Skip to main content

الشوارع ذكريات وحكايات تتسلل إلى قلبك --Marouane Gouriche

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏الشوارع ليست مجرد مسارات وأعمدة وجدران بل ذكريات وحكايات تتسلل إلى قلبك حين تمر بها وتشم فيها عطر سنوات أو لحظات من عمرك كدت أن تنساها فى زحمة الحياة.
لعلك مررت يوما ببيت العائلة الكبير وهرب منك قلبك وعقلك ليتذكر سنوات قضيتها فى هذا المنزل، أصوات ضحك عائلتك مازال يحتل أذنيك، رائحة جدتك أو رائحة طعام جدتك -بمعنى أدق- يفوح ليملئ الشارع بأكمله، حكايات جدك التى طالما استمعت إليها بصوته الحنون، خطوات قدميك على سلالم المنزل المتهالكة، قبلات خالتك التى كنت دائما ما تصر على تجفيف اثارها من على وجهك، حملقة أبوك فى عينيك حين تخطأ القول أو تتصرف بشكل غير لائق، كلمة "اقعد ساكت" التى تحتل لسان أمك أمام الجميع...لعبك وشجارك وبكائك مع أخوك وباقى اطفال عائلتك، تسلق جدران النوافذ لتجد أيادى تشدك للوراء وصوت يصرخ فى وجهك "هتقع فى الشارع"، تتذكر دق باب الجيران والهرب سريعا حتى لا يراك أحد، نومك فى أى مكان من شدة التعب والإرهاق بعد اللعب لتحملك أمك أو جدتك فى حضنها لتأخذ جرعة حنان وراحة لن تشعر بقيمتها إلا بعد ما تكبر.
جاء أول يوم رمضان وسيأتى الجميع بعد انتهاء العمل والدراسة إلى بيت العائلة لتناول الإفطار سويا، ولا بد أن يأتى فردا متأخرا دائما فى كل عام. يسود الصمت ساعة الإفطار فأكواب عصير "مزيج من الفواكه" او " الرايب البلدي " او"الحريرة و الشباكية" تغطي الأفواه، لتنطلق أصوات الضحك والحكايات الممزوجة بصوت الأدعية والبرامج في التلفزيون بعد الإفطار..بالاخص الملحون.، وتمتد إليك عشرات الأيادى لتضع كميات هائلة من الطعام فى صحنك...كميات لن تستطيع أن تتناولها فى شهر ليس فى ساعة واحدة،لينتهى اليوم بعبارات "كل سنة وانتم طيبين...متجمعين دائما...رمضان كريم"
تتذكر أول حالة وفاة فى هذا المنزل...أصوات الصراخ والبكاء... بريق قطرات الدموع واحمرار العيون والأنف أيضا...تعازى الجيران...الملابس السوداء التى تغطى كل الاجساد من حولك...صوت القرآن والأدعية.. تفاصيل الوفاة والكلمات الأخيرة التى قالها تعاد كل دقيقة لكل من أراد أن يتطفل ويسأل.. عيون شخص لن تراها ثانية.. ويبدأ عقد العائلة ينفرط تدريجيا يسافر البعض وينشغل البعض الأخر وتقسو القلوب وتصبح فرص التلاقى بعيدة المنال.وتطوى حكاية منزل وتبدأ حكاية منزل آخر
نعم.. يبدو أنه مجرد منزل قديم فى شارع لكن وراء كل منزل حكاية فى النفس...
.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe