جائزة "زين" الطيب صالح للابداع الكتابي الدورة الخامسة 2015م-حاتم بابكر عوض الكريم
نحن في السودان اعتدنا على بعث " المهرجان" من عمق ذاكرتنا القديمة التي تتصل الى عمق اعماق التاريخ والحضارة حيث " النوبة" و"البجا" الاقدمون الذي طمس معنى وجودهم بطاقات سلطات الغزو الاستعماري العديدة التي ماانفكت تعمل على استلاب الروح القومية السودانية المتصلة بالتاريخ والجغرافية من خلال مشروعي (السلفية؟) و(التبعية) بادوات " التعريب" و" الاسلمة" و" التحديث " و"العصرنة" جراء ذلك التجريف القسري يتراكم في وجداننا الجمعي كسودانين(حنين غير سوي) لماضي "عروبي واهم" او تتطلع للمعاصرة عاجز فنفسد الاحتفالات والمهرجانات بالنفاق والزيف فناخذ على عاتقنا اللهث غير المجدي في اثبات العروب فنحتفي بالعربي الذي لم يحترمنا يوما ولم يفتح لنا ابواب منابره المعادية لمزاجنا وسمتنا بل يسخر من تمسحنا المنافق الخجول الذي ياخذ احيانا ملمحا شوفنيا باننا عرب اكثر عروبه من القحطانين والعدنانيين ومن صلاح البيطار وميشيل عفلق وجورج حبش وال سعود وال ثاني وال الصباح وال نهيان.... لابد لنا ان هنا من تاكيد احترامنا لشركة الاتصالات زين مجلس ادارة وعاملين لاهتمامها بالادب والكتابة والثقافة فاقتراح الجائزة وراعيته محمده وسابقة عظيمة تؤكد ان الشركات الكبرى يمكن ان تلعب دورا رياديا في توهج القيم واظهار الابداعات واطلاق الطاقة المعنوية للمجتمع وترتق النسيج وتماسك المفاهيم واصلاح ما افسدته الانانية لتياري (التبعية) و( السلفية) بتشجيع الابداع الحقيقي بكافة ضروبة فالملاحظة المقدرة القيمة المادية للجائزة التي تصل لارقام تشجيعية تدعم المهتمين للجلوس للادراج والشروع في كتابة الافكار التي كتبت ولم تكتب- الا ان الطفيليات عادة ما تفسد المبادرات العظيمة بالنظرات القاصرة والسلوك الانتهازي الذي لاشك يشوه المقاصد والغايات حين تحاصر الجهود العظيمة بانسداد الافق والاداء المتواضع والكلامية المدرسية والدوران حول الذات لتكرار كراسات القرن الماضي البالية فتفسد الاحتفال والمهرجان فيخرج مسخا مشوها يبرز عكس ما اريد له وتتحطم صورة الثقافة بل تشوه بمكر ودهاء الشخصية الوطنية حين يسود الفراغ. الان بعد خمس دورات من تكرار الفشل يمكن النظر بجدية في الاداء العملي للجنة المنظمة لهذه الجائزة التي نرى انها قدمت عكس مايمكن ان تبرزه اي جائزة ثقافية ادبية في اي بقعة من العالم فخرجت صورة المهرجان متهافت تختلف عن جهد شركة الهاتف السيار "زين" المادي فالكلفة ضخمة والنتائج متواضعة والرؤية مضللة والسلوك العملي محلق في فضاءات الذاتية والمكاسب الشخصية فالملاحظات الدقيقة التي تهمس بها المجالس لن ندونها هنا بل سنبحث عن جذر الموقف الصادق المشفق للتاكيد ان صيحة ذلك الاستاذ نادر السماني المثقف القامة لم تكن صيحة في وادي الصمت او موقف فردي معزول انه موقف حقيقي حين استسهل الاكاديمين الحديث الثقافي بكلامية مدرسية دور دورا اهوج في فضاء "الشقشة" "السفسطة" والتبجح الطفولي بعضلات الوصف التجريد ونقل حوشي ومتون البائر من الكتب التي صارت تاريخ الحقيقة نصفا الاحتفال بانه حالة من الاستسهال المتعمد والتبسيط المخل هنا لابد من التذكير بان احد المتحدثين او المعقبين للموضوع الذي ولج فيه دون تحضير وتحدث باستفاضة واطناب وبكلامية ثقيلة فكان تعقيب احد الحضور المثقفين " اخجلتنا" لم تكن الاصيحة اعمق من ذات الهنة الجائزة والطبيعية ولكن المشكلة اكبر وتراكمت الاخطاء كما ونوعا تقصد عمل اللجنة المنظمة بذات العبارة" اخجلتمونا...اخجلتمونا"... فالشواهد على ذلك كثيرة نوجز منها بغرض الايضاح الذي تتطلبه هذه المقالة لا لسياقة الادلة والبراهين وهي مكانها معالجة اخرى مايلي: اولا: الخطاب الداخلي: الممارسة العملية خلال الدورات الخمسة الماضية اكدت فشل اللجنة التي ابرزت ان هناك مايمكن تسميته بالخطاب السري لتحالفات غير ثقافية للجنة الذي نعني به تحديد مايدور عن ان الجائزة تعبر عن اسئله المشروع الايدلوجي لعناصر اللجنة الذي يتجلى اكثر وضوحا على الاروراق والضيوف والمعقبين فالرغبة الاكيده للجنة هي تجيير الجائزة بطلاء مشروع فكري ثقافي ساد ثم باد ولم يتبق له وجود في الواقع العملي الا ماهو الا بين اولئك الذين يديرون تلك للجنة التي مازالت تجتهد لاخفاء اجندتها الخفية التي صارت ظاهره والتي صارت واضحه في اسناد وانماء التيار القومي- ولابئس في ذلك اذا كانت تلك رغبة الشركة المنظمة وسياستها وموقفعا التوجه بالاموال التي تجنيها من مشتركيها يحملون هذا التوجه اوان الاديب الروائي الطيب صالح القمة التي وسمت الجائزة باسمه ينتمي الى ذلك الموقف الايدلوجي الذي تسعى الجائز لاظهاره وايضاحه. ثانيا الاستعجال: الاوراق الفكرية التي عرضت في الدورات الخمس تبدو عليها التبسيطية والاستسهال والمعالجة الافقية التي تتصل بعمق القضايا مما يجعلها تستدعي معارك وسجالات قديمة تمثل محمولات مرحلة تجاوزها تاريخ الناطين بالعربية لهذا تاتي ابتسامة غير مقصودة لترهق اصحاب المكيدة المنظمة بخبث واحكام...فالذي سمعناه ورايناه ولمسناه وتابعناها ورصدناه من الانتاج" الثمار" كان اكثر من طفولي اي وعي اداري ومنهج تنظيمي عفى عليه الزمن ونفعية يتصل ببرائة الطفولة التي تجاوزها اطفال العصر انفسهم فكان الاداء العملي مسرح اللامعقول"مولد" نظم بمكر ودهاء ليعم التضليل ويزيد الارتباك ويعمق روح الانقسام الوجداني الذي مازال يرهق الوطن بعد قادة تلك المماحكات في جعل اهل الجنوب يزهدوا في اي خير من وحده تتطلب الالتاس في الانتماء والهوية ......فمازال الاحتفاليات تآصل لنطق المفردات والاسماء اي انها لم تتجاوز البديهيات... ثالثا تجنيس الادب: كانت فعاليات جائزة صاحب موسم الهجرة للشمال الدورة الخامسة تركزت لبعث قضية تجاوزها الادب الانساني والادب العربي وهي انقسام الانتاج الادبي ل"اجناس" ادبية فقد كانت الاوراق توصف بملمح الكلامية المدرسية وسار المعقبين الاكادمين على ذات المسار في معالجة قضية تجنيس الادب التي ارى انها لم تكن قضية اصيلة دفع بجد ومسؤلية بمشكلة ادبية تواجه النقاد والكتاب والشعراء فقد كان تجنيس الادب الموضوع الصامت اللاشعوري كمان انه لم يكن خطة لانتاج خطاب معقول معين فقد غلب على الاوراق نوع معروف من خطابات البروبقندا المعروفة بخطابات التجيير الايدولجي القسري فلم يفلحوا في التعريف بالشعر المثال النموذج محمد عبد الحي ولم ينتصروا لتضمين الرواية الشعر كانت لفته بارعة مداخلة الدكتور الصديق عمر الصديق الذي شرف السودان بحضره ودقته وحفظه....... رابعا اغتراب الجائزة: من الاوراق المعرفية نصل الى ان لجنة الجائزة مهتمة الى حد بعيد بتغذية العقل السجالي الذي يجعل من المعرفة حالة اشكالية ذات ابعاد اسطورية ورمزية مما يجعل استعمال العقل يتحرك على صعيد القيم لاعلى صعيد المفاهيم والتطبيقات فالغطاء الايدلوجي للجنة جعل من موسم الاحتفالية فرصة لبعث العقل السجالي الذي ارى انه يهدم ولايبني فنحن تجاوزنا الجدل الكلاسيكي للقومين العرب واضرابهم من الايدولوجين حول التقدم والتخلف والنهضة والنكسة فالان العقل يتجة لانضاج مواقف محددة قائمة على منطق خاص بالتحول الديمقراطي قائم على اعادة قيم الحرية التي تدعو بجد لتوظيف المفاهيم والقيم والرموز والدلالاات العلمية وغير العلمية وتنظيمها بما يفيد تطوير الحياة والارتقاء بها وحماية المجتمات من التبعية المريضة والسلفية المتوحشة...مانود ان نخلص اليه ان اللجنة وقعت في خطا جوهري في التقدير برز في سوء الاعداد والتنظيم فذلك ربما هو ناجم من عدم دراية بموضوع الجوائز واهدافها وغاياتها الكلية ودور البلد المنظم في تاكيد نفسه من خلالها او ان اللجنة قصدت خلط الموضوع خلط عشوائي يفضي للتشويش وتعميق الارباك الذي يشهد المشهد الثقافي بعد تراجع السلطة عن رخصة اتحاد الكتاب وهي لاشك جميعا عناصر منهج العقل السجالي مما يحتم انتاج اشكاليات تفيد وتدعيم التناقضات والابقاء عليها وتوظيفها سلبيا .... فاللجنه لتلك الاسباب وغيرها مما لانود الخوض فيه الان حرمت نفسها منبع الفكر الحروحرية الفكر ومنبع الانماء الثقافي بتمسكها بمنهج التصنيع السريع غير الضروري بل غير المفيد مطلقا... مازالت ارى ان اللجنة امامها المراجعة الممكنة طالما ان هناك اشكالات ظاهرة تتلبس الجائزة تقعد بها وتقدمها بالثوب غي ر الائق وطالما ان الراعي يقدم الاموال لايتدخل في الاطار الفني والاجرائي فهذا لايعني تجاهر الاسس والمعايير والمقاييس العالمية لمثل هذه الجوائز الحيوية التي تدعم الامن والاستقرار والسلم الاجتماعي وتنهض بالثقافة فالمطلوب من اللجنة الاتي اولا: المراجعة الدقيقة للاهداف والغايات التي من اجلها انشئت الجائزة ذلك يكون بتشكيل رؤية مفاهيمية قائمةعلى فكر حر فاعل ايجابي غير منحاز يرفد نفسه من قوة الاصل وحركة العصر...... ثانيا: فتح اللجنة كميا ونوعيا لتعبر عن كافة القوى الاجتماعية التي تساهم في تمويل الممول للجائزة( الشعب السوداني) ولابد ان يتمظهر ذلك على مستوى المشاركة والايجابية والاستهلاكية والمخرجات النهائية حتى نرجو ان تحفظ للوطن جذرة صورته وشخصيته بعيدا عن تجازب السلفية والتبعية وحتى تاخذ الكتابة السودانية قدرتها في التعبير عن نفسها بصدقية ولاتصبح الجائزة اشكال ثقافي جديد يضاف للاشكالات القائمة ثالثا : معالجة حالة الاستئصال الايدولوجي التي تعبر عنه الجائزة فيدوراتها الخمس الماضيةهنا لانقصد التجريح ولاالتدمير والتكيد للجنة بل النصح الصادق ...وانما نقصد المراجعة للكشف عن عوامل الحركة والتطور والوحدة والتلاحم الفكري والمادي وابرازها وتعميقها من اجل الوطن الذي كان ضيف في الجائزه لاحضور له ولاوزن.......... رابعا على اللجنة الاهتمام بالمصادر والمنابع الروحية للمجتمع السوداني والثقافة الانسانية مما يجعل الجائزة تغذي النهضة وتشكيل مفهوم تصوري يتصل بالتنمية الثقافية الحقيقة ان الراي الوارد في هذه الملاحظات هوثمرة قراءات دقيقة لدورات الجائزة ونكتبه الان لاننا نرى ان الجائزة في حد ذاتها منشط مهم ينبقي ان يقود الى صورة عن الثقافة الوطنية تتصل بتجسيرها في اطار العالمية طالما ان مسمى الجائزة بالعالمية مما يوجب النصح والمناصحة"نصف رايك عند اخيك."....... اضعف الاداء التنظيمي مظهر الجائزة وقيمتها حين توشحت بالمظهر الايدلوجي والمنظور الاكاديمي ..يجىء هذا الراي من منضور اصلاحي غيور على صور الوطن التي تتجه الى الاختلال من خلال الاداء العملي للجنة المنظمة ونقول هذه الكلمة لكي لانهتف يوما ما حزنا ويائسا واستياء....." اخجلتمونا" ملحوظة متصلة بالموضوع: وزيرة الثقافة البحرينية تصل الخرطوم ضيفة شرف في احتفالية جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي
Comments
Post a Comment