Skip to main content

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة الزبون التعيس ... ؟ !! - - هيثم الفضل

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
الزبون التعيس ... ؟ !! - - هيثم الفضل

لم نزل نحن أهل السودان من أكثر الشعوب المتشبثة بعاداتها و تقاليدها و عموم ثقافاتها المحلية ، و ذلك في واقع الأمر شيئ إيجابي إذا ما أُخذ من زاوية الحفاظ على التاريخ و الهوية و كذلك تأصيلاً لعاطفة الإنتماء إلى الأرض و البيئة و المجتمع الكبير ، غير أن بعض تلك العادت و التقاليد و المفاهيم ، في حقيقة الأمر غير صحيحة و سلبية و مُضره ، و يكون التخلي و التبرؤ منها معولاً إيجابياً في سبيل ضمان أمان و تطور المجتمع بالقدر الذي يجعلنا مؤيدين لكل التفاعلات الرسمية و المجتمعية الداعية إلى التخلص من مثل تلك العادات ، و التي يكون بعضها مضراً بحياة الإنسان الجسدية و النفسية ، كعادة ختان الإناث أو الزواج المبكر للفتيات اللائي لم يتجاوزن مرحلة الطفوله ، و البعض الآخر من تلك العادت الضارة يكون له أثر على حركة التنمية الإجتماعية و النمو الإقتصادي للفرد و الجماعة ، و ربما إمتد أثره إلى وصم الأمة بأجمعها بصفات هي في الحقيقة ليست مطلقة في فرد فيها و لكنها مؤثرة لدي الغير خصوصاً في الخارج ، مثال ذلك أن كماً هائلاً من الإخوة الخليجيون يعتقدون إعتقاداً جازماً بأن السوداني كسول و لا يحب العمل المضني ، و لم يكن ذلك إلا بملاحظتهم لمجموعة من العادات و التقاليد التي نتوارثها ، ثم نقوم بنقلها معنا إلى خارج البلاد لتصبح نمطاً يشتهر به السوداني ، ثم يتطور ليضع الإنطباع لدى الغير من المتفحصين لسكناتنا و حركاتنا بأننا لا نكترث لفضيلة العطاء في العمل و المثابرة ، و العادات هي عمل متوارث و جماعي يأخذ شرعيته من إلتفاف الناس حوله و إقرارهم الضمني بجوازه إلى أن يصبح عُرفاً ، أقول هذا و أنا أتأمل في حال ثقافة التجارة و البيع و الشراء في أسواقنا ، عندما تدخل محلاً لبيع المواد الغذائية أو لبيع الملابس ، تجد البائع و مساعديه يجلسون القرفصاء حول طبق الطعام ، و عندما تدخل ينظرون إليك نظرة المستثقل ، مما يجعلك و أنت المشتري أو الزبون تشعر بالحرج و كأنك أتيت في الوقت غير المناسب أو تطفلت على قوم يأكلون ، و كنت قد عملت في المملكة السعودية زهاء الإثني عشر عاماً ، لا أذكر فيه البته أني دخلت محلاً أو مكتباً يقدم سلعة أو خدمة لأجد من يبيع أو من يستقبل العملاء فيه يتناول وجبه ، لم أجد ( لعادة ) الفطور أو عموم الأكل في مكان العمل شبيهاً في أيي مكان زرته خارج السودان ، بقالات و صيدليات و محال تعمل طوال اليوم في بلدان شتى و لا أدري متى يتناول القائمين عليها وجباتهم ، و للحقيقة من المؤكد أنهم يأكلون و لكن بنظام و بالتناوب و بسرعة و دون أواني و صواني و أباريق ، متى تنتهي في بلادنا عادة الأكل ( الموهط ) أثناء العمل فيما يسمى بوجبة الفطور ، و ها أنا وغيري نعاني من وجبتي الغداء و العشاء في كثير من مراكز الخدمات التجاريه و المحلات الصغيرة و الكبيرة ، نحن أناس لا نفقه في أمر التجارة شيئاً من زاوية إحترام العميل أو الزبون و إكتساب وده ليعود مرةً أخرى للشراء ، أهل حضرموت أساطين التجارة في العالم لديهم مثل يقول ( التاجر مطية الزبون ) .. ترى هل نرعوي .

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe