Skip to main content

«القنّاص الأميركي» لإيستوود يحطم كل أرقام الإيرادات: فيلم ضد الحروب!

«القنّاص الأميركي» لإيستوود يحطم كل أرقام الإيرادات:
فيلم ضد الحروب!
ترجمة: كوليت مرشليان
إذا كان فيلم «القناص الأميركي» يشغل حالياً صالات السينما في اميركا والعالم ويسجل أعلى ايرادات لهذا العام فان مخرجه كلينت إيستوود يشغل الصحافة والإعلام. ومع هذا فهو قد صرح مؤخراً لمجلة «الفيغارو» الفرنسية بأنه «لم ينجح كثيراً لا في التمثيل ولا في الاخراج!» وصحيح ان فيلمه ما قبل الأخير «جيرسي بويز»، وكان من النوع الموسيقي، قد أوقعه في خسارة مادية، غير ان «القناص الأميركي» قد أمن له النجاح والثروة حالياً، حتى وصلت أرباحه الى ما يزيد على 300 مليون دولار في اقل من شهر ويتوقع ان يسجل ارقاماً قياسية ويتحدث فيه عن قصة مقاتل اميركي في العراق يتعرض للقتل لدى عودته الى موطنه وهنا يطرح السؤال حول مضمون الفيلم الذي اثار جدلاً واسعاً: هل «القناص الاميركي» يدين الحروب أم يناصرها ويؤيدها؟

هل هو صنع من جبان حرب أحد ابطاله؟ اسئلة كثيرة حول هذا الفيلم أجاب عنها إيستوود الذي بلغ اليوم 84 عاماً ولا زال يطمح إلى تحقيق احلام كبيرة في السينما، نقتطف من الحديث.


[ كيف تلاحقت الأحداث لتصل الى القيام باخراج هذا الفيلم: «القناص الأميركي»؟

ـ محض صدفة: كنت في صدد قراءة السيرة الذاتية التي كتبها كريس كيل حين اتصلت بي «شركة وارنر» لتسألني تحديداً إذا كانت هذه السيرة قد تعني لي شيئاً. فطلبت ان يعطوني وقتاً قصيراً لأنهي الثلاثين صفحة المتبقية من الكتاب، ووجدت فعلاً انها كانت قصة مشوقة. مع بطل يتميز بشخصية غير عادية. انسان ساخر وحزين بشكل تراجيدي مع هذه النهاية غير المتوقعة: قتل في شباط 2013 على يد جندي سابق كان يعطيه دروساً في الرماية.. فوجدت في هذا التفصيل ما يمكن ان يشكل مادة دسمة لفيلم سينمائي لن أجعله محدوداً في إطار الحرب فقط.

وقد صورت الأزمة في العراق من خلال نظرة هذا القناص المميز، فهو الى جانب احترافه لمهنة القناصة مؤمن بشكل كبير وملتزم تجاه وطنه وايمانه وقد اقتنع بمهنته التي تتوجب عليه قتل عدد من الناس يومياً من دون ان يطرح على نفسه اي سؤال يتعلق بهذا الموضوع.. ووجدت ايضا ناحية جمالية في تصوير الجانب «الوسترن» من الفيلم حيث كان يمكن له ان يقتل عدوه على بعد 1800 م! باختصار، كان السيناريو يحتوي على عناصر تشويق كثيرة وأنا اضفت اليها «رشة ملح» خاصة بي، كما يقال..

شخصية القناص

[ وهل تشرح لنا هذا؟

ـ حرصت على دراسة شخصية «كيل» في نقاط معينة: خاصة في تصوير التناقض الكبير ما بين حياته العائلية الخاصة خارج دوام عمله والخطورة التي كان يتعرض لها في مهمته في العراق. ووجدت على قدر من الأهمية طريقة تفكيره والأسباب الاساسية التي كانت تقوده كل مرة للعودة الى الجبهة، وحاولت ان افهم السر الذي كان يجعله بحاجة الى هذه الكمية الكبيرة من الحماسة، ومن الادرينالين.. حين كنت في العشرين، وكانت بداية الحرب في كوريا، اي في العام 1950، طلبت للخدمة العسكرية الالزامية وحين انتهى وقت الخدمة لم يخطر في بالي على الإطلاق العودة الى الجبهة!

هوليوود والحرب

[ ثمة تقليد يعود الى زمن بعيد ما بين هوليوود وأفلام الحرب. وأنت عالجت هذا الموضوع كثيراً خاصة في «مذكرات آبائنا» و «رسائل إيوو جيما».

ـ هذا النوع من الافلام كان على الموضة في شبابي. أتذكر مثلا فيلم «باتان» مع روبرت تايلور، وغيرها من الافلام التي كانت تضع فكرة مواجهة ابطال الافلام لظروف صعبة وهائلة وتصور لنا كيفية صراعهم للحياة.. ولكن بعدها، حين صورت افلاماً حول الحرب العالمية الثانية، أو حرب فيتنام أو مؤخراً النزاعات في العراق وفي أفغانستان... لم تعد النظرة متشابهة ولم تعد هذه الافلام تحصد المشاعر الوطنية.. فالافكار تغيرت...

صورة البطل الأميركي

[ بطلك كريس كايل يؤمن بكلمات ثلاث تشكل عالمه: الايمان او الله، ثم وطنه ثم عائلته الصغيرة. هل وجدت في هذه الثلاثية ما يكفي لتجعل منه بطلاً لفيلمك؟

ـ للوهلة الألى هو يترك انطباعاً بأنه على صورة البطل الأميركي الذي يؤمن بضرورة التزامه بالأفكار الجاهزة التي تلقاها كل من شارك في حروب العراق وأفغانستان. لكنه هو يمتلك وجهاً إضافياً أكثر تعقيداً: قبل كل شيء هو يؤمن بأنه وطني إلى اقصى حد وبأنه مؤمن ممارس.

انا لا اعرفه شخصياً لأفهم مشاعره العميقة بشكل كبير خاصة حيال قضية قتله للناس التي يعتبرها مهنته. أتخيل أن الانسان يصبح فاقداً للأحاسيس حيال هذه الفكرة. ولكن من دون شك انه كان يمر من وقت الى آخر بنوبات ارق تمنعه من النوم ليلاً وتعيد الى ذهنه صور وجوه هؤلاء الذين قتلهم ما قبل اطلاق النار عليهم وما بعده...

اسئلة القناص

[ وهل كريس كايل قد طرح على نفسه في الفيلم اسئلة في حدود الأخلاقيات أو شرعية هذه الحرب..

ـ لكنه يجد نفسه دائماً في موضع الدفاع! ولكن في لحظات معينة نجده يبدأ بالشك حول قانونية هذه الحرب! وافضل اللقطات حول هذه النقطة حين كان يتحدث الى طبيبه النفسي في نهاية الفيلم، في مستشفى عسكري.. شرح له بأن ضميره مرتاح وبأنه جاهز للمثول امام الخالق في اللحظة الحاسمة مع شعوره بأنه قام بواجبه على اكمل وجه. ولكن هنا نرى في ملامح وجه برادلي كوبر طيف الشك الكبير بكل قناعاته.. هذه اللحظات مثلها كوبر باسلوب خارق وتعبير وجهه استطاع وحده ان يحدد اللعبة في نهايتها ويدلنا الى مشاعره الحقيقية. أنا شخصياً لم أوافق على غزو العراق عام 2003 ولا على فكرة حرب ثالثة في الخليج. لذا اعتبر «القناص الاميركي» فيلماً موجهاً ضد الحرب.

.. برادلي كوبر

[ لماذا اخترت برادلي كوبر ليقوم بدور كريس كايل؟

ـ انه ممثل جيد، وأحببته في سلسلة «فيري باد تريب» وكانت سلسلة افلام تجارية ولكن ذات نوعية جيدة. ثم هو يتحلى بروح الفكاهة، وهذا امر يهمني كثيراً. كذلك وفي اطار آخر أحببته كثيرا في فيلم «هابينيس تيرابي» (...).

وما احببته بقوة ايضا لديه انه اثناء التصوير و24 ساعة على 24 وحتى خلال الاستراحات كان يستمر بالحديث على طريقة كريس ولم يخرج من الشخصية ما جعلني اشعر بأنه لا «يلعب» الدور فقط بل يعيشه. أظن ان هذا اهم مديح يمكن ان نقوله عن ممثل معين (...).

[ احتفلت هوليوود مؤخراً بمرور 100 عام على انطلاقتها. ماذا تعني لك هذه المناسبة؟

ـ أنت تقول 100 عام؟ (استراح وراح يفكر). أنا في هذا المضمار منذ 26 عاما. ما دمت وصلت الى هنا عام 1953 وتحديداً الى شركة «يونيفرسال» حيث ابرمت عقداً معها جعلني ابدأ بأدوار صغيرة.... اصدق ذلك بصعوبة... وأشعر بأن ذلك قد بدأ بالأمس... هوليوود...حين افكر بهذه الكلمة وبهذا المكان افكر كما كانت ارض هوليوود خصبة وكم استقبلت من مخرجين كبار ومن افلام رائعة! وايضاً اعداداً كبيرة من الأعمال والأسماء التي لم يكن لها قيمة كبيرة. ولكن حتى هؤلاء صنعوا تاريخ السينما...

[ ما هي النصيحة التي كان يمكن ان تعطيها لكلينت إيستوود الشاب؟

ـ (تنهد) آه، لا أعرف... (وبعد لحظة) لم أكن طالباً موهوباً لكنني كنت اتعلم ببطء. وقد أنصحه بأن يكون ايقاعه اسرع مما كان عليه! وايضاً أنصحه بأن يتمرن ويواظب على التمرين في كل شيء من دون التوقف...

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe