رماد اوهامي المشاكس...!!!
حاتم بابكر عوض الكريم
أدور في غياهب وحشتي
استنشق هواءا جافا
رائحته رمادية كطعم الصحراء
هناك في علياء ضياعي
أبحث عن صوت الورد
عن اخضرار العصافير
عن همس الشوارع الصاخبة
المعطرة باغاريد رغوة الصابون
ابحث عن طفولتي
عن كف حبيبي المرتجف
عن حضن ارضي المضمخة بالحليب
ابحث عن شذى عطر مدينتي
لايهمني ضجيج اذقتها بعواء الذئاب والكلاب
لا تهمني شوارعها ان سكنتها الايائل او الذنابق
المهم ان اعانق بصدري العاري وجهها لحظة المطر
********************************
صوت المطر يحرق ذاكرتي
يتسرب كالخمر المعتقة في اورتي
يشعل قلبي باغاني البدويات
ورقصات القرن الماضي اللزجة
صوت المطر
يحرك في ذهني
همهمات الجياد الاصيلة
وهي تعبر خط السباق
في انتشاء السكارى عند هالة الضياء الانيقة
********************************
صوت المطر يعصر
في ذاكرتي....
الحكايات الساذجة
الاحاجي النائمة
تخرسات الكتب القديمة
يحرك في قلبي عواء الذئاب
يسمعني عويل المومسات
ضجيج اباريق الخمر الرديئة
بكاء الطيور السجينة
صوت المطر في قلبي
يوقظ عزف الريح في عقلي
كي اصعد برابية المدينة
يخدش جدار روحي المعتم بالخطايا
يفجر ثقوب نفسي
تصعد اعلى الذاكرة
احلامي
افكاري
اوهامي
كدخان ابيض وردي
معتم بوصايا الانبياء البريئة
************************************
عند فوران صوت المطر
يحاصرني هزيان ما بعد الغروب
تلتهمني السكينة الروحية
اضرب كف بكف ...
فتنقذني الوجبات السريعة
.... الحان الاغنيات الهابطة
...... شبق العلاقات المراهقة
تتسع المسافة بين ضفتي راسي الاصلع
تتوالد الاكاذيب في ذهني
كنشاط السرطان في الجسد العليل
يصبح طعم ماء النهر لاسع نتن
كاحلام الضحايا
وافول طعم الغروب
يخرج البخار من اعلى راسي
يتكثف...
يتجمع....
يهطل من مقلتي دموع ونزيف
كدخان المطر الملامس صدري
تحترق افكاري
تتحول الى رماد
لا اقبض رمادها المشاكس قلبي
ام درمان
حاتم بابكر عوض الكريم
5/ يناير/2018م
Comments
Post a Comment