أخطر سبع طرق في العالم
صراحة
نيوز – رصد – كان الشاعر الأمريكي روبرت فروست يعلم جيدا أن الطريق الذي
لا يسافر عليه الكثيرون، يكون على الأرجح هو الخيار الأكثر إمتاعا وإثارة
للاهتمام، على الأقل عندما يتعلق الأمر بأن يتحدث شخص ما عن أسفاره.
ومن أجل التعرف على بعض الطرق الأقل ارتيادا والتي تستحق في الوقت نفسه الحديث باستفاضة، سألنا مستخدمي موقع “كورا” (Quora) على الإنترنت: “ما هي أكثر الطرق إثارة للاهتمام في العالم؟
وبينما وصف بعض القراء طرقا تجتاز أحد أكثر بقاع العالم برودة من حيث درجة الحرارة، أو أنفاقا لا يزيد عرضها عن أربعة أمتار، ذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك، وتحدثوا عن طرق ليست مثيرة للاهتمام فحسب، وإنما خطرة أيضا.
وفي حالات كهذه، لا تحظى مثل هذه الطرق بالكثير من العابرين، سواء بسبب المنخفضات المرعبة فيها، أو الانهيارات الطينية غير المتوقعة التي تشهدها، أو افتقارها الكامل لطبقة الأسفلت أو الطبقة الخرسانية التي ترصف بها الشوارع.
وفي السطور التالية نعرض سبعة من أخطر الطرق التي تحدث عنها مستخدمو الموقع.
“الطريق الوطني رقم 5″ – مدغشقر
إذا ما تحدثنا عن “الطريق الوطني رقم 5″ الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، ليربط مدينة ماروانتسترا ومدينة سوانيرانا–إيفونغو على طول الساحل الشرقي للقارة الأفريقية، فمن الممكن هنا أن نورد ما قاله “أندرس ألم”، كبير المسؤولين عن قسم التكنولوجيا في وكالة (دبليو آيه يو) للسفريات، التي تنظم رحلات دورية إلى هذه المنطقة.
إذ أشار “ألم” إلى أن الراغب في السفر على هذا الطريق بسيارته يحتاج إلى الاستعانة بـ”سائق وفني تصليح سيارات” في الوقت نفسه. ويضيف أنه إذا ما كان المرء “يشعر بالملل من طبقة الخرسانة”، التي تُرصف بها الطرق عادةً، فإن قيادته للسيارة على هذا الطريق – الذي يصفه بـ “الأسوأ في العالم”- ستشكل وسيلة لتغيير ذلك الشعور.
فاجتياز هذا الطريق، الذي لا يتجاوز طوله 200 كيلومتر، يستغرق 24 ساعة تقريبا بالسيارة، نظرا لوجود مناطق تكسوها الرمال، وأخرى بها صخور صلبة، وثالثة توجد فيها جسور بالية متآكلة، والتي يتوجب على قائدي السيارات على هذا الطريق معاينتها قبل محاولة عبورها.
كما يصبح الطريق شديد الخطورة بصفة خاصة خلال موسم الأمطار (الذي يمتد من ديسمبر/كانون الأول وحتى مارس/آذار من كل عام)، إذ يقود عدم وجود طبقة رصف من الأسفلت أو الخرسانة إلى تعذر السير على العديد من أجزاء هذا الطريق.
لكن هل من جانب مضيء لهذه الصورة القاتمة؟ نعم. فغالبية أجزاء “الطريق الوطني رقم 5″ تمر بمحاذاة الساحل الذي تكسوه رمال بيضاء اللون، ما يتيح للمارة رؤية مشاهد مذهلة لغابات أشجار النخيل، وكذلك مياه المحيط الهندي.
“ممر روتانغ” – الهند
تعني كلمة “روتانغ” حرفيا “كومة من الجثث”، وهو اسم مستمد من الانهيارات الطينية المميتة التي غالبا ما تغطي هذا الطريق السريع الواقع على ارتفاع يصل إلى 4.000 متر في منطقة الهيمالايا شرقي الهند. ناهيك عما تشهده هذه المنطقة من أحوال جوية متقلبة لا يمكن التنبؤ بها عامة، مثل وقوع عواصف ثلجية وانهيارات جليدية مفاجئة.
يقول ويتولد تشارب، وهو مهندس يعمل في العاصمة الأمريكية واشنطن، والذي عبر هذا الطريق على متن دراجته النارية عام 2011: “في كل موسم، يستخدم عمال (صيانة) الطرق نظام تحديد المواقع باستخدام الأقمار الصناعية جي بي إس للتعرف على المسار الذي يتخذه الطريق وإزالة الثلوج من عليه مرة أخرى”.
وبمجرد الانتهاء من عمليات الإزالة هذه، يصبح الممر- بوجه عام – قابلا للاستخدام في الفترة ما بين مايو/أيار وحتى نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، رغم أن الثلوج قد تجعل من المتعذر السير عليه في أي وقت. وقد حدث هذا بالفعل عام 2010، مما أدى لتقطع السبل بنحو 300 سائح.
ويجري حاليا حفر نفق يبلغ طوله ثمانية كيلومترات تحت الممر، وذلك لتوفير بديل آمن عنه إذا ما أغلقته الثلوج. لكن على الرغم من ذلك، فإن الطريق الأصلي الذي يربط بين أودية كولو ولاوال وسبيتي في أقصى شمالي الهند، يجتذب الزوار كونه يتيح لهم الفرصة لإلقاء نظرة على السلاسل الجبلية الوعرة والأودية مترامية الأطراف، وربما رؤية بعض حيوانات الماعز الجبلي الموجودة هناك.
طريق “ترانسفاغاراسان” – رومانيا
في الوقت الذي يحظى فيه هذا الطريق بالشهرة في أوساط عشاق سباقات السيارات، فإن منعطفاته الحادة ومنحدراته المفاجئة، التي تمتد على طول مساره البالغ 90 كيلومترا، أكسبته لقب “الطريق الأفضل في العالم”، وذلك من جانب فريق العمل في برنامج “توب غير” الذي تبثه (بي بي سي).
لكن على الرغم من ذلك، فإن عددا محدودا من الأشخاص على علم بذلك الطريق؛ ثاني أكثر الطرق ارتفاعا في رومانيا.
ويشار إلى أن الطريق، الذي أقيم في سبعينيات القرن الماضي لكي يستخدمه الجيش الروماني حال وقوع غزو، يربط ما بين قمتي جبلي مولدوفيانو ونيغويو، وهما أعلى قمتين جبليتين في منطقة الكارابات جنوبي رومانيا. ويبلغ الارتفاع الإجمالي لهذا الطريق عن سطح الأرض نحو 2.034 مترا.
يقول المواطن الروماني رازفان بابا: “إن كنت تحب تغيير ناقل الحركة الخاص بسيارتك كل ثلاث أو أربع ثوانٍ،” فستجد ذلك أمرا ممتعا. لكن هل هناك ما هو أكثر إمتاعا؟ ربما هو عدم وجود من يُعنى بتطبيق الحد الأقصى للسرعة على الطريق عند 40 كم/ساعة، بحسب بابا. لكن المنعطفات الحادة على الطريق تجعل من العسير القيادة بسرعة تتجاوز ذلك الحد بكثير.
طريق “آير هاي واي” – استراليا
يحذر كارل لوغان، ضابط شرطة يعمل في منطقة برث الاسترالية، من أن هذا الطريق الواقع جنوبي استراليا بطول 684 ميلا، ربما يبدو للوهلة الأولى “بسيطا ومثيرا للملل”، لكن السير عليه ينطوي في الواقع على مجازفات كثيرة، خاصة عندما تعبره الحيوانات بين الحين والآخر.
يقول لوغان: “يمكنك أن ترى حيوانات الكانغارو أو طيور الإيمو، أو حتى الجمال في بعض الأحيان”. ومن هذا المنظور، فإن طبيعة الحياة البرية تلك تجعل الطريق أكثر خطورة، إذ يمكن أن يتسبب حيوان متسكع في أضرارا خطيرة لإحدى السيارات العابرة.
وتشكل فترتا الفجر والغسق أخطر فترات المرور على هذا الطريق السريع الرابط ما بين بلدتي نورسمان وسيدونا، إذ تميل غالبية الحيوانات البرية إلى محاولة عبور الطريق خلال هاتين الفترتين.
لكن في المقابل، يحظى من يقودون سياراتهم عند حلول الظلام في تلك المنطقة بمكافأة. فكما يقول لوغان: “نظرا لعدم وجود أي ملامح للحضارة، يرى المرء حينذاك أكثر النجوم لمعانا، في حياته على الإطلاق”.
طريق بريتفى هاي واي – نيبال
يبلغ طول هذا الطريق 174 كيلومترا، ويربط ما بين العاصمة النيبالية كاتماندو ومدينة بوكارا، ويمر بمحاذاة معالم من بينها قمة جبل أنابورا، وهي عاشر أعلى قمة جبلية في العالم، والمحمية الطبيعية الملحقة بتلك المنطقة.
لكن المشاهد المثيرة التي يوفرها هذا الطريق للعابرين عليه، ربما تأتي بثمن باهظ. في هذا السياق، تقول جانيت إم فولي، وهي من سكان مدينة لاس فيغاس الأمريكية سبق وأن قادت سيارتها على هذا الطريق، إنه بالإضافة إلى المناظر الجميلة التي تزخر بها منطقة الهيمالايا “سيرى المرء المركبات التي انتهى بها المطاف إلى قيعان النهر”.
كما يمر طريق بريتفي كذلك ببعض أهم المعالم الدينية في نيبال، ومن بينها معبد ماناكمانا المقدس.
وقالت فولي إن هذه “النزهة المبهجة” تستحق القيام بها، ولكن ذهابا فقط، إذ أنها قررت أن تعود إلى كاتماندو على متن طائرة، بدلا من أن تتوقع أن يحالفها الحظ الحسن مرة أخرى، في طريق
طريق “كوليما هاي واي” – سيبيريا
يعرف السكان المحليون طريق كوليما السريع باسم (تراسا)؛ وهو ما يعني ببساطة (الطريق). ويعود ذلك الاسم إلى أن “كوليما” هو الطريق الرئيسي الوحيد في هذه البقعة المقفرة المتجمدة في شرقي سيبيريا. غير أن هناك اسما أخر يُطلق على هذا الطريق السريع ويعبر عن تاريخه المأساوي، وهو “طريق العظام”.
فقد شُيد ذلك الطريق على يد مئات الآلاف من المعتقلين السياسيين، الذين جرى نفيهم إلى معسكرات العمل القسري المعروفة باسم (الغولاغ)، في عهد جوزيف ستالين الزعيم السوفيتي الراحل، الذي قاد البلاد منذ عقد الثلاثينيات وحتى الخمسينيات من القرن الماضي.
وفي تلك الحقبة، أطلق الرصاص على آلاف المعتقلين لأنهم لم يكونوا يعملون بجدية كافية، بينما قضى آخرون نحبهم جراء الظروف الوحشية التي كانت سائدة في معسكرات العمل القسري.
بجانب ذلك، كان البرد القارس سببا آخر لأن يفقد البعض حياتهم، في ظل وصول درجات الحرارة إلى مستويات متدنية وصلت في بعض الأحيان إلى 70 درجة تحت الصفر.
يقع طريق كوليما في أكثر بقاع العالم المأهولة بالسكان برودة. وقد وُوري بعض الموتى ببساطة تحت ثرى الأسس التي أقيم عليها ذلك الطريق.
وبعدما أُهمل الطريق لعقود، جابه الممثل إيوان ماكغريغور والمقدم التليفزيوني تشارلي بورمان على متن دراجتين ناريتين في عام 2004، وذلك في إطار البرنامج التليفزيوني “لونغ واي آروند”.
وفي عام 2008، اختير طريق كولياما السريع ليحظى برعاية الحكومة الفيدرالية الروسية، حيث بدأ في جذب انتباه العديدين، خاصة عشاق الدراجات النارية؛ من محبي المغامرة والجو البارد.
وحتى اليوم، لا يزال هذا الطريق البالغ طوله 2.031 كيلومترا، يُعرف باسم “الطريق الأكثر برودة في العالم”، حسبما يقول الرحالة العالمي فيليب برساديلو، إذ أن الثلوج تنهمر عليه حتى خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
كما لا يزال ذلك الطريق أحد أكثر بقاع العالم المقفرة على الإطلاق، إذ لا يعلم بوجود أكثر طرق العالم برودة من حيث الطقس أو بالتاريخ المأساوي لهذا الطريق، سوى عدد محدود من الرحالة.
نفق غوليانغ – الصين
لعقود طويلة ظل تسلق الجبل على الأقدام هو السبيل الوحيد للوصول إلى قرية غوليانغ الصغيرة الواقعة على قمة جرف صخري في جبال تايانغ شرقي الصين.
وبعدما رفضت الحكومة شق طريق يكفل الوصول إلى القرية، ما أدى إلى أن تتحول فعليا إلى منطقة أشباح، قرر السكان الاضطلاع بهذه المهمة بأنفسهم.
ففي الفترة ما بين عامي 1972 و1977، استخدم سكان القرية المتفجرات والمعاول لحفر النفق الخاص بهم، الذي يمتد على طول 1.2 كيلومتر، وقد فقد البعض منهم حياته أثناء عملية الحفر.
وكما كان حفر النفق خطيرا، تنطوي قيادة السيارات عبره على خطورة أيضا. فالسير بداخل نفق غوليانغ، الذي تقع نهايته فوق جرف صخري ولا يزيد عرضه على أربعة أمتار، يتسم بالخطورة الشديدة خاصة في الفترة التي تلي سقوط الأمطار، إذ يصبح الطريق زلقا للغاية.
وفي الوقت نفسه، توفر الشقوق الموجودة بين الصخور المكونة لجدار النفق والبالغ عددها 30 شقا ما يمكن اعتباره “نوافذ”، تمكن العابرين من إلقاء نظرات خاطفة تثير انتباههم إلى حد كبير للوادي القابع على بعد سحيق أسفل المنطقة الجبلية.
ويقول لويس شو، وهو أحد مستخدمي موقع كورا: “تشكل الصين بقعة يمكنك زيارتها إذا ما كنت تبحث عن طرق تتسم بظروف شديدة الوعورة، ولكن عليك حينها فقط ألا تنظر إلى أسفل”.
ومن أجل التعرف على بعض الطرق الأقل ارتيادا والتي تستحق في الوقت نفسه الحديث باستفاضة، سألنا مستخدمي موقع “كورا” (Quora) على الإنترنت: “ما هي أكثر الطرق إثارة للاهتمام في العالم؟
وبينما وصف بعض القراء طرقا تجتاز أحد أكثر بقاع العالم برودة من حيث درجة الحرارة، أو أنفاقا لا يزيد عرضها عن أربعة أمتار، ذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك، وتحدثوا عن طرق ليست مثيرة للاهتمام فحسب، وإنما خطرة أيضا.
وفي حالات كهذه، لا تحظى مثل هذه الطرق بالكثير من العابرين، سواء بسبب المنخفضات المرعبة فيها، أو الانهيارات الطينية غير المتوقعة التي تشهدها، أو افتقارها الكامل لطبقة الأسفلت أو الطبقة الخرسانية التي ترصف بها الشوارع.
وفي السطور التالية نعرض سبعة من أخطر الطرق التي تحدث عنها مستخدمو الموقع.
“الطريق الوطني رقم 5″ – مدغشقر
إذا ما تحدثنا عن “الطريق الوطني رقم 5″ الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، ليربط مدينة ماروانتسترا ومدينة سوانيرانا–إيفونغو على طول الساحل الشرقي للقارة الأفريقية، فمن الممكن هنا أن نورد ما قاله “أندرس ألم”، كبير المسؤولين عن قسم التكنولوجيا في وكالة (دبليو آيه يو) للسفريات، التي تنظم رحلات دورية إلى هذه المنطقة.
إذ أشار “ألم” إلى أن الراغب في السفر على هذا الطريق بسيارته يحتاج إلى الاستعانة بـ”سائق وفني تصليح سيارات” في الوقت نفسه. ويضيف أنه إذا ما كان المرء “يشعر بالملل من طبقة الخرسانة”، التي تُرصف بها الطرق عادةً، فإن قيادته للسيارة على هذا الطريق – الذي يصفه بـ “الأسوأ في العالم”- ستشكل وسيلة لتغيير ذلك الشعور.
فاجتياز هذا الطريق، الذي لا يتجاوز طوله 200 كيلومتر، يستغرق 24 ساعة تقريبا بالسيارة، نظرا لوجود مناطق تكسوها الرمال، وأخرى بها صخور صلبة، وثالثة توجد فيها جسور بالية متآكلة، والتي يتوجب على قائدي السيارات على هذا الطريق معاينتها قبل محاولة عبورها.
كما يصبح الطريق شديد الخطورة بصفة خاصة خلال موسم الأمطار (الذي يمتد من ديسمبر/كانون الأول وحتى مارس/آذار من كل عام)، إذ يقود عدم وجود طبقة رصف من الأسفلت أو الخرسانة إلى تعذر السير على العديد من أجزاء هذا الطريق.
لكن هل من جانب مضيء لهذه الصورة القاتمة؟ نعم. فغالبية أجزاء “الطريق الوطني رقم 5″ تمر بمحاذاة الساحل الذي تكسوه رمال بيضاء اللون، ما يتيح للمارة رؤية مشاهد مذهلة لغابات أشجار النخيل، وكذلك مياه المحيط الهندي.
“ممر روتانغ” – الهند
تعني كلمة “روتانغ” حرفيا “كومة من الجثث”، وهو اسم مستمد من الانهيارات الطينية المميتة التي غالبا ما تغطي هذا الطريق السريع الواقع على ارتفاع يصل إلى 4.000 متر في منطقة الهيمالايا شرقي الهند. ناهيك عما تشهده هذه المنطقة من أحوال جوية متقلبة لا يمكن التنبؤ بها عامة، مثل وقوع عواصف ثلجية وانهيارات جليدية مفاجئة.
يقول ويتولد تشارب، وهو مهندس يعمل في العاصمة الأمريكية واشنطن، والذي عبر هذا الطريق على متن دراجته النارية عام 2011: “في كل موسم، يستخدم عمال (صيانة) الطرق نظام تحديد المواقع باستخدام الأقمار الصناعية جي بي إس للتعرف على المسار الذي يتخذه الطريق وإزالة الثلوج من عليه مرة أخرى”.
وبمجرد الانتهاء من عمليات الإزالة هذه، يصبح الممر- بوجه عام – قابلا للاستخدام في الفترة ما بين مايو/أيار وحتى نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، رغم أن الثلوج قد تجعل من المتعذر السير عليه في أي وقت. وقد حدث هذا بالفعل عام 2010، مما أدى لتقطع السبل بنحو 300 سائح.
ويجري حاليا حفر نفق يبلغ طوله ثمانية كيلومترات تحت الممر، وذلك لتوفير بديل آمن عنه إذا ما أغلقته الثلوج. لكن على الرغم من ذلك، فإن الطريق الأصلي الذي يربط بين أودية كولو ولاوال وسبيتي في أقصى شمالي الهند، يجتذب الزوار كونه يتيح لهم الفرصة لإلقاء نظرة على السلاسل الجبلية الوعرة والأودية مترامية الأطراف، وربما رؤية بعض حيوانات الماعز الجبلي الموجودة هناك.
طريق “ترانسفاغاراسان” – رومانيا
في الوقت الذي يحظى فيه هذا الطريق بالشهرة في أوساط عشاق سباقات السيارات، فإن منعطفاته الحادة ومنحدراته المفاجئة، التي تمتد على طول مساره البالغ 90 كيلومترا، أكسبته لقب “الطريق الأفضل في العالم”، وذلك من جانب فريق العمل في برنامج “توب غير” الذي تبثه (بي بي سي).
لكن على الرغم من ذلك، فإن عددا محدودا من الأشخاص على علم بذلك الطريق؛ ثاني أكثر الطرق ارتفاعا في رومانيا.
ويشار إلى أن الطريق، الذي أقيم في سبعينيات القرن الماضي لكي يستخدمه الجيش الروماني حال وقوع غزو، يربط ما بين قمتي جبلي مولدوفيانو ونيغويو، وهما أعلى قمتين جبليتين في منطقة الكارابات جنوبي رومانيا. ويبلغ الارتفاع الإجمالي لهذا الطريق عن سطح الأرض نحو 2.034 مترا.
يقول المواطن الروماني رازفان بابا: “إن كنت تحب تغيير ناقل الحركة الخاص بسيارتك كل ثلاث أو أربع ثوانٍ،” فستجد ذلك أمرا ممتعا. لكن هل هناك ما هو أكثر إمتاعا؟ ربما هو عدم وجود من يُعنى بتطبيق الحد الأقصى للسرعة على الطريق عند 40 كم/ساعة، بحسب بابا. لكن المنعطفات الحادة على الطريق تجعل من العسير القيادة بسرعة تتجاوز ذلك الحد بكثير.
طريق “آير هاي واي” – استراليا
يحذر كارل لوغان، ضابط شرطة يعمل في منطقة برث الاسترالية، من أن هذا الطريق الواقع جنوبي استراليا بطول 684 ميلا، ربما يبدو للوهلة الأولى “بسيطا ومثيرا للملل”، لكن السير عليه ينطوي في الواقع على مجازفات كثيرة، خاصة عندما تعبره الحيوانات بين الحين والآخر.
يقول لوغان: “يمكنك أن ترى حيوانات الكانغارو أو طيور الإيمو، أو حتى الجمال في بعض الأحيان”. ومن هذا المنظور، فإن طبيعة الحياة البرية تلك تجعل الطريق أكثر خطورة، إذ يمكن أن يتسبب حيوان متسكع في أضرارا خطيرة لإحدى السيارات العابرة.
وتشكل فترتا الفجر والغسق أخطر فترات المرور على هذا الطريق السريع الرابط ما بين بلدتي نورسمان وسيدونا، إذ تميل غالبية الحيوانات البرية إلى محاولة عبور الطريق خلال هاتين الفترتين.
لكن في المقابل، يحظى من يقودون سياراتهم عند حلول الظلام في تلك المنطقة بمكافأة. فكما يقول لوغان: “نظرا لعدم وجود أي ملامح للحضارة، يرى المرء حينذاك أكثر النجوم لمعانا، في حياته على الإطلاق”.
طريق بريتفى هاي واي – نيبال
يبلغ طول هذا الطريق 174 كيلومترا، ويربط ما بين العاصمة النيبالية كاتماندو ومدينة بوكارا، ويمر بمحاذاة معالم من بينها قمة جبل أنابورا، وهي عاشر أعلى قمة جبلية في العالم، والمحمية الطبيعية الملحقة بتلك المنطقة.
لكن المشاهد المثيرة التي يوفرها هذا الطريق للعابرين عليه، ربما تأتي بثمن باهظ. في هذا السياق، تقول جانيت إم فولي، وهي من سكان مدينة لاس فيغاس الأمريكية سبق وأن قادت سيارتها على هذا الطريق، إنه بالإضافة إلى المناظر الجميلة التي تزخر بها منطقة الهيمالايا “سيرى المرء المركبات التي انتهى بها المطاف إلى قيعان النهر”.
كما يمر طريق بريتفي كذلك ببعض أهم المعالم الدينية في نيبال، ومن بينها معبد ماناكمانا المقدس.
وقالت فولي إن هذه “النزهة المبهجة” تستحق القيام بها، ولكن ذهابا فقط، إذ أنها قررت أن تعود إلى كاتماندو على متن طائرة، بدلا من أن تتوقع أن يحالفها الحظ الحسن مرة أخرى، في طريق
طريق “كوليما هاي واي” – سيبيريا
يعرف السكان المحليون طريق كوليما السريع باسم (تراسا)؛ وهو ما يعني ببساطة (الطريق). ويعود ذلك الاسم إلى أن “كوليما” هو الطريق الرئيسي الوحيد في هذه البقعة المقفرة المتجمدة في شرقي سيبيريا. غير أن هناك اسما أخر يُطلق على هذا الطريق السريع ويعبر عن تاريخه المأساوي، وهو “طريق العظام”.
فقد شُيد ذلك الطريق على يد مئات الآلاف من المعتقلين السياسيين، الذين جرى نفيهم إلى معسكرات العمل القسري المعروفة باسم (الغولاغ)، في عهد جوزيف ستالين الزعيم السوفيتي الراحل، الذي قاد البلاد منذ عقد الثلاثينيات وحتى الخمسينيات من القرن الماضي.
وفي تلك الحقبة، أطلق الرصاص على آلاف المعتقلين لأنهم لم يكونوا يعملون بجدية كافية، بينما قضى آخرون نحبهم جراء الظروف الوحشية التي كانت سائدة في معسكرات العمل القسري.
بجانب ذلك، كان البرد القارس سببا آخر لأن يفقد البعض حياتهم، في ظل وصول درجات الحرارة إلى مستويات متدنية وصلت في بعض الأحيان إلى 70 درجة تحت الصفر.
يقع طريق كوليما في أكثر بقاع العالم المأهولة بالسكان برودة. وقد وُوري بعض الموتى ببساطة تحت ثرى الأسس التي أقيم عليها ذلك الطريق.
وبعدما أُهمل الطريق لعقود، جابه الممثل إيوان ماكغريغور والمقدم التليفزيوني تشارلي بورمان على متن دراجتين ناريتين في عام 2004، وذلك في إطار البرنامج التليفزيوني “لونغ واي آروند”.
وفي عام 2008، اختير طريق كولياما السريع ليحظى برعاية الحكومة الفيدرالية الروسية، حيث بدأ في جذب انتباه العديدين، خاصة عشاق الدراجات النارية؛ من محبي المغامرة والجو البارد.
وحتى اليوم، لا يزال هذا الطريق البالغ طوله 2.031 كيلومترا، يُعرف باسم “الطريق الأكثر برودة في العالم”، حسبما يقول الرحالة العالمي فيليب برساديلو، إذ أن الثلوج تنهمر عليه حتى خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
كما لا يزال ذلك الطريق أحد أكثر بقاع العالم المقفرة على الإطلاق، إذ لا يعلم بوجود أكثر طرق العالم برودة من حيث الطقس أو بالتاريخ المأساوي لهذا الطريق، سوى عدد محدود من الرحالة.
نفق غوليانغ – الصين
لعقود طويلة ظل تسلق الجبل على الأقدام هو السبيل الوحيد للوصول إلى قرية غوليانغ الصغيرة الواقعة على قمة جرف صخري في جبال تايانغ شرقي الصين.
وبعدما رفضت الحكومة شق طريق يكفل الوصول إلى القرية، ما أدى إلى أن تتحول فعليا إلى منطقة أشباح، قرر السكان الاضطلاع بهذه المهمة بأنفسهم.
ففي الفترة ما بين عامي 1972 و1977، استخدم سكان القرية المتفجرات والمعاول لحفر النفق الخاص بهم، الذي يمتد على طول 1.2 كيلومتر، وقد فقد البعض منهم حياته أثناء عملية الحفر.
وكما كان حفر النفق خطيرا، تنطوي قيادة السيارات عبره على خطورة أيضا. فالسير بداخل نفق غوليانغ، الذي تقع نهايته فوق جرف صخري ولا يزيد عرضه على أربعة أمتار، يتسم بالخطورة الشديدة خاصة في الفترة التي تلي سقوط الأمطار، إذ يصبح الطريق زلقا للغاية.
وفي الوقت نفسه، توفر الشقوق الموجودة بين الصخور المكونة لجدار النفق والبالغ عددها 30 شقا ما يمكن اعتباره “نوافذ”، تمكن العابرين من إلقاء نظرات خاطفة تثير انتباههم إلى حد كبير للوادي القابع على بعد سحيق أسفل المنطقة الجبلية.
ويقول لويس شو، وهو أحد مستخدمي موقع كورا: “تشكل الصين بقعة يمكنك زيارتها إذا ما كنت تبحث عن طرق تتسم بظروف شديدة الوعورة، ولكن عليك حينها فقط ألا تنظر إلى أسفل”.
Comments
Post a Comment