الحرب المقبلة، ويعد لنا الافخاخ كي نسقط فيها.
اما الباحث الصهيوني عوفر عيناف فيعتبر ان وجود حزب الله في هضبة الجولان في المعركة الدائرة مع محور (الرئيس السوري بشار) الاسد وايران، ربما يشكل مع السيطرة على الجولان، مفاجأة استراتيجية لنا، حيث سيكون حزب الله على مثلث الحدود قريبا من طبريا، وليس فقط في جنوب لبنان، ويشكل جبهة شمالية متكاملة. ويضيف.. المفاجأة التي يعدها حزب الله لنا، كالسيطرة على الجليل مثلا، وهذا ما يتحدث عنه (امين عام حزب الله السيد حسن) نصرالله منذ العام 2011، وهذا امر دعائي ولكنه جدي في ما يقول، وربما يعد لنا حزب الله مفاجأة لم نر مثيلا لها في حرب العام 2006.
وعود انتخابية للمستوطنين قرب الحدود مع لبنان: سننقل اموال الاستيطان الى خط المواجهة مع «حزب الله»
ولأن قادة الاحتلال ادمنوا القاء مسؤولية فشلهم العسكري في الجبهة الشمالية المقابلة لجنوب لبنان، على غيرهم من القادة السياسيين، اتت اتهامات من نوع جديد، لتكشف بعض خبايا المشهد المأزوم والمهزوم الذي يسيطر على الكيان الصهيوني، منذ عملية مزارع شبعا التي نفذها حزب الله ردا على العدوان على القنطرة، قام فريق من صقور حزب العمل الاسرائيلي المناهض لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ومن بينهم تسيبي ليفني التي انهزمت وفريقها السياسي خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006، بجولة على الحدود مع لبنان، والتقوا رؤساء بلديات المستوطنات الذين اتهموا نتنياهو بالاصرار بقدرة الردع الاسرائيلية، على الجبهة الشمالية مع «حزب الله»، مقابل فشل في الجبهة الجنوبية مع «حماس»، وقال رئيس حزب العمل الصهيوني يتسحاق هرتسوغ ان الفشل في غزة اضر بشكل خطير بردع اسرائيل مقابل «حزب الله» على الجبهة الشمالية.
وزعمت ليفني خلال الجولة انها كانت في مركز اتخاذ القرار في ثلاثة حروب وعشرات العمليات العسكرية، وشاهدت عن قرب مدى اهمية الساحة الدولية من اجل منح الجيش الاسرائيلي الهامش العملي لتحقيق الانتصار، من دون ان تذكر اي انتصار تقصد(!)، لكنها لم تنس ان تطلق وعودا انتخابية للمستوطنين في الشمال، المصابين بالهلع من قدرات حزب الله المتمركزة قبالة منازلهم، فقالت ان كل الأموال التي أرسلت إلى خزانة الاستيطان سننقلها إلى الضواحي وخط المواجهة
الشعور العام لدى جمهور المستوطنات الصهيونية، وبخاصة المستوطنات المبنية في الشمال الفلسطيني المحتل، عند تخوم جنوب لبنان، هو فقدان قوة الردع الاسرائيلية وتراجع الهيبة العسكرية للاحتلال، وهو شعور يسيطر على العقل الاسرائيلي منذ العام 2000 يوم تحررت معظم مناطق الجنوب، والآخذ الى التراجع منذ الحرب على لبنان عام 2006.
وفي هذا السياق، نشر موقع «والاه» الصهيوني بحثاً أجراه المعهد الاكاديمي عن المستوطنين في الجنوب ( لجهة قطاع غزة) ومستوطني ما سُمي «خط المواجهة» في الشمال ( على تماس مع جنوب لبنان)، أظهر انه لا يوجد فارق في مستوى «المناعة القومية» للمستوطنين في المنطقتين. وذلك، على الرغم من مرور حوالى تسع سنوات على «حرب لبنان الثانية، تشير النتائج الى وجود فجوة متناقضة بين مستوى الثقة المنخفضة جداً تجاه المؤسسات الاسرائيلية وبين التعاطف مع اسرائيل، «حب الارض» والثقة بـ «الجيش الاسرائيلي»، بحسب المصطلحات التي وردت في الاستطلاع.
ويقول رئيس قسم علم النفس في المعهد البروفيسور شاؤول كمحي، «يبدو ان سنوات الهدوء التي تلت «حرب لبنان الثانية»، لم تخفف من قلق سكان الشمال، وهم يبدون القلق، ليس فقط الخوف من «الانفاق الهجومية» في الشمال، بل خوفاً عاماً ظهر على خلفية التوترات الامنية التي تسود في الشمال من حين الى آخر»، ويضيف: هناك تفسير آخر لهذا المعطى المفاجئ وهو انه «في اللحظة التي كانت فيها العملية في غزة وتساقط الصواريخ في الجنوب، اثار الامر وسط «سكان» الشمال الشعور بالتعاطف والشراكة في المصير، «السكان» خبروا مرة أخرى ما مروا فيه خلال «حرب لبنان الثانية». وأضاف «الامر الثالث المشترك بين الجميع هو الخوف من حرب مستقبلية، بهذا المعنى «السكان» يخافون بشكل خاص في مطر الصواريخ، الخوف من وجود انفاق هو مجرد حافز آخر لذلك».
ويوضح البروفيسور كمحي ان ما اسماه «الفجوة الاستثنائية» في اسرائيل بين مستوى الثقة المنخفض بمؤسسات اسرائيل وبين التعاطف المرتفع مع «الدولة» والثقة بالجيش الاسرائيلي فريد في نوعه لإسرائيل.
وفي شهادة احد مستوطني «افيفيم» المحاذية تماما لبلدة مارون الراس في جنوب لبنان، يقول اليعازر بيتون حتى «حرب لبنان الثانية» ( العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006 )، اعتمدت على قيام «اسرائيل» بمتابعتها للامور وانها تعرف بالضبط ما يحدث، كنت اظن انهم يحافظون علي من خلفي امامي ومن جانبي. انا لا استخف بالمؤسسة الامنية، ولكن بعد أن كدت أن اقتل خمس مرات، فتح هذا الامر عيني».
...ومحللو ابحاث الامن القومي الصهيوني متخوفون ايضا
يأتي هذا الاستطلاع، في وقت تبرز داخل الكيان الصهيوني خشية من طبيعة المواجهة المقبلة مع حزب الله، ويحذر خبراء عسكريون استراتيجيون صهاينة، في ندوة عبر تلفزيون العدو، من اي مغامرة اسرائيلية في خوض الحرب الثالثة مع لبنان، وتوقعوا مفاجآت جديدة لاسرائيل، غير متوقعة، ستظهر مع الحرب الجديدة مع حزب الله، كاقتحام قوات عسكرية للحزب منطقة الجليل الفلسطيني المحتل.
ويقول المحلل في مركز ابحاث الامن القومي الاسرائيلي دودي سيمانتوف ان حزب الله سيكشف عن القواعد الجديدة التي وضعها هو، وهو يغير الوضع لمنعنا من هزيمته، وتحقيق انتصار فعلي علينا، وهو تحدث عن صواريخ دقيقة جدا، يتحدث حزب الله عن احتلال جديد لمناطق، (في اشارة الى الجليل الفلسطيني المحتل )، ونحن نجد انفسنا في حالة دفاعية بدل الهجوم ويدفعنا حزب الله الى السقوط في الافخاج التي اعدها لنا. ان ما يحصل اليوم معنا اننا ما زلنا نتطلع الى الحرب السابقة في غزة وفي لبنان، فيما الطرف الاخر يعزز قوته ويطورها، ويتطلع الى الحرب المقبلة، ويعد لنا الافخاخ كي نسقط فيها.
اما الباحث الصهيوني عوفر عيناف فيعتبر ان وجود حزب الله في هضبة الجولان في المعركة الدائرة مع محور (الرئيس السوري بشار) الاسد وايران، ربما يشكل مع السيطرة على الجولان، مفاجأة استراتيجية لنا، حيث سيكون حزب الله على مثلث الحدود قريبا من طبريا، وليس فقط في جنوب لبنان، ويشكل جبهة شمالية متكاملة. ويضيف.. المفاجأة التي يعدها حزب الله لنا، كالسيطرة على الجليل مثلا، وهذا ما يتحدث عنه (امين عام حزب الله السيد حسن) نصرالله منذ العام 2011، وهذا امر دعائي ولكنه جدي في ما يقول، وربما يعد لنا حزب الله مفاجأة لم نر مثيلا لها في حرب العام 2006.
وعود انتخابية للمستوطنين قرب الحدود مع لبنان: سننقل اموال الاستيطان الى خط المواجهة مع «حزب الله»
ولأن قادة الاحتلال ادمنوا القاء مسؤولية فشلهم العسكري في الجبهة الشمالية المقابلة لجنوب لبنان، على غيرهم من القادة السياسيين، اتت اتهامات من نوع جديد، لتكشف بعض خبايا المشهد المأزوم والمهزوم الذي يسيطر على الكيان الصهيوني، منذ عملية مزارع شبعا التي نفذها حزب الله ردا على العدوان على القنطرة، قام فريق من صقور حزب العمل الاسرائيلي المناهض لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ومن بينهم تسيبي ليفني التي انهزمت وفريقها السياسي خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006، بجولة على الحدود مع لبنان، والتقوا رؤساء بلديات المستوطنات الذين اتهموا نتنياهو بالاصرار بقدرة الردع الاسرائيلية، على الجبهة الشمالية مع «حزب الله»، مقابل فشل في الجبهة الجنوبية مع «حماس»، وقال رئيس حزب العمل الصهيوني يتسحاق هرتسوغ ان الفشل في غزة اضر بشكل خطير بردع اسرائيل مقابل «حزب الله» على الجبهة الشمالية.
وزعمت ليفني خلال الجولة انها كانت في مركز اتخاذ القرار في ثلاثة حروب وعشرات العمليات العسكرية، وشاهدت عن قرب مدى اهمية الساحة الدولية من اجل منح الجيش الاسرائيلي الهامش العملي لتحقيق الانتصار، من دون ان تذكر اي انتصار تقصد(!)، لكنها لم تنس ان تطلق وعودا انتخابية للمستوطنين في الشمال، المصابين بالهلع من قدرات حزب الله المتمركزة قبالة منازلهم، فقالت ان كل الأموال التي أرسلت إلى خزانة الاستيطان سننقلها إلى الضواحي وخط المواجهة
Comments
Post a Comment